أوجلان: يجب عقد الكونفرانس الكردي في أقرب وقت،
الإثنين 06 تمّوز / يوليو 2009, 02:10
كورداونلاين
يجب وضع مخططات وأهداف استراتيجية، بهذا فقط يمكن للكرد أن يؤسسوا مستقبلهم ويضمنوه في الشرق الأوسط. انقلوا آرائي هذه إلى الطالباني والبارزاني، فهذه هي ضمانهم أيضاً
على الكرد أن يستعدوا جيداً لـ"لوزان الاجتماعي"
كما تعلمون، كان في أذني طنين مستمر، وأستخدم الدواء من أجله، وسأستمر بتناوله لسنة.
هل الأشخاص الذين تم لقاؤهم يدركون القيمة التاريخية للتصريحات التي سأدلي بها، وهل يفهمونها؟ ومن هم الذين يدركون؟ هناك من هم مستوعبون للموضوع. يمكن الالتقاء بأوساط اليسار أيضاً، لقد قرأت مقالين لـ"نبي ياغجي"، يمكن إعلامه بأنني قرأتهما، هو يفهمني جزئياً فقد كان رئيس الحزب الشيوعي قديماً، يستغرب كيفية الوصول إلى راهننا، ويتساءل "كيف وصلنا إلى هذا اليوم؟، يمكن الالتقاء به ونقل آرائي إليه في هذا الموضوع، إن مرافعاتي وتحليلاتي تشرح كل هذه الأمور، يمكن تزويده بها.
الجوانب الديمقراطية لدى مصطفى كمال أكثر مما هي معروفة، والجيش يعرف هذا الأمر أكثر مني، سأعطي مثالين؛ يقول مصطفى كمال "السلطة للشعب"! أي أنه يأخذ كل السلطة من يد كل أشكال السلالات ويعطيها للشعب، ومن ضمنها السلالات الموجودة بين الشعب مثل العشيرة والآغوية وما يماثلها، يأخذ من جميعها السلطة ويمنحها للشعب، فهو ملهم من الجاكوبينيين الفرنسيين، فهم يجعلون من الأمة مصدراً للسلطة.
الجانب الآخر الديمقراطي لدى مصطفى كمال هو تحدثه عن ضرورة منح الكرد حكماً ذاتياً واسعاً، فلم يكن معادياً للكرد. إنه في صراع ضد الاتحاديين، وكان يقول عنهم "سأعدمهم جميعاً"، وهم الذين رتبوا محاولة اغتيال مصطفى كمال، فهناك حادثة "توبال أوسمان"، حيث له محاولاته التي استهدفت مصطفى كمال، فالاتحاديون كانوا يريدون حكم الجمهورية بالفاشية الديكتاتورية، ولكن الذهنية الاتحادية وضعت مصطفى كمال المنتصر في أجواء ضبابية. ففي تلك المرحلة رحل هتلر ولكن إيديولوجيته بقيت سائدة، واستمرت تلك الإيديولوجية الفاشية ستين سنة.
لقد عقد مصطفى كمال تحالفاً مع الكرد، وتوافق مع الإسلاميين والشيوعيين، وبعد استيلاء كوادر الاتحاديين على السلطة ابتداء من عام 1925، ابتدأت تصفية الكرد. ومصطفى كمال الذي كان يدعو إلى منح الكرد حكماً ذاتياً في عام 1924، كيف يقوم بتصفية الكرد بعد عام 1925! هذا ما يجب فهمه جيداً. هل مصطفى كمال هو الذي قام بتقتيل "مصطفى صبحي" (رئيس حزب الشيوعيين في تركيا) ورفاقه أم الاتحاديون؟ هناك حاجة إلى التنوير. كما أن نفي كل من "سعيد نورسي" و"محمد عاكف" أمر معروف، حيث المعروف هو أنها جرت من طرف مصطفى كمال! ولكن الأمر ليس كذلك، فهل مصطفى كمال فعل كل ذلك أم الاتحاديون؟ إنني واثق من أن الاتحاديين هم الذين فعلوا.
أنا أقول بأخذ الجانب الديمقراطي من مصطفى كمال أساساً، والجيش مرغم على فهم هذا الأمر.
الانكليز أصبحوا مهيمنين في تركيا ابتداءاً من 1925 بسبب كركوك والموصل، وتولت الولايات المتحدة هذا الدور الطليعي اعتباراً من 1944، وأصبحت أمريكا مهيمنة، وتم إرسال عشرين شخصاً إلى أمريكا، حيث أفلس عصمت باشا (عصمت إينونو خليفة أتاتورك) أيضاً، حتى وصلنا إلى اليوم بطليعة أمريكا.
بعض الأوساط تتوق إلى خريطة الطريق، بينما بنية خريطة الطريق معروفة تقريباً، فسيكون هناك قسم الدواعي، يتم فيه سرد دواعي خريطة الطريق، وبعدها يأتي قسم المبادئ، ثم يوضع في نموذج، وأخيراً سيتم توضيح البرمجة العملية لهذه الأمور لوضع البرنامج الملموس بالترتيب.
أنا سأجهد بالقدر الممكن لإنجازها في النصف الأول من آب، ولكن التاريخ ليس مهماً إلى تلك الدرجة، فهي ستُنجز مع آب. علينا أن نكون واقعيين، فالحقائق باتت تُرغم على قبولها، ونحن سنحرص على لغتها ولكن ستُوضَح القضايا.
يقول "عوني أوزغورال" (كاتب صحفي) بضرورة أن يمارس حزب الحركة القومية MHP سياسات تحقق عدم رفع الرايات ضد التصريحات التي سأدلي بها، حتى ولو اعترض عليها. ولكن MHP يخلط الأمور. سأجري هذا التقييم المقتضب بحق "دولت باخجلي" (رئيس MHP). الدولة أعطت مهمة لـ"دولت" وجعلته يحفظها عن ظهر قلب، ومهمته هي: السيطرة على التركمان في طوروس الوسطى وفي أضنه وأوصمانية، ثم المساومة سياسياً، وهذا ما يقوم به "دولت باخجلي". أما بايكال (رئيس حزب الشعب الجمهوري CHP) فهو يسيطر على التركمان في طوروس الغربية وأنطاليا وإزمير وسواحل إيجة. أنا لا أقول بأن كل MHP فاشيون، فهناك "منصور يافاش" ورفاقه ضمنه، هؤلاء ديمقراطيون بعض الشيء، فهل سيتغير هذا الوضع في MHP وهل سيتحقق التحول الديمقراطي فيه؟ يمكنه أن يتحول ديمقراطياً إذا أراد. يمكن أن يقوى منصور وأمثاله، حيث هناك قرب بين التركمان والكرد، كما لدينا شهداؤنا التركمان، بل حتى في أورفا وقرب خلفتي قرى تركمانية بجوار قرانا، وأنتم ذهبتم ورأيتموهم، حيث يعيش التركمان مع الكرد بشكل متداخل، كان هناك "ذوالفقار بوداك" الذي يقوم ببحث يتعلق بالتركمان في سجن أضنه، وكنت قد طلبت منه التعمق في بحثه هذا.
التركمان يمتلكون تقاليد ديمقراطية بقدر الكرد على الأقل، فقد تمردوا دائماً منذ عصر السلاجقة، وقد عَبَرَ أربعة آلاف تركماني إلى إيران من ظلم سلجوق بيك، والأوغوز (قبيلة تركمانية) أيضاً هربوا من ظلم سلجوق بيك إلى الأناضول، فليعلم دولت باخجلي هذه الأمور جيداً، ليس تاريخ البيكوات والسلالات بل تاريخ الشعب، وليدقق في تاريخ الشعب التركماني الفقير.
الأقوال من قبيل "كل الظروف ضد PKK من جميع النواحي" هي أقاويل رسمية، ورؤية رسمية، وتتضمن الدعاية وليست ذات قيمة. وأريد أن أنقل ما يلي في موضوع قوة الدولة، في الأرقام التي جرى الكشف عنها مؤخراً ورد أن الإقتصاد في تركيا سجل أعلى مستوى في الانكماش خلال الخمسة والأربعين سنة الأخيرة حيث بلغ نسبة 13,8. بالطبع الدولة تلقى صعوبات، أنا أعلم هذه الأمور. والكلام من قبيل "لم تبق لدى PKK إمكانيات للعمليات الكبيرة" هو كلام للدعاية ويعبر عن الرؤية الرسمية وليس ذا قيمة. الكرد لديهم قوة هائلة، فهم قطعوا شوطاً كبيراً، وتلقوا تدريباً جيداً، ومن الآن فصاعداً ستعقد التحالفات في الشرق الأوسط مع الكرد ويؤخذون في الاعتبار، ويحصلون على الدعم. فليس هناك من يتحالف مع العرب والفرس بعد الآن. فالكرد يبرزون ويتطورون في الشرق الأوسط، لأنهم تطوروا كثيراً على الصعيد السياسي، حتى ربما القيام بالممارسة (المسلحة) تكون ذات ضرر.
لا يمكن اختزال القضية الكردية إلى مواد اختيارية (في التدريس)، فهذه ليست قضية، بل القضية هي نقص هائل للديمقراطية، فالمجتمع لديه مشكلة التحول الديمقراطي، ونحن نعمل من أجل هذا. فإن لم تقم تركيا بحل القضية ربما يتدخل الخارج، وحادثة الوثيقة الأخيرة على علاقة بذلك، فأمريكا مهتمة بالموضوع. فإن لم يقم حزب العدالة والتنمية AKP بحل القضية فإن الولايات المتحدة ستُجهِّز بديله، وبعدها ستدعم الكرد، كما أن إسرائيل ستدعم أيضاً. AKP يريد عقد تحالفات مع سوريا والعربية السعودية وإيران، لكن الولايات المتحدة ستسحب دعمها إن فعل ذلك، وسينتهي AKP ولن يساوي خمسة قروش.
ليس لدى الدولة برنامج لحل القضية الكردية، ولكنها ربما تستعد خلال الشهر أو الشهرين الأخيرين، ويجب على الجميع أن يتخذ استعداده لهذا الأمر، وفي الأصل هناك دور للكونفرانس المزمع عقده، على صعيد التقريب بين كافة الشرائح. هناك من يقول أن الجيش لديه إمكانية الاستمرار في اشتباك بهذه الكثافة لفترة طويلة. ربما، لا أعلم، ولكن لدى PKK القدرة على تصعيد الحرب تصعيداً كبيراً إذا لم يحدث الحل، فالذين يرأسونه متدربون، ولديهم التسليح التقني أيضاً.
ما يمثله كوسيغا بالنسبة لإيطاليا، هو ما يمثله ديميريل بالنسبة لتركيا، فقد أنيطت به هذه المهمة، وهو الممثل السياسي للدولة العميقة في تركيا. فديميريل هو كوسيغا تركيا ويقوم بهذه الوظيفة منذ السبعينيات، ولا زال يحاول أن يكون مؤثراً. كان دوغان غوريش (رئيس هيئة الأركان في أواسط التسعينيات) يقول عن تشيللر (رئيسة وزراء تركيا سابقة): "هي تصدر التعليمات فوراً ونحن ننفذها حالاً". هذه كلماته، وقد كافحت شيللر كثيراً ضدنا، وحصلوا على الضوء الأخضر من انكلترا.
في اجتماع لمجموعة من الجنرلات بحضور قاراداية (رئيس أركان سابق) يقول أحدهم قاصداً شيللر: "ماذا سنفعل بتلك العاهرة؟" إنهم يخاطبون رئيس وزراء تركيا بهذا الشكل، فمن هم هؤلاء الجنرالات؟ ويقولون عن شيللر بأنها عميلة الاستخبارات الأميريكية CIA، ولهذا السبب أنا على حق عندما أقول بأن قاراداية و كيفريك أوغلو جيدان نسبياً. فقد كان قاراداية يخاف من استيلاء هذه المجموعة أي أرغنكون على الجيش كاملاً.
