فرنسا تسعى الى عودة اقتصادية قوية للعراق
الخميس 02 تمّوز / يوليو 2009, 21:09
كورداونلاين

"العراقيين يريدون ان يتحرروا من الوصاية الاميركية، ولهذا يريدون ان يعملوا مع مستثمرين اخرين يعرفونهم جيدا بينهم فرنسا".
(ا ف ب) - - تسعى فرنسا التي وصل رئيس وزرائها فرانسوا فيون مع وفد يضم رؤساء عدد من الشركات الخميس الى بغداد، الى عودة اقتصادية قوية الى العراق، بعيد انسحاب القوات الاميركية من مدنه وبلداته.
وقال مسؤول حكومي فرنسي للصحافيين ان "العراقيين يريدون ان يتحرروا من الوصاية الاميركية، ولهذا يريدون ان يعملوا مع مستثمرين اخرين يعرفونهم جيدا بينهم فرنسا".
واعربت الحكومة العراقية على لسان الناطق باسمها علي الدباغ عن رغبتها في دور اقتصادي كبير لفرنسا في العراق.
وقال الدباغ لوكالة فرانس برس ان "بلدنا يريد ان تكون فرنسا شريكا استراتيجيا، خصوصا في المجال الاقتصادي" مشيرا الى ان "رئيس الوزراء (نوري المالكي)، قد اعرب عن رغبته في توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين".
ووفقا للدباغ فان خمس مذكرات تفاهم سوف توقع مع فرنسا في "المجالات العسكرية، والامن والتدريب والتجارة".
وقال مصدر مقرب من رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون ان "مذكرة تفاهم ستوقع بين فرنسا والمصرف التجاري العراقي لحماية المستثمرين الفرنسين، ومذكرة اخرى لتدريب المهندسين في مجال النقل، واخرى لتشكيل مجلس لرجال الاعمال الفرنسيين والعراقيين، يترأسه مدير شركة توتال الفرنسية العملاقة كريستوف دو مارجيريه".
ويضم الوفد المرافق لفيون والمكون من ثلاثين شخصية الذي يزور العراق ليوم واحد، كريستين لاغارد وزيرة الاقتصاد ولورانس باريزو رئيسة منظمة ارباب العمل ولوي غالوا رئيس المجموعة الاوروبية للصناعات الجوية والدفاعية "اي ايه دي اس" وبرونو لافون رئيس مجلس ادارة شركة لافارج.
كما يضم هنري لاكمان رئيس مجلس الرقابة في شنايدر وكريستوف دي مارجوري المدير العام لشركة توتال وهنري بروغليو رئيس مجلس ادارة شركة فيوليا وجان لوي شوساد المدير العام لشركة "سويز" للبيئة.
وانسحبت القوات الاميركية في 30 حزيران/يونيو من المدن والبلدات العراقية، بحسب اتفاق امني بين بغداد وواشنطن، وفي خطوة تمهد لانسحاب كامل قبل نهاية عام 2011.
وكان مسؤوون فرنسيون اعربوا عن حماس الشركات الفرنسية في المشاركة في العمل في العراق، رغم التخوف من الوضع الامني.
وقال المصدر الفرنسي "اذا كان بمقدرونا، فاننا سوف نجلب كل الشركات الفرنسية الاربعين العملاقة الى هنا، ولا توجد اي شركة واحدة ترفض القدوم".
واضاف ان "الشيء الوحيد الذي تتخوف منه الشركات، هو الوضع الامني".
بدوره، قال لوي غالوا رئيس المجموعة الاوروبية للصناعات الجوية والدفاعية "اي ايه دي اس" لوي غالوا ان "الخطوط الجوية العراقية لديها فقط طائرات من طراز +البوينغ+ وهذا بالنسبة لي يعد استفزازا".
واضاف "نحن نقدم خدمتنا في جميع مناطق الخليج، فلماذا لا يكون لنا هذا الدور في العراق".
من جانبها، قالت لورانس باريزو رئيسة منظمة ارباب العمل "علينا ان نبدأ في العمل من الان، يجب ان نكون حاضرين، خصوصا بعد توفر مؤشرات كثيرة مشجعة منذ عام" في اشارة الى التحسن الامني في البلاد.
واستقبل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي فيون والوفد المرافق.
ومن المقرر توقيع اتفاقات اقتصادية بين البلدين ظهرا قبل عقد مؤتمر صحافي مشترك لرئيسي الحكومتين.
واشار بيان لرئاسة الحكومة الفرنسية الى انه "سيتم توقيع العديد من العقود" لمناسبة هذه الزيارة التي كان تم الاتفاق بشأنها اثناء زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي العراق في العاشر من شباط/فبراير الماضي.
ويتوجه رئيس الوزراء الفرنسي بعد ظهر الخميس الى السليمانية في كردستان العراق حيث سيستقبله الرئيس العراقي جلال طالباني.
وزار ساركوزي العراق في 10 شباط/فبراير 2009. وكان اول رئيس فرنسي يزور العراق منذ 1921 واول زعيم اوروبي يزور بغداد منذ الاطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في 2003.