الإربعاء 18 كانون الأوّل / ديسمبر 2024, 22:16
شتاينماير: لا مكان في ألمانيا لمعاداة الأجانب




شتاينماير: لا مكان في ألمانيا لمعاداة الأجانب
السبت 11 تمّوز / يوليو 2009, 22:16
كورداونلاين
المستشارة أنجيلا ميركل أعربت للرئيس المصري حسني مبارك عن تعازيها في حادث مقتل المواطنة المصرية مروة الشربيني، ووزير الخارجية الألماني يؤكد لنظيره المصري حرص بلاده على عدم تكرار مثل هذه الجرائم.

 

أبلغ وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير نظيره المصري أحمد علي أبو الغيط تعازيه للشعب المصري وخاصّة لعائلة الضحية مروة الشربيني، التي كانت قتلت على يد شاب ألماني من أصل روسي مطلع هذا الشهر في محكمة دريسدن. وأعرب شتاينماير في بيان صدر اليوم الجمعة (10 يوليو/ تموز 2009) عن وزارة الخارجية في برلين عن بالغ أسفه لمقتل المواطنة المصرية. وأكّد الوزير بالقول: "سنبذل كلّ ما في وسعنا للحيلولة دون حدوث مثل هذه الجرائم"، مضيفا: "نحرص على أن يشعر كلّ فرد في ألمانيا بالأمان، بغضّ النظّر عن جنسيته أو انتمائه العرقي أو الدّيني." وشدّد شتاينماير على رفضه لشتى أنواع العنصرية بالقول: "لا مكان في ألمانيا لمعاداة الأجانب أو معاداة الإسلام."

توجيه تهمة القتل وعقوبتها السجن المؤبّد

 وفي تطوّر سابق طالب الرئيس المصري حسني مبارك خلال لقائه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مدينة لاكويلا بايطاليا، "بمحاكمة الجاني على وجه السّرعة". ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن دبلوماسي مصري في إيطاليا أن المستشارة "قدّمت تعازيها للرئيس المصري" خلال لقائمها على هامش قمّة مجموعة الثماني. على صعيد آخر قال رئيس نيابة مدينة دريسدن الألمانية كريستيان أفيناريوس إنّه من المُقرّر توجيه تهمة القتل العمد للشاب الألماني، الذي قتل المصرية مروة الشربيني "وعقوبتها السّجن المؤبد"، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وأكّد أفيناريوس أن القانون الألماني يُطبّق على الألمان والأجانب على حدّ السواسية طبقا للدستور الألماني. وذكر أفيناريوس في حوار خاص أجرته معه صحيفة "المصري اليوم" ونشرته اليوم الجمعة أنّه يجرى الآن التحقيق مع المُتّهم لمعرفة ما إذا كان هذا العداء بداخله تجاه الأجانب بصفة عامة أم المسلمين بصفة خاصة. وأضاف المسؤول الألماني أنّ التحقيق قد يستغرق عدّة شهور قبل إصدار الحكم النهائي.

ولدى سؤاله حول إمكانية صرف تعويضات مادية لأسرة الضّحية، أجاب أفيناريوس قائلاً: "ينصّ القانون الألماني على صرف تعويض لأسرة الضّحية، لكن لا يمكن الحصول عليه قبل غلق ملف القضيّة". وأوضح أن المُتّّهم "يقيم في ألمانيا منذ نهاية عام 2003، وكان يتلقّى معظم الوقت معونة اجتماعية من الحكومة، وأحياناً كان يعمل في وظائف مؤقتة"، لافتا إلى أنه "لا يوجد لدينا معلومات عن انتمائه لجماعات ذات نشاط سياسي أو ديني أو أي جماعات أخرى."

استنكار بعض الأوساط الإعلامية

كما أثارت الحادثة استنكار بعض الأوساط الإعلامية، فقد تساءلت صحيفة دير تاغشبيغل (Der Tagesspiegel) البرلينية في عددها الصّادر يوم أمس الخميس (09 يوليو/تموز 2009) بالقول: "لماذا بقي مقتل امرأة مُحجّبة لم تسقط ضحية "جريمة شرف" مُجرّد خبر هامشي صغير لمدّة أسبوع؟". وأضافت الصّحيفة "هل يمكن أن يكون التعامل مع هذه الجريمة  انعكاساً لطريقتناً في التفكير؟". وفي سياق متّصل دعا أستاذ جامعي مُتخصّص في العلوم الإسلامية في ألمانيا إلى التعامل بشكل جدّي مع حالة الغضب، التي انتابت مصر عقب حادث مقتل مروة الشربيني.

وقال البروفيسور بيتر هاينه، أستاذ في العلوم الإسلامية بجامعة هومبولت في العاصمة برلين، في تصريحات نشرتها صحيفة "بيلد" الألمانية على موقعها الالكتروني اليوم الجمعة (10 يوليو/ تمّوز): "يجب أن نأخذ غضب الشّعب المصري بشكل جدّي للغاية"، مشدّداً على أنّ هذا الغضب "حقيقي لا تنظمه أنظمة مُعيّنة". ويعزو هاينه حالة الغضب التي ظهرت في عدد من المظاهرات في مصر، والتي تمّ خلالها ترديد هتافات ضد ألمانيا، إلى ثلاثة أسباب: أوّلها الاعتقاد بأن مروة قتلت لأنها مُحجّبة، وثانيها ما تردّد من أن رجل الشرطة الألماني أطلق الرصاص على زوج مروة في قاعة المحكمة بعدما اعتقد أنّه الجاني لمجرّد أن بشرته داكنة. أمّا ثالثها هو أن الشعب المصري رأى أن ردّ فعل الحكومة الألمانية على الحادث لم يكن متعاطفا بالقدر الكافي.

وقال هاينه إن تصريحات نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية، التي وصف فيها الجريمة بـ"الشنيعة" وإنّها تسبّبت في حالة من الصّدمة والأسى في ألمانيا، لم تكن كافية. وأشار البروفسور إلى ضرورة تدخّل المستشارة أنجيلا ميركل شخصيا في الأمر. ويخشى هاينه أن يستغل بعض من وصفهم "بدعاة الكراهية" الموقف لنشر رسالة مفادها: "انظروا إلى الألمان إنهم أعداء لنا".

تأبين الضحية المصرية في دريسدن

من جهته دعا المجلس الإسلامي للتنسيق، الذي يُعنى بالتنسيق بين كبار المُنظّمات الإسلامية في ألمانيا، جميع المسلمين في ألمانيا اليوم الجمعة إلى الصّلاة على روح المواطنة المصرية. ومن المنتظر تنظيم مراسيم تأبين لمروة الشربيني أمام بلدية مدينة دريسدن تشارك فيها شخصيات سياسية ألمانية كبيرة مثل رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي فرانتس مونتيفيرينغ ووزيرة العلوم والفنون بولاية سكسونيا إيفا-ماريا شتانغر

D:W 

255.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات