الأحد 22 كانون الأوّل / ديسمبر 2024, 02:19
أوجلان : أمريكا قالت لكم إضربوا فضربتوا وأقفوا فوقفتم




أوجلان : أمريكا قالت لكم إضربوا فضربتوا وأقفوا فوقفتم
الإثنين 03 آب / أغسطس 2009, 02:19
كورداونلاين
لا أريد أن يموت أحد ، فإذا كانوا يريدونني القيام بمسؤوليتي هذه ، فليتفضلوا لنتناقش ، وعندها سينكشف من هو إنفصالي ومن هو غير إنفصالي ، ومن الذي يحول دون الموت ، ومن الذي يفتح المجال له

على الجميع أن يكونوا على وعي بمسؤولياتهم في هذه المرحلة

استخدم دواء XATRAL  للبروستاتا ، قطعوه عني لتأثيره السلبي على جسمي ، لقد كانت له تأثيرات جانبية قوية التي بدأت تظهر ، فقد كنت استيقظ ليلاً . وألاقي صعوبات .

المسألة ليست مسألة العفو ، فالعفو عني ليست قضية ، ولكن الأصل هو تناول القضايا بجدية . ما نحاول القيام به ليست مساومة ، وإنما هو المفاوضات والوفاق الاجتماعي ، فالمسألة ليست مسألة العفو عني أم لا ، بل القضية أعمق  بكثير ، لقد قمت بما استطعت عليه من أجل حل القضية منذ عشر سنوات ، وكثير من المثقفين في تركيا لم يستوعبوا القضية من أعماقها تماماً ، والآن يبدو أن مرحلة من التفاوض أو الوفاق الاجتماعي ستبدأ ، وحدوث ذلك أمر مهم ، ويجب أن يسفر عن نتائج جيدة . فمن قبل كنت أفكر بشكل مختلف ، كنا نفكر بالثورة ، وأنا أعلم كيفية القيام بالثورة والثورة المضادة في تركيا ، واصبحت الآن مستوعباً لهذه الأمور ، ودققت في الثورات التاريخية ، مثلما دققت في Hobsbawn . كان باستطاعتنا تعميق الثورة كثيراً ، ولكن ذلك كان سيكون مؤلماً جداً ، ونحن لم نرغب في خلق لأسباب للآلام ، ولهذا رغبنا في حل القضية بالنمط الديموقراطي ، فبالنمط الديموقراطي والأساليب الديموقراطية يمكن أن تتحقق حقوق المجتمع ، والمطالب الديموقراطية وتطلعات الحرية ، وهناك قضايا كثيرة في تركيا ، كالبطالة ، ويقال أنه تم هدر ثلاثمائة مليار دولار على الحرب حتى اليوم ، وهناك أزمة كبيرة الآن ، والرأسمالية تتحكم بجميع الجوانب ، وتبتلع كافة الشرائح ، وما دامت هذه الرأسمالية مُطبقة بهذا الشكل الوحشي فلا يمكن حل أية قضية . أنا لا أقول بأننا قادرون على إزالة الرأسمالية ، ولكن يمكننا تحديدها ، ولهذا يجب تناول القضايا بشكل عميق وصحيح جداً .

هناك حاجة للتفاوض من أجل الحل الديموقراطي لهذه القضية ، فكيف ستتفاوض في هذه القضية ، وكيف ستحلها ؟ ، لقد قلت هنا مراراً ؛ أريد وقف هذا النزيف من الدم ، وأريد وقف هذه الاشتباكات ، فلدي مسؤوليتي التاريخية ، وحتى اليوم حاولت القيام بها ، وقد حرصت جداً حتى لا تحدث الاشتباكات والموت ، وإذا سحبتُ يدي من هنا فقد تحدث أمور رهيبة ، لقد تكوَّنت ثقافة سياسية عظيمة في المنطقة(الكردية) ، وهناك خمسة أو عشرة آلاف شخص مسلح في الجبال ، ولدى الأكراد كل أنواع القوة ، ولن يستطيع أحد التصدي لهم . فإذا كان المطلوب مني إيقاف هذه الاشتباكات وهذا الموت ، ويريدون لي اتخاذ دور ، عندها يجب تصحيح شروطي ، فأنا في هذه الظروف لست في وضع القادر على القيام بأي شيء ، ولن أستطيع حتى ولو رغبت في ذلك ، فقبل كل شيء وضعي الصحي لا يساعدني ، فمع هذه المشاكل الصحية وفي هذه الشروط لا يمكنني السير بهذه المسؤولية ، أي يبدو من المستحيل تولي المسؤولية والقيام بهذا الدور في هذه الظروف بالنسبة لي .

عندها ، حلوها كيفما يحلو لكم من دوني ، فهذا لن يُلزمني ، والآخرون لا يمثلونني ، مثلاً ، هل تريدون حلها مع حزب المجتمع الديموقراطي DTP ؟ فهل هناك من يعيقكم ؟ . حلوها ، إذا كنتم قادرين على حل هذه القضية بهذا الشكل . والحقيقة ليس في تركيا أي حزب يستطيع فهم واستيعاب القضية تماماً بما فيها DTP ، ولا أظن أن حزب العدالة والتنمية AKP استطاع استيعاب القضية بما يكفي ، فهو لا يدرك القضية بشكل كافي ، بل لا تهمه القضية . حيث يلجأون إلى آراء عدة مستشارين ، وهكذا يتناولون القضية . وكذلك الأحزاب الأخرى ، بل يتقربون بشكل أسوأ ، هكذا حزب الشعب الجمهوري CHP وهكذا حزب الحركة القومية MHP ، لقد بات على CHP أن يتصرف بمسؤولية .

أنا سأنسحب بعد تقديمي لخريطة طريقي في الخامس عشر من آب ، والأكراد سيقررون بذاتهم كيفية حلهم ، سيتخذ PKK قراره بنفسه ، ويتخذ DTP قراره بنفسه ، وكذلك الشعب الكردي يتخذ قراره بنفسه ، والجميع يتخذ قراره بنفسه . فأنا من هنا لست في وضع اتخاذ القرار بشأن شخص في الجبال ، فهو الذي يتعرّض للأذى هناك كل يوم ، وهو الذي في قلب القضية ، وأنا لست قادراً على اتخاذ القرار بشأن إنسان في الجبل . بل حتى مركز قنديل لايستطيع إتخاذ القرار بشأنه . فكل شخص وكل مجموعة تتخذ قرارها بنفسها ، لأنهم هم الذين يتعرّضون للأذى ، وهم الذين يموتون ، وهم الذين يكافحون ، وليس من الصحيح أن أقوم بتحديد شيء في هذا الموضوع وفي هذه الظروف . فالأكراد أيضاً لديهم أربعون ألف شهيد ، ولديهم قيَمهم ، وتعرَّضوا لمظالم كبيرة جداً ، فالأكراد هم الذين سيتخذون قرارهم بأنفسهم .

الكل يحاول إلقاء حل القضية على عاتقي ، فهناك العديد من العوامل ضمن هذا الأمر ، وأنا لست متحكماً بهذه العوامل ، كما لا أستطيع الحصول على الأخبار ، فليس لدي علم بكثير من الأمور ، بالإضافة إلى أن الحوادث الاجتماعية لا تتطور هكذا ، ولا تسير من خلال شخص واحد ، حيث أن مسار الأحداث الاجتماعية لها جوانب متعددة ، ويجب استيعاب هذا الأمر جيداً . فأنا لا أستطيع سوى المساهمة ، وهذا إذا تبدلت ظروفي .

هل في تركيا من استوعب هذه القضية من أعماقها ؟ هل هناك شخص أو أكاديمي يستطيع النقاش العميق معي بشأن هذه القضية ؟ . إن هذه القضايا ليست بسيطة إلى تلك الدرجة ، ويجب عدم تناولها ببساطة . فإن طرح جانب التصور الأمني فقط على الطاولة والتفاوض حوله ، يحتاج إلى شهور ، أما الأبعاد الأخرى الاجتماعية والثقافية والإقتصادية فهي كذلك أيضاً .

أنا أيضاً كنت قادراً على تصعيد الحرب كثيراً ، ولكن شخصيتي لا تسمح لي بذلك ، أنا لم أرغب في الحرب ، ولا زلت أريد الحيلولة دون الموت ، فأنا لا أريد أن يموت أحد ، فإذا كانوا يريدونني القيام بمسؤوليتي هذه ، فليتفضلوا لنتناقش ، وعندها سينكشف من هو إنفصالي ومن هو غير إنفصالي ، ومن الذي يحول دون الموت ، ومن الذي يفتح المجال له .

باخجلي(رئيس MHP) يتكلم بعنف في مواجهة هذا المسار ، هل يدرك هؤلاء المغزى مما ينطقون به ؟ نعم يعلمون ، ورغم ذلك يتكلمون هكذا . يا باخجلي : نعم نحن نعلم بالقوى التي كانت وراءك فيما مضى ، فقد بدأ ذلك في عام 1944 ، أرسلوا منكم ستة عشر شخصاً إلى أميريكا ، حيث مرّوا في تدريبات معينة ، واستطعتم القضاء على اليساريين في السبعينيات ، والآن تفكرون في القضاء على الأكراد . قالت لكم أميريكا في السبعينيات ، أضربوا فضربتم ، ثم قالت قف فوقفتم ، ولم تتحركوا بقوتكم الذاتية . أما الآن فقد وضعتم إنهاء الأكراد في عقولكم .

يجب فهم مايلي : الكردي بدون التركي ، والتركي بدون الكردي أمر مستحيل ، فأنتم ستنتهون لولا الأكراد ، فلولا الكردي سينتهي التركي أيضاً ، هذا ما يقوله "ضياء غوكآلب" أكبر القومويين منكم ، "غوكآلب" هو الذي اكتشف ذلك ، وهو أبو القوموية ، فلماذا أنتم لا تفهمون ؟ .

لقد أقام بايكال(رئيس CHP) العلاقة بين CHP وأرغنكون حتى أوصله إلى نقطة الانتهاء ، يجب على CHP أن يتخلص من أرغنكون ، فإن حدث ذلك واستطاع تبني النهج الديموقراطي ، فإن المجال سيُفتح أمامه ، لقد كان "أجويد"(رئيس CHP في السبعينيات) رجلاً ذكياً فلم ينزلق إلى ألاعيب أرغنكون في عام 1971 ، ووصل إلى السلطة في عام 1973 بنسبة 42% ، والآن إذا استطاع CHP إنقاذ نفسه من أرغنكون وألقى خطوات ديموقراطية ، وتبنى النهج الديموقراطي ، فسيصل إلى السلطة بنسبة 40% .

أنا أقول ما يلي : هناك وضع مشابه لما حدث في تواريخ 1789 و 1917 ، هذا ما يستشعر نفسه كحاجة سوسيولوجية وكظاهرة . إنه وضع سوسيولوجي يتجاوز الشخصيات والمجموعات التي تكلمت عنها ، فإذا لم يقم الديموقراطيون الجذريون بطليعة هذا الأمر ولم يقوموا بملء هذا الفراغ ، فإن AKP أو غيره سيملأه ، حيث يجب أن تتوحد القوة السياسية الهائلة المتراكمة في المنطقة(الكردية) مع اليسار ، وما أقصده من الديموقراطيين الجذريين هم DTP أي الأكراد وكل الشرائح اليسارية . فالتقدم الاجتماعي ،والوفاق والتطور غير ممكن سوى بطليعة اليموقراطيين الجذريين ، وليس من أحد غيرهم يستطيع ذلك . وهذا هو السبب في تحدثي عن ذلك منذ فترة طويلة ، يمكن أن يكون أسم هذا النشاط "حزب السقف" أو أي أسم آخر ، فالأسماء ليست مهمة . حيث تبقى كل مجموعة ، وتعبر عن نفسها ، ولكن يجب التوجه نحو تنظيم موسع ، إنه أمر تاريخي ، ويجب استيعابه جيداً ، وعدم فهمه كأمر بسيط ، حيث يجب تناول الأمر من وجهة المسؤولية التاريخية .

عندما استشهد "ماهر جايان"(قائد ثوري يساري في بداية السبعينات) في عام 1972 قلت بأنني سأستمر بذكرى هؤلاء ، ولا زلت مستمراً . 1972-2009 أي سبع وثلاثون سنة بالتمام وأنا أمضي بذكراهم بشكل جيد أو رديء ، ولكنني مستمر . وليس من أحد مستمر بذكراهم سواي . هناك تراث مستمر منذ أيام "مصطفى صبحي"(رئيس الحزب الشيوعي في تركيا في العشرينيات) ورفاقه . ونحن نعلم جيداً في هذه المرحلة بمن يقوم بأي دور . "دوغان كاجاروغلو" ورفاقه يعرفون هؤلاء جيداً ، فقد أنيط بدور معاداة PKK للعديد منهم ، وهم أتقنوا لعب هذا الدور . وأنا أعرف جيداً بمن يتم توجيهه من أين ولماذا ولأي هدف تولوا أي دور .

مسألة عدم الاشتباك متعلق تماماً بالموقف الذي تتخذه الدولة ، فبعد أن أكشف عن خريطة الطريق في الخامس عشر من آب ، الدولة أيضاً ستكشف حتى أيلول تقريباً ما إذا كانت ستستمر في عملياتها العسكرية أم لا ، وستطرح موقفها بهذا الصدد . فإما أن تستمر في عملياتها أو أن تتخذ قراراً بهذا الشأن . فوضع عدم الاشتباك أمر مرتبط بقرار الدولة تماماً ، والحقيقة لا زال وضع عدم الاشتباك مستمراً ، والكل يريد ذلك ، ولكن لا يمكنني تحديد شيء ولا اتخاذ قرار بهذا الصدد . فالدولة هي التي تتخذ قرارها بنفسها في هذا الموضوع .

 على الجميع أن يكونوا على وعي بمسؤولياتهم في هذه المرحلة ، وعلى DTP أن يقوم بما يقع على عاتقه . يجب عدم الوثوق بحلول الولايات المتحدة و أوروبا ، بينما الجنوب لا يفكر سوى بمنافعه الذاتية .

تحياتي للجميع .

31 تمـــــــــــــوز 2009

326.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات