مفهومي للحرية هو تحرر الشعوب

ثمة خصوصية لـ"ديرسيم" ، هاهو مؤتمر العلويين الموسع ينعقد ، وأريد ذكر نقطة أو اثنتين بهذا الصدد . ثقافة ديرسيم ثقافة علوية ، فلديهم ثقافتهم في المقاومة على مدى خمسة آلاف سنة من التاريخ ، أي ثقافة المقاومة لديهم مستمرة منذ الهوريين ، وعلى المنتمين إلى ديرسيم سواء المقيمين فيها أو في الشتات أن يمثلوا المعاني الحقيقية للعلوية ، وأن يعملوا في هذا الموضوع ، يمكن الالتقاء بهذه الأوساط . يجب تناول ديرسيم ضمن تراثها التاريخي . إنني أقترح ما يلي من أجل ديرسيم ؛ يمكن تطوير كومونة ديموقراطية خاصة بها ، فهي بحاجة إلى كومونة ، كما يمكنهم تأسيس مجلس مدينتهم من مائتين أو ثلاثمائة شخص ، فهم لن يحصلوا على شيء من المؤتمر العلوي الموسع ، لأنهم لن يعطوا شيئاً للعلويين ، فالذين ينظمون هذه الأمور هم مخلفات ليبرالية خاوية .

هناك حاجة لصياغة في القضية الكردية أيضاً ، ويجب تحديدها . ليس التعرف عليها ، بل يجب أن تظهر معاهدة بالنتيجة ، حيث ستظهر إلى الميدان معاهدة بين الشعبين من اللقاءات ، هذا ما سيحدث إن عاجلاً أم آجلاً ، والجميع سيكون راضياً عن ذلك في النهاية .

الأمر المهم هو ليس حريتي ، بل حرية الشعوب ، فإنني لا أكافح من أجل تحرر الأكراد فقط ، بل خضنا هذا النضال من أجل تحرر جميع الشعوب ، مفهومي للحرية هو تحرر الشعوب .

تشخيص "ماهر كايناك" على نحو أن هناك صراع للهيمنة على تركيا بين رأسمال العولمة والرأسمال الوطني ، ليس صحيحاً ، فليس هناك فاصل حاسم بين قوى العولمة والقوى الوطنية ، بل هي نفس القوى التي تتكامل وتغذي بعضها البعض . وأقول له هذا لأنه يملك شخصية أكاديمية ، هذا النظام متكامل ، ويجب تناوله حسب ذلك . فهو ينحدر من جذر استخباراتي من MIT ويعرف هذه الأمور .

أنا هنا وصلت إلى قوة تحليل بنسبة مهمة ، وأعلم ماهية المتنورين في تركيا ، وأعرف الكتاب والمثقفين في تركيا جيداً ، وأعرف مخزونهم الإيديولوجي ، فقد حللت النظام الرأسمالي السائد لأربعة قرون ، كما شرحت "ماركس" جيداً ، ولا يُفهم الأمر بشكل خاطئ فأنا أنتقد الذين يتصرفون باسم ماركس أكثر من الماركسية ، فالممارسة السوفيتية والصينية بيِّنة أمام الأنظار ، فهما أصبحا ملحقين لهيمنة الولايات المتحدة في المرحلة التي نحن فيها ، لقد أوصلوا الاقتصاد إلى هذه الحال . ها أنتم ترون أن مبيعات السيارات قد توقفت الآن ، وتحولت تركيا إلى مقبرة سيارات ، حيث يُحشر الناس في زوايا المقاهي من جانب ، جوعى لاعمل لهم ولا قوة ، بينما هؤلاء لا يتوقفون عن انتاج السيارات . نحن نحارب ضد هذه الذهنية بالذات ، وكأنه جرى تحمير الناس (تحويلهم إلى حمير) ، بعضهم حمار يحمل الحمل ، والبعض الآخر يتجول في الميدان كالحمار الفارغ . فما هو الذي يدافعون عنه في هذا النظام ؟ . يقولون الولايات المتحدة و أوروبا ، إنهم مسؤولون عن هذا النظام ، إنه وضع أسوأ من الاحتلال اليوناني ، فأنا أعرف النظام الرأسمالي جيداً وحللته جيداً . أميريكا تحاول تقييد روسيا وتقول ؛ تعال لنكن شركاء في النظام الرأسمالي ، وأنا أعرف جيداً ماذا يعني ذلك . لماذا تقومون بخدمة النظام الرأسمالي ؟ فماذا تكسبون من ذلك ؟ . خذوا صناعة السيارات مثلاً ، لقد حوّلوا كل أرجاء الدنيا إلى أكوام سيارات ، فقد تراكمت لأنهم لم يستطيعوا تسويق ما في اليد ، ويقولون ؛ إننا سنجد حلاً لذلك ، فهل هذه هي حاجة المجتمع ؟ فحتى لو توصلت إلى حل ، فإلى من تقدِّم هذه الخدمة ؟ هذا التراكم للسيارات يخرب الأرض والطبيعة ، فبدلاً من ذلك يمكن زراعة آلاف الدونمات بالزراعة العضوية ليستفيد منها الجميع ، والمجتمع لن يبقى جائعاً وأنت تأكل الغذاء النظيف ، كما الأرض تُنقذ من التلوث . إنه يدعو الصين إلى هنا للاستثمار وتأسيس صناعة للسيارات ، ويناشدها من أجل استثمار ستين مليار ولا أعلم ستمائة مليون دولار ، فهل تعلم ماذا يعني الدعوة للاستثمار ؟ فإن ارتبطت بالنظام الرأسمالي مرة لن تستطيع الإفلات . ناهيك عن أن خمسة أو عشرة آلاف شخص يقضون سنوياً في حوادث الطرق ، ومائة ألف شخص يصابون بالعجز .

ماذا تستطيع منحه للشعب بالنظام الرأسمالي ؟ وأي قضية للشعب يمكنك حلها ؟ فكيف ستحل مسألة الجوع والبطالة ؟ . في النظام الرأسمالي يكسبون خمسين مليار دولار ، ولاأعلم ماذا في اليوم من الورق والقسائم . هكذا هو النظام الرأسمالي ، هكذا يحافظون على بقاء النظام . في النظام الرأسمالي فقد ثلاثمائة وخمسون مليون شخص حياتهم في الحروب فقط ، كما هناك الإبادة الثقافية والإبادات الأخرى أيضاً . انظروا الآن إلى الشرق الأوسط ، وإلى وضع أفغانستان وباكستان ، والآن يموت الناس في "سينجان" أيضاً . هذا هو سبب انتقادي الكثير لماركس في كتابي الأخير . النظام الرأسمالي يستغل العالم على مدى القرون الأربعة الأخيرة ، ويستخدم العلم أيضاً من أجل مصالحه وسلطته . حسناً فما هي الفائدة التي ترجوها من النظام الرأسمالي ؟ وكيف هو الخلاص الذي تنتظره ؟ ولماذا تشعر بالحاجة إلى كل هذا الارتباط بالغرب ؟ ، النظام الرأسمالي استغل العالم ونقل كل قيمه إلى الغرب على مدى أربعة قرون ، ولا زال مستمراً في ذلك . إنني وصلت إلى قوة تحليل النظام الرأسمالي والأنظمة الأخرى ، وقرأت لـ"واللرشتاين" و "Hobsbawn" ، فلديهما مواقفهما الانتقادية ولكنها ليست كافية ، حيث يقول "واللرشتاين" : "نحن نشأنا بالقيم الغربية ، وتشربنا شراب الغرب وعالمه الأكاديمي ، أي منذ البداية فكرنا من جانب واحد" . كلام سليم جداً ، أنا أهنئه لجرأته هذه ، ولهذا أقول ؛ نحن لسنا مرغمون على الارتباط بهذا النظام الرأسمالي إلى هذه الدرجة ، أنا أعرف النظام الرأسمالي وكيفية مناهضته بشكل جيد جداً ، كما أعلم بكيفية نسج مناهضته بشكل جيد جداً . وأجريت تحليل كيفية تأسيس المجتمع وكيفية الدفاع عنه وتطويره بشكل جيد جداً . والارتباط بهذا النظام إلى هذه الدرجة لا يجلب الحل ، بل على العكس يثقل من تعقيد القضايا أكثر ، ولهذا ، فإن لم نستطع تجنبها تماماً ، يمكننا تحديد الرأسمالية ، فمن المتضرر من ذلك ، ومن سيخسر ؟ ، بل الجميع سيكسب من ذلك .

يجب أن يقال لـ"ماهر كايناك" ؛ العولمة والقوموية منتجان ومُسيطر عليهما من طرف مركز واحد ، وليستا مستقلتان عن بعضهما البعض ، تتطور العولمة تارة وتتطور الحماية تارة أخرى ، وهكذا تستمر وتمضي . هل يفهمني ماهر كايناك ؟ وهل يعرف بأنني طرحت بديلاً مهماً ، وأنني حللت الشرق الأوسط بشكل جيد جداً ، وأنني أجريت تحليلاً جديداً ؟ يمكن تزويده بكتابي . يعرِّفونني كديموقراطي ليبرالي ، كلا أنا لست ديموقراطياً ليبرالياً ، بل أنا ديموقراطي جذري ، كما أن ديموقراطيتي ليست كما هي في أوروبا .

ليس المبادرة العسكرية فقط ، بل يتم التوضيح بأن المبادرة المدنية أيضاً داخلة في الموضوع ، هذا ممكن . إنني أنتقد دائماً الانطلاق العملي الخاطئ من أجل التحكم والتحول إلى قوة الحل في القضية الكردية ، ليس حادثة الثلاثة والثلاثين جندياً فقط ، بل هناك حوادث أخرى كثيرة ، ولهذا ذكرت حادث قرية Zangirte (قرية في ماردين، حدثت فيها مجزرة مؤخراً)الأخير مراراً، وذكرت أموراً بشأنه.

إذا كان "أورال جاليشلار"(مفكر وكاتب) يوضح بضرورة أن أتقدم بمقترحاتي دون التفكير فيما يقوله الطرف الآخر ، فنحن سنتقدم بخريطتنا للطريق ومقترحاتنا للحل أصلاً ، وسيكون هذا مقترحنا للحل .

يقال بأن العسكر لم يبيِّنوا شيئاً بشأن حل القضية الكردية ، لا سلباً و لا إيجاباً ، عندئذٍ ، ماذا يعني ذلك ؟ هل يعني أنهم يريدون الحرب ؟ هل يريدون أن يقولوا ذلك ؟ . بشأن إلقاء المسؤولية عن خريطة الطريق التي سأكشف عنها على عاتق المتنورين  ومؤسسات المجتمع المدني ، فإنا أقوم بذلك حقاً ، وسأنيط بدور لكل شريحة ، كما سأحجز مكاناً للمتنورين ومؤسسات المجتمع المدني في خريطة الطريق ، فهم أيضاً سيكونون جزءاً من الحل .

طبيعي جداً ، يجب أن يناقش الموضوع تحت عنوان الديموقراطية . هل كنا في نفس الصف في كلية العلوم السياسية مع "ممتازأر توركونا"(كاتب صحفي سياسي) ؟ هو شخص مهم ، ينحدر من حزب الحركة القومية MHP ولكنه يعرف المسألة ومستوعب لها ، إنني لم أكن أعرفه مطلقاً ، ولكنني تابعت مقالاته فهي جيدة ، هو يكتب جيداً ، يجب قول مايلي له ؛ يمكنه التركيز على تعريف التركياتية المشيدة ، وهو يلاحظ هذا الأمر ويسخدمه ، حيث التدقيق في التركياتية المشيدة ، وليس التركياتية فقط .

في موضوع تحسين ظروفي ، يجري الحديث عن السجن من طراز “F” والإقامة الجبرية ، بالطبع السجن من طراز "F" لا يمكن أن يكون حلاً ، فنحن واضحون في هذا الأمر .

لقد كان هناك شِباك فيما يتعلق بالجنوبيين ، ولكنه فشل ، فقد كانوا يفكرون في كسب الجنوبيين إلى جانبهم وإنهائنا معاً ، ولهذا السبب عاقبوا بالعزلة تكراراً ، وخططوا لإسكاتنا هنا ليتوحدوا مع الجنوبيين ويقوموا بتصفية PKK ، ولكنهم فشلوا .

