الأحد 08 أيلول / سبتمبر 2024, 02:03
أوجلان: أمامنا ثلاثة أشهر مصيرية حرِجة




أوجلان: أمامنا ثلاثة أشهر مصيرية حرِجة
الأحد 28 حزيران / يونيو 2009, 02:03
كورداونلاين
بشأن مسألة الألغام أريد أن أقول لإسرائيل ما يلي ؛ أنا لست معادياً لإسرائيل واليهود ، ولكن عليهم أن لا يستقووا بقوى الدولة ليوجدوا لهم مكاناً من خلال شراء الأراضي سراً في حران

لن يتحقق حل من دون اعتبار لإرادة الكردي

نحن أيضاً نعلم بأن كردستان ليست مستعمرة تقليدية ، حتى إننا شخَّصنا بأنها في وضع أسوأ بكثير من المستعمرات التقليدية. ، فإن لم تستطعوا التحليل لن تستطيعوا التوصل إلى جواب لقضاياكم أيضاً ، لقد تم سلب كل شيء من يد الأكراد ، حتى أن أغلب الأكراد غير مدركين لذلك ، ولا يعلمون كيف يعيشون ، وما الذي فقدوه ! وإنْ لم تكن تدرك ما الذي فقدته فلن تعلم عن ماذا ستبحث . للإنسان طبيعته المجتمعية ، وعليهم أن يحلوا أنفسهم على الصعيد المادي ، إنهم عاجزون حتى عن القيام بذلك ، فحتى كفرد ؛ إن لم تستطع تحليل ذاتك ، ولم تستطع تعريف هويتك الكردية ، فإنك ستعجز عن معرفة شخصيتك أيضاً . لهذا السبب أقول للنساء دائماً ؛ هل تعرفن كيف تعشن ، ومن أنتن حتى يمكنكن كيف تعشن العشق والحب ؟ فأنا منذ القديم وقفت بعيداً عن ظاهرة الطفولة والمرأة ، ولم أكتب الشعر من أجل المرأة كما فعل ناظم حكمت ، وللحقيقة فإنني أقيمهما عالياً بشكل مذهل ، وفعلت الكثير من أجلهن ، ولكن أيضاً يجب رؤية حقيقة أن المرأة لم تصبح امرأة حرة بمستواها الراهن . وأقولها من أجل الرجال الأكراد أيضاً ، إذا كانت لديهم ذرة من الناموس والكرامة عليهم أن يسألوا أولاً سؤال "لماذا نحن في هذه الحال؟" فليدركوا هذا الأمر ويبحثوا عنه . وأنا أقول كل ذلك لهذا السبب ، فإن فهمتم هذا ، فستدخلون في بذل جهود ونضال مذهل من أجل حل هذا الأمر . لقد تركت أمي في الثامنة من عمري ، وتركت أسرتي ، ولم أتقرب من المرأة والأطفال وما شابه ذلك ، ولم أعد إليهم مرة أخرى لما يتجاوز الخمسين عاماً ، فأنا هكذا لأنني أدركت هذا الأمر بعض الشيء . فقد وجدت أنه ليس للأكراد طبيعتهم المجتمعية المادية ، ولأنني سألت عن سبب ذلك ، ولأنني فهمت هذا الأمر بعض الشيء فإنني مختلف عنكم ، ولكن هل تعلمون أن تطور الأكراد وحتى الوعي بالكردايتية يمر عبر تحقيق ذاتكم كأفراد ، والسبيل إلى ذلك يمر عبر إيجاد الحل لوجودكم المادي وطبيعتكم المجتمعية ؟ . ليس للأكراد أية حياة ، ولا ميادين لهم في الحياة ، هذا ما يجب رؤيته . فإن لم تكوِّنوا هذا لن تستطيعوا حل ذاتكم ولا الحياة ، ولا الأسرة ، ولا الطفل ولا أي شيء آخر، وكل من لديه ضمير عليه أن ينظر إلى الأمور من هذا الجانب ، هذه هي حقيقة الأمر .

