أوجلان:، هذه الحرب تدفع الشعبين إلى الخسارة
السبت 18 تمّوز / يوليو 2009, 02:19
كورداونلاين
. أنا لا أقول بأن يحاربوا ، وهذا ليس نداءاً للحرب . هل سيحاربون أم يجنحون للسلام أم يستسلمون أم يغادرون إلى الخارج ، سيكون ذلك قرارهم ، وأنا لن أتدخل ، وسأستخدم حقي في النقد فقط
سأتناول "الميثاق الميلّي" في خريطة الطريق
وجهة النظر التي تقول بأن ثمانين بالمائة من الخمسة أو الستة آلاف أكاديمي في تركيا هم وطنيون وقومويون هي رؤية صحيحة ، لقد اعتادوا على العيش هكذا منذ قرن ونصف ، فهذه الذهنية موجودة ، وهي ذهنية تحولت إلى عادة تلقائية ، ولكن سيتم تجاوزها ، بل يجب تجاوزها . هذه الشرائح ليست منظمة ولكن هذه ذهنيتها ، وقد تم تنظيمهم من حين لآخر بهدف استخدامهم لأهداف معينة .
هل يأمل "غينجاي غورسوي"(كاتب ومفكر) في أن يكون عام 2010 عاماً لإحلال السلام في تركيا ، إذا مضى عام 2009 دون اشتباك ؟ ، بينما "أردال شافاك" (كاتب صحفي) يتكلم عن أن أفضل إدارة لتركيا هي الإدارة الفيدرالية أو نظام المقاطعات ، وعليه فإن أفضل نموذج بالنسبة لتركيا هو النموذج الاسكوتلاندي وليس نموذج الباسك ، ويقول بضرورة إنشاء لجنة للحل تضم حزب المجتمع الديوقراطي DTP أيضاً في الدورة التشريعية الجديدة للبرلمان ، ويقول بعقد كونفرانس كردي في تركيا –أنقرا من أجل الحل . إنه رجل عاقل ، وإنا متابع لما يكتبه عن قرب ، هل نقل "أردال شافاك" آراءه هذه إلى الحكومة ؟ وأعتقد أنه كتب عن أن لا يكون هناك التخلي عن السلاح ، بل يمكن أن تضع قيادة PKK ، نصب عينيها التوجه إلى أوروبا بناء على ضمانات ، من أجل المساهمة في استمرار حالة عدم الاشتباك .
يُوضح "غورسيل تكين" رئيس فرع حزب الشعب الجمهوري CHP في استانبول ، بأن الحل مستحيل من دون أوجالان، وفي نفس الوقت لا يمكن أن يكون هناك حلٌ خارج CHP ، وأن حزبه يعمل على إعداد تقرير في هذا الموضوع ، يشبه التقرير الكردي الذي قام الحزب بإعداده في عام 1991 .
يمكن الالتقاء بـ"غورسيل تكين" مرة أخرى ، وما سأقوله ليس متعلقاً به ، بل متعلق بـCHP عموماً؛ إن "بايكال" (رئيس حزب الشعب الجمهوري CHP) وCHP يمارسون التعطيل ، كان بإمكان CHP أن يصبح بديلاً لحزب العدالة والتنمية AKP في السنوات الثلاث الأخيرة ، ولكنه لم يستطع لأسبابه ، "بايكال"- CHP لايريدون أن يتحولوا إلى سلطة . منطق CHP هو "ليكن تحت سيطرتي حتى ولو لم أصبح سلطة" ! وكأنه يجهد ليحكم سراً من الوراء ، وكل ما يهمه هو حماية سلطته السرية ، ويراوح بين أرغنكون والجيش ، ويتواطأ مع الإنقلابيين ، هذه الذهنية هي ذهنية "الإتحاديين" المستمرة منذ 1880 على مدى مائة وثلاثين سنة ، بل هي ذهنية "الكوميتا" (مجموعة سياسية تلجأ إلى السلاح لتحقيق أهدافها) الإنقلابية ، وتمتد بجذورها إلى عهد عبد الحميد . فهؤلاء فرضوا الحصار على عبد الحميد أولاً ثم على عبد العزيز بل حتى على مصطفى كمال على هذا النحو . فمثلما حوصر عبد الحميد حوصر مصطفى كمال أيضاً . وهذا المفهوم حاصر كلاً من مندريس ، وديميريل ، وأوزال ، وأرباكان وأجويت (رؤساء ورؤساء وزارة سابقون أعدموا أو استبعدوا) أيضاً ، لقد أخذوا مندريس إلى المشنقة ، كما قضوا على أوزال أيضاً ، واستخدموا ديميريل لفترة طويلة وكانت له مغادرات وعودات ، فهو "كوسيغا" (رئيس وزراء سابق في إيطاليا) تركيا . كما استخدموا أرباكان لبعض الوقت وعندما انتهت مهمته ألقوا به جانباً . بينما أجويت كان أكثر استقامة ، ورغم ذلك استخدموه أيضاً .
كتب "دريا سازاك" (كاتب صحفحي شهير) في أحد تعليقاته "تم تحديد مرشحي CHP من جانب أرغنكون في الانتخابات العامة عام 2007 ، ويلاقي بايكال صعوبة في تجاوز هؤلاء ". هذا صحيح ، وهو ما أقوله أنا منذ زمن بعيد أيضاً ، إنه عاجز عن تجاوزهم ، فبسبب موقف CHP يجري الآن نقاش استبدال الإدعاء العام في قضية أرغنكون .
يقول "علي بولاج" (كاتب ومفكر) ؛ إن في تركيا خمسة قضايا رئيسية ، وأول هذه القضايا هي القضية الكردية ، وأن هناك شريحة محافظة وسطى كبيرة في تركيا ، وأن مطالبة هؤلاء بالتغيير ستسهِّل حل القضية الكردية . وعند التفكير في الحل يجب على زعماء القناعة لدى هذه الشريحة مراعاة حساسيات هؤلاء ، حيث أن هذه الشريحة تمثل أوساطاً واسعة في تركيا ، مما يعني أن هذا الأمر يأتي بمعنى الوفاق الاجتماعي ، إلا أن أفكاراً من قبيل الفيدرالية لن تكون حلاً مناسباً وستؤدي إلى الاستقطاب في المجتمع .
إنني أقرأ جريدة "Yeni Safak" أيضاً ، فرغم أنها صحف إسلامية محافظة إلا أنها تفسح المجال أمام كُتاب من شرائح مختلفة .
يشرح "لوند توزال" (رئيس حزب يساري تركي) بأن سبب ابتعادهم هو أن حزب السقف (حزب المظلة أو الحزب الجامع الذي يضم تحت سقفه عدة أحزاب ديموقراطية ويسارية) قد تحول إلى حزب من أجل حل القضية الكردية فقط ، وهذا موقف قاصر وناقص . هل هذا ممكن ؟ الأمر ليس كذلك ، هل المعلومات المنقولة إليه ليست كافية ، أم هو لا يفهم ؟ . كانت عائشة (محامية عن القائد) قد جاءت وتحادثنا وتناقشنا ، وإذا تطلب الأمر ستأتي ثانيةً ، ألا يُفهم ما أقوله بما يكفي ، ألا يُنقَل ؟ . ومن قبل كنت قد قلت لـ دوغان وآيسل وزملائهما(المحامين) ، يجب نقل ما أقوله هنا بشكل صحيح ، فالموكلين عني يمثلونني ، وعندها يجب عليهم تمثيلي بشكل صحيح . إن حزب السقف ليس حزباً من أجل حل القضية الكردية فقط ، بل بمعناه العام هو حركة من أجل دمقرطة تركيا ، فهو مشروع يهدف إلى حل العديد من قضايا تركيا ، والدمقرطة هي أهم قضية في تركيا ، فربما هم لا يفهمونه ، هناك "أوفوك أوراس"(كان رئيس حزب يساري تركي، انتخب إلى البرلمان بدعم الأكراد) ورفاقه ، هل هم كسالى ؟ كلا ، لا يمكن توضيحه بالكسل فقط ! هؤلاء يمارسون السياسة منذ عشرين أو ثلاثين سنة ، بل هم أكاديميون ولديهم ألقاب كبروفيسور ، فإذا كان هؤلاء لا يعملون رغم علمهم ، ربما لن يكون سليماً ولكنني سأقيِّمهم بأصحاب النوايا الباطنية . يمكن الذهاب والالتقاء بهؤلاء ، مع حزب الكدح EMEP مرة أخرى من أجل الشرح لهم . فهؤلاء أسمهم حزب الكدح أصلاً . كما يمكن الالتقاء بـ"أوفوك أوراس" ورفاقه أيضاً . كان هناك رجل علمي في السياسة ، وهو استاذ جامعة ، كان قد انضم إلى الانتخابات أيضاً . كما هناك "باسكين أوران" (رئيس حزب يساري تركي) أيضاً ضمن هؤلاء ، يمكن الذهاب والالتقاء بهم .
يبدو أنهم استبدلوا اسم حزب السقف إلى "حركة الوحدة من أجل الديموقراطية" . هذا ممكن ، الأسم غير مهم . هناك فراغ بالمعنى الجاد في تركيا لدى جبهة اليسار والاشتراكيين والكدح . فالنقابات آلت إلى وضع العجز عن حل مسألة أجرة بسيطة ، بينما في الجانب الكردي وDTP فهناك المضمون الذي استطعنا ملأه نسبياً ، إنهم يحصلون على مليونين أو ثلاثة ملايين صوت . ولديهم تأثير معين ، ويمكن التحدث عن نجاح محدود . بينما في الحقيقة يجب أن تكون الشرائح اليسارية والاشتراكية طليعة للدمقرطة في تركيا ، ولكن الفراغ مستمر ، فليست هناك شريحة استطاعت ملأه حتى الآن . بينما لا يمكننا التحكم بهؤلاء ، علماً بأننا لا نتحكم حتى بـDTP ، ولا نقول له أفعل كذا وكذا ، فذلك لن يكون سليماً ، بل أتقدم بمقترحات فقط .
نحن ملأنا لب DTP نسبياً ، ولكنهم لا يعملون أيضاً ، وكأنهم يتسكعون ، الإدارة لا تعني التربع على الكرسي . لا تقوم بتعظيم الحزب ، ولا تكسب الكوادر ، وحتى لا تستطيع تأسيس أكاديمية ، ولا تستطيع القيام بالتطوير ، مثلما لا تستطيع تطوير مفهوم البلدية الديموقراطية ، ولا تقيم تنظيماً سليماً مرتباً . هذا لا يجوز . لقد بحثت في الأمر ، فهم لم يبعثوا حتى بكادر واحد إلى منطقتنا "خلفتي" في الانتخابات الأخيرة ، بالطبع إنك لن تستطيع جمع الأصوات الجاهزة . يجب فتح بيوت الثقافة في دياربكر و ديرسيم . كما إن البلدية الديموقراطية في ديرسيم مهمة ، حيث يجب تطوير مفهوم الخدمات البلدية الديموقراطية . يقولون العلوية ، ولكنهم لا يعرفون ماهي العلوية ولا جذورها ، فأنا لم أر مثقفين علويين يستطيعان نقاش العلوية بشكل سليم . بينما أنت لا تستطيع إرسال كادرين إلى ديرسيم ، فهل تكون الإدارة هكذا ؟ أنا لم أستطع فهم DTP هذا . لقد قلتها خمسين مرة وحتى الآن لم يستطيعوا تأسيس أكاديمية أو مجالس المدينة ، إنهم لا يفقهون في التنظيم ، فلم أفهم ماذا يفعل هؤلاء ؟ لقد أسسAKP ما قارب مائة أكاديمية ، إنه يفهمني ويأخذ ما أقوله ويحاول تطبيقه ، بينما نفس الجهد غير موجود لدى DTP ، الشخصية الكردية هكذا ، يقوم بالمستحيل من أجل امرأة ، ولا يتورع عن قتل إنسان خلال شجار عادي في الشارع ، ويقتلعون عيون بعضهم البعض ولكنهم لايحركون شعرة في جسدهم من أجل مثل هذه المسائل المصيرية ذات المعاني العظيمة . أعلم أنكم شباب يساريون فلماذا أنتم عاجزون عن إبراز قائد أو قائدين من بينكم ؟ أبرزوهم . يسمونني بالقيادة وما إلى ذلك ، ولكنني قمت بكل شيء من أجل القيادة ، وبكل ما يستطيع قائد القيام به ، لدي آلاف الكونفرانسات ، ولدي كتبي ، ولدي منجزاتي ، هذه تكشف عن كل شيء بما فيه الكفاية ، فليأخذوها ويقرأوها ويطبقوها .
على الأغلب أوضح DTP بأنه وضع توقيعه منذ الآن في ذيل خريطة الطريق التي سأكشف عنها ، إن العلاقة معي ليست علاقة العبد المأمور ، إن ما أحاول صنعه هو الإنسان الحر الذي يمكنه السير بعقله وإرادته ، فكيف يمكنهم وضع التوقيع أسفل خريطة طريق لم تُطرح بعد ؟ يجب أن لا تكون العلاقة معي على هذا النحو ، فأنا لا أقبلها . إنهم يذكرون إسمي ، ويرسلون لي تحياتهم . هذا العلاقة لا تجوز ، فلماذا لايقومون بشيء من ذاتهم ، ولا ينتجون ، وينتظرون كل شيء مني ، ويستخدمون اسمي ؟ بل حتى هذا الأمر ليس أخلاقياً أيضاً . قلتها ثلاث مرات من قبل وأكررها الآن : ليعتبروني غير موجوداً ، وليعتبروني ميتاً .
يتحدث "خالوق غرغر"(استاذ جامعي ومفكر) بضرورة وجود حدٍ أدنى استراتيجي للأكراد من أجل الحل ، ويمكن لهذا الحد الأدنى أن يتجاوز الحد الأقصى للدولة . فما هو مقصده من الحد الأدنى هذا ؟ هل رضيَ "ياشار كمال" (أشهر كاتب روائي في تركيا، كردي) أن يكون من ضمن لجنة رجال العقل ؟ .
أنا أيضاً سأتطرق إلى لجنة رجال العقل في خريطة الطريق التي سأكشف عنها ، كما سأنيط بدور للمثقفين أيضاً ، يمكن الاستمرار في الالتقاء بالمثقفين . أوجه ندائي إلى الديموقراطيين الجذريين في تركيا ؛ فليتولوا المسؤوليات والمهام . هناك ثلاث أنواع من الديموقراطيين في تركيا ، الديموقراطيون المحافظون ، والليبراليون ، والجذريون ، وأنا ديموقراطي جذري . فالديموقراطيون الجذريون سيتولون طليعة الحل . يمكن الذهاب إلى "خالوق" وأمثاله من أجل شرح تولي المسؤوليات ، وأبعث إليه بتحياتي . كما إنه يوضح بأن الدولة التركية وشعبها مريضان و مجنونان ، وأنا و PKK طبيبان روحيان لهما ، وبهذا تقع على عاتقي مهمة معالجتهما . كيف يطلبون مني هذا الأمر ؟ إنه غير عادل ، وقلة ضمير . يجري الإمساك بي تحت أثقل شروط العزلة في العالم منذ عشرسنوات ، وأنا عاجز عن معالجة نفسي هنا ، فكيف لي بمعالجة المجتمع ؟ وكيف سأعالجه ؟ بينما هم لديهم ألقابهم ونظامهم ، ويقيمون في منازل جميلة ومريحة ، ولديهم إمكانياتهم . فعليهم القيام بذلك ، فإذا كانوا هم عاجزون ، فكيف لي القيام بذلك في هذه الظروف ؟ .
نعيش أياماً تاريخية ، فنحن بصدد مرحلة تاريخية ، حيث يمكن أن يتبدل المسار خلال شهر أو شهر ونصف ، أنا سأنجز خريطة الطريق مع الخامس عشر من آب ، فالكل ينتظر مني بعض الأمور ، يريدون مني القيام بدور ، ولهذا أطالب بإفساح المجال أمامي ، فليأتوا لنتفاوض ، ستكون لديّ لجنتي ، لجنة حركة الضمير ، لنتناقش أمام الشعب ، لأقول ولتسمعوا ، فما هو الخطر من ذلك ، ومن الخاسر ؟ فلتتكون لجنة ، ولتأتي لنلتقي ، فما الخطر من ذلك ؟ .
في هذا اللقاء سأعطي رأس الخيط بشأن خريطة الطريق ، إنني سأتناول "الميثاق الملّي" في خريطة الطريق ، إنني من المدافعين عن "الميثاق الملّي" ، يجب أن لا يٌفهم بشكل خاطئ ، فأنا عندما أقول هذا لا أضع نفسي مكان مصطفى كمال ، "الميثاق الملّي" لا يتضمن حدود تركيا الراهنة المعروفة فقط ، بل يتضمن الموصل وكركوك والأكراد في سوريا أيضاً ، "الميثاق الملّي" هو قرار اتخذه برلمان تلك المرحلة ، وهو يعني "القَسَم الوطني" . وعندما أشير إلى "الميثاق الملّي" فأنا لا أتحدث عن إزالة الحدود أو تغييرها ، ففي ظروفنا الراهنة لا داعي لإزالة الحدود أصلاً . و"الميثاق الملّي" يعبر عن وحدة المصير الكردي-التركي . فحرب التحرير كانت حرباً مشتركة كردية تركية . في رسالة كتبها "كمال جاكر" من سجن آديامان ورد ؛ هناك قرار من ثمانية عشر بنداً ، تم اتخاذه في جلسة سرية للمجلس بتاريخ 10 شباط 1922 ، ويتم قبول هذا القرار كقانون بأغلبية ثلاثمائة وثلاث وسبعين صوتاً مقابل أربع وستين صوتاً . لاحظوا 373 مقابل 64 ! . هذا موجود في أرشيف المجلس ، ومسؤولو الدولة يعرفون هذا . فبهذا القرار يتم الاعتراف بكثير من الحقوق لكردستان وفي مقدمتها الحكم الذاتي ، ولم يكن لديّ علم بهذا القرار في الجلسة التاريخية ، ولم أعرفه ، وأشكر الرفيق كاتب تلك الرسالة ، كذلك هناك دستور 1921 ، وهو الدستور الذي جرى إعداده في مرحلة إنشاء هذا الوطن وتأسيس الجمهورية . ونحن سنطالب في خريطة الطريق بهذا الأمر بشكله المستحدث ، وسنطالب بتطبيقه ، وسنقول : هذا هو القرار الذي اتخذه مجلسكم ، فقوموا بتطبيقه . وسأرسل هذه الرسالة إليهم أيضاً ، فقد كتبت رسائل إلى غول وأردوغان مرات عديدة ، وأنا صابر منذ سبع سنين ، وهم يدلون بتصريحات مهمة ، فتفضلوا ونفِّذوا ! . تقولون : سنحلها ، فلماذا لا تحلّون ؟ رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة المجلس كلها لديكم ، والمسؤولون الثلاثة الأهم في الدولة منكم ، رغم ذلك لا تحلونها ! عندها ؛ تكون هذه مراوغة ! تقولون إننا نضع دستوراً ، وسنقوم بإعداده ، ولكنكم لا تفعلون . فقوموا بوضع دستور ديموقراطي ، وأصدروه ، فيمكن للمسألة أن تُحل بدستور ديموقراطي ، فلماذا لا تفعلون ؟ . إن أردوغان عاجز عن إدارة هذا المسار . فبشأن حل القضية الكردية مرة يقولون الاقتصاد أولاً ، ثم يقولون السياسة ، ثم يقولون : هذا لم يفلح لنضع الاقتصاد في المقدمة . هؤلاء ليس لديهم خبر عن علم السياسة أيضاً ؛ فبدون حل القضية سياسياً لا يمكن حل القضايا الأخرى . ولا يمكن حل القضايا بالدخول في جولات تلاسن مع كل من CHP بايكال ومع باخجلي(رئيس حزب الحركة القومية MHP) . حتى أنهم عجزوا عن القيام بأي شيء بشأن قضية "أورومجي-تركستان" ، كلامهم غير نافذ ، الأشخاص الذين يحكمون الشعوب يجب أن يتحركوا بمسؤوليات كبيرة ، فرجولية الدولة تتطلب ذلك ، وهذا غير ممكن بـ "هل نضع الحجاب أم نرفعه ، أو هل نحاكم العسكر في المحاكم المدنية أم لا " . كل ذلك يتم حله بدستور ديموقراطي ، يجب تكوين قاعدة من أجل دستور ديموقراطي ، ويجب نقاشه وإعداد دستور ديموقراطي فوراً . بل يجب على المجلس بذاته أن يكون مجلساً تأسيسياً ، وإن لم يتحقق ذلك فيجب تكوين مجلس تأسيسي من مائة وخمسين عضواً . انظروا إنكم تقولون "الباسك" وتقولون اسبانيا ، لقد تجاوز الأسبان فرانكو بدستور ديموقراطي ، وتنتقدون الغرب ، ولكن كان لدى هؤلاء مثقفوهم ومستواهم الفكري كان عالياً ، ونجحوا في ذلك . فليأخذ رئيس الوزراء هذا المثال ويقرأه ليتعلم . كذلك هناك مثال ديغول في فرنسا ، وهي تقوم الآن بتأسيس الجمهورية الخامسة .
لا زالت الولايات المتحدة وانكلترا مستمرتان في ممارسة السياسة على أكتافي ، وربما يبرزان قادة أكراداً فيما عدا البارزاني والطالباني ، بل أكثر منهما نفوذاً وخطراً منهما في مواجهتنا ، فالمؤامرة لا زالت مستمرة ، وهذا ما يزعجني جداً . ولا أريد تولي هذه المسؤولية لوحدي ، بل أحياناً أغضب على نفسي وأمتعض غضباً ، فأنا أصبر منذ أحد عشر عاماً ، وأفكر قائلاً ؛ لماذا أطلنا هذا المسار كل هذه المدة ، لأن هذا لن يجلب الحل ، بل يدفع نحو الخسارة . ولم نستطع تحقيق قفزة 15 آب ثانية ، ولدي مسؤوليتي أيضاً في ذلك . والحقيقة ألتقي بكم لساعة واحدة فقط في الأسبوع ، فإلى أي مدى يمكنني أن أكون كافياً . يجب أن لا ينتظر أحد مطلقاً مني أن أكون قائداً عملياً في الظروف التي أنا فيها .
عندما اُعتقلت وأوتي بي إلى هنا قلت للمسؤولين ؛ "يمكننا الحل ، بل والإنزال من الجبال إذا تطلب الأمر " ، قالوا لي ؛ "أنت أعلم" . كذلك أثناء التحقيق عند أول مجيئي قال لي مسؤول عسكري ؛ "إذا كان لابد من الحرب فعليكم الحرب كالرجال ، وهذا لن يكون بإرسال قنابل حية إلى هنا وهناك" . وكان على حق بعض الشيء ، فإذا كان السلام ، فيجب أن يكون سلاماً محرزاً ، أما إذا كانت الحرب فلتكن كحرب الرجال . هذا وقد جرت أحداث في الماضي لم تكن تخطر لي ولا تمر في عقلي . مثل أن تقوم بإبادة أسرة كاملة من أجل مرتزق من حماة القرى ، هذا ليس أسلوبي ، كما أن مثل هذا الأمر لا مكان له في فلسفتي للحياة ، والآن يقوم حماة القرى بما كان يقوم به أولئك ، لقد ارتكبوا ذلك في أماكن عديدة بما فيها قرية Zangirte ، ولا زالوا . لقد تطرقت إلى ذلك مراراً ، فهناك عصابة الأربعة ، ولا أريد ذكرها مرة أخرى . ولا أدري بماذا سيحدث بعد الآن . بعد شهر أو شهر ونصف قد يتطور المسار إلى وجهة أخرى ، وربما تتغير أمور كثيرة حتى الخريف ، فإذا وقعت الحرب ستتوجه كردستان نحو الانفصال ، فبينما نحن ندافع عن السلام بكل إصرار ، ولكن عندها سيتولى المسؤولية من لا يجلب السلام . وإذا لم يأتِ الحل فإنني سأنسحب من الوسط . فالوضع القائم في تركيا لا يقبله الأكراد بل حتى لا تقبله الحمير ، إنه وضع لا يمكن قبوله . أنا لا أقول بأن يحاربوا ، وهذا ليس نداءاً للحرب . هل سيحاربون أم يجنحون للسلام أم يستسلمون أم يغادرون إلى الخارج ، سيكون ذلك قرارهم ، وأنا لن أتدخل ، وسأستخدم حقي في النقد فقط . أقولها مرة أخرى : لا أعلم بما سيحدث بعد الآن ، ويمكن أن يظهر قادة ذو موهبة ونوعية داخل PKK ، كما لا أعلم بقوة PKK الحربية ، فربما وصلوا إلى عشرة أضعاف ماكانوا عليه عام 1995 في قوتهم ، ولديهم الخبرة ، مثلما يمكنهم إيجاد الحلفاء ، وربما يصَّعِدون الحرب حتى يحققوا النجاح ، فأمامهم الداخل والخارج والمدن والريف ، وهم الذين يقررون ما سيفعلون ، بل ربما لديهم استعداداتهم بهذا الصدد . ومن الجانب الآخر قد يكون للدولة استعداداتها أيضاً ، فربما يدفعون بثلاثمائة طائرة دفعة واحدة ليقضوا عليهم تماماً ، وربما يخسرون كما التاميل أيضاً . القوى الخارجية والولايات المتحدة لاتريد انتصار الدولة ولا انتهاء PKK أو انتصاره . بينما كلا الطرفان يخسران في هذه الحرب ، هذه الحرب تدفع الشعبين إلى الخسارة . وضع أفغانستان و باكستان أمام الأنظار ، مثلما أوضاع إيران وسوريا والعراق أمام الأنظار . وربما تمارس إيران التعطيل . فهناك قنابل تنفجر يومياً في العراق ، في الموصل-كركوك وتلعفر ، ويموت العشرات من الناس . مثل هذا الأعمال غير ممكنة الحل بالمالكي وأمثاله ، ولن تصل إلى الحل .
هذا ما أقوم به من ذاتي ، وكنت قد أوضحت سابقاً ، وأوضحها مرة أخرى ، كنت قد تقدمت بالمبادئ النظرية الخمسة ، والمقترحات العملية الأربعة بشأن الوحدة الكردية ، يمكنهم تطوير ذلك أكثر . وقد كنت طرحته من أجل الكونفرانس الذي فكروا في عقده في الجنوب أيضاً ، فإذا كان عقد الكونفرانس غير ممكناً يمكن أن يكون على نمط مؤتمر تنضم إليه جميع الأوساط الكردية أيضاً . ويمكن أن يكون تحت اسم "مؤتمر الشعب الديموقراطي" ، حيث يجب عقد هذا المؤتمر في 15 آب أو حتى نهاية آب .
يمكن أن يأتي "أرتوغرول أوزكوك" (رئيس تحرير جريدة حريَّت) ، فربما لديه ما يعرفه ، فإن جاء سنناقش كل شاردة وواردة ، ولكن عليه أن ينشر كل ذلك بشكل صادق في جريدته .
المسجونون أيضاً نشروا بياناً من ثمانية بنود في موضوع حل القضية الكردية ، هناك أمور مشابهة في الرسائل الواردة من السجون .
هل يعمل مؤتمر المجتمع الديموقراطي ؟ ماذا يفعل خطيب دجلة ، هل يعمل ؟ هل لديه رئيس قرين (Esbaskan) ، ومن هو ؟ سأكون قد أكملت قسم الشرق الأوسط من مرافعتي بعد خمسة عشر يوماً ، هل عليّ أن أبعثها إلى محكمة حقوق الإنسان الأوروبية كمرافعة ؟ من المفضل أن يُستفسر هذا من المحامين في أوروبا ، ويصلني ردهم .
ورت رسائل من السجون ، "إينجي روج" من سجن ميديات أرسلت أربع رسائل ، لديها بعض التناقض ، وتعيش مشاكلاً على ما يبدو ، أرجوا أن لا تكون فيزيائية . كذلك من "باهادر..." من سجن وان ، فليستمروا في أنشطتهم . كذلك رسالة جيدة كُتبت باسم ثلاثة أشخاص ديرسميين "توغاي ، فارول" من سجن تكيرداغ الثاني ، طراز F . ومن "عزيمة أيشيك" من سجن غَبزَة ، وأخرى من رفيق يبدو أنه تركي "سامي..." من سجن كوجاعلي ، رسالته جيدة ، فليستمروا في تثقيف ذاتهم . كما أرسلت "آيسل دوغان" أيضاً وقد اعتدنا عليها ، وأخرى من "جمال جاكر" من سجن آديامان ، ومن "زيرين يلماز" من سجن سيرت ، فلتستمر في مسيرتها في البحث عن الحقائق ، فهي في طريق سليم ، توقفوا عليها بأهمية . كذلك هناك رسائل وردت من سجون موش وأرضروم وباتمان وبولو . أبعث إليهم جميعاً بتحياتي واحترامي . كنت قد طلبت كتاب "كارل شيميت" في الأسبوع الماضي .
أبعث بتحياتي إلى شعبنا في "قيرشهير" و "هازرو" و "دياربكر" .
تحياتي للجميع ، طابت أيامكم .
15 تمـــــــــوز 2009