هذا المخطط كان موجوداً منذ القديم ، الأنكليز والقوى الأخرى كانت وراءه ، وكانوا يريدون تنفيذ مخططهم في نموذج الشمال (شمال العراق ، كردستان الجنوبية) ، ولأنني فهمت نموذجهم للشمال ، وقفت ضده ، فقد كانوا يخططون لأن يجعلوا الأكراد كالأرمن وكردستان كأرمينيا . فكما تعلمون قام الاتحاديون بعزل الأرمن ثم نفيهم ، وكان ذلك مخططاً ألمانياً ، ثم قامت القوى الكبرى بإنشاء أرمينيا صغيرة وحبسوا فيها جميع الأرمن ، وجعلوها في وضع العداء لتركيا ، وكانوا قد خططوا نفس الشيء للأكراد بنموذج الشمال . فمنذ عام 1945 عند تأسيس الحزب الديموقراطي الكردستاني PDK- بل قبل ذلك - كانوا قد خططوا لتوحيد الأكراد حول البارزاني ، ليقوموا فيما بعد بتأسيس دويلة قومية في الجنوب ، ثم يقوموا بربط جميع الأكراد بها . ليجعلوا من هذه الدويلة القومية معادية لجميع الدول المجاورة ، ويشعلوا بها سعير الحرب عندما يرغبون . كما كركوك ، فهي الآن تشبه مرجلاً يغلي ، ووضع الأكراد كان سيؤول إلى وضع أفغانستان-باكستان الراهن ، وهم الذين يكسبون من مثل ذلك الوضع ، ولأنني فهمت ذلك تصديت له ولم أقبله . هل تعلمون ما هي مسألة قبرص ؟ هناك قاعدة لانكلترا فيها ، وعندما باتت القاعدة في خطر ، وكي لا تخسرها دفعت بالمجتمعَين هناك إلى الاشتباك منذ ستين سنة ، فلولا ذلك الاشتباك ستخسر انكلترا قاعدتها هناك ، ومادام الصراع مستمراً ستبقى القاعدة أيضاً ، هذا هو هدفهم الوحيد .

أعتقد أنني سأنتهي من أستعدادي حتى أواسط آب ، واعتباراً من ذلك التاريخ يجب أن تبدأ المفاوضات الديموقراطية . أما إذا لم تلق الحكومة خطوة ولم تقبل بالتفاوض الديموقراطي ، ووضعت العراقيل أمامها ، فإنني سأتهم الحكومة بالتواطؤ ، حيث سألاحظ معاني الخامس عشر من آب لأدلي بتصريحي . وهنا ستكون على عاتق الجميع مسؤوليات كبيرة جداً ، ولم يبق للخامس عشر من آب سوى شهر وأسبوع ، ويجب على الجميع أن يكونوا مستعدين ، الحكومة والبرلمان ، والوزارات ، والمتنورون ، وكل من يريدون ضمه إلى مسار التفاوض يجب أن يكون مستعداً لهذا الأمر . وأعتقد أن القرار الذي اتخذه PKK بالامتناع عن الهجوم سيستمر إلى الأول من أيلول ، وماذا بعد ذلك ؟ أعتقد أن التفاوض يجب أن يبدأ لهذا السبب . أنا لست مصاباً بجنون الزعامة ولكن ليس هناك من يفهم هذا الأمر ويستطيع القيام به . أما إذا لم تنصاع الحكومة للتفاوض ولم تُلق الخطوات اللازمة من أجل الحل الديموقراطي ، فإنني سأكشف عن الحكومة اعتباراً من ذلك التاريخ ، وسأنتقد سياساتها . وإذا لم تفتح المجال أمام الحل الديموقراطي ، ولم تطوِّر هذا المسار ، فإنني سأعلن عن الحكومة بأنها المستمرة في نظام الحرب . وعندها ستكون أنت الذي لاتريد حل هذه القضية ، وأنت الذي تريد الاستمرار في نظام الحرب ، وأنت المسؤول عن مقتل هذا الألف من الجنود والشرطة ، وأنت المسؤول عن تجيير الحل للجيش منذ سبع سنوات . وسأقول بأنك أنت الذي تفعل كل هذا وتريده . لقد كتبت رسائل إلى "غول" و "أردوغان" والعديد من الأماكن الأخرى بشأن الحل الديموقراطي ، فجميعهم لديهم علم باقتراحاتي للحل .

وسأقول لجميع الأكراد ؛ تدبروا شؤونكم بأنفسكم ، وسأنسحب وأقول : لا يمكنني القيام بشيء هنا ، اتخذوا قراركم بأنفسكم ، واعتبروني ميتاً . علماً بأن الحرب لن تكون كما السابق على الصعيد الكردي . فنظراً لأن تركيا لا تريد الحل ، فإن PKK سيطوِّر علاقاته مع الولايات المتحدة وإسرائيل من جانب ، ومع إيران من الجانب الآخر ، فإيران لن تأخذ مكانها في الجبهة المعادية مثلما تبدو ، ولا تريد انتهاء PKK ، فهي ستغيِّر بعض سياساتها بعد الأحداث الأخيرة . ومن جانب ستتطور العلاقات مع سوريا ، لأن هناك قوى لا تريد انتهاء PKK أيضاً . أي في كل وقت هناك قوى تقدم الدعم لـPKK ، وستظهر أيضاً. أي PKK-A يذهب ليأتي PKK-B، وPKK-B يذهب ليأتي PKK-C . فعندما بدأنا بالكفاح المسلح في عام 1984 كنا ثلاثمائة شخص ، والكفاح مستمر على مدى خمس وعشرين سنة ، فعندها لم تكن لدينا الخبرة ولا الإمكانيات ، وليس لدينا دعم من أي مكان . أما الآن فهناك خمسة آلاف أو عشرة آلاف كريلا مسلحة على الأقل ، وضمن PKK كل أنواع الكوادر ، فهناك الكوادر المسنون ، وكوادر في أواسط العمر ، وكوادر من الشباب ، وتجربتهم كبيرة ، وقوتهم ضمن المجتمع معروفة ، فلديهم كل أشكال الخبرة ، ولديهم وحدات منظمة في كل أرجاء العالم .

ليس PKK فقط ، بل PDK والقوى الجنوبية أيضاً ستحارب . ففي الجنوب جيش قوامه مائة ألف شخص ، وسيضمون إليهم PKK أيضاً ، وعندما تتصاعد الحرب ، فيا أيها الدولة التركية أرسلي جيشاً من خمسمائة ألف جندي وحاربي . ضاع أربعمائة مليار دولار حتى اليوم ، وبعدها سيضيع أربعمائة مليار دولار أخرى ، وبعدها لن تبقى تركيا ولا الحكومة ولا الاقتصاد ، سيتبعثر كل شيء . ربما لن يحقق PKK النصر ، ولكن لديه القوة على الاستمرار في الحرب لسنوات .

حقاً أنا لا أعرف وضع PKK ولا مدى قوته ، فلا أستطيع الحصول على أخباره ، مثلما لا أعرف وضع PDK ولا مدى قوته ، وأقول كل ذلك دون علم ، ولكن هذه الحرب مستمرة منذ ثلاثين سنة ، وإن لم يأت الحل فستستمر . يقولون لتركيا وللحكومة : "تحاملو على PKK بعض الشيء ، فهو يكاد ينحل وينتهي " . كلا ، هذا كذب !! إنهم يخدعون تركيا بهذا الشكل منذ ثلاثين سنة ، ولم ينته في ثلاثين سنة ، بل النقطة التي وصل إليها PKK أمام الأنظار . فتركيا من جانب تقول ؛ سنحصل على دعم سوريا وإيران ، وعلى دعم الجنوبيين لنتحامل عليهم وننهيهم . كلا ، إنكم تخدعون أنفسكم . ويقولون ؛ نحن سنحاصر الأكراد من جميع الجوانب ، عسكرياً وثقافياً واجتماعياً وسياسياً . ماذا سيحدث ؟ . الأكراد أيضاً سيتخذون تدابيرهم من جميع الجوانب ، عسكرياً وسياسياً واجتماعياً وثقافياً ، وبعدها ستفتح صفحة عامرة بأطرافها الأربعة . إنني أحذر مرة أخرى ؛ تخلوا عن هذه الأمور . يجب نقل آرائي هذه إلى الطالباني والبارزاني وإلى الشخصيات والمؤسسات الأخرى في الجنوب .

لقد حللت جيداً مسار التاريخ منذ السومريين إلى الآن وأعرفه ، كما أعرف إلى أين يتطور التاريخ ، وحللت كل الأنظمة وأرى إلى أين تتطور وتتغيَّر ، إن المجال مفتوح أمام الأكراد ، وستتطور الديموقراطية في تركيا والشرق الأوسط ، هذا الأمر واقع حتماً . وما تعنيه الثورة الفرنسية للبرجوازية ، وما تعنيه ثورة اكتوبر للطبقة العاملة ، فإن الأكراد أيضاً أصحاب نفس الدور التاريخي والقوة المحركة من أجل دمقرطة الشرق الأوسط . ستتغيَّر أمور كثيرة ، وسيتغيَّر كل شيء .

بالنسبة لبعضهم واضح أن منطلق أقوال تطور الحل هو نتيجة طبيعية لصيرورة التاريخ ، وأنا أطالب بتأسيس الأكاديمية من أجل كل هذه الأمور . فالذي لا يملك نظريته ، لايملك قوة الحل أيضاً ، فالذي لايملك العقل لن يكون له جسد أيضاً ، فهل يمكن من دون عقل ؟ . أنتم تأتون إلى هنا وأسألكم ولا تستطيعون الإجابة . إذا كانوا يريدون فهمي ، ويريدون متابعتي فهم مرغمون على أن يكونوا جادين . لا تعملون ولا تلتزمزون بالجدية ، ثم تمارسون السياسة اعتماداً على اسمي ، ثم ترسلون التحيات إليّ !! يجب التخلي عن هذا ، حتى حزب العدالة والتنمية AKP لديه ألف مدرسة ، مدارسه السياسية في كل مكان ، لماذا لا يستطيع حزب المجتمع الديموقراطي DTP فتحها ؟ يجب على DTP فهم هذه الأمور ، إن فتح الأكاديمية لا يتعارض مع القانون ، فهي أمور قانونية . وفي الأسبوع الماضي لم أتحدث عن الرياضة من فراغ ، إن القيام بأنشطة الرياضة والفولكلور وما يماثلها أصعب من خوض الحرب ، فإعداد مجموعة فولكلورية جيدة وتنشيطها أصعب من الحرب . لماذا لا يؤسسون مجالس لمدنهم ؟ وظيفة مجلس البلدية هي تكوين مجلس المدينة ، هذا الأمر هو هكذا قانونياً ، وكنت قد أعطيت العدد ، تتكون مجالس من مائة ومائتان وثلاثمائة شخصاً . والأكراد بعد ذلك يتخذون قراراتهم بأنفسهم . والأمر الذي كنتم تفكرون فيه مرة واحدة فيما مضى ، عليكم التفكير فيه ألف مرة من الآن فصاعداً ، وما تعملونه مرة عليكم عمله ألف مرة ، وإن لم يتم القيام بما أقوله فإنني سأشتم ، وسأشتمكم وأشتمهم والآخرين أيضاً .

كان يجب حل هذه القضية في عام 2002 ، بل كان يجب حلها في عهد "أوزال"(رئيس جمهورية ، قتل بسبب القضية الكردية) أصلاً ، تعرفون عهد أوزال ، فقد حياته نتيجة لعمل الكونترا . وكانت ستحل القضية بعد ذلك ، في أحد اجتماعات مجلس الأمن القومي يقول جنرال بحق تانسو تشيللر(رئيسة الوزراء في أواسط التسعينيات) : "لقد قضت هذه العاهرة على كل شيء" . هذه الجملة ليست لي ، ولست أنا الذي أقول هذا ، بل نطق قائد القوات البحرية السابق "غوفان أركايا" لأول مرة بـ"المحترم أوجالان" في الاجتماع ، هكذا وصلتنا الأخبار ، ولا أعلم إن كانت صحيحة أم لا ، ولا أعلم إن كان استخدم تلك الجملة أم لا . وبعدها لجأت تشيللر ومن معها إلى الحرب ، وقاموا بتصعيدها ، وتغيَّر كل شيء ، وفي عام 1997-1998 أقاموا المؤامرة ضدي ، ثم حادثة أوصمان و بوتان ، كانت المؤامرة الأكبر في تاريخ التنظيم ، وأخذوا النساء إلى جوارهم ودخلوا في طريق حياة حيوانية ساقطة ، هذه السياسة هي سياسة "وضع كلبين في كيس واحد" . يقولون : لقد وضعنا الكلبين في الكيس نفسه ثم ربطنا فوهته ، سيخنقان بعضهما البعض . أو هي سياسة "أهرب للأرنب وأمسك به يا سلوقي" . كما كانوا يستخدمون مصطلح "الغلي في المرجل" ، ولكنني لم أقع في أي من هذه الألاعيب ، وصمدت في مواجهتهم . جاء إلى هنا مسؤولون انضموا إلى التحقيق في بداية عام 2000 ، بعضهم كانوا قادة عسكريون ، وتحدثوا كمسؤولين ، قال لي : "لقد سحبتم قواتكم إلى خلف الحدود ، وألقيتم الخطوة من طرف واحد ، وستلقون خطوات من طرف واحد بعد الآن أيضاً ، ولكن الجيش والدولة لن تأخذكم بعين الاعتبار " . وسألتهم عن سياسة الدولة فقالوا : إن الدولة لن تأخذكم بعين الاعتبار بهذه الحرب متوسطة الكثافة ، فعليكم تصعيد الحرب ، وخوضوا حرباً أكثر جدية ، عندها سيأخذونكم بعين الاعتبار ، بل سيرغمون على أخذكم في الاعتبار " ، لم يكن الكلام على هذا النحو حرفياً ، ولكن هكذا كان سياق الكلام ، أو ما كانوا يريدون قوله . أي كان يوَّضح بأنه إذا صعدنا الحرب إلى مستوى حرب متوسطة الكثافة ، فإن الدولة ستُرغم على أخذنا بعين الاعتبار . طبعاً أنا لم أقم بتصعيد الحرب ، لم أفعل ذلك لأنني كنت خائفاً أو متردداً ، بل كنت صادقاً لأنني لم أكن مؤمناً بأن القضية تُحل بذلك . كذلك في عهد "أجويت"(رئيس وزراء راحل) كان الحل سيتطور ولكن قاموا بتحريض MHP ، وحدثت نقاشات من قبيل الإعدام والقتل ، ولم يأت الحل . فلم يتطور أي حل منذ 2002 . لن يتغيَّر أي شيء إذا حلت القومية الإسلامية محل القومية العلمانية ، فالقومية العلمانية والقومية الإسلامية هما نفس الشيء ، فقد جرى نسجهما في نفس نول القماش . فلا فرق مطلقاً بين قوموية "أحمدي نجاد" و قوموية "نتينياهو" ، كلاهما نفس الشيء ، ولا فرق بين قوموية "البعث" وقوموية CHP ، هذا ما يجب معرفته جيداً . هاهي الديموقراطية فرصة للتخلص من كل هذه الأمور . يقول "عبد اللطيف شنر" الذي انفصل عن AKP :"نحن لم نقم بأي شيء على مدى سبع سنوات ، فنحن كحكومة لم نناقش القضية الكردية ولو لمرة واحدة ، بل لم نضعها في جدول الأعمال" ، هذه جملة من "شنر" . هل تعلمون لماذا ؟ لأن AKP لم يتنازل !! وتجاهل القضية ، وقُتل ألف شخص من الجيش والشرطة خلال سبع سنوات ، وكان يمكن الحيلولة دون موتهم . فقد قام AKP مثل الحكومات الأخرى بتجيير القضية إلى الجيش ، معتقدين بأنه لو تحامل الجيش على PKK بعض الشيء ، وهم اتخذوا بعض التدابير الاقتصادية فإن هذا العمل سينتهي ، وتنتهي القضية ! ولكنها لم تنته كما ترون ، فقد منح AKP كل ما طلبه الجيش ، فطاب بقانون تقديم الأطفال للمحاكمة ، فاستصدره AKP ، وطلب وضع قانون مكافحة الإرهاب ، فاستصدره AKP ، وطلب قوانين أخرى ، ولبت حكومة AKP كل ماطلبه الجيش ، ولكن القضية لم تُحل .

أوجه ندائي إلى الشعب التركي : لا تساندوا سياسات اللاحل ، وأعربوا عن موقفكم الديموقراطي في مواجهة الشرائح التي تمارس سياسات اللاحل .

إنني أفكر أن العمليات العسكرية الجارية في المنطقة(الكردية) هي محلية الطابع على الأغلب ، وهذا ما يفهم بما يكفي من ذلك الحديث الجاري بين القيادات العسكرية في "هكاري" ، وقد تحدث بعض المبادرات المحلية المماثلة . فأولئك القادة يستخدمون مبادرتهم الذاتية . هل هناك تطورات في إيران ، فيما يتعلق بحزب الحياة الحرة الكردستاني PJAK ؟ أعتقد أن أجواء عدم الاشتباك مستمرة هناك ؟ إن "أحمدي نجاد" سيقوم بإعادة النظر في سياساته الكردية بعد هذه الأحداث الأخيرة في إيران ، ستجري أنشطة في هذا الاتجاه ، هل هناك شيء من المثقفين في أوروبا ، كبيان مثلاً ؟ أعتقد أن نقاشات الحل محتدمة هناك ، فهل هم مستوعبون ؟ .

في الأسبوع الأخير مضت الأجندة بالنقاش حول العسكر والمدنيين ، ولكن هذا مرتبط بالقضية الكردية أيضاً ، سيستمر النقاش لبعض الوقت ثم يعود إلى الأجندة الرئيسية ، هل هناك شيء مختلف على صعيد الحل ؟ سيتوضح أي الميول ستبرز إلى الأمام بعد الخامس عشر من آب ، أعتقد أن أنشطة حزب السقف مستمرة ؟ فليطوروا أنشطتهم في هذا الاتجاه ، يجب قول هذا لـ"عائشة"(رئيسة بلدية ، تهتم بشؤون حزب السقف) ورفاقها ، فليستمروا في عملهم بكثافة .

ما هي المشكلة في عدم تطور حزب السقف بشكل دقيق ، وماذا كانت المضايقات في الانتخابات ؟ لماذا انسحب بعضهم ؟ ، يجب تحليل هذه الأمور بشكل صحيح ، وهذا هو سبب مطالبتي بالأكاديمية ، يجب تكثيف أنشطة حزب السقف ، ونقلها إلى أوساط واسعة جداً ، ليأخذ العديد من الأوساط والمثقفين أماكنهم ضمنه ، ويجب تفعيل مجلس المدينة الموجود في باتمان ، حيث يجب تفعيل المجالس .

لا داعي لكتب جديدة الآن ، أعتقد أن كتاب "متمردوا النظام القديم" لـ Hobsbawn لم يصلني . هناك رواية "موانئ المشرق" لـ"أمين معلوف" يمكن جلبها ، أعتقد أنه لم يبق كتاب لأمين معلوف لم يصلني غير هذا ، وقد وصلني كتاب له بعنوان "العالم الذي اختلع مسماره" . هناك كتاب لـ"كارل شميدت" لم يتم إرساله ، يمكن إرساله أيضاً . وإذا كانت كتب "مقالات أدبية" لـ"آدورنو" ، و "الثورة البلشفية" لـ "Carr" قد وصلت ، فهذا جيد ، وليست لي حاجة لأي شيء آخر .

أبعث بتحياتي إلى من في السجون .

إذا كانت لي تحيات من سجن دياربكر ، فأنا أيضاً أبعث إليهم بتحياتي . وتحياتي إلى شعبنا في الأماكن التي أتيتم منها ، وإلى الرفاق في السجون .

أتمنى لكم أياماً سعيدة .

                                                       8 تمـــــــــوز 2009