أوجلان:الشعب الكردي شريف ، ولا يمكن قبوله سوى بالسلام المشرَّف
الإثنين 02 تشرين الثّاني / نوفمبر 2009, 02:13
كورداونلاين
، فلتستحي دياربكر ، ألا يغلي الدم لدى المثقفين في دياربكر ؟ تعليم اللغة الأم بقي على عاتق فتاة صغيرة ! بينما الحكومة تدّعي بأنها تقوم بانفتاحات ثقافية واقتصادية واجتماعية
يكفي أن يعترفوا بالحقوق التي اعترفت بها فرنسا لكورسيكا
هذه ليست لعبة ، يجب الالتزام بالجدية ، ويجب إبداء الاحترام ، عمل السلام عمل جاد ويتطلب الاحترام ، لقد بات كل شيء مفهوماً . مجيء هذه المجموعات وموقف الشعب نحوها وتمسكه بها بشكل مشرَّف ، كشف عن نوايا الحكومة ووجهها الحقيقي ، وأسقط مخططها في الوحل . فالذين ذهبوا إلى هناك لم يكونوا من المؤيدين لحزب المجتمع الديموقراطي DTP و PKK فقط ، بل ذهب المنتمون إلى حزب العدالة والتنمية AKP أيضاً ، وهذا ما سبَّب الرعب لدى الحكومة ، فهي خافت من فقدان أصواتها ، ولكن هذا الأمر ليس من النوع الذي يمكن المضي فيه بحساب الأصوات ، فالسلام يحتاج إلى الجدِّ .
أنا أشكر كل الرفاق الذين لبوا ندائي وجاؤوا ، فبذلك أثبتوا ارتباطهم بي ، فبمجيء هذه المجموعات وموقف الشعب الكردي ، أظهرنا تمسكنا بالسلام ، فالشعب الكردي أعرب عن إرادته نحو السلام بلا مواربة ، ولكن بالمقابل لم تتناول الحكومة الأمر بشكل جاد .
الأمر لن يمر هكذا ، فوزير الداخلية يقول شيئاً من جانب ، ومن الجانب الآخر عوائل الشهداء(الجنود) تُؤخذ إلى البرلمان بهدف الاستغلال ، ويلتقون برئيس البرلمان ، ويجري تحرُّك ويدور كلام ليس فيه احترام من قبيل الإرهاب وما إلى ذلك ، إن هذا قلة إحترام.
إن AKP ليس جاداً في هذا الأمر ، يقولون ؛ يمكن أن تحدث بعض الأمور خلال شهر تشرين الثاني ، ولكن سنرى . إن هؤلاء لا يخادعون شعباً فقط ، بل يخادعون الدولة أيضاً ، فالسياسيون الذين يفكرون بمصالحهم اليومية يلحقون الضرر بالدولة أيضاً ، ويلقون بظلالهم على صدقيتها واحترامها . فكون رجل دولة يتطلب الجدية . لقد كان ثمة رجال دولة لدى العثمانيين ، وكان لدى الدولة جدِّيتها ، وهذا الأمر غير موجود لدى هؤلاء . فالسلام عمل جاد ، بينما AKP ليس صادقاً ، ولا يطلبون السلام ، فآخر نقطة وصل إليها مسار الانفتاح هذا هو " آلافيرا ... دالافيرا ، إلى الحراسة يا محمد الكردي"(مثال شعبي يقال عن خداع الجندي الكردي محمد وإرساله إلى نوبة الحراسة). ويحاولون مرة أخرى إلقاء كل الذنوب على عاتق الأكراد . إن موقف هؤلاء يشبه محاولة خداع فتاة في الخامسة عشر من عمرها ، فهم يحاولون ممارسة نفس المعاملة نحوي هنا ،، ولكنهم لن يتوصلوا إلى نتيجة . يقولون نحن سنقيّم المسار من جديد وما شابه ذلك ، هذا غير ممكن . إنني أدعو أردوغان إلى الجدِّية . ومن الآن فصاعداً لن تأتي مجموعات أو ما شابهها ، فلم تعد هناك ضرورة لمجيئها .
ماذا يعني "لنعد إلى البداية !" ؟ فليفعلوا ما يحلو لهم ، بالأصل ليس لدى هؤلاء نوايا السلام وما شابهه ، فهؤلاء ليسوا جادين وصادقين في السلام ، وهدفهم الوحيد هو التصفية ، لنتجاوز حزب الشعب الجمهوري CHP وحزب الحركة القومية MHP ، فهؤلاء لايريدون السلام أصلاً ، أحدهما وطني فاشي والثاني قومي فاشي ، كلاهما يطلبان الحرب . بينما موقف "بولنت آرينج"(نائب رئيس الوزراء) يبدو إيجابياً بعض الشيء ، إنني أنادي السيد "آرينج" من هنا : إن ما يفعله AKP لا يليق بالدين ، يقولون الأُخوَّة على مدى ألف سنة ، وهذا لا يليق بالأخوّةِ أيضاً ، مثلما لا يليق بالديموقراطية . ياسيد بولنت آرينج : أنتم تعرفون تاريخ الإسلام ، وتعرفون غزوة أحد ، وغزوة بدر وغزوة الخندق ، يقولون بأنه قتل خمسة آلاف جندي وخمسة آلاف من حماة القرى ، وقتل أربعون ألف من جانبنا كما يدَّعون ، أي المجموع هو خمسون ألف . فإذا كان مات خمسون ألف شخص ، فذلك يعني أن هناك حرب ، ويقولون الإرهاب ، فحتى لو كان إرهاباً ، فهذا يعني الحرب . فإذا كانت حرباً فذلك يعني وجود طرفين ، والسلام يمكن أن يكون بين الطرفين .
لا يحق لرئيس الوزراء أن يتصرف بعاطفية ، أنا هنا منذ عشر سنوات وجعلوني في وضع أكثر الناس عزلة في العالم ، وحتى في أصعب أوقاتي لا أتصرف بعاطفية . ولا يمكن المضي في هذا المسار انطلاقاً من الخوف على الأصوات . هؤلاء لا زالوا في همِّ كراسيهم ، و AKP ليس صادقاً ، فبمجيء مجموعة السلام تلك انكشف ما يحاول AKP القيام به بشكل واضح ، وبالأصل فإن هذا كان هدفي من دعوتي للمجموعات ، فهؤلاء يدَّعون بأنهم سيستخدمونني هنا ويحسبون بأنهم سيحلون المشكلة حسبما يحلو لهم . إنهم لن يستطيعوا استخدامي بهذا الهدف .
الانفتاح ليس سوى حكاية ، وهدفهم الأصلي هو تصفية PKK ، وأريد الرد على كتابات "اسماعيل بيشيكجي" و "باسكين أوران"(باحثان اجتماعيان وكاتبان) التي ظهرت في الإعلام ، يقول اسماعيل بيشيكجي في مقاله ؛ بأن هناك أربعون مليون كردي ، وبضرورة أن تكون لدى الأكراد دولتهم . ويتناول الحدث من موقف دولتي ، وأنا أفهمه ، إنه مستقيم وصاحب نوايا حسنة ، ويبعث برسالة مفادها "عليكم المطالبة بدولة" ، ولكنه لا يفهم تماماً ما أريد قوله ، جانبي السوسيولوجي قوي أيضاً ، بيشيكجي أيضاً عالم اجتماع ولكنه لا يستطيع تحليل الدولة جيداً ، وفي مرافعاتي الأخيرة أوردت أفكاري في موضوع الدولة ، فالدولة لا تجلب الحرية للشعوب . في مرافعاتي تحدثت عن عدم كون الدولة حلاً اعتماداً على الأساس الاجتماعي التاريخي ، وشرحته ، كما أن كلاً من "كارل ماركس" و"لينين" و "ماو" والآخرون لم يستطيعوا تحليل الدولة جيداً ، وكانت انكلترا تفتح ذراعيها لـ كارل ماركس ، وكان يتغذى من جانبهم ، وكانت تهدف إلى استخدامه ضد ألمانيا ، أنا لا أقول بأنه كان عميلاً للانكليز ، ولكنه خدم سياسات الانكليز موضوعياً ، ولهذا كان الاشتراكيون والشيوعيون الألمان يكرهون ماركس ، وهذا هو السبب في نماء القوموية في ألمانيا بدلاً من الشيوعية . يتحدثون عن فاشية هتلر ، ولكن الحداثة الرأسمالية هي الفاشية ذاتها . لقد كان "لينين" يُتعِب عقله على "الدولة الاشتراكية" ، بينما "برودهون" و "كروبوتكين" و "بوكانين" وآخرون أجروا تحليلاً أفضل للدولة ، حتى أن كروبوتكين اعترض على لينين قائلاً : "إنك تجلب الديكتاتورية وتقضي على الديموقراطية" ! ، بينما لينين يصفه بالـ"خَرَف" ، ولكن في النهاية انهار الاتحاد السوفييتي . والصين في يومنا هي البلد التي تساعد الرأسمالية على الصمود في أزمتها . بناء عليه ظهر كروبوتكين محِقاً . ومن قبل كان الاتحاد السوفييتي أيضاً قد خدم الرأسمالية موضوعياً . فلا يمكن أن تكون للدولة اشتراكية ، ولا دولة اشتراكية . فالدولة مصدر للقمع والاستغلال والطغيان ، وأنا لا أدّعي بأن الدولة سيئة بالكامل ، ففيها بعض جوانبها الحسنة ، إذا كانت دولة ديموقراطية ، ودولة القانون .
كما أن "باسكين أوران" في مقاله يقول ؛ "الهوية التركية العليا رهيبة" ، إنه تشخيص جاء متأخراً جداً ، فهو قد قام بالتدقيق في كتاباتي ، بالطبع لديه أيضاً بحوثه ، فعندما كنت أدرس في كلية العلوم السياسية ، كان باسكين أوران استاذاً مساعداً ، وكانت لديه كتاباته ، ولكنه يفهم الأمر على نحو أفضل في السنوات الأخيرة . فهو أيضاً يقول ، وأنا أقول ؛ ليست هناك تركياتية حقيقية في الهوية التركية العليا ، نعم إن الهوية التركية العليا رهيبة ، وأنا أقول إنها إرهاب . هم يقومون بفرض الهوية التركية العليا على كل الشعوب ، كما أن الذين ابتدعوا الهوية التركية العليا ليسوا أتراكاً ، فإثنان من مؤسسي الاتحاد والترقي أكراد ، أحدهما "عبدالله جودت" ، وأحدهم عربي ، وأحدهم أرناؤوطي(آلباني) ، بينما واضع إيديولوجيتهم هو "ضياء كوكآلب" ، وهو من أكراد الزازا .
هذه سياسات انكليزية ، فهم فعلوا هذا دائماً على مدى التاريخ ، لقد بحثت في الأمر جيداً حتى القرن السادس عشر . فهم هدموا الامبراطورية الأسبانية بالدفع نحو تأسيس دولة صغيرة مثل البرتغال ، كما هدموا الامبراطورية النمساوية – المجرية ، بالدفع نحو تأسيس دولة بروسيا . مثلما هدموا الامبراطورية العثمانية بسياسة الهوية التركية العليا ، والدولة التركية المتأسسة عليها . ليس لمفهوم الهوية التركية العليا هذه أية علاقة بالتركياتية الحقيقية ، مثلما لا تشمل الأتراك . فالأتراك في البلقان والقوقاز بقوا في الخارج . أين هؤلاء الآن ، لماذا لا يتم تبنيهم ؟ . لقد تم فصل ثوب ضيق على الشعوب المتبقية من العثمانيين بهذه الهوية التركية العليا ، إنه ثوب ضيق وثخين ومتصلب ومحاط بقوانين لا تتغير ، ويحاولون حشر عشرة أو عشرين شخصاً فيه . أرادوا بهذا صهر الأكراد لخلق خليط. فحتى "نيهال آتسيز"(أحد منظري القوموية التركية) رأى هذا الأمر ، وابنه لا زال على قيد الحياة ويكتب ، فحتى هو قال بأن هذه التركياتية رهيبة ، وهو الذي أُبقِيَ عليه في السجن لسنوات بسبب مفهومه للقومية التركية ، ومناهضته لهذه التركياتية .
في البداية حاول الانكليز الدفع نحو تأسيس الدولة اليهودية في غرب الأناضول ، حتى أنهم أرادوا شراء الأرض ، ولكن العثمانيون لم يقبلوا بهذا ، وأسسوها في فلسطين فيما بعد . والآن يريدون السيطرة على جميع الأكراد بجمعهم حول دويلة قومية كردية صغيرة يؤسسونها في الجنوب . لقد استمعت إلى تصريح البارزاني ، فقد قال عني ؛ "إنه يمارس عداء الأكراد" ، إن هدفي هو تحرير الأكراد بالمعنى الحقيقي . أما البارزاني فإما أنه لا يفهم هذا الأمر أو أن هذا الأمر لا يتوافق ومصالحه ، وأنا لا أغضب عليه . يمكنه تأسيس دولة ولكن ليس على أساس فيدرالي ، يجب أن تكون منفتحة على الديموقراطية .
يتحدث اسماعيل بيشيكجي عن عشرينيات القرن الماضي ، لقد بحثت في كل سنة بسنتها في العشرينيات ، فقد حشر الانكليزُ الأتراكَ في الأناضول وخلقوا دويلة تركية ، حتى أن مندوبي البرلمان حينذاك اعترضوا على هذا في المجلس ، وناهضوه ، وقالوا ؛ إن هذا ليس "ميثاقاً ملِّياً" ، والمقصود بالميثاق الملِّي هو الأماكن التي يقطنها الأتراك والأكراد . مصطفى كمال لم يكن يرغب في التخلي عن كركوك والموصل ، ولكنه أُرغِمَ على التخلي عنهما بسبب ألاعيب الانكليز . وكان تمرد الشيخ سعيد وتمرد دجلة استفزازاً ، ولكنهم لم يفهموا بأن ذلك كان استفزازاً . وكان مصطفى كمال سيلتقي بـ"سيد رضا" في أواخر تمرد ديرسيم ، ولكنهم حتى لم يسمحوا بحدوث ذلك ، حيث أعدموا سيد رضا دون انتظاره . لقد كان مصطفى كمال متمرداً حقيقياً ، ولكن "فوزي جاكماك" كان رئيس هيئة الأركان ، بينما "إينونو" والآخرين فقد كانوا إلى جانب الانكليز منذ البداية ، وتم توظيفهم من جانبهم ، فهم لم ينضموا إلى دعم تمرد مصطفى كمال ، بل تم إرسالهم إلى أنقرا من أجل السيطرة على الدولة التي ستقام ومصطفى كمال لإبقائهما ضمن السياسات الموالية للانكليز . وكان مصطفى كمال عارفاً بالسياسات الانكليزية ولا يقبلها ، وقد كان على علاقة بـ"لينين" حتى عام 1925 ، ويعلم أن الجمهورية لايمكن أن تتأسس إلا بالتحرك مع الأكراد ويتحدث عن منح الحكم الذاتي للأكراد ، ولكن هؤلاء الموالين للانكليز حاصروه ، واستطاعوا الحد من نفوذ مصطفى كمال بمحاولة الاغتيال عام 1925 ، وانفردوا به . وقد دفع بثلاثة أو أربعة من الذين مرَّت أسماؤهم في محاولة الاغتيال إلى الإعدام ، ولكن عندما توحدوا جميعاً في مواجهته ، فَهِم قوتهم ولم يستطع المضي قُدماً . فهم قضوا على نفوذه وحاصروه بوضع كوادر الاتحاد والترقي الموالين للانكليز من حوله . وقاموا بتأليهه من أجل سياساتهم ، واستمر النفوذ الانكليزي على هذا المنوال حتى عام 1944 . بعدها دخلت الولايات المتحدة على الخط ، حيث استسلمت تركيا للسياسات الأميريكية .
في عام 1958 تم تدريب "صبحي قهرمان" و "توركيش"(مؤسسا MHP) في الولايات المتحدة ، وقاموا بتطوير الغلاديو (تنظيم سري تابع للناتو) ، حيث تأسست تنظيمات الغلاديو ضمن بنية الناتو في أوروبا . إنه قوي جداً في ايطاليا ، فعلى سبيل المثال "برليسكوني"(رئيس وزراء إيطاليا) أيضاً من ذلك الفريق . ولكن مركز الغلاديو الأوروبي موجود في ألمانيا ، والغلاديو هو الذي جلبني إلى هنا ، فالولايات المتحدة طلبت والجناح الأوروبي للغلاديو فعل ، والاتحاد الأوروبي انصاع لهم ، وتم إغلاق جميع الأبواب ، وعندما خاننا أصدقاؤنا اليونان جيء بنا إلى هنا . الولايات المتحدة هي التي قامت بهذا العمل ، وجلبتني إلى هنا . وعندما جيء بي إلى هنا كان هناك أميريكي في الطائرة ، وكان يتحدث بالإنكليزية ، وصل إلى هنا وقال ؛ "انظروا إنني أسلمكم أوجالان سليماً معافى" ، وكان هو طبيباً أصلاً ، عاملاً صحياً .
كانوا يريدونني أن أبقى حياً سليماً ، وليس من دور لإداريي السجن هنا ، وليست لي أية مشكلة ولا علاقة معهم ، ولا أستطيع العلم بما سيحدث بعد هذا ، فربما يقتلونني ، لا أستطيع العلم هل بالدواء أم بشكل آخر ، فذلك أمر متروك للولايات المتحدة والقوى التي جلبتني إلى هنا . وقد حصلت مقاربات كالعزلة وصلت حدَّ التطاول البدني ، من أجل فرض التراجع عليّ ، ولكنني لم أتراجع هنا ، ولن أتراجع ، فالشعب الكردي لن يقبل بأي شيء سوى سلام مشرِّف سواء متٌّ أو بقيت حياً ، وعليه أن لا يقبل بغير ذلك . فليحموا إرادتهم الذاتية ، فقد وصل الشعب الكردي إلى هذه النقطة ، وهم لن يستطيعوا استخدامي وتصفية PKK من خلالي قطعاً ، لقد استخدموا "اوسمان" ورفاقه في عام 2004 في محاولة لتصفيتي مع PKK ، وما يقوم APK و الولايات المتحدة هو حل هذه المسألة ضمن إطار الدويلة الكردية الصغيرة في الجنوب ، ولهذا السبب اشتروا أوسمان والآخرين هؤلاء ، ولا زالت الولايات المتحدة تزوِّدهم بالمال ، فما يَهُمُّ هؤلاء هو المال والنساء فقط .
إرادة الحرية التي أبداها الشعب الكردي خلال استقبال هذه المجموعات غير مقبولة لديهم ، بل يحاولون فرض الاستسلام . إنني أشبِّه وضع الشعوب بوضع النساء ، وهم يحاولون فرض وضع "الحُرمة" على الشعب الكردي ، وما أبدي من أهمية نحو النساء وتحرر المرأة في الميدان ، إنني أتحدث عن ثقافة الإغتصاب الممتدة لخمسة آلاف سنة ، والنساء تفهم على أفضل وجه ماذا يعني العيش مع ثقافة الإغتصاب ، فقد تم القضاء على إرادة المرأة وشخصيتها منذ خمسة آلاف سنة ، فالمرأة لن تستطيع إثبات وجودها حتى ولو أرادت ، فقد تم فرض الحصار عليها من جميع الجوانب الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والسياسية والثقافية ، وهاهم يفرضون هذا على الشعب الكردي أيضاً ، وقد شرحت مسألة المرأة أكثر تفصيلاً في مرافعاتي . أنا لست معادياً للعشق والمحبة على أن تكون على أساس الحرية وحماية الشخصية والإرادة ، وبالمناسبة أبعث بتحياتي إلى النساء .
في خارطتي للطريق كنت قد تحدثت عن ثلاثة نهوج أو مفاهيم سياسية موجودة في كردستان ، أولها هو الإبادة وإنكار الوجود ، وهو نهج كل من CHP و MHP ، فهؤلاء يقولون لقد أضعفنا الأكراد ، وبضربة أخيرة يمكننا القضاء عليهم ، والمنتمون إلى أرغنكون أيضاً من بينهم . وهم استمرار لذهنية الاتحاد والترقي ، وهؤلاء هم الذين ارتكبوا إبادة الأرمن . ويفرضون ذلك على الأكراد أيضاً . أما النهج الثاني فهو النهج الذي يدفع إلى إقامة دويلة كردية صغيرة مرتبطة بهم في الجنوب ، ليربطوا كل الأكراد بها للسيطرة عليهم ، وهو نهج كل من الانكليز والولايات المتحدة و AKP . وكل من البارزاني والطالباني ينتهجون هذا النهج معهم . وهؤلاء يحاولون يحاولون تصفيتي مع PKK ليصلوا بهذا الشكل إلى هدفهم . ففي عام 2004 حاول الجنوبيون بدعم من AKP إبراز السافل أوسمان هذا والآخرين إلى المقدمة من أجل تصفيتي ، ولكنهم لم يستطيعوا النجاح . وهذا النهج لـ AKP أخطر من النهج الأول ، فهذا يعني الإبادة الثقافية ، وبما يسمى الانفتاح يحاولون فرض ذلك .
كانت هناك فتاة تقوم بتعليم الكردية للأطفال اسمها "ميديا" ، كانت تلك الفتاة التي في العاشرة من عمرها تقوم بتعليم لغتها الأم ، حتى أن النائب العام في تركيا لم يستطع تحمل هذا الأمر ، وابتدأ تحقيقاً بحق الفتاة ، فإذا كانت النيابة العامة لديك لا تطيق حتى تعلم الأكراد لغتهم الأم ، فهل هذا هو الانفتاح ؟ نعم ، حتى تعلّم الأكراد للغتهم الأم لا يُطاق . ففي أي بقعة من العالم يوجد هذا الأمر ؟ . حتى إسرائيل لم تفعل هذا بفلسطين ، بل وحتى هتلر لم يفعل شيئاً هكذا ، فلتستحي دياربكر ، ألا يغلي الدم لدى المثقفين في دياربكر ؟ تعليم اللغة الأم بقي على عاتق فتاة صغيرة ! بينما الحكومة تدّعي بأنها تقوم بانفتاحات ثقافية واقتصادية واجتماعية . بينما معنى هذا الأمر هو الإبادة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية للأكراد . ثمانين بالمائة من الشعب عاطل عن العمل ، وهذه دياربكر في الميدان ، كما يجري الحديث عن الانفتاح الكردي على محور آغري ـ بيدليس ، فالحكومة هنا تقوم بتسيير سياسة كسب موالين لها بالاقتصاد وتوزيع السمسرة .
أردوغان يريد لعب عدة أدوار في وقت واحد ، وقد كان لاعب كرة قدم فيما مضى ، وهو يجيد كرة القدم ، وقواعد لعبة كرة القدم واضحة سلفاً ، ولا يمكن تغيير قواعدها في وسط اللعبة ، فإن تم تغييرها يكون خرقاً لقواعد اللعبة . الأكراد لا يخرقون القواعد في اللعبة ، ولكن أردوغان بالذات يرتكب ثلاث خروق للقواعد في وسط اللعبة ، فمن ناحية يقول؛ سألعب في الدفاع ، ويقول أنا أحمي المرمى ، ويفعل ذلك من خلال القول ؛ دولة واحدة ، وأمة واحدة وعلم واحد . ويدعي بأنه يحمي المرمى ، وذلك هو الخرق الأول للقواعد . وفي نفس الوقت واللعبة قد بدأت ، يقول هذه المرة سألعب في الوسط ، وبذلك يرتكب خرقه الثاني للقواعد . ومرة أخرى وفي نفس اللعبة يقول ؛ سألعب في المقدمة وسأسجل الهدف ، وهذا هو الخرق الثالث للقواعد . ليست هكذا تُلعب اللعبة ، فبهذا الانفتاح يريد اللعب في المقدمة ويحاول تسجيل هدف على الأكراد ، ولكن الأكراد لن يسمحوا بهذا الهدف، وأهل دياربكر مهتمون بكرة القدم، ويفهمونها جيداً.
النهج الثالث هو الطريق الذي ندافع عنه نحن ، فتنظيم الأكراد هو منظومة المجتمع الكردستاني KCK ، ويجب على الدولة أن تقبله ، ولكن هاهي بعض الاعتقالات تجري لهذا السبب ، بينما مثلما تقبل الدولة بـ جمعية رجال الأعمال والصناعة في تركيا TUSIAD عليها أن تقبل بـ KCK أيضاً ، فـ KCK ليس منظمة مجتمع مدني بالمعنى التقليدي ، ولكنه تنظيم من أجل تنظيم المجتمع ذاته ديموقراطياً ، وحتى يكون مفهوماً سأستخدم تشبيهاً بليغاً ، قراءة KCK بالكردية يشابه "Kecik" ، وهي كلمة تعني الفتاة الصغيرة ، ومفهومنا لـ KCK يشبه مفهوم الفتاة الصغيرة ، المرأة التي تبحث باستمرار عن الحرية والعشق ، وهذا العشق يشبه العشق المطلق ، وليعش القادرون على العشق هذا العشق ، أما العاجزون عنه فليبقوا بعيدين عنه . نحن ليست لدينا مشكلة مع الدولة الواحدة والأمة الواحدة والعلم الواحد ، كما ليست لدينا مشكلة مع وحدة بنية الدولة ، يمكنهم التمسك بالأحاديات بقدر ما يريدون ، فنحن لا نطالب بالكثير ، ويكفي أن يعترف هؤلاء بالحقوق التي اعترفت بها فرنسا لكورسيكا ، وهم الذين يتخذون من فرنسا مثالاً لهم ، ونحن لا نريد شيئاً آخر . فهم عندما منحوا الكورسيكيين حقوقهم وحريتهم وإدارتهم الذاتية المحلية ، هل تعطلت وحدة فرنسا ؟ كلا . بينما هؤلاء لا يسمحون للأكراد حتى بتعلم لغتهم الأم ! . وحكاية الانفتاح هذه ليست لـ AKP بل تعود للولايات المتحدة ، وهو مسار ابتدأ منذ لقاء الخامس من تشرين الثاني 2007 ، وهذا ليس مشروعاً للحكومة فقط ، بل هو مشروع للدولة .
في السابق كنت قد سألت "أوزال" (رئيس جمهورية سابق ، اغتيل بسبب القضية الكردية) ، فعندما قال بأنه يريد القيام ببعض الأمور ، قلت في نفسي ؛ إما أن أوزال لا يعرف الدولة ، وإما أنه ليس صادقاً ، ولكن نهايته معلومة . و"أرباكان"(رئيس وزراء تركيا سابق) أيضاً بنفس الشكل التقى من خلال رئيس الدولة السورية ، وبعث برسائل ، وقلت له أيضاً ؛ هل لديكم القدرة على هذا الأمر ؟ قالوا نعم . وتمت إزاحته أيضاً بعد فترة . ومن الجبهة العسكرية كان هناك "قاراداية" والآخرون في عام 1997 ، وقلت لهم نفس الشيء ، أي هل لديكم القدرة ؟ ولكن ظهر أن قوتهم لم تكفي . وعندما أوتي بي إلى هنا قلت نفس الشيء لبعض المسؤولين في مرحلة التحقيق ، ونفس السياق جرى معايشته مع "أجويد"(بولنت أجويد ، رئيس وزراء تركيا راحل) ، في عام 99 ولكن لم يتحقق شيء .
لدي إرادة بشأن الدفع إلى ترك السلاح ، ولدي القدرة على ذلك ، وفي عام 99 قلت للقاضي ، حيث قال القاضي : "يا آبو ، هل أنت قادر على الدفع إلى ترك السلاح ؟ " فقلت : نعم إذا توفرت الضمانات أستطيع ذلك خلال ثلاثة أشهر . ثم أعطينا فرصة للحكومة و AKP لسبع سنوات ، والآن يقولون بما فيهم العسكر : "ليتنا استفدنا من تلك الفرصة" . لماذا لم تقيِّموها ؟ ، ولماذا لم تلقوا أية خطوات ، أين كنتم ؟ . هذا يعني أن هدفهم لم يكن الحل ، بل التصفية ، وحاولوا ذلك من خلال أوسمان والآخرين ، ولكنهم لم يفلحوا .
لا زلت قادراً على إقناع PKK في موضوع التخلي عن السلاح ، كما اتضح من خلال مجيء مجموعة السلام ، إنهم يسمعونني ومرتبطون بي ، ولكنني لن أتدخل بعد الآن ، فقد قمت بما يقع على عاتقي في موضوع الحل الديموقراطي والسلام ، والشعب الكردي شريف ، ولا يمكن قبوله بأي شيء سوى السلام المشرَّف ، وقد تكوَّنت إرادة السلام لدى الأكراد ، فليسأل الشعب الكردي الجميع وكل الأحزاب CHP و MHP و AKP و DTP ، وليسأل المتنورين : نحن لدينا إرادة السلام ، فهل هي متوفرة لديكم أيضاً ؟ ، وعلينا أن لا نعطي المجال لمناهضي السلام . فمثلما قلت يمكن أن أموت هنا ، أو أُقتل ، وأنا لا أعلم كثيراً ، ولكن الشعب الكردي وحركته سيتخذون قراراتهم بأنفسهم ، سواء أكنتُ موجوداً أم لا ، فهم قد وصلوا إلى نقطة لا تسمح بإعطاء تنازلات من كرامته ومن حريته الذاتية ، وأنا هنا لا أستطيع اتخاذ قرار الحرب أيضاً ، ولن أتخذه . PKK بالذات وفقط يمكنه اتخاذ ذلك . أعلم أن رفاقي الكريلا مرتبطون بي ، ولكن من الصعب أن يكون المرء كريلا . فليحموا أنفسهم جيداً ، وليقوموا بتصفية ما يشبه أرغنكون من بين صفوفهم ، فهاهم يتعرضون للإبادة جماعياً في الكهوف بسبب وجود ما يشبه أرغنكون ضمنهم . وعليهم الكشف عن هؤلاء .
أبعث بتحياتي الخاصة إلى "جينار" و "دجلة" ، كذلك أبعث بتحياتي الخاصة إلى الرفاق في السجون ، وخاصة المرضى منهم .
تحياتي للجميع ، طابت أيامكم .
28 تشـــــــــــــرين الأول 2009