كانت ألمانيا الموظفة الخاصة للناتو. فعندما كنت في دمشق جاؤوا إليّ مرات عديدة بمعية علي قاضي، حفيد قاضي محمد. أي أن علي قاضي جلب العديد من الضيوف بما فيهم وزير أيضاً وأنا أحاول فهم "ما هي نوايا ألمانيا؟". كانت هناك مطالب بالتخلي دائماً، يقولون تخلى عن الأمر، عندها فكرنا لماذا يصر هؤلاء إلى هذه الدرجة، وفيما بعد فهمت أنهم يقومون بمهمتهم نحو الناتو. سليمان (جوروكايا) ورفاقه يدخلون ويخرجون من ألمانيا بكل راحة، ولم يتعرضوا إلى أي ملاحقة، كما تجري حمايتهم بشكل جيد. هناك الاستاذ شكري وسليم وسليمان جوروكايا أخوان، يعملون في ألمانيا، كما أن سليمان ورفاقه استخدموا المرأة بشكل سيء جداً، لقد استخدموا حياتها البسيطة وعاطفتها بشكل سيء جداً، هؤلاء هم امتدادات غلاديو ضمن PKK، فبينما يتعرض أبسط المنتمين إلى PKK للملاحقة في ألمانيا ويتم صيدهم، لا تجري أية ملاحقة بحق هؤلاء. ولكن بالطبع تمت تصفية هؤلاء الامتدادات جميعاً، وآخر من تبقى منهم أوسمان وبوتان ورفاقهما تعرضوا للتصفية فذهبوا، وظهر شخص أو اثنان آخران ولكن لا أهمية لهم، ولن يستطيعوا التأثير علينا، فلم تعد مثل تلك الامتدادات، وماتبقى فهم مخلصون.
كان أوزال جريئاً، لديه جرأة شخصية، فاهماً للقضية ومدركاً لها، ولكن أرغنكون قضى عليه. في ذلك الوقت كان هناك دعم من أمريكا لأرغنكون، ولكنها سحبت دعمها من هذه الشريحة عام 2007، ولن يستطيع أردوعان وغول التذرع بأرغنكون.
الأرضية متوفرة في تركيا للقنوات السياسية الديمقراطية، وكنت قد أوضحت من قبل بأنه مثلما لعبت الثورة الفرنسية دوراً في دمقرطة أوروبا، ومثلما تركت الثورة الروسية تأثيراً في التاريخ، فاليوم تتوفر في تركيا أرضية اجتماعية مماثلة. تركيا ستتعاظم، وذلك هو السبب في التحدث عن أهمية تركيا. والآن الشريحة العلمانية في تركيا تقاوم ولا تريد التخلي، بينما الشريحة الإسلامية مصابة بالانسداد، أي تعيش انسداداً، فكلتا الشريحتان مصابتان بالانسداد، ونحن نريد إخراج الديمقراطية من هذا الانسداد. لدى أردوغان دعم جماهيري كبير، ومن خلفه شريحة إقتصادية في تركيا، وهو يمثل هذه الشريحة كما أن TOBB (اتحاد الغرف والبورصات في تركيا) تسانده، شريحة مهمة من TUSIAD (جمعية الصناعيين ورجال الأعمال في تركيا) علمانيون، والشريحة الأخرى تساند أردوغان، ولهذا السبب نريد الانتصار للديمقراطية.
يقال أن أردوغان سيؤسس الهيمنة الإسلامية بدلاً من الهيمنة العلمانية، ونحن لا نستطيع قبول مثل تلك الهيمنة، فما نريده هو قبول الديمقراطية، فبها وحدها سترتاح تركيا، كما أن كل شريحة تحتاج إلى الديمقراطية، فالتركمان وشعب تركيا يحتاجان إلى الدمقرطة بقدر الكرد على الأقل. الديمقراطيون المحافظون في تركيا شريحة من AKP موجودون في البرلمان، مثلما يمثلهم حزب السعادة SP وبعض الشرائح الأخرى خارج البرلمان. شريحة الديمقراطيين الليبراليين منظمة، ويمثل هؤلاء محيط "TARAF" (صحيفة يومية) وبعض الشرائح الأخرى، وهناك TUSIAD وTOBB، وهناك الديمقراطيون الجذريون، واليسار الديمقراطي. عائشة (رئيسة بلدية من DTP) ورفاقها يأخذون مكانهم في أنشطة الحزب السقفي، هل هي فاهمة؟ يجب عدم رؤية هذه الأنشطة كأنشطة عادية وسطحية، فيجب عدم تناول هذه المواضيع ذات العمق التاريخي بشكل سطحي، فهي تتطلب العمل يومياً وتناولها بمنتهى الجد.
على الديمقراطيين الجذريين واليسار الديمقراطي عقد اجتماعات للتحرك معاً، بل والتوحد. إنني أقيّم هذه الشرائح الثلاثة كـ"حلف الدستور الديمقراطي"، فإنهم معاً سيتمكنون من دمقرطة تركيا، كما يجب على مؤتمر المجتمع الديمقراطي أن يقوم بأنشطة الدستور المدني، ويقرر ماهية الدستور الذي يريده. ماذا يفعل هؤلاء، هل هم ناشطون؟ كيف مؤتمر المجتمع الديمقراطي، هل يستوعبون هذه الأمور، وهل ينشطون؟ يجب الانضمام وشرح هذه الأمور.
يقولون أنهم مرتبطون بي. الارتباط بي يعني فهمي، فإذا كنتم تقولون عني "المحترم" ويتم تقديمكم بسببها إلى القضاء وتُنزل بحقكم العقوبات، ولكنكم لا تفهمون ولا تعملون شيئاً. قول "محترم" يعني الشعور بالاحترام نحوي وفهمي، عندها يجب عليكم القيام بمتطلبات ذلك، وملء مضمونه، لماذا لا يفعلون شيئاً؟.
لن تسير الأمور هكذا، عليهم تأسيس مجالس المدن فوراً كما شرحت سابقاً حسب حجم البلديات، فيمكن أن يكون ثلاثمائة شخص في المحافظات، ومائتين في المناطق، ومائة في النواحي، وهذا موجود في القانون حيث دققت فيه. هل خطيب (دجلة) هو الناطق باسم المؤتمر الآن؟ هذا جيد. هل تأسست الأكاديمية، من الذي يعرقلها؟. AKP يملك القوة الاقتصادية والسياسية، ورغم ذلك لديه ثلاثمائة أكاديمية، وإذا كان قد أطلق اسم أكاديمية السياسة الديمقراطية على الأكاديمية التي أسسها، فهو قد سرق الاسم مني، إنهم يستفيدون مني. أما أنتم تعجزون عن الاستفادة من أفكاري، ولا تفهمونني. ماذا تفعل "آيسل" (توغلوك)، إنني سأسأل حساب هذا من الجميع، ماذا يفعل أولئك المندوبون؟ تحدثوا، ماذا يفعل رؤساء البلديات؟ وماذا تفعل رئيسات البلديات؟. كنت قد تحدثت عن فتح الأكاديميات في دياربكر، فماذا يفعل رئيس البلدية؟ الدولة تقوم بعمليات التمشيط، ولكن، ستكون عملياتي التمشيطية أكبر، وسأمنحهم شهرين آخرين، فإن لم يعملوا سأقوم بعملية تمشيطية تلو الأخرى، وسأسال الحساب من الجميع، فإن كانوا عاجزين عن العمل فليكفوا أيديهم، وقد يظهر شخص أو إثنان قادران على العمل فليأتيا ويعملا، فعندما يتطلب يستخدمون اسمي، ويعتاشون على أكتافي حتى يصلوا إلى بعض المواقع، ويمارسون السياسة على ظهر الجماهير. أنا لن أسمح بذلك. هل في المنطقة (الكردية) فريق رياضي واحد للكرد؟ هل أنتم قادرون على إدارة فريق كرة قدم واحد؟ هل أنتم قادرون على نقل فولكلور المنطقة إلى موقع مهم؟ وهل لديكم نجاح واحد على صعيد ألعاب القوى، أو نشاط بصددها؟ إنني أطالب بفريق كرة قدم وطني للمستقبل، فهل هذا موجود؟.
إنكم عاجزون عن إدارة فريق كرة قدم واحد. هل هناك فرقة فولكلورية من السيدات؟ وهل هناك فرقة المسرح؟ كل هذه أنشطة ديمقراطية. ويجب أن يكون للكرد رياضتهم وفولكلورهم ومسرحهم وكل شيء. فهل أنتم ناجحون في ذلك؟. السياسة تتطلب الجدية، وأنا رجل جاد، إنني أنقل أفكاري هذه إلى الدولة، وهي تأخذني مأخذ الجد، فلماذا أنتم لا تأخذونني؟ فإذا لم تأخذوا بجدية وعاجزون عن العمل، عندها يجب أن تتخلوا. كنت على وشك مهاجمة دوغان أرباش (محامي موكّل عن القائد)، وقلت له عليهم ألا يمارسوا الفهلوة، وإذا كانوا يجهلون السياسة، عليهم ألا يمارسوها، وأقولها من أجلكم أيضاً. أنا لا أقول لأحد أن يكون محامياً عني بالإرغام. أنتم مرغمون على أن تكونوا جادين. وعليكم نقل كلامي هذا إليهم، وأنا أراكم مسؤولين عن ذلك، فأنا لست طفلاً. الدولة تسمح بلقائي ولكن لن يتمكن أحد من توجيهي، والدولة تعلم بأنني لست بطفل. كنت قد تقدمت بمشروع السلام في عام 1999، فقد جاء ممثلون عن أربع جهات مخابراتية باسم أربع شرائح، وتحدثوا إليّ هنا، وتناقشنا، وبعدها لم تأخذني الدولة على مأخذ الجد، واعتقدوا أن التنظيم سيتعرّض للتصفية، وأوجالان تصرّف هكذا خوفاً، أما الآن فيبدو أنهم يتناولون الأمر بجدية أكثر بعض الشيء، وعليكم أيضاً أن تأخذوا الأمور بجدية.
قولوا لرئيسات البلديات وللشباب الواعين أن يعملوا كثيراً، المرأة في المجتمع بمثابة سلعة، هكذا يُنظَر إليها في المجتمع. فالمرأة متاع للاغتصاب بالنسبة للرجل منذ خمسة آلاف سنة، هذا الأمر هو السائد ولا فرق بين البيت الخاص أو بيت الدعارة. فعلى النساء أن يعملن أكثر، وأنا سأستمر في دعمهن. ليعملن، فإنني أقدم إليهن إمكانية حياة جديدة.
في "جوقورجا" بات الموضوع مفهوماً بشكل أفضل حول موت الجنود الستة بِلُغم، بعد نشر الحديث الهاتفي الدائر بين جنرالين حول قيامهما بهذه العملية، وهذا الحادث يؤكد ما قلته سابقاً، عندها حادث ليجة أيضاً من أعمالهم. لقد باتت أسباب كثير من الأعمال التي جرت منذ 1993 في منطقة حالة الطوارئ مفهومة على نحو أفضل، هذه الأمور تظهر إلى الميدان، ويتغير شكل الحرب الجارية، هؤلاء لا زالوا مستمرين في نسف جهودنا التي تهدف إلى وقف إطلاق النار والسلام التي نبذلها منذ 1993، وفي حادث "ليجة" يبدو أن الذين أخذوا الكريلا إلى هناك هم هؤلاء ذاتهم حسبما يُفهم.
بعد خريطة الطريق التي سأكشف عنها، يجب أن يتطور الانفتاح والخطوات الديمقراطية اضطرارياً، بعضهم يسمون ذلك بالتفاوض الديمقراطي، ذلك صحيح، يجب أن تبدأ المفاوضات مطلقاً. لا تخافوا التفاوضَ مع الكرد، فنحن لسنا معادين للقيم الجمهورية، مثلما نقف إلى جانب تكامل الجمهورية والحل الديمقراطي، وإذا لم يقم AKP بتطوير الحل الديمقراطي فإن الولايات المتحدة ستتدخل في القضية، وعندها سينتهي AKP، ورئيس الجمهورية غول يقول: "إما الحل وإما الحل"، وكانت شيللر تقول: "إما أن ينتهوا وإما أن ينتهوا" وكانت تقول ذلك بهدف الإبادة، بينما رئيس الجمهورية غول ليس كذلك.
أنا مفعم بالأمل بأن التفاوض سيحدث، أنا لاأقول بأنه سيحدث قطعاً، ولكن هناك احتمال حدوثه، وعلى رئيس الوزراء و غول أن يفتحا المجال أمام ذلك، وأمام الحل. فإن ابتدأ التفاوض سيستمع التنظيم إلي، ولن يظهر معترض، فحتى لو ظهر معارض فمن السهولة تحييده. وإن لم يحدث ذلك فستتصاعد حرب جادة، وعندها سأنسحب أنا، واعرفوني ميتاً، وليتخذوا قراراتهم بأنفسهم. وأقول للكريلا أيضاً، فليخوضوا حروبهم بذاتهم، كما أقول للكريلا وللجميع؛ هناك احتمال لتصاعد العنف بعد شهرين، فهل هم مستعدون؟.
أنا أسَمي الحل الذي سيحدث بـ"لوزان الاجتماعي"، فـ"لوزان" الذي تم في العشرينيات كان "لوزان الوطني"، وتأسست به الجمهورية، ولم تتم دمقرطة الجمهورية حتى يومنا هذا، والآن هناك حاجة لدمقرطته، ولهذا أسميه بـ"لوزان الاجتماعي"، وبهذا ستتم دمقرطة كافة شرائح المجتمع، واليوم تتوفر الأرضية لذلك، ولكن هذا يتطلب عملاً كثيراً، ويجب فهم هذا الأمر جيداً بعمق.
يجب على الكرد الاستعداد جيداً لـ"لوزان الاجتماعي"، فمن خلاله سيقوم الكرد بطليعة الدمقرطة، ويجب على الكرد جميعاً كمجتمع أن يستعدوا لهذا كمن يستعد من أجل الحرب، ولهذا السبب قلت بوجوب اجتماع وعمل مؤتمر المجتمع الديمقراطي كل يوم باستمرار.
كما يجب عقد الكونفرانس الكردي في أقرب وقت، وإن لم ينعقد سأبحث عن المسؤولين، وكنت قد شرحت من قبل مناقشة المبادئ الخمسة واقتراحاتي العملية الأربعة فيه. أميريكا سحبت دعمها من بعض الشرائح عام 2007، وكان البارزاني والطالباني من بين هذه الشريحة، وعندما سحبت أميريكا دعمها في هذه المواضيع دخلوا في حيرة من أمرهم ولا يعلمون ما يفعلون، ويخافون من تدني قوتهم. على الكرد أن يؤسسوا وحدتهم الوطنية مطلقاً، ويجب أن يكوّنوا مؤتمرهم الشعبي الوطني، لهذا السبب طالبت بتوحيد مؤتمر الشعب (KONGRA-GEL) والمؤتمر الوطني الكردستاني (KNK). الكرد جميعاً بما فيهم كرد الجنوب يجب أن يكوِّنوا هذا المؤتمر الوطني، كما يمكن تأسيس وحدة دفاع وطنية مع من في الجنوب، بل يجب تأسيسها، كما يمكن تأسيس بنية مماثلة لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) من أجل الكرد جميعاً، بل يجب تأسيسها. أي يجب على الكرد تحقيق تنظيمهم المشترك في هذه المواضيع الثلاثة وهي: المؤتمر الوطني، الدفاع، ومنظومة المجتمع الكردستاني. كما يجب وضع مخططات وأهداف استراتيجية، بهذا فقط يمكن للكرد أن يؤسسوا مستقبلهم ويضمنوه في الشرق الأوسط. انقلوا آرائي هذه إلى الطالباني والبارزاني، فهذه هي ضمانهم أيضاً.
حدثت مطالبات للأقليات في كردستان، وفي موضوع الأقليات أقول ما يلي: يمكن أن تكون هناك تنظيمات للأرمن واليهود، بل يجب أن تكون. كما يمكن أن يكون هناك حيٌّ سرياني وأرمني في دياربكر، بل يجب أن يكون. ويمكن أن يكون في أورفا حيٌّ لليهود، هذا أيضاً يجب أن يكون. ولكن كل هذا لا يمكن بالألاعيب السرية الرأسمالية، بل يمكنهم أن يقطنوا بشكل مكشوف ويكون لهم حيُّهم.
ما يقع على عاتق الأشخاص المؤمنين الذين يكِنّون الاحترام، أن ينقلوا إليَّ المعلومات من الخارج بانتظام، يمكن نشر آرائي هذه في الإعلام.
إذا كان المثقفون في أوروبا يجتمعون من أجل خارطة الطريق فهذا جيد، فليستمروا في اجتماعاتهم، وليعقدوا اجتماعات كثيرة.
انقلوا تحياتي إلى السجون، هناك "كولناز آكمان" في سجن باقركوي للنساء، ربما هي فتاة من باتمان، وتسأل عما إذا كانت رسائلها تصلني أم لا، وتصرّ على أن أبعث لها جواباً فردياً، بلغوها باستلامي لرسالتها، وبلغوها تحياتي.
يمكنكم إرسال كتاب "الأمم والقومية" لـGellner، ليس كتاب "الأمم والقوموية" لـHobsbawn فقد وصلني. يمكن جلب كتاب Gellner.
سأكتب أكثر بعد الآن. كنت قد طلبت كتاباً لـB. Anderson يمكنكم إرساله أيضاً. لا زالوا يقتطعون الصحف والرسائل قبل إعطائها.
أبعث بتحياتي إلى الشباب ومن في السجون والأماكن التي جئتم منها ولجميع شعبنا.
طابت أيامكم.
1 تمــــــــــوز 2009