أوجلان: افتحوا المجال أمام الحل السياسي الديموقراطي
الإربعاء 21 تشرين الأوّل / أكتوبر 2009, 02:33
كورداونلاين
"كمال بوركاي" يدلي بتصريحات صحفية بحقي ، فليستمر في الكلام ، وليُقنع نفسه ، وليحاول إقناعه ولنرى كيف سيتحدث للشعب !
افتحوا المجال أمام الحل السياسي الديموقراطي
ليس في صحتي أمر مختلف كثيراً ، لازال السيلان قائماً في الفتحات العلوية من حلقي ، ومضايقات البولية لا زالت مستمرة ، حيث أنهض مرتين أو ثلاث مرات في الليل مرغماً ، وأستخدم الأدوية التي أعطوني إياها . الأطباء يقولون أن لذلك علاقة بتقدم العمر . هذه المشاكل ليست على مستوى تهديد حياتي ، أحاول التحمُّل والصمود والبقاء على قيد الحياة . في الحقيقة أُشبِّه وضعي بسنترال الكهرباء بعض الشيء ، فلأنه يُطلب مني الكثير ويُؤمل مني الكثير بل حتى يجري تحميلي الكثير ، يدفعني إلى تشبيه نفسي بسنترال الكهرباء . يجري تحميلي بشكل مبالغ ، فأنا مشحون بالكهرباء بشكل مبالغ ، يجب خلق قنوات لتفريغ هذا العبء ، وإلا فستفتح المجال أمام انفجار كبير جداً ، أُبيِّن مرة أخرى إنها ليست على مستوى ترغم أو تهدد حياتي ، حيث أننا نتحمل ، ونحاول الإستقواء .
يجب معرفة تاريخ الشرق الأوسط جيداً ، مثلما يجب الاستفادة من حضارة الغرب جيداً على هذا الأساس . لقد تطرقت إلى دمقرطة ثقافة الشرق الأوسط في مرافعاتي .
أود إجراء بعض التقييمات بحق الرأسمالية جواباً على اجتماعات صندوق النقد الدوليIMF . الرأسمالية في البداية أفسدت الإنسان ثم أفسدت المجتمع ، والآن تفسد الطبيعة ، تفسد الطبيعة التي تعيش فيها ، إنها تقضي على الطبيعة ، إنها نظام غير مسالم مع الطبيعة التي يعيش فيها . والحقيقة أنا أشَبِّه الرأسمالية بالديناصورات ، فالمعروف أن الديناصورات كانت في البداية تتغذى على ما حولها ، فلما أنهوها ولم يبق ما تتغذى عليه ، بدأت تأكل وتقضي على بعضها بعضاً ، وذلك هو الوضع الذي آلت إليه الرأسمالية ، فالمرحلة التي تعيشها الرأسمالية الآن تشبه المرحلة الأخيرة للديناصورات . الرأسمالية تعني التحول إلى ديناصورات . في هذه الفترة أحاول تقييم "كارل ماركس" بشكل أفضل ، وقد لاحظت ما يلي : في الأصل وضع ماركس نظرية التعايش مع الرأسمالية ، فكارل ماركس أستاذ كبير على صعيد العيش مع الرأسمالية ، ومهما بدا ناقداً للرأسمالية إلا أنه يتخذ من العيش معها أساساً . بينما تحليلي للرأسمالية أكثر قرباً إلى "نيتشه" من قربها إلى ماركس ، ولهذا أرى نفسي أقرب إلى نيتشه . كما دققت في "هيغل" و "ماكس ويبر" ، وحتى لو بَدَت فلسفتي أقرب إلى "هيغل" ، فإنني أجد أفكار "ماكس ويبر" أكثر قرباً من أفكاري الذاتية . أيضاً هناك "Gramsci" كما تعرفون ، فهو زعيم الحزب الشيوعي الإيطالي القديم ، حيث توفي في السجن فيما بعد ، وأنا أرى مفهومه لتنظيم المجتمع المدني قريباً من مفهومي له . كذلك هناك مدرسة فرانكفورت ، وكما تعرفون تطرقت إلى كل ذلك في مرافعاتي . يجب قراءتها . على الذين يمارسون السياسة في المنطقة(الكردية) أن يقرأوا هذه ، فبدون فهمها لا يمكن ممارسة السياسة في المنطقة .
أنني حللت تاريخ تركيا الممتد لمائة سنة . يجب معرفة تاريخ تركيا لمائة عام جيداً ، كما يجب رؤية الذهنية التي بدأت منذ عهد "عبد الحميد" وأعاشوها إلى يومنا هذا بشكل جيد جداً . فما حلَّ بـ"عبد الحميد" كانت البداية . فهذه الذهنية أسقطته عن العرش . وهناك ما قاموا به نحو مصطفى كمال ، فقد كان مصطفى كمال منحازاً إلى حل قضية حادث "كوجكيري" بالتفاوض والتوافق ، وقد تم إرسال "علي شير" إلى هذه المفاوضات ، كما كان مصطفى كمال منحازاً إلى منح الأكراد الحكم الذاتي ، وهذا موجود في دستور 1921 ، ونحن نتخذ من روح مرحلة العشرينيات تلك أساساً . ولكنهم حاصروا مصطفى كمال واستفردوا به وعرقلوا هذا الأمر . وفي الحقيقة مصطفى كمال مدرك لهذا الأمر ، ولكن هناك أمثلة "فوزي جاكماك"(رئيس الأركان) و "عصمت إينونو"(رئيس الوزارة) ، وفوزي جاكماك وزيرٌ للدفاع في مرحلة احتلال الانكليز لاستانبول .
يقال بأن هؤلاء هربوا إلى أنقرا لهذه الأسباب ، ما فعله هؤلاء ليس هروباً ، بل تم إرسال هؤلاء إلى أنقرا بيد الانكليز ، فقد ذهبوا علناً متبخترين ، فلم يكن هؤلاء مقاومين ، ولم يذهبوا إلى أنقرا من أجل التمرد ، حيث تحدث محاولات اغتيال مصطفى كمال من طرف هؤلاء . معلوم أن هناك حادثة "توبال أوسمان" ، حتى أن مصطفى كمال يرتدي زيّ النساء في إحدى المرات وينقذ نفسه . بالطبع بطل هذه الألاعيب هو انكلترا ، ويحاولون التضييق على مصطفى كمال ، فهم يستخدمون اليونان أولاً ، حيث يدفعون باليونان إلى مهاجمتهم لحشرهم في الزاوية ، ثم يدفعون اليونان إلى التراجع ويحاولون ربط مصطفى كمال بأنفسهم . وبهذا الشكل قضوا على الحضارة اليونانية المهيبة ، حيث سيطروا على الحضارة الممتدة على مدى ثلاثة آلاف سنة ، وترون الحال التي وضعوها فيها !! . هكذا يقومون بهذا من جانب ، ومن الجانب الآخر يحاولون تضييق الخناق على مصطفى كمال من الداخل بتشجيع الأكراد على التمرد في سبيل استخدامهم . فها أنتم تعرفون حادثة "سيد رضا" ، حيث يسلِّم نفسه على أمل التوصل إلى حل سلمي ، فذلك هو هدفه ، ولكن الذهنية التي تحاصر مصطفى كمال أي ذلك الفريق يعدمون "سيد رضا" مع الفجر دون انتظار مصطفى كمال ، والآن هناك أمثال "قمر كنج"(عضو برلمان مستقل عن ديرسيم) ، يتجولون في الأسواق . ولهذا أقول ؛ على المنتمين إلى ديرسيم أن يعرفوا تاريخهم جيداً ، وأن يتعرَّفوا على قاتليهم جيداً ، فإن لم يعرفوا هذا ، ولم يتعرَّفوا على قاتليهم ، لن يتمكنوا من تطوير مفهوم سياسة ديموقراطية سليمة . كذلك هناك حادثة "الشيخ سعيد" ، إنه تمرد استفزازي استخدمه الانكليز . الانكليز الذين مارسوا كل هذه الألاعيب لتضييق الخناق على مصطفى كمال وشده إلى ساحتهم وسياستهم ، وكانوا يخلصونه من تأثير "لينين" والسوفييت على الصعيد الخارجي ، ويقطعون أواصره معهم . وبات تاريخ الجمهورية بعد عام 1925 تاريخ تصفية الإسلاميين والاشتراكيين والأكراد ، كما أن وضع مصطفى كمال معلوم في تلك المراحل . أنتم تعرفون التعبيرات الواردة في يوميات "مصطفى بالباي"(كاتب صحفي معتقل في قضية أرغنكون) ، يقول ؛ نحن تسع وتسعون ، وهم واحد بالمائة . نفس الأمر يسري على وضع مصطفى كمال أيضاً . ففي تلك المرحلة فريق الاتحاديين تسع وتسعون ، ومصطفى كمال واحد بالمائة . الاتحاديون ، المنتمون إلى أرغنكون مستمرون في وجودهم منذ عهد عبد الحميد ومصطفى كمال إلى يومنا هذا . هذه الذهنية في السلطة منذ قرن . كما هناك حادث "مندريس"(عدنان مندريس ، كان رئيس وزراء تم إعدامه) ، لقد أزالوه من الميدان فوراً ، كما أعدموا الشباب أيضاً في السبعينيات ، وأوقعوا بين بعضهم البعض واستخدموهم . كما كان هناك توضيح لـ"حلمي أوزكوك"(رئيس هيئة الأركان في تركيا سابقاً) ، حيث أوضح بأنه نوقش اسم الجمهورية التي أسسها مصطفى كمال ، هل ستكون الأناضول أم تركيا ، ولكن هذا لا يهمه ، بل المهم بالنسبة له هو مضمون الجمهورية . بينما زعيم حزب الحركة القومية MHP "دولت باخجلي" يقيّم كلام أوزكوك هذا بأنه ضالع في الخيانة ، ويوضح بأن تركيا كلمة مقدسة . هنا يظهر اختلاف موقف أوزكوك ، حيث أن تشخيص أوزكوك سوسيولوجي ـ علمي ، بينما موقف باخجلي قوموي ، ولأن أوزكوك مختلف عن هؤلاء كان يقاوم هذه الذهنية في عهده ، فقد تحدثوا عن محاولات الانقلاب ، فهم حاولوا إرغام أوزكوك على الانقلاب ، وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا يريدان الانقلاب ، كما كان أوزكوك ضد هذا الأمر ، أي لا الديناميكيات الداخلية ولا الخارجية كانت تسمح بذلك ، ولكن المنتمون إلى أرغنكون كانوا يرغمون أوزكوك ، بينما هو يقاوم في مواجهة الانقلابات الداخلية . الآن أفهم أن أوزكوك كان يتحدى بشكل مكشوف ، فقد كان يجلب طعامه من البيت كتدبير لاحتمال التسميم ، ويقوم باستعراض جرأته بامتطاء الطائرة والغواصة بمفرده ، فالآن يُفهم بأن ما كان يقوم به حينذاك كان تحدياً لهذه الذهنية . وقد كان لدينا أيضاً امتدادات هذه الذهنية ، فهناك ساكيك وجوروكايا ورفاقهما ، كما هناك حادث قتل رفيق طفولتي "حسن بيندال" ، لقد قتله "شاهين باليج" ، ثم قُتل هو أيضاً ، وقُتل "محمد شنر" ، ولكن حادث حسن بيندال لم ينكشف تماماً ، حيث لا زالت هناك جوانب مظلمة فيه . فقد كنت أنا الهدف ، وربما كانوا قادرين على قتلي ، ولكن سبب امتناعهم هو أنهم كانوا عاجزين عن الاستيلاء التام على التنظيم . فلو استطاعوا الاستيلاء على الحزب من الداخل لاستطاعوا تصفيتي ، ولكن في ذلك الوضع حتى لو قتلوني لما تمكنوا من السيطرة على التنظيم ، وبالطبع كانت لدينا أيضاً تدابيرنا ، واستطعنا عرقلتهم . أيضاً هذا النظام والذهنية تُعاش لدى حماة القرى ، فأنتم ترون عشيرة الشيخان في أورفا ، وكذلك أحداث ويرانشهير و جيلانبينار ، سمعت من الراديو أن هناك تمرداً كبيراً في ويرانشهير . حتى أنهم يحاولون اختطاف الفتيات الصغيرات ، إنهم يهددون . ففي السابق كانوا قد قتلوا شخصين في جيلانبينار ، وكذلك في عام 95 يأخذ كل من رئيس عشيرة الشيخان هذه مع "عبد الله جاتلي"(عميل استخبارات الجندارما JITEM قتل في حادث سوسورلوك عام 96) و "سادات بوجاق" (رئيس البوجاق ورئيس حماة القرى ، والناجي الوحيد من حادث سوسورلوك) ، خمسة أطنان من المتفجرات إلى مكان إقامتي في سوريا ، بهدف إبادتي ، بالطبع الاستخبارات السورية كانت تعرف بذلك مسبقاً ، فلم يفلحوا . هذه العشائر تهدد الشعب ، وتخلط الأجواء ، مثلما تخلط الحابل بالنابل ، ويختطفون الفتيات في كل مكان ، وهذا هو السبب في مطالبتي بوحدات الحماية الشعبية ، وقوات الحماية الذاتية . وهذه ليست قوات الدفاع ضمن PKK التي تحدثتُ عنها ، فتلك وحدات لحماية وجود وحرية الشعب وضمانها . كنت قد أوضحت سابقاً ، كما تطرقت إلى هذا الموضوع في خارطة الطريق أيضاً ، ولكنهم فهموني بشكل خاطئ ، وخافوا . إن هذه القوات هي قوات الحماية الذاتية للشعب ، وأنا لا أقول اذهبوا واقتلوا أحداً ، ولكن أقول بمعنى ؛ شاهدوا الأخطار التي تنتظركم ، وأدركوا الألاعيب التي تحاك ضدكم ، واتخذوا تدابيركم . فها أنتم ترون يُخلطون كل أورفا بعضها ببعض ، ويحاولون خلق الشغَب ، وعلينا أن لا ننتظر الأمن في مواجهة هؤلاء بتدخل من جانب الدولة أو بوليسها ، لأن الدولة ذاتها عاجزة عن حماية نفسها من هذه القوى . ربما سمعتم من الإعلام أنهم طلبوا ملفات قضيتي في دعوى أرغنكون .
ما أتحدث عنه وأريد تناوله هنا هو موضوع علاقة أرغنكون ، والأكراد والدولة . فلو جاءت النيابة العامة واستمعت إليّ ، لرويت لهم كل هذه الأمور هنا . وكنت قد قلتها من قبل ، هذا ما نسميه بتاريخ المائة عام ، يبدأ من انقلاب عام 1906 ويستمر حتى يومنا الراهن . يجب فهم هذا التاريخ . وعندما أقول بأن على الأكراد تكوين حمايتهم الذاتية ، فليكن انطلاقاً من التصور التاريخي ، فالدولة عاجزة عن تنقية نفسها من هؤلاء . فهاهي المجزرة الجماعية في قرية Zangirte(راح ضحيتها 44 شخصاً قبل عدة شهور) مثال على ذلك ، ولو لم نتدخل مبكراً ، لكانوا ألقوا بمسؤوليتها على عاتقنا ، عاتق PKK ، ولكنهم لم يستطيعوا ذلك . ففي السابق أيضاً كانوا يقتلون الأطفال والنساء ثم يقولون أن PKK فعلها ! فهناك العشرات بل والمئات من الأحداث المماثلة . كنت قد شرحت سابقاً محاولة تسميم "دوغان غوريش"(رئيس هيئة الأركان في أواسط التسعينيات) ، حيث أرادوا القيام بها وإلقاء تبعيتها على عاتقنا ، مثلما كانوا سيقتلون "تشيللر"(رئيسة وزراء تركيا في أواسط التسعينيات) واقترحوا علينا أن نتبنى العملية ، ولكننا لم نقبل ، كما أنتم تعرفون حادثة إحراق العلم في "ميرسين" ، فقد وضعوا العلم في يد الطفل وقاموا بحرقه ، ثم ادَّعوا أن PKK ، الأكراد فعلوها .
معروف أن ليس لدى هؤلاء احترام حتى لعلمهم ، يحرقون علمهم ثم يقولون "إن PKK أحرق العلم" ، لم يحرق PKK ولا علماً واحداً لتركيا حتى اليوم ، أما هؤلاء الذين يدَّعون التركياتية ، المنتمون إلى أرغنكون يحرقون أعلامهم ، وحرقوها ، ليس لهؤلاء احترام حتى لعلمهم . هذا هو مفهوم التركياتية البيضاء ، يجب إدراك هذه الذهنية وهذا الخطر ، هذه كل القوموية التركية التي يدَّعونها ، هذه القوى تحرق العلم باسم PKK في سبيل الإستفزاز ! بل حتى ليس من أحد يعلم بذلك . يجب الالتزام باليقظة . فإن ذهنية أرغنكون والذهنية الاتحادية ذهنية خطيرة بهذا الشكل . نتمنى أن يتم التحامل عليهم ، ولكن يبدو أنهم لن يستطيعوا ذلك كثيراً ، فهاهي ذهنية MHP وذهنية حزب الشعب الجمهوري CHP . ذهنية أرغنكون هذه تخوض صراع البقاء في السلطة . ولهذا فإن حزب العدالة والتنمية AKP مرغم على أن يكون جريئاً ، فهاهي تصدر أخبار عن اغتيال أردوغان ، فهم لن يتمكنوا من حلِّ هذه الأمور مع الخوف من هؤلاء . فنظراً لأن CHP و MHP يعرفان هذا الواقع ، يتحاملان عليهم إلى هذه الدرجة . فإن أنت خفت من الموت لن تستطيع التقدم ، إنه مرغم على التصدي لهؤلاء ، ففي حال العكس سيُدفع بـAKP إلى الاختناق . والسيد رئيس الوزراء وحتى رئيس الجمهورية مرغمان على التصرف بجرأة في هذا الموضوع ، موضوع الحل الديموقراطي . هأنذا متابع لـ"داوودوغلو"(وزير خارجية تركيا) ، إنهم يتحركون من أجل حل القضايا الإقليمية تحت شعار "صفر للقضايا والمشاكل" ، هاهم يذهبون ويلتقون بسوريا ، ولكن حل هذه القضايا لن يكون ممكناً بالدولة القومية ، فالدولة القومية بالذات هي مصدر هذه القضايا ، والاشتباك على المنافع الدولية يعتمد على منطق الدولة القومية . وبهذا الشكل استطاعوا ربط كل من البارزاني والطالباني أيضاً بأنفسهم ، فمنطق الدولة القومية هذا سيؤدي إلى عرقنة القضية ، حيث ترون كل يوم اختلاط الأمور والفوضى وموت الناس . كما أن لا حل وتعقيد منطق الدولة القومية في الميدان من خلال القضية الفلسطينية الإسرائيلية ، وحتى فلسطين لن يحلها دولة قومية واحدة ، حيث هناك حماس ، وإن ذهبت حماس ستأتي القاعدة . لقد شرحت هذه الجوانب في خريطة الطريق . أما الحل الذي تقدمنا به ، فهو نموذج الحل الديموقراطي الذي لا يتضمن الدولة والدولة الفيدرالية ولا الحدود ، KCK(منظومة المجتمع الكردستاني) هو اسمٌ لحل هذه القضية . اقتراحنا للحل هو نموذج KCK ، الأكراد مرغمون على أن تكون لهم صفة ، وأسم صفة الأكراد هو KCK ، فـKCK في الحقيقة هي مشروع المجتمع المدني الديموقراطي . وكنت قد شرحت من قبل ضرورة أن ينظم الأكراد أنفسهم في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والقانونية .
AKP يأخذ ما أقوله ثم يطبقه ، في الحقيقة AKP يتصرف بمُكرٍ شديد ، فها قد طالبت بأكاديمية السياسة الديموقراطية ، هم قاموا بتنفيذها قبل DTP ، وعلى DTP تطوير أكاديميته للسياسة الديموقراطية .
في تركيا تصل نسبة البطالة إلى ثمانين بالمائة ، فحتى لو نبَّش PKK في نقطة ضعف البطالة فقط ، لاستطاع تنظيم مليونين من الناس ، وحمل الناس إلى الجبال . فما لم تُحل القضايا لن تكون هناك نهاية للجبال ولا للسلاح ، بل هي تُولِّد ذاتها ، وهذا ليس تهديداً ، بل تشخيص سوسيولوجي . هناك جوانب أوضحتها في خارطتي للطريق ، ليست لدينا مشكلة الدولة والحدود والعلم والتكامل ، فنحن لا نفصل ، بل نطرح الحل الديموقراطي ، والتكامل والوحدة الديموقراطية إلى الميدان . وإن لم يتطور الحل يمكن للدولة أن تقتل مليون كردي ، وPKK سيقتل أيضاً ، والدولة ستقتل ، ولكن في النتيجة سيخسر الطرفان ولن يستطيعا الانتصار ، فتركيا تقتل نفسها عندما تقتل الكردي ، أي تقتل مواطنها ، أي أنها تطلق الرصاص على نفسها ، ولن يكون هناك ما تكسبه ، وهذا الأمر هكذا سوسيولوجياً أيضاً . ويجب على الجميع أن يبذل الجهود في موضوع الحل الديموقراطي . أنا هنا أقول بإصرار ، وأتكلم حتى تنتهي قدرتي وأنفاسي ، وأقول ؛ لنحل القضية بشكل ديموقراطي .
إذا لم يتطور الحل الديموقراطي ، أي إذا لم يتم إلقاء خطوات سياسية ، فإن النهج العسكري سيكسب . أنا بذلت الجهود من أجل الحل الديموقراطي والسلام منذ خمسة عشر عاماً ، ولا زلت أبذل الجهد ، ولكن إلى أي مدى يمكننا أن نمضي ؟ على الجميع أن يأخذ دوراً من أجل الحل الديموقراطي ، وعلى AKP أن يكون جريئاً في هذا الموضوع وإلا فسينتهي ، إذا لم يبدِ AKP الجرأة في موضوع الحل ، فإنه سينتهي ، ونظراً لأن CHP و MHP يدركان هذا الوضع ، فهما يتحاملان على AKP . لا أعلم فربما أنيط بهم جميعاً دور التعقيد واللاحل !! ، أنا لا أقول عن AKP بأكمله ، ولكن ربما قسم منه متورطون في هذه اللعبة . فعلى المجلس أن يضع هذا الموضوع في جدول أعماله ويقوم بحله ، حيث يجب تجاوز هذا الانسداد السياسي . من هنا أوجه ندائي إلى البرلمان ، افتحوا المجال أمام الحل السياسي الديموقراطي ، افتحوا المجال أمام السياسة الديموقراطية ، افتحوا المجال أمام السلام ، وافتحوا المجال أمام المفاوضات الديموقراطية .
كنت قد اقترحت متحفاً بشأن آرام تيكران في السابق ، ليتم جلب كل أشياء آرام وتوضع في منزل ، ليتحول المنزل إلى متحف . يمكن أن يكون ذلك في دياربكر .
ليس في ديرسيم وحدها ، بل وفي بوتان وكردستان وعموم المنطقة(الكردية) يجب أن يكون الشعب حساساً نحو السدود التي تُنشأ ، وليعبروا عن ردود فعلهم الديموقراطية ، فليعبر الشعب عن ردة فعلهم تجاه إقامة السدود وإبادة الطبيعة ، فليقيموا الحواجز أمامها لعرقلتها . إن ما يجري هو اعتداء على تاريخنا وجغرافيتنا ، وتحطيمها .
"كمال بوركاي" يدلي بتصريحات صحفية بحقي ، فليستمر في الكلام ، وليُقنع نفسه ، وليحاول إقناعه ولنرى كيف سيتحدث للشعب ! نعم لقد كنت ألتقي بالجميع وبكل شريحة هنا خلال مرحلة التحقيق ، مع هيئة الأركان ، والأمن العام ، والبوليس ، والاستخبارات MIT ، والتقيت بهم . بالأصل كان هناك دوام ، والتقيت خلال مرحلة الاستجواب ، أقول ؛ يا للأسف ، عليهم أن لا يُنهوا أنفسهم بهذا الشكل ، وأن لا يجعلوا أنفسهم بسطاء إلى هذه الدرجة .
أبعث بتحياتي إلى الرفاق في السجون . أبعث بتحياتي إلى دياربكر وميرسين .
تحياتي إلى الجميع . طابت أيامكم .
14 تشـــــــــرين الأول 2009