بعض علماء الاجتماع لا يستطيع التخلص من المواقف الوضعية ، ويتناول الأمر من وجهة نظر الدولة-القومية التقليدية ، فهم لا يرون أن الدولة-القومية في حقيقتها ليست سوى خداع . وفي الأصل ، الشيء الذي يسمونه بالدولة القومية لا يعني حرية الأمم أيضاً ، ولكن الرأسمالية تستخدمها من أجل إعاشة نفسها ، و Hobsbawn يناقش ذلك بدرجة معينة ولكنه يبقى عاجزاً ، ولا يستطيع تحليل كيف تعتاش الرأسمالية بهذا الشكل . هذا الأمر موجود لدى ماركس أيضاً ، فلأنه لم يستطع تحليل الرأسمالية بشكل كاف هانحن نرى تجربة الاشتراكية المشيدة على مدى مائة وخمسين سنة أمام أنظارنا ، فهي لم تستطع التخلص من خدمة الرأسمالية ، لماذا الرأسمالية ناجحة إلى هذه الدرجة ؟ لأنهم أي ماركس ولينين والصين كلهم لم يستطيعوا التنصل من الوضعية ومفهوم الدولة-القومية التقليدي ووقعوا في الأخطاء . فها هو وضع الصين في الميدان ، فهي تُعتبر أكبر داعم للرأسمالية في يومنا . "واللرشتاين" أيضاً يقول ، ولكن الشيء الذي يتردد في قوله هو : "نحن نشأنا في مشتل الرأسمالية ، وكلنا وصلنا إلى ما نحن فيه بدعم الرأسمالية" . ولهذا لا يستطيعون نقد الرأسمالية . وفي الحقيقة أنا حاولت حل هذا في نقاشات الحداثة . كل هؤلاء السوسيولوجيون لم يفهموا كيف عاشت الرأسمالية على الاستغلال والنهب ، قائلة لكل قومية "لك حقوقك" ، لتُجزِّئها وتُمزقها إلى دويلات حتى وصلنا إلى يومنا هذا . إن هذا الأمر موضوع مهم للنقاش ، نحن استطعنا تجاوز كل هذه الأمور بعض الشيء ، فأنا لا أرى الدولة-القومية حلاً ، وحاولت طرح الحدث للميدان ضمن إطار الحريات الديموقراطية المجتمعية ، وكوّنت مرافعاتي على هذا الأساس ، وحللت هذا الموضوع ولم يبق عالم سوسيولوجي إلا وحللته وتجاوزته ، فأنا صاحب فكر في هذا الموضوع ، فأنا هنا أتولى مهام علماء الاجتماع أيضاً .

إنني سأتقدم للأكراد باقتراحاتي للحل مع شهر آب ، وأعتقد أن التوقعات في هذا الاتجاه أيضاً ، في الحقيقة كنت قد شرحت وناقشت الأسس النظرية للأمر في مرافعاتي الأخيرة ، وبات طرح الاقتراحات العملية أمراً سهلاً لأبعد الحدود بالنسبة لي ، ولكنني أود معرفة ورؤية أراء الجميع بهذا الصدد وكيفية تفكيرهم ومواقفهم ، سأناقش كل هذا مكثفاً في شهر تموز ، فأنا سأقوم بوضع خريطة طريق  وسأقول للأكراد ؛ هذا ما أستطيع القيام به من أجلكم ، وعليكم أن تناقشوه وتفهموه بتعمق  هاهم عقدوا مؤتمر مجتمعهم الديموقراطي  هذه الأنشطة غير ممكنة بالاجتماع ليوم أو يومين ، بل يجب العمل بشكل مستمر ومنظم ، وليأتي إلى دياربكر أصحاب الآراء المختلفة والمثقفون ليتناقشوا حول القضية الكردية ولتتواجه الأفكار المختلفة إذا تطلب الأمر ، وأقترح أن يكوِّنوا نتيجة متوافق عليها ، فلو كنت أنا لناقشت موضوع الإبادة الثقافية ، فلو تم التدقيق في المادة المتعلقة بها في مواثيق الأمم المتحدة لانكشف بجلاء أن الأكراد تعرّضوا لإبادة ثقافية ثقيلة جداً . حتى هذه لا يتم نقاشها بشكل كافي .

لقد شرحت في مرافعاتي ، هناك تطبيق لأربع إبادات أساسية على الأكراد ، ففي الحقيقة انضم الأكراد إلى الكفاح التحرري خلال مرحلة التحرر الوطني في أعوام 1920-1925 ، وأخذوا مكانهم فيها ، لقد ارتكب مصطفى كمال أموراً سلبية ضد الأكراد بسبب التمردات ، ولكنه ليس معادياً للأكراد كما يُعتقد ، فأنا قمت بتحليل مصطفى كمال بشكل جيد جداً ، عليهم مناقشة الكمالية بشكل صحيح ، فلم يكن موقفه من الأكراد على هذا النحو في مطلع العشرينيات ، وكان للأكراد مكان ودور في دستور 1921 ، ولهذا عليهم نقاش هذا الدستور جيداً . بعد عام 1925 تذرعوا بالتمردات الكردية المعروفة وأمور أخرى ليطبقوا الإبادة الثقافية على الأكراد . الأرمن يسمونها بـ"الكارثة الكبرى" . فقد تعرّض الأرمن للإبادة الجسدية ، وتشتتوا في كافة أنحاء العالم ، وأصبحوا أغنياء حيثما ذهبوا ولديهم حياتهم ، ونفي الروم أمام الأنظار ، فقد تم نفيهم إلى اليونان ، ولديهم أيضاً حياتهم ومن يتحدث باسمهم . والسريان تشتتوا في أوروبا ولديهم حياتهم بهذا الشكل أو ذاك . فماذا لدى الأكراد ؟ هم عاشوا كل هذه الكوارث ، ولكن الأكراد عاشوا أسوأ أشكال الإبادة وهي الإبادة الثقافية . والآن أيضاً لا زالوا يعيشون أكبر كارثة أصلاً وهي الإبادة الثقافية ، وهم لا يرون هذا ، ولهذا أطالب بالنقاش ، إقتراحي لمؤتمر المجتمع الديموقراطي هو : أن يناقشوا ما تم معايشته بعد عام 1924 ، في عام 1924 و1925 و 1926 وما بعدها ، كل سنة بسنتها حتى يومنا ، عندما أقول الإبادات ، والإبادة الثقافية ، فأنا لا أقصد بأن الأتراك سفاحون ، كما ليس لدي معاداة أو عداء نحوهم ، وفي الحقيقة نعيش بشكل متداخل وأشعر بالصداقة نحوهم ، وأطالب بالعيش المشترك بين الأكراد والأتراك نظراً لمحبتي لهم ، والموقف المعكوس لا يليق بشخصيتي الإنسانية والديموقراطية . وأقول للدولة لا داعي لخوفهم ، فنحن نعيش معاً على مدى مئات السنين ، وقد كوّننا مجتمعاً ديموقراطياً ونستطيع إبراز الإرادة لوضع دستور ديموقراطي . إن وضع الأتراك أسوأ من وضع الأكراد ولكنهم لا يعرفون حتى من الذي وضعهم في هذه الحال . وفي الحقيقة فإن خمسة وتسعين بالمائة من الأتراك لا يفهمون ما يجري حولهم . ربما نسبة من يعرفون لا تتجاوز عشرة بالمائة كحد أقصى ، وهؤلاء العشرة بالمائة هم المسؤولون عما يجري . يقولون أن كل هذه المبالغ ، التريليونات قد ضاعت في لحظة واحدة ، الإقتصاد سيء جداً . لقد تُرك ثمانين بالمائة من المجتمع بدون عمل ، إنها كارثة .

أوجه النداء إلى السيد أردوغان مرة أخرى ؛ إذا كنتم تتحدثون عن الكمالية ، فقد كان لمصطفى كمال تجربتان في الديموقراطية ، لنكشف عنها ، ولنكشف عن دستور 1921 . حيث لم يستطع مصطفى كمال النجاح في كلتا تجربتيه الديموقراطيتين ، لقد خنقوه ، ولا يريد أحد الكشف عن هذا لأنه لا يناسب أهواءهم ، فمصطفى كمال كان يميل إلى منح كل الأكراد في دستور 1921 حقوقاً وحكماً ذاتياً واسعاً . ولكن حدثت التمردات والمؤامرات في تلك المرحلة ، والذين اعتمد عليهم مصطفى كمال وأخذوا مكانهم في حرب التحرير من أكراد وإسلاميين وشيوعيين تعرضوا للتصفية . الأكراد بالتمردات المعلومة ، أما مصطفى صبحي(رئيس الحزب الشيوعي) ورفاقه فقد تمت تصفيتهم رغم أن لينين كان قد هيأ مصطفى كمال ، كما تمت تصفية الإسلاميين بالأساليب المعروفة . ولكن من الواضح أن التحرر ماكان ليتحقق لو لم تنضم هذه الشرائح . الأهم من التمردات هو قيام كوادر الاتحاد والترقي بحبس مصطفى كمال ومحاصرته حتى الممات ، هذا ما يجب معرفته جيداً . عندما كان مصطفى كمال على فراش الموت ، طلب منح بعض الأشياء لأولاد إينونو(عصمت إينونو، رئيس تركيا بعد مصطفى كمال) ، ولكن لماذا لم ينادي إينونو وهو على فراش الموت ؟ فلو كانت علاقتهما جيدة لماذا لا يطلبه ؟ ألا يطلب الإنسان مناداة أصدقائه وهو على فراش الموت ، ألا يوَّدعهم ؟ مما يعني أنه كانت بينهما تناقضات قاتلة . في الحقيقة كانت زمرة عسكرية ومدنية صغيرة من تركيا تحاصر مصطفى كمال ، نحن نسمي هذه الزمرة بـ"أرغنكون" ، وأرغنكون يبرز من بين هؤلاء ، وفي الحقيقة تاريخ أرغنكون أقدم من ذلك ، أنه يصل إلى المنتمين إلى الاتحاد والترقي . فهؤلاء الرجال نهبوا كل شيء وكل المجتمع في سبيل منافعهم الذاتية ، وهم الذين آلوا بكل المجتمع والأتراك إلى هذه الحال ، وهم ليسوا أتراكاً في الحقيقة ، حيث يجب علينا تعريف ومعرفة ما نسميه بالتركياتية أيضاً ، فهناك خمسين نوعاً ، بل خمسمائة نوع من التركياتية . هؤلاء الرجال منذ الاتحاد والترقي لا يعتمدون على المجتمع لإعاشة أنفسهم ، بل يقومون بتطوير كل أشكال العلاقات مع انكلترا والولايات المتحدة في الخارج . وهم ليسوا مستقلين كما يُعتقد ، هكذا مضوا حتى الآن ، ولكن من الآن فصاعداً لن يستطيعوا المضي هكذا ، كما ترى انكلترا والولايات المتحدة . وأصلاً الانكليز هم السبب أكثر من الأتراك فيما يعانيه الأكراد اليوم ، فالانكليز ضحوا بالأكراد في سبيل جيوسياسية الشرق الأوسط ، هم يعرفون هذا بشكل جيد جداً ، ولكنهم لا يريدون للأكراد أن يعرفوا . وأنا أيضاً ناقشت ذلك لفترة طويلة ، وتصرفت بمنتهى الحذر عندما فهمته وناقشته مع المجتمع ، لأنهم يعرفون بأن ذلك سيوَّلد غضباً كبيراً وانفجاراً إذا أدرك المجتمع هذا الأمر ، ولهذا يريد كل هؤلاء لعب أدوارهم دون أن يفهمهم أحد ، والحقيقة هي أن الولايات المتحدة سحبت دعمها من أرغنكون ، وهم يكبحون JITEM(استخبارات الجندارما) لتحديده أيضاً ، فإن استطاعوا القضاء على أرغنكون سيصلون إلى الحل ، وفي حال العكس فسيتأسس بدلاً منه JITEM جديد ، أو قوة تدخل سريع ، وسيتوضح هذا الأمر خلال عدة شهور ، وعندها سنفهم من الذي سيتولى قيادتها .

