السبت 15 شباط / فبراير 2025, 04:09
داود أوغلو يشبّه شمال العراق بتكساس




داود أوغلو يشبّه شمال العراق بتكساس
الإثنين 02 تشرين الثّاني / نوفمبر 2009, 04:09
كورداونلاين
شكلت زيارة وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو إلى البصرة واربيل في العراق نقطة تحوّل في سياسة تركيا تجاه العراق، فللمرة الأولى تدخل أنقرة إلى «عاصمة» المنطقة الجنوبية الشيعية في العراق عبر تدشين قنصلية لها في البصرة

شكلت زيارة وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو إلى البصرة واربيل في العراق نقطة تحوّل في سياسة تركيا تجاه العراق، فللمرة الأولى تدخل أنقرة إلى «عاصمة» المنطقة الجنوبية الشيعية في العراق عبر تدشين قنصلية لها في البصرة.

وفي موازاة ذلك كانت الزيارة الأولى لمسؤول تركي رسمي إلى اربيل، «عاصمة» إقليم كردستان شمال العراق، في ما يؤشر إلى اعتراف ضمني وواقعي من جانب أنقرة بـ«إقليم كردستان».

زيارة البصرة كانت رسالة تركية مزدوجة: واحدة إلى الشيعة تعكس رغبة في توثيق علاقاتها بالمكون الأكبر للمجتمع العراقي والذي من دونه لا يمكن لدور تركي في العراق أن ينال حظوظه من النجاح، وربما هو امتداد لحواضر شبيهة على الخط الممتد من دمشق إلى طهران. والرسالة الثانية أن تركيا أصبحت على مرمى حجر من مياه الخليج التي تبدأ بالتفجر من أعالي الأناضول لتتدفق قوية عبر الفرات ودجلة إلى «خليج البصرة» كما يطلقون عليه في تركيا.

وأشار داود اوغلو إلى التاريخ المشترك للأتراك والعراقيين. وقال «إن اسم قنصلنا هنا هو علي رضا اوزجوشكون، لكن من الآن فصاعدا سيكون اسمه علي رضا البصراوي وستكون مهمته الأساسية خدمة أهالي البصرة». وأضاف إن «تركيا والعراق سيشكلان محورا مهما في المنطقة وسيحمل هذا المحور الممتد من البصرة إلى اسطنبول الرفاهية والاستقرار للمنطقة».
أما في اربيل فكانت المحطة الأكثر دلالة في زيارة داود اوغلو إلى العراق، إذ أنها كانت الزيارة الأولى لمسؤول تركي رفيع المستوى إلى «عاصمة» إقليم كردستان منذ أن أصبح فدرالية بموجب الدستور العراقي. وكان أول لقاء لـ«رئيس حكومة» الإقليم الجديدة برهم صالح مع مسؤول أجنبي هو مع الوزير التركي.

لكن اللقاء التاريخي كان بالفعل بين داود اوغلو و«رئيس» إقليم كردستان مسعود البرزاني، وفي اربيل بالذات. وطرحت الزيارة أسئلة كثيرة عما إذا كانت الزيارة هي عودة عن سياسة تركيا بعدم الاعتراف بالواقع الكردي في اتجاه الاعتراف الرسمي بالفدرالية الكردية، فتركيا كانت تتجنب زيارة مسؤوليها إلى إقليم كردستان أو حتى الالتقاء مع مسؤولي الإقليم بسبب انزعاج أنقرة من تمركز عناصر حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل التي هي جزء من الإقليم. وغالبا ما اتهم مسؤولون أتراك على أعلى المستويات أكراد العراق بمن فيهم الرئيس جلال الطالباني بدعم «الإرهاب».

ينفي داود اوغلو أن تكون الزيارة تعكس اعترافاً بالفدرالية الكردية، موضحا أن الاعتراف هو بين الدول. وقال «نحن كدولة نعترف بالعراق. في الدستور بنية فدرالية، تماما كما الولايات المتحدة. فإذا ذهبنا إلى ولاية تكساس في الولايات المتحدة فهل يعني هذا اعترافا بالولاية؟».

لكن إذا كانت أنقرة لا تعترف رسميا بالفدرالية الكردية فإنها من خلال زيارة اربيل إنما تعترف،على الأقل، بالوجود السياسي لكردستان كإقليم له حيثية خاصة بحسب غالبية التعليقات التركية.

ويرى مراقبون أتراك أن بدء تركيا التواصل مع اربيل إنما من اجل تشجيع أكراد العراق لتفعيل دعمهم عملية الانفتاح التركية على أكراد تركيا، وبالتالي إقناع «الكردستاني» بتسليم سلاحه والعودة إلى تركيا. ونقلت صحيفة «ميللييت» عن داود اوغلو قوله لمسعود البرزاني «إذا ساعدتم في تصفية حزب العمال الكردستاني فإن أياما جميلة تنتظرنا، أما إذا واصل الأخ طعن أخيه فلا يمكن انتظار مثل تلك الأيام»، وقد وعده البرزاني بفعل ما بوسعه تجاه «الكردستاني»، معتقداً أن «على الحزب أن يتغير وغالباً ما كنا نرسلهم إلى إيران ثم يعودون».

وفي الموصل حيث افتتح قنصلية تركية، وصف داود اوغلو العلاقات بين الشعب التركي وشعب الموصل بأنها متداخلة مثل تداخل الظفر باللحم ولا يمكن الفصل بينهما. وإذ أهداه محافظ الموصل اثيل النجيفي حصاناً قال الوزير التركي «لقد جاء أجدادنا إلى هنا على ظهور الأحصنة، وأنا سأمتطي حصاناً وأعود إلى هنا على ظهره».

وخلال عودته إلى أنقرة تحدث داود اوغلو إلى صحافيين أتراك، فأشار إلى انه لا بد من إعادة إنشاء شرق أوسط جديد بين دول المنطقة من اجل رفاهيتها واستقرارها. وأضاف «القسم الأكبر من الحدود بين دول الشرق الأوسط مصطنعة ولا بد من التعاون من اجل خلق حدود جديدة، مع المحافظة على الحدود السياسية الحالية. وكما أصبحت الحدود بلا معنى بين دول الاتحاد الأوروبي فيجب أن نجعلها بلا معنى أيضا هنا في الشرق الأوسط. لقد تحارب الفرنسيون والألمان لقرون لكنهم اليوم موحدون. فلماذا لا نقوم نحن بالشيء ذاته».

أراد الأتراك من خلال الجمع بين البصرة الجنوبية واربيل والموصل الشماليتين التأكيد على أهمية وحدة العراق، لكن ما ليس مفهوما كيف تسقط كركوك من برنامج زيارة داود اوغلو، الذي أكد أن الأسباب لوجستية وأن ممثلي المجموعات الاتنية في كركوك شاركت بلقاءات الموصل. وقال إن زيارة كركوك ستكون على جدول أعماله في المستقبل، موضحا انه يريد «أن تكون كركوك نموذجا للتعايش الاتني حيث هي عراق مصغر. نريد لكركوك وضعا خاصا».

محمد نور الدين
السفير

450.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات