الأحد 22 كانون الأوّل / ديسمبر 2024, 02:11
أوجلان:لا يمكن حل هذه القضية بالمواقف التقليدية




أوجلان:لا يمكن حل هذه القضية بالمواقف التقليدية
الإربعاء 12 آب / أغسطس 2009, 02:11
كورداونلاين
، أنا لست انفصالياً واقتسامياً ، كما لا أرفع السقف ، بل أتخذ من الحياة الكريمة أساساً ، وليس هناك من يستطيع فرض عكس ذلك علينا ، فنحن لن نقبل هذا ، الأكراد لن يقبلوا به ، ولن ندع اللغط يطال كرامتنا ووجودنا وقيَمنا ، ولن نقبل بحياة غير كريمة إطلاقاً .

لا يمكن حل هذه القضية بالمواقف التقليدية

يجب فهم ظروفي هنا بشكل صحيج ، ما يقارب مجمل الأفكار المنقولة إليّ هي نتاج الفكر المركزي الأوروبي ، وأنا تأثرت من قبل من الفكر المركزي الأوروبي ، ولكنني تخليت عن نظام الأفكار الأوروبية ومنهجيتها ، لقد تجاوزتها ، فنحن لم نبدأ الحياة مع أوروبا ، فهذه الجغرافيا لديها مكانتها كمركز للحضارة على مدى خمسة آلاف سنة ، ولم تكن أوروبا موجودة حينذاك ، بل كانت تعيش عصرها المظلم ، علماً بأن هناك عشرة آلاف سنة من الثقافة النيوليتية سبقت هذا العصر ، وهناك الثورة الزراعية ، ولم تكن أوروبا موجودة أيضاً ، فلماذا تقبلون بسياسة أوروبا الدموية التي أوجدت نفسها في القرنين الأخيرين ؟ وأنا لا أرفض أوروبا بكاملها ، فانا آخذ جانبها العلمي وأنتقد جانبها الوضعي ، حيث أن فكري يعتمد على العيش معاً ، فهم يقولون نحن نعيش معاً منذ ألف عام ، وإذا لم يفهموا هذا جيداً لن يستطيعوا حل القضية أيضاً . هل هم قادرون على الابتعاد عن الأفكار المركزية الأوروبية ، وهل لديهم الجرأة على ذلك ؟ هذا ما أسأله .

نظام الفكر الأوروبي هو وضعي ، وقد شرحت ذلك ، وموجود في مرافعاتي ، ويجعل من نفسه قائماً اعتماداً على الدماء ، فالدم موجود في أساس السياسة الأوروبية . لقد أشعلت حربين عالميتين في القرن العشرين ، وكلف ذلك حياة ثلاثمائة مليون إنسان ، وأوقعوا بيننا في القرنين الأخيرين ، وعندما كانت أوروبا تفعل ذلك استخدمت الاستشراق في الشرق الأوسط ، وبذلك واصلوا وجودهم فيه .

كيف يكون هذا العقل لدى أرغنكون إلى درجة عدم رؤية هذا الوجه لدى أوروبا ؟ . وفي الحقيقة حللت هذه الأمور أيضاً ، لأن أرغنكون هو استمرار لمفهوم الاتحاديين في نفس الوقت ، وهم القائمون على السلطة منذ قرن . لماذا لا يفهم هؤلاء هذا الأمر ؟ ألا يرونه ؟ . أكرر مرة أخرى ، ما هو هذا العقل الذي لدى هؤلاء ؟ هناك جوانب أراها إيجابية لدى مصطفى كمال ، ولكن المفهوم الإتحادي حاصر تماماً تلك الجوانب التي يمكن اعتبارها إيجابية .

أقولها بمنتهى الصراحة والنقاء ، أنا لست انفصالياً واقتسامياً ، كما لا أرفع السقف ، بل أتخذ من الحياة الكريمة أساساً ، وليس هناك من يستطيع فرض عكس ذلك علينا ، فنحن لن نقبل هذا ، الأكراد لن يقبلوا به ، ولن ندع اللغط يطال كرامتنا ووجودنا وقيَمنا ، ولن نقبل بحياة غير كريمة إطلاقاً .

هناك شخصية تدعى "دياب آغا" تنتمي إلى ديرسيم ، بل مندوب عنها في البرلمان . فعندما كان الجميع يسعى للهروب إلى سيواس من جراء الاحتلال ، كان "دياب آغا" يصر قائلاً ؛ لنبقى في أنقرا ، وأنني لن أغادر أنقرا إلى أي مكان . وألقى كلمته في البرلمان بالكردية . وها نحن أيضاً نقول : احترموا هذا الموقف لـ"دياب آغا" وقوموا بتلبية متطلباته . "سيد رضا" شخصية مهمة ، وأقولها للمنتمين إلى ديرسيم ؛ ليحترموا بعضهم البعض قليلاً ، وليدافعوا عن قيَمهم وتاريخهم ، وليتحدثوا حسب ذلك ويعودوا إلى رشدهم ، وأن لا يتحث كل من هب ودب باسم ديرسيم ، وليتمكنوا من إبراز ممثليهم ويدعوهم يتحدثون عنهم .

إنني مؤيد للعيش معاً ، فالأكراد والأتراك يعيشون معاً منذ ألف سنة . يُعرف أنه كان هناك السلطان "سنجار" و"ياووز سليم" و"مجيد" و"عبد الحميد" ، وكانوا "كاغان" و"بومين" و"سلطان" و"باديشاه"(ألقاب تركية) ، ولم يكن لديهم إنكار كردستان ، ففي عهدهم يُنطق اسم كردستان ، وتتشكل السلطة الإدارية حسب ذلك . فهاهم السلاجقة والعثمانيون يعترفون بالأكراد ، ومصطفى كمال تحدث عن الحكم الذاتي ، عليهم امتثال تاريخهم وتراثهم هذا ، فهم يقولون بانتمائهم الإسلامي والعثماني ، بينما حزب العدالة والتنمية AKP ليس إسلامياً ولا عثمانياً ، كل ما يمكنه أن يكون قوموياً ، والقوموية هي الفاشية ، والفاشية تنفي الآخرين وتقضي على كل شيء ، ولن نستطيع انتظار الحل منها . كيف تكون هذه الإسلاموية ؟ هم يدعون انتماءهم للإسلام ومعرفتهم له ، ولكننا نعلم بالقرآن وبسيدنا محمد أفضل منهم .

يقال عن أردوغان يتجول أنه متأبطاً رأسه ، بالطبع سيتجول متأبطاً رأسه ، إنها رسالتي المفتوحة إلى أردوغان و مجموعة AKP ؛ إنكم ستخاطرون بهذه الأعمال ، فالقلق بأنني سأكسب هنا وأخسر هناك من دون المخاطرة ، لا يمكن هذا العمل ، فهذه قضية كبيرة ، ويمكن حلها بالمخاطرة والالتزام بالموقف الصارم ، وامتلاك الجرأة ، وإلا فإن ذهنية أرغنكون هذه ستقضي على كل شيء . فإما أن تتبنى موقفاً إلى جانب الإنقلابيين المنتمين إلى أرغنكون ، وإما أن تتبنى موقفاً إلى جانب التحول الديموقراطي .

إذا كان أحدهم يعلم بقضية ، وينتج الحلول فعليك الحديث معه ، فإن لم تتحدث لن تُحل القضية وتستمر كما هي . إنهم ليسوا متحكمين بالقضية وحلها مثلما أنا ، وأنني لن أتوسل إليهم من أجل الالتقاء بي ، كما لا يمكن قبول أن تقوم أنت بتحديد مخاطب وتدعي بأنك تحل القضية ، فالأكراد لن يقبلوا بذلك ، وأنا لا أقول بأنه لم يتم اللقاء بي سابقاً ، بل التقوا بي ، وقد ذكرت ذلك ، ولكن لم يتم إلقاء أية خطوة بشأن الحل ، ولم يتم اتخاذ موقف جاد . أقولها مرة أخرى ؛ إن هذا العمل ليس بسيطاً ، بل يتطلب الجرأة ، فكل يوم هناك موت ، وأنا هنا أحاول التصدي لهذا الموت . فبالتقربات غير الجادة لا يمكن حل هذا الأمر ، فالقضية جادة وحلها من عمل الأناس الجادين ، ولا يمكن حل هذه القضية بالمواقف التقليدية .

الكل يُحمِّلني بعض الأمور من أجل حل القضية ، فإذا كانت ستلقى خطوات جادة من أجل الحل يجب فتح المجال أمامي. أنا في الستين من عمري ، وأتعب وألاقي صعوبات ولكنني مدرك لمسؤولياتي ، وأقوم بما يقع على عاتقي .

كي لايقال فيما بعد أنه لم يقل ، فأنا أتكلم عما هو صحيح ، فقد قلتها سابقاً وأكررها الآن ؛ إذا لم يأتِ الحل ، وإذا لم تُلقى خطوات صادقة وجريئة بشأن الحل ، فلن يبقى ما أستطيع القيام به هنا ، وسأقول عندها : قوموا بما يحلو لكم . ولا يمكن تناول هذا الأمر في أجواء الخوف .

إنني أدعو السيد رئيس الجمهورية والسيد أردوغان إلى الرحمة ؛ لنقم بحل هذه القضية ، ففي حال عدم حلها فيمكن للحرب أن تتصاعد كثيراً ، فأنا لا أصدر من هنا تعليمات بهذا الشأن ، كما أنني لست في وضع إصدار التعليمات من هنا إلى أحد ، بل أتكلم عما يمكن أن يحدث . نهاية التاميل في الميدان ، فقد تم الالتقاء بالتاميل لفترة طويلة وفي النهاية تمت إبادتهم . وفي حال إذا كانت هذه لعبة ولم يأت الحل ، فأنا لن أنزلق إلى اللعبة ، هذا ما يجب معرفته .

لهذه الغاية أطالب بالبلديات الديموقراطية ، وهذا ما يكمن في البنية التحتية لمفهومي نحو البلديات الديموقراطية .

هناك من يعلم هذا الأمر في أكاديمية البوليس ، فهناك البروفيسورون ، وقد استمعت إلى تصريحات وزير الداخلية ، وأراها إيجابية رغم أنني أراها غير كافية ، ولكن يجب ملء مضمونها .

يمكن تطوير وتعميق الخدمات البلدية الديموقراطية الشعبية في وان ، نعم يمكنهم القيام بذلك ، فتلك منطقة حساسة ، حيث يمكن نشر ذلك على مدى سبع أو ثماني سنوات ، ويمكن تأسيس قصر الثقافة على شاطئ بحيرة وان ، كما أقترح قصراً ثقافياً يمكن استخدمه لوظائف متعددة من أجل ديرسيم .

أنا على وشك الانتهاء من قسم الشرق الأوسط من مرافعتي ، وأنا لا أقرأ الكثير من الكتب في هذه الفترة ، فأنا أكتب ، أعتقد أن مرافعاتي قد طُبعت في أوروبا .

وردت رسائل من السجون ، واستلمت بعضها ، ومنها التي لم يعطوني إياها . أبعث بتحياتي الخاصة إلى "آيفر آيجيجك" من أضنه ، حيث هناك مجموعة . لم يسلموني رسائل وردت من سجن سرت ، كما لم يسلوني رسائل من سجن بولو ومن سجن بوجا كريكلار في إزمير ، ومن أرضروم . رسالة "إينجي روج" من سجن ميديات ملفتة للانتباه ، وإذا توفر الوقت فسأكتب إليها ، وهناك رسالة أخرى من رفيق سوري ، تعمقه أمر جيد وعليه الاستمرار . "أبيدين آبي" أعتقد من سجن ترابزون ، لديه مشاكل صحية ، ويقول بأنه سيحيا مثل "سانت بول" ، إنه قول طموح . وهناك رسالة من سجن كالكانديره في "ريزة" ، كما هناك رسالة ، "آيسل دوغان" ، تحياتي إلى جميعهم .

وتحياتي إلى الجميع .

                                                 5 آب 2009

369.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات