دمشق-سانا

يؤمن القطن نحو 20 إلى 30 بالمئة من مجمل الصادرات الزراعية وهو المحصول الزراعي الأول والصناعي الثاني من حيث المساهمة في تأمين القطع الأجنبي بعد النفط.

ونظراً لأهمية هذا المحصول تزايدت المساحات المزروعة خلال السنوات العشر الأخيرة إذ تشير توقعات مكتب القطن إلى أن إنتاج سورية من القطن سيتجاوز هذا الموسم 670 ألف طن وبنسبة تنفيذ بلغت 96 بالمئة من المخطط بزيادة 8 بالمئة عن إنتاج العام الماضي علماً أنه تقرر عدم إنتاج أي كمية زيادة عن المخطط.

وبينت إحصائيات وزارة الزراعة أن إجمالي المساحة المزروعة بالقطن لعام 2008 بلغت نحو 176449 هكتاراً بينها 56141 هكتاراً في محافظة الحسكة و48839 هكتاراً في الرقة و30208 هكتاراً في دير الزور بينما وصل إجمالي الإنتاج إلى 697841 طناً.

وفي عام 2007 بلغ إنتاج سورية من القطن نحو 924 مليون طن حلجت بشكل كامل وتم غزل ثلثها وتم استهلاك 100 ألف طن تقريبا من الغزول المنتجة في صناعة المنسوجات وصدر نحو 160 ألف طن إلى الخارج فيما بلغ إجمالي المساحة المزروعة نحو 192790 هكتاراً.

وحقق القطن السوري مردوداً عام 2008 بلغ نحو 3953 كيلوغراماً من القطن المحبوب بالهكتار الواحد و1383 كيلوغراما من قطن الشعر بالهكتار فيما كان المردود العالمي 787 كيلوغراما قطن شعر بالهكتار وفي مجال المكافحة الحيوية خطت سورية خطوات متقدمة وتم الاعتراف بها عالميا لاعتمادها على المكافحة الحيوية الآمنة وبكلفة محدودة.

ويحتل القطن السوري مركز مرموقا بين أقطان الدول المنتجة له وقد برزت سورية في الاجتماع الثاني للجنة المشاريع حول القطن الذي عقدته منظمة الموءتمر الإسلامي في مدينة أزمير التركية مؤخرا كدولة رائدة في إنتاج القطن والمكافحة الحيوية للآفات وحصلت على مركز متميز وبيت خبرة فني عالمي في ميدان زراعة القطن بين دول المنظمة وحازت على المرتبة الثانية عالميا في إنتاج القطن من حيث وحدة المساحة بينما تبوأت المركز الثالث آسيويا في إنتاج القطن العضوي بعد الصين وتركيا ودخلت مصاف الدول المتقدمة في إنتاج القطن الملون بعد الصين وتركيا والباكستان والولايات المتحدة هذا أعطى أهمية كبيرة للصناعة النسيجية في سورية وجعلها الركيزة الأساسية للاقتصاد الوطني في الميزان التجاري السوري فهي تسهم بنسبة 30 بالمئة من إجمالي الصناعات التحويلية ويعمل فيها نحو مليون عامل أي حوالي 20 بالمئة من مجموع اليد العاملة.

وتشير بيانات المكتب المركزي للإحصاء إلى أن قطاع النسيج والألبسة في سورية يسهم بأكثر من 12 بالمئة من الناتج الصافي و63 بالمئة من مجمل إنتاج القطن الصناعي و8 بالمئة من مجمل الصادرات و27 بالمئة من الصادرات باستثناء النفط التي وصلت عام 2006 إلى 2 مليار دولار ووصلت في العام 2007إلى 3 مليار دولار.

وبينت هيئة تنمية وترويج الصادرات أن الصادرات النسيجية تشكل ما نسبته 2 بالمئة من إجمالي تجارة النسيج العالمية وإذا ما تحقق الاستثمار الأمثل للقدرة التنافسية الكبيرة التي تمتلكها الصناعات النسيجية السورية بحيث يتم التركيز على صناعة الألبسة الجاهزة فإن قيمة الصادرات النسيجية يمكن أن ترتفع إلى أكثر من 8 مليارات دولار.

وأشارت إلى أن القطاع العام يملك 27 معملاً لصناعة الغزل والنسيج بينما يضم القطاع الخاص أكثر من 11 ألف معمل تمكنت من الاستحواذ على الحصة الأكبر في سوق النسيج والتي فاقت 97 بالمئة من قطاع الألبسة الجاهزة و88 بالمئة من قطاع الملابس الداخلية و100 بالمئة من إنتاج المناشف والشراشف وملابس التريكو و78 بالمئة من إنتاج السجاد و90 بالمئة من إنتاج الحرامات و95 بالمئة من إنتاج الجوارب.

وتشكل الخيوط 70 بالمئة من إجمالي الصادرات النسيجية في حين تتمثل باقي الصادرات بالألبسة بمقدار 30 بالمئة وتمكن قطاع النسيج خلال الخمس عشرة سنة الأخيرة من زيادة صادراته بشكل لافت بنسبة نمو سنوي وسطي بلغت 20 بالمئة.

ونظرا لقلة هطول الأمطار وشح المياه أعدت وزارة الزراعة مشروع خطة إنتاجية زراعية للموسم الزراعي الحالي يتضمن تخفيض زراعة القطن بما يكفي للحاجة المحلية فقط دون التصدير على أن تتم زيادة الانتاج من المحاصيل الاستراتيجية الاخرى خاصة القمح اذ أشارت الخطة إلى أن نقص الموارد المائية المتاحة يتطلب خفض المساحات المزروعة بالقطن الذي يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه.