تل الحسكة الآثري ..حضارات قديمة خلدتها ذاكرة الشعوب
الجمعة 16 تشرين الأوّل / أكتوبر 2009, 20:16
كورداونلاين

فترة الحضارة البيزنطية القرن الخامس الميلادي كشفت عن أحواض مجصصة وجزء من منشأة معمارية كاتدرائية مشيدة من الحجر البازلتي
الحسكة-سانا
يمثل تل الحسكة الآثري المتوضع وسط مدينة الحسكة معلما أثريا يختزن قصص حقب تاريخية متنوعة الثقافات ومختلفة العادات والتقاليد ويبوح باطنه بأسرار وحكايات لعدد من أقدم وأعرق حضارات خلدتها ذاكرة الشعوب0
ويعد التل كما يقول عبد المسيح بغدو رئيس دائرة آثار الحسكة ورئيس البعثة الوطنية السورية العاملة فى الموقع واحدا من أهم المواقع الآثرية في المحافظة حيث دلت النتائج التي حققتها البعثة السورية خلال موسمها التنقيبي الأول عام 2008 على استمرارية الاستيطان البشرى فى مدينة الحسكة دون انقطاع منذ القرن الرابع الميلادي وحتى يومنا هذا0
وأضاف بغدو أن التنقيبات التي نفذتها البعثة الآثرية السورية في موقع تل الحسكة الآثري خلال موسمها التنقيبي الأول العام الماضي كشفت عن ثلاث سويات أثرية تعود إلى فترات تاريخية مختلفة مشيرا الى أن السوية الاثرية الأولى وهي الأحدث تعود إلى فترة الحضارة العربية الاسلامية وتعود السوية الاثرية الثانية إلى فترة الحضارة البيزنطية بينما تعود السوية الآثرية الثالثة للفترة الاشورية الوسيطة0
واستعرض جورج الياس عضو المكتب التنفيذي لقطاع الثقافة والسياحة والآثار في محافظة الحسكة أهم المكتشفات الاثرية التي أسفرت عنها أعمال البعثة في الموقع خلال مواسمها التنقيبية للعام الماضي والعام الحالي مبينا أنه تم التعرف في السوية الآثرية الأولى على أبنية مبنية من اللبن وجد بداخلها تنانير وعلى أرضياتها لقى أثرية تعود إلى فترة الحضارة العربية الإسلامية العصر المملوكي العصر العباسي مابين القرنين الثاني عشر الميلادي والثالث عشر الميلادي0
وأضاف الياس أن أعمال التنقيب ضمن السوية الآثرية الثانية العائدة إلى فترة الحضارة البيزنطية القرن الخامس الميلادي كشفت عن أحواض مجصصة وجزء من منشأة معمارية كاتدرائية مشيدة من الحجر البازلتي المطلي بمادة الجص من الداخل والخارج وتم الكشف عن الجدار الغربي للكاتدرائية والذي وصل ارتفاعه في بعض الأجزاء إلى 10ر2 متر وبلغ طوله 75ر17 مترا وتوضع على بعد 21ر3 أمتار من الزاوية الشمالية الغربية للجدار مدخل ثانوي بعرض 83 سم يؤدي إلى القطاع الخدمي المتوضع في الجهة الشمالية والغربية من الكاتدرائية0
ولفت الياس إلى أنه تم ضمن السوية الثانية الكشف عن مدفن ذي غطاء حجري مجصص وعثر في داخله على مسامير وهيكل عظمى لرجل بلغ من العمر ما بين 40- 45 سنة ووجد في هيكله مسامير حديدية تدل على موت الرجل نتيجة التعذيب والصلب إضافة إلى التعرف على حوض جصى فى الجهة الغربية من المنشأة الكاتدرائية يعتقد أنه معصرة خمر كما تم الكشف عن أجزاء من جدران مبنية من الحجر المطلي بالجص مشيرا إلى أن هذا المبنى الكاتدرائية يعد الأول من نوعه في محافظة الحسكة وخاصة الأعمدة الحجرية المزخرفة والمدفن والأرضية المبلطة التي تؤكد أهمية الهندسة المعمارية في تلك الفترة مضيفا انه تم ضمن السوية الآثرية الثالثة التعرف على جدران مبنية من اللبن مطلية بالجص تعود إلى العصر الآشوري الحديث مابين القرن الحادي عشر قبل الميلاد والقرن الثامن قبل الميلاد0
يشار إلى أن مساحة تل الحسكة الآثري المتوضع وسط مدينة الحسكة تقدر بحدود 5ر2 هكتار وان ارتفاعه يبلغ نحو25ر309 أمتار عن سطح البحر وأن عدد المواقع الآثرية المسجلة في محافظة الحسكة يصل إلى 714 موقعا أثريا مسجلا ويوجد نحو348 موقعا قيد التسجيل