أرغنكون الذي يُحاكم اليوم هي الشريحة العلمانية منه ، وأرغنكون العسكري ، وما سيتطور بعد الآن هو أرغنكون المدني ، ويمكن أن يضم شرائح كثيرة من أوساط عديدة جداً ، وهذا هو أخطرها ، فممارسات حزب الله(تركيا)"حزب الكونترا" الوحشية أمام الأنظار ، هذا هو أرغنكون الآرابيسك ، إن هؤلاء أكثر خطورة ، فالجيش لديهم نظام وانضباط على الأقل ، وهذا ليس موجود لدى هؤلاء ، إنهم خطيرون جداً . فإذا تمعنّا في التوقيت لدى حملة اعتقال خمسمائة شخص من DTP(حزب المجتمع الديموقراطي) ، فهي تأتي متزامنة مع اليوم الذي يخطب فيه باشبوغ(رئيس هيئة الأركان) ، فعندما كان يتحدث وردت في حديثه عدة تأكيدات إنسانية هامة ، فكان يتحدث عن تقليص الحرب ، وفي نفس اللحظة وربما من دون علمه كانوا يقومون بعملياتهم ضد DTP في مواجهة خطابه ، ولا زالت العمليات مستمرة ، لقد اعتقلوا خمسمائة شخصاً ، وبهذا الأمر يقولون "لن تستطيع حل القضية الكردية بمفردك" ، وحتى ربما لم يكن للجيش علم بالعمليات الموجهة ضد DTP ، فقد قاموا بذلك من داخل الأمن العام . في الإعلام يتحدثون عن "غولان"(فتح الله غولان) ولكن قوته لوحده لا تكفي لهذا الأمر ، ولا داعي لتضخيمه إلى هذه الدرجة ، ففي النتيجة هو إمام لقرية من أرضروم .

إذا كانوا يريدون الوحدة فالوحدة ، وإذا كانوا يريدون التكامل فالتكامل ، فنحن مستعدون لها ، حيث يمكن تكوين المجتمع الديموقراطي لتحقيق هذا الأمر . من هنا أوجه ندائي إلى السيد رئيس الجمهورية ؛ رأسمال قيصري (محافظة في وسط الأناضول ينتمي غول إليها) في واقعه لا يدخل ضمن رأسمل الرأسمالية كثيراً . السيد غول يمثل رأسمال قيصري بعض الشيء ، وأنا من هنا انادي السيد غول ، نحن لا نعترض على وجودكم ، كما لا نعادي غناكم ، عش غناكم هذا ، ولكن افتحوا مجالاً للمجتمع الديموقراطي ، واعترفوا بمساحة لحياتنا الديموقراطية . فنحن لا نعترض على حياتكم الغنية ، ولكن عليكم أيضاً إبداء الاحترام نحو حياة المجتمع الديموقراطي . كما أنادي السيد أردوغان : ياسيد أردوغان ؛ يمكن أن تكون تاجراً من منطقة البحر الأسود ، ونحن لا نتدخل في تاجريتكم ، فربما تجيدون التجارة ، ولكن هذه الأمور لا تسير بمُكر البحر الأسود ، وإذا لم تعطَ فرصة للمجتمع الديموقراطي والإرادة الديموقراطية للمجتمع ، فإنكم لن تستطيعوا حل هذه القضية بالحقوق الفردية ، وبصنع الكردي التابع لكم .

إنهم يحاولون صنع أكراد مزيَفين ، وقد كوًنوا حماة القرى من قبل ، وسيقولون الحقوق الفردية ، ولن يعترفوا بحقوق الأكراد مرة أخرى . يستحيل قبول مثل هذا الأمر ، إنهم يفحصوننا ؛ ويفكرون في : هل لازال الأكرادُ ، نفس الكرديَ القديم ؟ وهل نستطيع خداعهم ؟ . فإن استطاعوا القيام بذلك ، سيتظاهرون بأنهم يمنحون حقاً أو حقين ، ثم يفعلون ما يريدون ، ويعتقدون أنهم قادرون على القيام بذلك بالتحادث مع الولايات المتحدة وانكلترا وقوى أخرى . بينما الأكراد ليسوا الكردي القديم ، ولا أظن أنهم سينخدعون بحق أو حقين صُورِيين . ياسيد رئيس الوزراء ؛ إذا كنتم تريدون حل هذه القضية ، فإن هذا لن يكون بالقوى الخارجية وما شابهها ، وأنا أقول : لنعش معاً إذا كان هذا مطلوباً ، وإذا كان المراد وحدة المصير فليكن ، ولكن يجب تلبية متطلباتها ، فلن يتحقق حل بدون اعتبار لإرادة الكردي .

قرأت في إحدى كتابات إيلتر توركمان(سفير قديم ومستشار حكومة) القديمة ، كانت في جريدة صادرة قبل أربعين يوماً حيث يقول : "لن نعترف بأية إرادة كردية ، فإذا كان لابد من إلقاء خطوة على صعيد القضية الكردية ، فسيكون ذلك من طرف واحد وبإرادتنا" . فماذا يقصد بذلك ؟ نحن لا نعترف بأية إرادة كردية ولو صغيرة ، ويريدون أن يقولوا للأكراد ؛ نحن لا نعترف بأي مخاطب منكم ولا بإرادتكم ، إن هذه قلة إحترام ، وتحقير ! يفرضون على الأكراد مفهوم "الحُرمة" ، والأكراد لن يقبلوا بذلك . ياسيد أردوغان : أنا أيضاً لا أقبل به . نحن لسنا أطفالاً ، لم تعودوا قادرين على خداعنا بهذا الشكل . لقد جرّبوا صنع الكردي التابع لهم بالكردايتية المزيفة وتنظيم حماة القرى ، ولكن لن يستطيعوا حل القضية بذلك ، بل تتحول القضية بذلك إلى مأزق . إنهم يعتمدون في ذلك على الآغوات والعشائر ، فبهذه الذهنية ستحدث مئات الأحداث من قبيل Zangirte (القرية التي حدثت فيها مجزرة مؤخراً)، ولم يعد الأكراد يرضون بذلك ، لا في الجبال ولا في أي مكان آخر ، فإن جعلوهم بدون مخاطب سياسياً ، فهاهي الاجتماعات تعقد في دياربكر وتبرز الإرادة هناك ، وهم أيضاً لن يرضوا .

في الآونة الأخيرة بشكل خاص يقتطعون كل الأخبار  المتعلقة بالأكراد من الصحف والمجلات قبل إعطائي إياها ، فلا يريدونني أن أعلم شيئاً ، ولكن قوة المعاني لدي عالية ، أحياناً أستطيع استنباط النتائج من جملة واحدة ، فلو أقرأها يكون أفضل ولكن هذا غير متاح وهذا لا يعني أنني فقدت قوة المعنى ، فأنا أدرك وأفهم المقصود بالمنع ، وهو إذا كان سيحدث حل ، فيجب أن تتوفر الإمكانيات لدي لتفسير كل هذه الأمور .

ياسيد غول ، وياسيد أردوغان ، وياسيد باشبوغ : أنت تقول للفرد "إنك موجود" كفرد ، ولكن ليس لديك مجتمع ! . هل هذا ممكن ؟ الأفراد الذين ليس لديهم مجتمع محكوم عليهم بالفناء ، فلكل فرد مجتمعه ، فالفرد يستحيل أن يحيا بمفرده مستقلاً حتى ليوم واحد من دون مجتمع ، فلن يستطيع البقاء ولو لأربع وعشرين ساعة . الفرد من دون مجتمعه لن يتجاوز أن يكون قرداً ، بل هو قرد . الفرد له مجتمعه ، ويفنى الفرد الذي ليس له مجتمع ، بل هو محكوم بالفناء . إنهم يرغموننا على هذا . الفرد موجود أولاً ، ثم لديه مجتمعه ويتوحد الفرد مع مجتمعه ليبقى . تركيا تستقوى بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وانكلترا ، وتحاول ربط البعض بذاتها من أجل منح أقل الحقوق ، وخداع الأكراد وحل القضية من دون مخاطب . فإذا كانوا يظنون أنهم سيربطون زعماء الأكراد بأنفسهم ويحلون القضية الكردية بذلك ، فهم يخدعو أنفسهم . فمخاطبو الأكراد باتوا معروفين ، والسياسة من عمل التفاوض . هناك قول لـ"كارل سميث" يعجبني : "القضايا تحل بالمفاوضات ، وإذا لم تكن هناك مفاوضات سياسية ، فهناك حرب" . هذا يعني إما أن يجري تفاوض سياسي لحل القضية وإما أن تكون القضية سبباً للحرب . ولهذا أوجه ندائي للسيد أردوغان مرة أخرى : لا تخافوا من التفاوض مع الأكراد ، وعليك أن تجعل الأكراد مخاطباً ، وأنا لا أقول ذلك للدولة عموماً وللحكومة خاصة فقط ، بل أقولها لكل شرائح المجتمع ، وأعتقد أن الجميع ينتظر مخططي للحل ، فمن الضروري أن يناقش الجميع بشكل مذهل أمر "كيف نحل القضية الكردية" خلال الشهور الثلاث القادمة ، وأنا ساقيم الأمور حسب ذلك ، وكنت قد طرحت الأسس السياسية في مرافعاتي ، وسأضع إقتراحاتي العملية بشأن الحل . فقد تبدأ المفاوضات في المستقبل .

الآن أردوغان محافظ معتدل ناطق باسم الإسلاميين ، وهو رئيس الوزراء . وهناك ناطق باسم الليبراليين هو أحمد آلتان وياسمين جونكار(رئيس تحرير ومحررة في جريدة الطرف) ورفاقهما ، محيط "الطرف" (جريدة) هم الناطق عن الليبراليين ، وأنا الناطق باسم الأكراد . قرأت مقالة قديمة جداً لـ أحمد آلتان ، يقول فيها فليفعل كذا ... وكذا . يمكن أن يقال له ولياسمين جونكار : إنهما لم يفهماني مطلقاً . إن رئيس الوزراء يلقي بعض الخطوات في القضية الكردية لأنه مرغم على ذلك . فهم لا يفعلون ذلك لأنهم يعرفون القضية الكردية حقاً . إن القضية الكردية هي قضية جادة لوجود هذا المجتمع . فالمشاكل التي يشهدها الأتراك اجتماعياً ، حيث تُرتكب الجرائم كل يوم ، والظاهرة التي تُسمى بالجنون الاجتماعي ، كلها باتت مشكلة اجتماعية بالنسبة للأتراك ، وهي في نفس الوقت قضية ضمير ، فالقضية الكردية هي قضية ضمير ، لايمكن تحمل عبئها ضميرياً ، فالقضية الكردية ستتحول إلى مسألة ضميرية بالنسبة للأتراك ، وعندها سأقول للسيد أردوغان : إن هذه ليست قضية وجود للأكراد فقط ، بل هي قضية وجود للأتراك أيضاً .

أمامنا ثلاثة أشهر مصيرية حرِجة ، فبعد الآن لا يحتمل الانتظار لا لشهر ولا حتى ليوم واحد ، وفي المخطط الذي أقترحه للحل لا يتم تعريف حق الأكراد فقط ، بل حق الأتراك أيضاً في إبراز إرادة ديموقراطية . بل حتى أن اقتراحي يتجاوز في ديموقراطيته أمثلة كل من انكلترا وأسبانيا . فليس مهماً أن يحيا الفرد في أي مكان ، بل يجب إبراز إرادة دستورية ديموقراطية بالمعنى المجتمعي . ولكن إذا تم تناول الأمر للإلهاء والتصفية ، فلن أكون مسؤولاً عما سيحدث بعد ذلك . فإذا كانوا لا زالوا يفرضون اللاحل رغم كل ما طرحناه من أجل الحل ، فذلك يعني أننا أمام إبادة ثقافية . أنا قلت أربع إبادات ، الإبادة الثقافية والإبادة المجتمعية ، والإبادة السياسية ، والإبادة الاقتصادية . وهم سيدافعون عن أنفسهم في مواجهة ذلك . أما إذا أصرت الدولة قائلة "لابد أن أسحقكم وأقضي عليكم ، وسأجعلكم مثل الطالبان والتاميل" ، فلن أقول شيئاً . ولكن جبال كردستان غير مناسبة كثيراً لذلك ، والأكراد سيضطرون للدفاع عن حياتهم الذاتية وحريتهم . والكفاح الذي يخوضونه سيصبح بعد ذلك دفاعاً عن الذات وكفاحاً من أجل الحرية . وأنا سأنسحب بعدها ، والذي أتوا بي إلى هنا ربما يقتلونني ، وربما أموت تلقائياً ، ولن يبقى شيء أستطيع القيام به هنا من أجلهم ، لن يبقى أي شيء أستطيع القيام به من أجلهم . وهم الذين سيقررون كيفية الحل والكفاح الذي سيعملون به . وأقول بضرورة تناول هذه المرحلة بمنتهى المسؤولية من طرف الجميع ، فنحن نقوم بما يقع على عاتقنا من مسؤوليات على أكمل وجه ، ليس الحكومة فقط ، بل على المعارضة أيضاً تناول نقاش الحل هذا بمسؤولية .  

انعقد مؤتمر المجتمع الديموقراطي في دياربكر ، يجب خوض هذه الأنشطة بمنتهى الجدية ، تسخير الذات للشعب ليس أمراً سهلاً ، فإذا كان يبرز باسم الشعب ويقول شيئاً فلا يمكن التهرب من المسؤولية ، وعلى الجميع أن يتولوا مسؤولياتهم . ويمكن عقد مؤتمر الجمهورية الديموقراطية في استانبول أو أنقرا ، حيث يجب انضمام الجميع إليه من مثقفين وليبراليين ومعارضين ، فمن الأهمية أن يأخذ الجميع مكانه من كل الشرائح ليقول كلمته في هذه الاجتماعات حتى ولو كان معارضاً .

إن ابتداءنا بهذا النضال كان من خلال "الجبهة الشعبية لتحرير تركيا" ، فقد بدأت النضال فعلياً معهم ، بعد استشهاد "ماهر جايان" و "عمر آينا"(قائدان ثوريان للشباب الجامعي) ورفاقهما في قيزيلدره بتاريخ 30 آذار 1972 ، حاولت القيام بما استطعت عليه ، وفي السادس من أيار أخذوا "دنيز"(قائد ثوري جرى إعدامه مع رفيقيه في ذلك اليوم) ورفيقيه من سجن ماماق ، وقمت بما استطعت عليه ضميرياً في مواجهة هذا الأمر ، وأنا ممثل عنهم ، فأنا الذي أخوض نضالهم منذ سبع وثلاثين سنة ، ونحن بدأنا بهذا العمل من هنا على تراث ماهر ودنيز ورفاقهما ، فأنا ليست لدي مشكلة من قبيل المنصب والمقام ، وأنا مضطر فعلاً في هذا الوقت أن أكون ناطقاً باسم الأكراد ، مثلما أنا ناطق فعلي باسم هؤلاء ، أو على الأقل باسم شريحة كبيرة منهم .

هناك ديموقراطيون إسلاميون في تركيا ، وكذلك ديموقراطيون ليبراليون ، ولكن الديموقراطيون المتطرفون هم الذين يخوضون النضال من أجل الحل حتى يصلوا إلى نتيجة ، وعليهم أن يبرزوا هذه الإرادة والتنظيم ، والديموقراطيون المتطرفون يضمون حزب وجبهة التحرير الشعبية الثورية DHKP-C والمجموعات الأخرى من اليسار التركي ،فهناك من يسمون أنفسهم بحزب أو بمبادرة ، ويجب على كل هؤلاء حضور المؤتمر ، فالمعارضة الراهنة لن تتمخض عن شيء ، فكل من "بايكال"(رئيس CHP) و "باخجلي"(رئيس MHP) يساومان على التركمان مع الدولة ويعتقدون أنهم بذلك يقومون بمهمة المعارضة ، فـ "بايكال" لن يتحمل لفترة طويلة المساومة على التركمان في غربي طوروس ، وكذلك  "باخجلي" على تركمان وسط طوروس ، فبهذه السياسة لن يفعلا شيئاً سوى حشر التركمان في وسط الأناضول ، ولن يتمكنا من القيام بهذه المعارضة لمدة طويلة . أنا أتوقع ظهور إرادة دستور ديموقراطي من هذا المؤتمر ، وأنا أسميهم بـ"تحالف الدستور الديموقراطي" أو "تحالف مؤسسي الدستور الديموقراطي" .

بشأن مسألة الألغام أريد أن أقول لإسرائيل ما يلي ؛ أنا لست معادياً لإسرائيل واليهود ، ولكن عليهم أن لا يستقووا بقوى الدولة ليوجدوا لهم مكاناً من خلال شراء الأراضي سراً في حران ، ويمكن أن يكون هناك حيٌ يهوديٌ في أورفا ، فأنا لا أعترض على عيش اليهود في أورفا ، ويمكن أن يكون هناك حيٌ للأرمن أيضاً ، بل يجب أن يكون ، ويجب أن يعبروا عن أنفسهم على أساس ديموقراطي مكشوف على الأغلب ، ولهذا أطالب بالمجتمع الشفاف .

أبعث بتحياتي إلى أبناء شعبنا ، وشعب دياربكر وجرموك بشكل خاص .

                                                                   24 حــــــــــزيران 2009 

205.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات