الأحد 08 أيلول / سبتمبر 2024, 02:22
كتاب جديد لأدونيس يتناول المشكلات الثقافية في العالم العربي




تكبير الحروف : 12 Punto 14 Punto 16 Punto 18 Punto
كتاب جديد لأدونيس يتناول المشكلات الثقافية في العالم العربي
الخميس 30 تمّوز / يوليو 2009, 02:22
كورداونلاين
الهوية التي يدعو لها أدونيس فهي هوية الإنسانية. والإنسانية مشروع مفتوح، وأولى منطلقات هذا المشروع هي أولوية الإنسان، لأن الإنسان أهم من الدين والوطن والدولة،

يقدم أدونيس في كتابه الجديد بعنوان «محاضرات الإسكندرية » مراجعة عامة لمختلف المواقف والقضايا التي تبناها خلال حياته الثقافية الحافلة. كما يعرف الكاتب في هذا المؤلف لمواقفه من مختلف المستجدات والمشكلات الثقافية والنقدية والدينية والسياسية التي تشغل العالم العربي اليوم، ويطلق العنان للقلق الذي ينتابه نتيجه صعود النزعات الدينية والعصبية التي تكاد تستولي على الحياة الثقافية كلها.
يفتتح أدونيس كتابه بمراجعه «للثابت والمتحول »، ويتساءل كيف كان سيكتبه اليوم وبعد مرور اربعين عاماً على نشره. فبالرغم من تأكيده على أن «الثابت والمتحول» لايزال كتاباً شاباً وفيه قبس من الريادة، إلا أنه كان سيضيف إليه ثلاث قضايا أساسية. القضية الأولى أنه كان سيشدد على الربط بين قضايا العرب التراثية وبين قضاياهم الحية والراهنة.
أما القضية التي شغلته عندما أعاد النظر في «الثابت والمتحول» فهي ضرورة دراسة النص القرآني بوصفه نصاً جامعاً للثقافات السابقة. وهو هنا مندهش كيف أن القرآن يجُبْ ما قبله من ثقافات وثنية ويهاجم تلك الثقافات بنفس الوقت. فاللغة التي كتب بها القرآن هي نفسها لغة الثقافات الوثنية.
أما القضية الاخرى التي كان سيضيفها فهي التركيز على كيفية تم التأسيس للخلافة في صدر الإسلام بجهد شخصي غير ملزم للمسلمين في حياتهم السياسية اللاحقة، فأدونيس يقف في هذه النقطة إلى جانب علي عبد الرزاق الذي أكد وشدد على أن نظام الخلافة ليس ملزماً للمسلمين لأنه ليس من جوهر العقيدة الإسلامية.
وأنه مسألة اتفاقية بحتة، غير أن المؤلف يشدد على أن هذه الخلافة بدورها هي التي أسست للفساد والعنف والفرقة داخل المجتمع الإسلامي. فهذا الشكل من السلطة هو الذي يقف اليوم وراء الانهيار السياسي العربي.
ولذلك فإن أدونيس هنا يستعير مفاهيم مدرسة فرانكفورت النقدية، التي تهتم بمشكلات ضيق أفق الحياة السياسية والثقافية المعاصرة أمام الإنسان المعاصر.
وكيف تحول هذا الإنسان إلى كائن مسلوب الحرية والسعادة، ومجرد شيء يخضع لضغوطات سياسية واقتصادية أخرجته حتى من إنسانيته، مع فارق بسيط هو أن إنسان (أدونيس) يعاني ضغوطات الدين والديكتاتوريات العربية، في حين إنسان مدرسة فرانكفورت يعاني ضغوطات الشركات الكبرى وهمجية النظام الرأسمالي.
يلتفت أدونيس إلى قضايا الشعر والأدب حيث يتحدث عن «تجربته الشعرية» ويكشف عن أهم مميزاتها من حيث هي مزيج بين القديم والحديث، بين خصائص العشرية العربية وبين الأساليب الفنية التي استقاها من الشعر العالمي.
فالمؤلف يعتقد بأن التضاد بين القديم والحديث في الإبداع هو تضاد وهمي ومزيف، لأن الشعر مرتبط بالذات وليس بالشكل، وأنه يجب أن يكون منغرساً في الكينونة ومرتبطاً بخصوصية اللغة قبل كل شي، وهنا لا فرق بين قديم وحديث.
أما القضية التي شغلت أدونيس، فهي العلاقة بين الفكر والشعر، حيث يهاجم الفصل التقليدي في الثقافة العربية بين الشعر والفكر، والذي يحصر دور الشعر بالشعور، والفكر بالعقل، دون أي لقاء بينهما، فهذه التفرقة لم تكن موجودة في العشر الجاهلي مثلاً حيث كان الفكر ذائباً في نهر كلمات الشعر كأنه العطر والهواء. ولكن وبتأثير من النص القرآني تم تحجيم الشعر وإدانته من حيث هو كلام لا عقل فيه ولا منطق.
وإنما مجرد أهواء وشحطات فيها خطر على العقيدة، ولذلك أصبح الشعراء يتبعهم الغاوون، وظهر الصراع بين الدين والشعر. ولذلك ينتهي المؤلف من مناقشته هذه القضية بالدعوة إلى ضرورة أن نعيد للقول الشعري مكانته الفكرية ودوره العقلي والتنويري.
وينهي المؤلف كتابه بالحديث عن العلاقة بين الشعر والهوية، إذ يوجه نقداً لاذعاً للمفهوم التقليدي للهوية القائم على اللغة أو الدين أو القومية. فالهويات السابقة تفرق الناس إلى فئات وطوائف وأقوام متناحرة. أما الهوية التي يدعو لها أدونيس فهي هوية الإنسانية. والإنسانية مشروع مفتوح، وأولى منطلقات هذا المشروع هي أولوية الإنسان، لأن الإنسان أهم من الدين والوطن والدولة، ولا يجوز تكبيله بهذه الكائنات لأنه ستسيطر عليه وتستبعده وتحوله إلى خادم لها.
إن كتاب أدونيس هو دعوة لتحرير الإنسان من كل الاكراهات الدينية والسياسية والنقدية كشرط أولي لكتابة الشعر.

241.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات