أوجلان : أمريكا قالت لكم إضربوا فضربتوا وأقفوا فوقفتم
الإثنين 03 آب / أغسطس 2009, 02:19
كورداونلاين
لا أريد أن يموت أحد ، فإذا كانوا يريدونني القيام بمسؤوليتي هذه ، فليتفضلوا لنتناقش ، وعندها سينكشف من هو إنفصالي ومن هو غير إنفصالي ، ومن الذي يحول دون الموت ، ومن الذي يفتح المجال له
على الجميع أن يكونوا على وعي بمسؤولياتهم في هذه المرحلة
استخدم دواء XATRAL للبروستاتا ، قطعوه عني لتأثيره السلبي على جسمي ، لقد كانت له تأثيرات جانبية قوية التي بدأت تظهر ، فقد كنت استيقظ ليلاً . وألاقي صعوبات .
المسألة ليست مسألة العفو ، فالعفو عني ليست قضية ، ولكن الأصل هو تناول القضايا بجدية . ما نحاول القيام به ليست مساومة ، وإنما هو المفاوضات والوفاق الاجتماعي ، فالمسألة ليست مسألة العفو عني أم لا ، بل القضية أعمق بكثير ، لقد قمت بما استطعت عليه من أجل حل القضية منذ عشر سنوات ، وكثير من المثقفين في تركيا لم يستوعبوا القضية من أعماقها تماماً ، والآن يبدو أن مرحلة من التفاوض أو الوفاق الاجتماعي ستبدأ ، وحدوث ذلك أمر مهم ، ويجب أن يسفر عن نتائج جيدة . فمن قبل كنت أفكر بشكل مختلف ، كنا نفكر بالثورة ، وأنا أعلم كيفية القيام بالثورة والثورة المضادة في تركيا ، واصبحت الآن مستوعباً لهذه الأمور ، ودققت في الثورات التاريخية ، مثلما دققت في Hobsbawn . كان باستطاعتنا تعميق الثورة كثيراً ، ولكن ذلك كان سيكون مؤلماً جداً ، ونحن لم نرغب في خلق لأسباب للآلام ، ولهذا رغبنا في حل القضية بالنمط الديموقراطي ، فبالنمط الديموقراطي والأساليب الديموقراطية يمكن أن تتحقق حقوق المجتمع ، والمطالب الديموقراطية وتطلعات الحرية ، وهناك قضايا كثيرة في تركيا ، كالبطالة ، ويقال أنه تم هدر ثلاثمائة مليار دولار على الحرب حتى اليوم ، وهناك أزمة كبيرة الآن ، والرأسمالية تتحكم بجميع الجوانب ، وتبتلع كافة الشرائح ، وما دامت هذه الرأسمالية مُطبقة بهذا الشكل الوحشي فلا يمكن حل أية قضية . أنا لا أقول بأننا قادرون على إزالة الرأسمالية ، ولكن يمكننا تحديدها ، ولهذا يجب تناول القضايا بشكل عميق وصحيح جداً .
هناك حاجة للتفاوض من أجل الحل الديموقراطي لهذه القضية ، فكيف ستتفاوض في هذه القضية ، وكيف ستحلها ؟ ، لقد قلت هنا مراراً ؛ أريد وقف هذا النزيف من الدم ، وأريد وقف هذه الاشتباكات ، فلدي مسؤوليتي التاريخية ، وحتى اليوم حاولت القيام بها ، وقد حرصت جداً حتى لا تحدث الاشتباكات والموت ، وإذا سحبتُ يدي من هنا فقد تحدث أمور رهيبة ، لقد تكوَّنت ثقافة سياسية عظيمة في المنطقة(الكردية) ، وهناك خمسة أو عشرة آلاف شخص مسلح في الجبال ، ولدى الأكراد كل أنواع القوة ، ولن يستطيع أحد التصدي لهم . فإذا كان المطلوب مني إيقاف هذه الاشتباكات وهذا الموت ، ويريدون لي اتخاذ دور ، عندها يجب تصحيح شروطي ، فأنا في هذه الظروف لست في وضع القادر على القيام بأي شيء ، ولن أستطيع حتى ولو رغبت في ذلك ، فقبل كل شيء وضعي الصحي لا يساعدني ، فمع هذه المشاكل الصحية وفي هذه الشروط لا يمكنني السير بهذه المسؤولية ، أي يبدو من المستحيل تولي المسؤولية والقيام بهذا الدور في هذه الظروف بالنسبة لي .
عندها ، حلوها كيفما يحلو لكم من دوني ، فهذا لن يُلزمني ، والآخرون لا يمثلونني ، مثلاً ، هل تريدون حلها مع حزب المجتمع الديموقراطي DTP ؟ فهل هناك من يعيقكم ؟ . حلوها ، إذا كنتم قادرين على حل هذه القضية بهذا الشكل . والحقيقة ليس في تركيا أي حزب يستطيع فهم واستيعاب القضية تماماً بما فيها DTP ، ولا أظن أن حزب العدالة والتنمية AKP استطاع استيعاب القضية بما يكفي ، فهو لا يدرك القضية بشكل كافي ، بل لا تهمه القضية . حيث يلجأون إلى آراء عدة مستشارين ، وهكذا يتناولون القضية . وكذلك الأحزاب الأخرى ، بل يتقربون بشكل أسوأ ، هكذا حزب الشعب الجمهوري CHP وهكذا حزب الحركة القومية MHP ، لقد بات على CHP أن يتصرف بمسؤولية .
أنا سأنسحب بعد تقديمي لخريطة طريقي في الخامس عشر من آب ، والأكراد سيقررون بذاتهم كيفية حلهم ، سيتخذ PKK قراره بنفسه ، ويتخذ DTP قراره بنفسه ، وكذلك الشعب الكردي يتخذ قراره بنفسه ، والجميع يتخذ قراره بنفسه . فأنا من هنا لست في وضع اتخاذ القرار بشأن شخص في الجبال ، فهو الذي يتعرّض للأذى هناك كل يوم ، وهو الذي في قلب القضية ، وأنا لست قادراً على اتخاذ القرار بشأن إنسان في الجبل . بل حتى مركز قنديل لايستطيع إتخاذ القرار بشأنه . فكل شخص وكل مجموعة تتخذ قرارها بنفسها ، لأنهم هم الذين يتعرّضون للأذى ، وهم الذين يموتون ، وهم الذين يكافحون ، وليس من الصحيح أن أقوم بتحديد شيء في هذا الموضوع وفي هذه الظروف . فالأكراد أيضاً لديهم أربعون ألف شهيد ، ولديهم قيَمهم ، وتعرَّضوا لمظالم كبيرة جداً ، فالأكراد هم الذين سيتخذون قرارهم بأنفسهم .
الكل يحاول إلقاء حل القضية على عاتقي ، فهناك العديد من العوامل ضمن هذا الأمر ، وأنا لست متحكماً بهذه العوامل ، كما لا أستطيع الحصول على الأخبار ، فليس لدي علم بكثير من الأمور ، بالإضافة إلى أن الحوادث الاجتماعية لا تتطور هكذا ، ولا تسير من خلال شخص واحد ، حيث أن مسار الأحداث الاجتماعية لها جوانب متعددة ، ويجب استيعاب هذا الأمر جيداً . فأنا لا أستطيع سوى المساهمة ، وهذا إذا تبدلت ظروفي .
هل في تركيا من استوعب هذه القضية من أعماقها ؟ هل هناك شخص أو أكاديمي يستطيع النقاش العميق معي بشأن هذه القضية ؟ . إن هذه القضايا ليست بسيطة إلى تلك الدرجة ، ويجب عدم تناولها ببساطة . فإن طرح جانب التصور الأمني فقط على الطاولة والتفاوض حوله ، يحتاج إلى شهور ، أما الأبعاد الأخرى الاجتماعية والثقافية والإقتصادية فهي كذلك أيضاً .
أنا أيضاً كنت قادراً على تصعيد الحرب كثيراً ، ولكن شخصيتي لا تسمح لي بذلك ، أنا لم أرغب في الحرب ، ولا زلت أريد الحيلولة دون الموت ، فأنا لا أريد أن يموت أحد ، فإذا كانوا يريدونني القيام بمسؤوليتي هذه ، فليتفضلوا لنتناقش ، وعندها سينكشف من هو إنفصالي ومن هو غير إنفصالي ، ومن الذي يحول دون الموت ، ومن الذي يفتح المجال له .
باخجلي(رئيس MHP) يتكلم بعنف في مواجهة هذا المسار ، هل يدرك هؤلاء المغزى مما ينطقون به ؟ نعم يعلمون ، ورغم ذلك يتكلمون هكذا . يا باخجلي : نعم نحن نعلم بالقوى التي كانت وراءك فيما مضى ، فقد بدأ ذلك في عام 1944 ، أرسلوا منكم ستة عشر شخصاً إلى أميريكا ، حيث مرّوا في تدريبات معينة ، واستطعتم القضاء على اليساريين في السبعينيات ، والآن تفكرون في القضاء على الأكراد . قالت لكم أميريكا في السبعينيات ، أضربوا فضربتم ، ثم قالت قف فوقفتم ، ولم تتحركوا بقوتكم الذاتية . أما الآن فقد وضعتم إنهاء الأكراد في عقولكم .
يجب فهم مايلي : الكردي بدون التركي ، والتركي بدون الكردي أمر مستحيل ، فأنتم ستنتهون لولا الأكراد ، فلولا الكردي سينتهي التركي أيضاً ، هذا ما يقوله "ضياء غوكآلب" أكبر القومويين منكم ، "غوكآلب" هو الذي اكتشف ذلك ، وهو أبو القوموية ، فلماذا أنتم لا تفهمون ؟ .
لقد أقام بايكال(رئيس CHP) العلاقة بين CHP وأرغنكون حتى أوصله إلى نقطة الانتهاء ، يجب على CHP أن يتخلص من أرغنكون ، فإن حدث ذلك واستطاع تبني النهج الديموقراطي ، فإن المجال سيُفتح أمامه ، لقد كان "أجويد"(رئيس CHP في السبعينيات) رجلاً ذكياً فلم ينزلق إلى ألاعيب أرغنكون في عام 1971 ، ووصل إلى السلطة في عام 1973 بنسبة 42% ، والآن إذا استطاع CHP إنقاذ نفسه من أرغنكون وألقى خطوات ديموقراطية ، وتبنى النهج الديموقراطي ، فسيصل إلى السلطة بنسبة 40% .
أنا أقول ما يلي : هناك وضع مشابه لما حدث في تواريخ 1789 و 1917 ، هذا ما يستشعر نفسه كحاجة سوسيولوجية وكظاهرة . إنه وضع سوسيولوجي يتجاوز الشخصيات والمجموعات التي تكلمت عنها ، فإذا لم يقم الديموقراطيون الجذريون بطليعة هذا الأمر ولم يقوموا بملء هذا الفراغ ، فإن AKP أو غيره سيملأه ، حيث يجب أن تتوحد القوة السياسية الهائلة المتراكمة في المنطقة(الكردية) مع اليسار ، وما أقصده من الديموقراطيين الجذريين هم DTP أي الأكراد وكل الشرائح اليسارية . فالتقدم الاجتماعي ،والوفاق والتطور غير ممكن سوى بطليعة اليموقراطيين الجذريين ، وليس من أحد غيرهم يستطيع ذلك . وهذا هو السبب في تحدثي عن ذلك منذ فترة طويلة ، يمكن أن يكون أسم هذا النشاط "حزب السقف" أو أي أسم آخر ، فالأسماء ليست مهمة . حيث تبقى كل مجموعة ، وتعبر عن نفسها ، ولكن يجب التوجه نحو تنظيم موسع ، إنه أمر تاريخي ، ويجب استيعابه جيداً ، وعدم فهمه كأمر بسيط ، حيث يجب تناول الأمر من وجهة المسؤولية التاريخية .
عندما استشهد "ماهر جايان"(قائد ثوري يساري في بداية السبعينات) في عام 1972 قلت بأنني سأستمر بذكرى هؤلاء ، ولا زلت مستمراً . 1972-2009 أي سبع وثلاثون سنة بالتمام وأنا أمضي بذكراهم بشكل جيد أو رديء ، ولكنني مستمر . وليس من أحد مستمر بذكراهم سواي . هناك تراث مستمر منذ أيام "مصطفى صبحي"(رئيس الحزب الشيوعي في تركيا في العشرينيات) ورفاقه . ونحن نعلم جيداً في هذه المرحلة بمن يقوم بأي دور . "دوغان كاجاروغلو" ورفاقه يعرفون هؤلاء جيداً ، فقد أنيط بدور معاداة PKK للعديد منهم ، وهم أتقنوا لعب هذا الدور . وأنا أعرف جيداً بمن يتم توجيهه من أين ولماذا ولأي هدف تولوا أي دور .
مسألة عدم الاشتباك متعلق تماماً بالموقف الذي تتخذه الدولة ، فبعد أن أكشف عن خريطة الطريق في الخامس عشر من آب ، الدولة أيضاً ستكشف حتى أيلول تقريباً ما إذا كانت ستستمر في عملياتها العسكرية أم لا ، وستطرح موقفها بهذا الصدد . فإما أن تستمر في عملياتها أو أن تتخذ قراراً بهذا الشأن . فوضع عدم الاشتباك أمر مرتبط بقرار الدولة تماماً ، والحقيقة لا زال وضع عدم الاشتباك مستمراً ، والكل يريد ذلك ، ولكن لا يمكنني تحديد شيء ولا اتخاذ قرار بهذا الصدد . فالدولة هي التي تتخذ قرارها بنفسها في هذا الموضوع .
على الجميع أن يكونوا على وعي بمسؤولياتهم في هذه المرحلة ، وعلى DTP أن يقوم بما يقع على عاتقه . يجب عدم الوثوق بحلول الولايات المتحدة و أوروبا ، بينما الجنوب لا يفكر سوى بمنافعه الذاتية .
تحياتي للجميع .
31 تمـــــــــــــوز 2009