الأحد 22 كانون الأوّل / ديسمبر 2024, 02:28
أوجلان: إن لم تقبل باتخاذ الأكراد مخاطباً فذلك يعني أنك تريد الحرب




أوجلان: إن لم تقبل باتخاذ الأكراد مخاطباً فذلك يعني أنك تريد الحرب
الإثنين 27 تمّوز / يوليو 2009, 02:28
كورداونلاين
أنا لو أردت لاستطعت حتى تحقيق الدولة المستقلة ، ولكن ذلك سيكون سبباً في موت مليونين أو ربما أكثر من الناس ، فالاشتباك والعنف والموت ليست منطقي

لن تحل هذه القضية ما لم تحترموا قيمنا الإنسانية

الوضع الراهن أسوأ بكثير مما كان عليه في الحرب العالمية الأولى ، والحرب العالمية الثانية . حيث نعيش نتائج أمور معقدة جداً فيما يسمى بالحرب العالمية الثالثة .

الديموقراطيون المحافظون والديموقراطيون الليبراليون قليلون إلى درجة العدم ، وضعفاء ، أما الذين سيحققون الحل ويعززون مساره فهم الديموقراطيون الجذريون أصلاً . هؤلاء يتحدثون عن الدستور ، فهل هم يعرفون الديموقراطية ؟ فطريق وضع الدستور الجديد يمر عبر الذهنية الديموقراطية . يتحدثون ويقولون الدستور ...الدستور ، ولكنهم يفتقرون إلى الذهنية الديموقراطية ، فليقوموا بما يتطلبه حزب السقف( الحزب الجامع لكل التيارات الديموقراطية تحت سقفه) .

في الإعلام يتم تفعيل موضوع المخاطب ، أنا لست شغوفاً باتخاذي مخاطباً ، وليس لدي هم من ذلك القبيل . إنني أعمل من أجل إنجار خريطة الطريق التي يتحدث الإعلام عنها كثيراً والتي سأعلنها في الخامس عشر من آب ، وقد بدأت بالكتابة ، وسيمضي أسبوعان أو ثلاثة على هذا المنوال . سمعت من الراديو أن جريدة "الصباح" كتبت اليوم ، ولا أعلم من أين يأتون به ، فقد بدأت بالكتابة حديثاً . وللحقيقة ليس لما كتبوه أية علاقة بما أكتب ، إنهم يقذفون ، فكيف يكتبون وأنا لم أقل شيئاً بعد في هذا الموضوع ؟ . ولكن لدي ما أقوله ، فإن لم يتطور الحل سياسياً فإن الشريحة العسكرية ستأخذ المبادرة ، فإن لم يأت الحل سيتقوى الجناح العسكري كثيراً ، وستكون نتائج ذلك أفظع مما نتوقعه جميعاً ولهذا أطالب بالحل، فأوجدوا حلاً كيفما تشاؤون، وخذوا من تريدونه مخاطباً. ولكن علينا أن نكون جادين .

الكل يطالب باستمرار أجواء عدم الاشتباك ، وللحقيقة هذا هو ما أقوم به هنا منذ أحد عشر عاماً ، بل أقوم به منذ أيام "أوزال" بمفردي . أفعل ذلك بناءاً على مناشداتهم ، فقد ناشد "أوزال" عبر الطالباني ، وفي البداية قلت للطالباني مستغرباً : ماذا تقول ؟ !! ، وفيما بعد جاءت مناشدة "أرباكان" من خلال رئيس الدولة السورية ، ثم مناشدة العسكر من خلال "بروكسل" ، وأخيراً جاءت مناشدات من هنا أيضاً . ومثلما تتابعون السيد أردوغان والسيد غول يوجهان المناشدات والرجاءات ولو بشكل غير مباشر عن طريق الإعلام ، وأنا أستجيب لهؤلاء . في عصر العثمانيين كان الباشوات يستمعون من خلف الستار ، فإذا كان الحل آتياً فنحن نقبل بذلك أيضاً ، وأنتم استمعوا إلى ما نقوله . لتقولوا ؛ أنتم قلتم هذا ، فقوموا بالدفاع عما قلتموه ، فعليكم أن تكونوا جريئين حسب متطلبات السياسة الديموقراطية ، والذين لايريدون الحل هم الذين يريدون رحيل أردوغان وغول .

إذا لم تُحل هذه القضية قد تظهر مجموعات مختلفة ، وتأخذ المبادرة ، فأنا هنا لست في وضع القادر على منع كل شيء ، فإن تصاعدت الحرب لن يكون لدي الكثير مما أقوله ، لأنهم سيقولون " الحياة حياتنا" ، وهم المقيمون في الجبال ، ولن أستطيع قول شيء بهذا الصدد ، فذلك هو قرارهم ، بل حينها لن يستمعوا إليّ ، وأنا لاأقول هذا الكلام كتهديد فظ . فقد بات الجميع يدرك بأن القضية لن تحل بالعنف .

إذا كنتم أصحاب أخلاق سياسية أعملوا ما تقولونه وامتلكوا الجرأة ، إنكم تتحدثون عن الديموقراطية ، وتتحدثون عن الدستور ، فكيف تعيشون مع دستور لا تؤمنون به ولا ترونه سليماً ؟ تعلمون أن الدستور قانون مقدس ، فكيف تطبقون قانوناً لا تؤمنون بصحته ؟ لا تؤمن بدستورك ثم تمارس السياسة ، فهل للأخلاق متسع لهذا ؟ إن هذا عمل لاأخلاقي ، وحرام . فهو حرام ديناً ، وحرام سياسياً . فإذا كنتم لا تؤمنون بدستوركم وتعتقدون أن فيه خطأ ، فعليكم أن لا تناموا ليلاً ولا نهاراً لتعملوا من أجل تصحيحه . والذين لا يفعلون ذلك هم أولاد حرام ، فإذا كنتم أصحاب أخلاق لن تقبلوا بمثل هذا الأمر ، وقد رأى "أرتوغرول أوزكوك" بأنني عرفت هذا الأمر وحللت شفرة تركيا ، فتطرق إليه في مقالته . فهناك من حوله أربعون أو خمسون شخصاً على الأقل وله علاقاته بهم ، وهم يعرفون بأنني حللت هذا الأمر . لماذا حللت ؟ حللته بتجربتي ومما عشته . فقد قمت بما يلزم بمفردي . حتى أنهم قالوا بأنني "استسلمت وكذا....وكذا" . إن ضميري وعقلي لايسمحان بالاشتباك وموت الناس . يقولون لي : استسلِم ! وتخلى عن شخصيتك ، وعش بلا كرامة !! وأخرج من إنسانيتك . أنا لا أقبل بذلك إطلاقاً . ألست إنساناً ؟ فالناس يوضعون هنا ، فإذا لم أكن إنساناً لماذا جلبتموني إلى هنا ، ولماذا وضعتموني هنا ، ولماذا تدعوني أعيش ؟ وإذا لم نقم بحل هذه المسألة فيما بيننا ، فإن قوى مختلفة سترغب في التدخل .

يقال بأن تكون التركية اللغة الأم ، فلتكن . فبالنسبة لي الفيدرالية وحتى الكونفيدرالية ليست مهمة كثيراً ، فأنا أجعل من الشخص وحريته أساساً .

هناك قول تعرفونه ؛ "الحيوانات تتفاهم مع بعضها بالشم والناس تتفاهم مع بعضها بالحديث"(قول شعبي تركي) ، تقول بأنني سأحلها ، فكيف ستحلها ؟ ومع من ستحلها وكيف ؟ . إنني أنادي السيد أردوغان : تقول ليكن كل شيء لنا ، فليكن لكم ولكنك مرغم على احترام قيمنا الإنسانية . فإن لم تحترموا قيمنا الإنسانية فهذه القضية لن تُحل . يمكن تأسيس لجنة الرجال العقلاء ، لأذهب وأروي لهذه اللجنة أفكاري وكيفية الحل ، وأشرح لهم مكاسب الحل وأضراره ، فإن لم تقبل باتخاذ الأكراد مخاطباً فذلك يعني ؛ "أنك تريد الحرب وتريد الاشتباك" وأنا لست مسؤولاً عن ذلك .

إذا كنتم صادقين فالحل سيتطور بسرعة ، وإذا نظرتم إلى مثال "فرانكو" في اسبانيا ، فقد رحل فرانكو في عام 1975 وفي عام 1978 كانوا قد قاموا بحل كل شيء خلال ثلاث سنوات . يجب عليك أن تحل هذه الأمور بسرعة ، ماذا فعلتم خلال خمس وعشرين سنة ؟ بل هناك ما سبق ذلك أيضاً . يقولون لي ؛ يجب أن يستمر وضع عدم الاشتباك . إذا كان ذلك يجلب فائدة فليستمر ، وليقوموا بمتطلبات السياسة الديموقراطية . أما أنا فأقوم بهذا منذ عشر سنوات ، ولكن النقطة التي تم الوصول إليها حتى اليوم ، هي أنهم يفسرون الأمر بالضعف ، لقد فهموها ضعفاً وأموراً أخرى من قبل ، ولكنها لم تجلب أية فائدة ، فهذه المسألة هي مسألة أخلاق . فالناس هم الذين ماتوا في مرحلة إيقاف الاشتباك هذه ، ولا زالوا يموتون ، فإذا كان الناس يموتون فذلك يعني أنه لا جدوى من ذلك ، فهدفي الأساسي من ذلك هو عدم موت الناس . يقال أن تكون اللغة التركية اللغة الرسمية ،  فهذه أمور بسيطة ، وأنا لا أنشغل بمثل هذه الأمور، ولكن لتكن حريتنا لنا ، ولتكن لنا حريتنا الإنسانية وميداناً لحياتنا ، وهذا أمر لابد منه ، فعندما يولد طفل تكون له لغته الأم ، وهو يستخدم تلك اللغة ، وعليك أن تهيء مجال استخدام تلك اللغة وميداناً لحياته الحرة .

مفهومي للدولة ليس المفهوم الشرقي للدولة ، بينما مفهوم دولة الأمة الغربي قوموي فاشي ، فعندما يكونوا قومويين لامفر من أن يكونوا فاشيين أيضاً ، كما لا أفكر بما يتوافق مع فكر الأوروبيين نحو البلدان النامية ، فهم منفعيون فاشيون ، واليوم نرى نتائج مفهومهم للدولة القومية بشكل مكشوف في أفغانستان وباكستان وإيران والعراق . إنهم يحاولون الاستمرار في وجودهم من خلال الحرب والاشتباكات . بينما أنا أدافع عن مفهوم يتخذ من حرية الإنسان أساساً له ، وأفكر بشكل يختلف عنهم .

الأوروبيون يحمون أنفسهم بقوميتهم ، فكيف ظهرت القومية في أوروبا ؟ وانتشرت عدواها من أوروبا إلى تركيا ، فحتى بالقوموية لا تستطيع تركيا حماية نفسها ، فكما ترون إنهم عاجزون اليوم عن حماية الأتراك في القوقاز وروسيا والبلقان والشرق الأوسط . وها أنتم ترون في الصين . لقد حاول أردوغان البروز في "دافوس" ، فأظهروه بطلاً ، وهو لا يدرك ما هو الأمر وكيف يكون ، ولم يفهمه ، ولا يستطيع احتساب متى سيتواجه مع نتائجه ، ولكن هؤلاء سيثأرون بعد ثلاث أو خمس سنوات وسيحاسبون دون أن يشعر بهم أحد ، حتى أنه لن يدرك ذلك . تعلمون بأحداث السادس والسابع من أيلول التي جرت في عهد "مندريس" ، وأُعدم "مندريس" نتيجة لها ، ولكنه لم يفهمها ، أي حتى أنه لم يفهم سبب إعدامه ولماذا . وهم سيسألون أردوغان عن حساب "دافوس" ، ولكنه لن يدركه أيضاً ، إن الحل الوحيد لكل ذلك هو السياسة الديموقراطية .

لقد أخذ حزب العدالة والتنمية AKP أفكارنا واستخدمها ، وأسس مئات الأكاديميات والمراكز في أربع سنوات . بدون وجود نظريات السياسة الديموقراطية لن تستطيعوا ممارسة السياسة الديموقراطية  ، فعلى رغم تأسيسهم لكل هذه الأكاديميات لا يستطيع أردوغان فهم السياسة الديموقراطية ولا استيعابها . فهو يقول : أنا أفهمها كمشاعر !! . ولكن هذا الأمر لايمكن أن يسير بالمشاعر وما شابهها ، عليك أن تقوم بمتطلباته بالعقل والمنطق . يبدو الآن أن "أحمد داووداوغلو" قد فهم هذا الأمر بعض الشيء ، هو فاهم ، إنه متابع لي ، فهو قد تلقى الثقافة الديموقراطية المعاصرة من الأوروبيين . لقد قرأت كتابه بعنوان "العمق الاستراتيجي" في الأيام الماضية . المثقفون الأتراك متأثرون بالمفهوم الأوروبي لدولة الأمة ، وهم مرغمون على ذلك ، والحقيقة ليست أمامهم فرصة أخرى لأنهم متأثرون بهم ، ولكنهم عاجزون اليوم عن حماية التركياتية بها في العالم ، فهناك أتراك في العالم بما يناهز خمسة أو ستة أضعاف ما في تركيا ، وهم يتعرضون للتهديد ويحتاجون للحماية .

إنني أقدِّر مصطفى كمال بأحد جوانبه ، فقد كان متأثراً بعض الشيء من الفرنسيين في جمهوريتهم الثالثة ، وبدأ بتطبيق هذا الفكر في تركيا ، وحقق نجاحاً نسبياً لأنه كان يفهم السياسة الديموقراطية ، وأنا لست في وارد مقارنة نفسي بأحد ، فأنا قمت بتحليل المسار على مدى الخمسة عشر ألف سنة الأخيرة ، فهناك نتيجة سوسيولوجية للأحداث ، وقد شرحتها بشكل موسع في مرافعاتي ، ويجب على المتنورين النظر إلى الموضوع من هذا الجانب . ما نريد القيام به اليوم هو إحياء روح عقد العشرينيات من القرن الماضي . وأقول للمثقفين بأن يكون حذرين فإن تركيا ستتطور أكثر من عشرينيات القرن الماضي .

يُبين "أرتوغرول أوزكوك"(رئيس تحرير جريدة حريَت) في زاويته في الأسبوع الماضي بأنه "استخدم من أجلي مصطلحات إرهابي ، ورأس الإرهاب وما شابهها ، ولكن هذا غير صحيح في يومنا ، ويجب أن تكون اللغة المستخدمة أكثر مرونة ". نعم ، أنا أيضاً لست الأنا السابق ، وجريدة "حريَّت" ليست "حريَّت" السابقة ، و"حريَّت" السابقة لن تستطيع الاستمرار بعد هذه الساعة ، وستتغيَّر أكثر ، فالماضي بقي للماضي ، والدولة لن تكون كما كانت . فأنا أيضاً كنت أعتقد بأن بعض الأمور ستتحقق بتأثير الاشتراكية المشيدة ، واليوم ترون وضع روسيا والقوقاز في الميدان ، وإشتراكية الصين لا تقوم سوى بخدمة الولايات المتحدة ، وأنا لو أردت لاستطعت حتى تحقيق الدولة المستقلة ، ولكن ذلك سيكون سبباً في موت مليونين أو ربما أكثر من الناس ، فالاشتباك والعنف والموت ليست منطقي . لهذا السبب تخليت عن هذه الأمور ، وأجعل من السياسة الديموقراطية والحرية أساساً لي ، إنني ديموقراطي جذري .

 أبعث بتحياتي إلى الرفاق في السجون ، فأنا أستلم منهم رسائل جيدة تتضمن كتابات متعمقة وجميلة . فليستمروا في كتاباتهم وليتثقفوا أكثر ، سأدلي في المستقبل بتوضيحات تتعلق بموضوع البلديات ، والبلديات الديموقراطية .

طابت أيامكم . وتحياتي للجميع .

                                                    24 تمــــــــــــــوز 2009

338.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات