طه خلو وبحثه عن الكورد في مصر
السبت 27 حزيران / يونيو 2009, 17:42
كورداونلاين
أسيوط هي البداية التي تبعد عن القاهرة حوالي400 كم وهي من أقدم المدن المصرية وتعد عروس وعاصمة محافظات الصعيد
الكورد في مصر "الجزء الأول"
زيارة ميدانية وبحث: طه خلو
مقدمة البحث: في الحقيقة كنت اسمع انه هنالك في مصر قرى ومدن تحمل اسم" الكردي والاكراد" ولكن لم أفكر يوما بزيارتها حتى جاءت ساعة الصفر وقررت أن ازور كافة القرى أن أمكن وفي البداية قررت أن أزور الصعيد في جنوب مصر وكانت أسيوط هي البداية التي تبعد عن القاهرة حوالي400 كم وهي من أقدم المدن المصرية وتعد عروس وعاصمة محافظات الصعيد.
محافظة أسيوط –مركز الفتح"قرية الأكراد-بني زيد الأكراد-جزيرة الأكراد"
ما كنت أتمناه هو الوصول لهذه القرى لا لشئ وإنما لان جميع قاطني هذه القرى من الأكراد الأيوبيين كما ادعى أهالي هذه القرى واللقاء بهم والتكلم معهم ورؤيتهم أن كانوا ذو شكل ومواصفات وطباع كوردية أم أن الاختلاط قد لعب دوره ولكن كما رأيت أن الشكل زائد الطباع كوردية مئة بالمائة .فالهدوء التي تمتاز بها هذه القرى عن جاراتها الأخرى بأنها قليلة المشاحنات والعادات السيئة"كأخذ الثأر" فيعالجونها عقليا ووجود سبع مقامات تؤكد أن أهالي القرى تلك محبون للتدين والطرق الصوفية لأنهم يعتبرون أنفسهم من الأشراف أما من ناحية الشكل الخارجي فهم كأخوتهم في أجزاء كوردستان الأخرى وهم مضيافون وطيبون و لكنهم سريعو الغضب والانفعال وسريعو الهدوء ومعظم أهالي القرية يعملون في الزراعة.
نشأة القرى
فقد روى لنا الأستاذ عبد الرحمن وهو من أهالي قرية الأكراد أن قوافل وجيوش صلاح الدين الأيوبي قد تمكنت من السيطرة على القاهرة الفاطمية ومن اجل ذلك أرادت هذه الدولة الحديثة أن تطهر وتطرد بقايا الفاطميين الشيعة من مصر فطاردتهم من الشمال إلى الجنوب إلى النوبة ومن ثم إلى السودان ورحيلهم إلى اليمن وأثناء عودة الجيش إلى القاهرة تخلف بعض جند الأيوبيين عن العودة تمركزوا في مناطق مختلفة الجنوب إلى الشمال على ضفاف نهر النيل والأراضي الواقعة عليها ومعروف أن الأراضي الواقعة على هذا النهر العظيم مشهورة بخصوبتها وبدأت عملية المصاهرة بين الأهالي والجند المتخلفين عن الجيش فسكنوا فيها وأصبحوا من أهالي المنطقة.
وتمركزوا في قرية"القيمة أو الحمراء"بجوار نهر النيل ولكن تعرضت هذه القرية إلى فيضان لنهر الكبير وذهبوا وسكنوا قرية " الولدية" المجاورة لها وفاضت أيضا وسكنوا فيما بعد بأرض لم يسكنها أحد من قبل والتي سميت بقرية الأكراد نسبة إلى أصولهم فجاءت العائلة الأولى وهي" الخطبة" وبعد ذلك توافدت العائلات الكوردة الأخرى وهي "الريس"و"عمر"ومكي"و إسماعيل"و "الشيخ"
أما عن" جزيرة الأكراد":فهو امتداد لقرية الأكراد وتبعد عنها قليلا على الضفاف المقابل لنهر النيل وتتألف من "عزبة جودة"و"عزبة الشاروني"و"عزبة دياب"و"عزبة العمدة"و"وعزبة خلف"وعزبة مسعود"وعزبة الكر"و قامت هذه الجزر نتيجة لبناء السد العالي لعدم فيضان نهر النيل .
وأما عن هجرة الأهالي إلى المدن الكبرى كالقاهرة والإسكندرية أسيوط وفي مناطق مختلفة من أنحاء الجمهورية فجاءت للعمل الوظيفي أو الدراسة أو للإعمال الحرة لاكتساب لقمة العيش وعن أكثر الأحياء التي قطنوها فهو حي" شبرا" في روض الفرج بالقاهرة حيث يسكن زهاء الأربعة ألاف من هذه القرى حسب تقديرات الجمعية التي بنوها التي سموها"جمعية شباب الأكراد الخيرية"
وأما عن تعدادهم في القرى زائد القاطنين في المدن الكبرى فهم حوالي العشرين ألفا.
وأهالي القرية أنشئو أول مركز شباب في المنطقة وذلك عام "1957"وسموها مركز شباب الأكراد المطور وهو عبارة ملعب كرة قدم وطاولة وبعض النشاطات الأخرى كالفنون والملتقيات الدينية وأما عن أعلام هذه القرى فهم كثرة نذكر على سبيل الإيجاز"محافظ كفر الشيخ في الخمسينيات اللواء محمد حسن عمر"و"محافظ شمال سيناء علي حسن " والأديب الكبير "محمود البدوي"رائد القصة القصيرة المصرية فهو من أشهر أعلام هذه القرى ونلمح عنه بشكل سريع كي لا يضيع حقه.
محمود البدوي
ولد في 4 ديسمبر عام 1908 في قري الأكراد بمحافظة أسيوط وتوفي في القاهرة وهو أديب بارز واسمه الحقيقي كما ورد في شهادة الميلاد هو "محمود احمد حسن عمر" وهو ينتمي إلى عشيرة الخطبة الكوردية وقام بتغير اسمه إلى الاسم الذي اشتهر به قبل ذهابه مباشرة ضمن أعضاء البعثة التي ضمت خيرة رجل التعليم في مصر إلى الهند والصين وهونج كونج واليابان في 1957واصبح اسمه في الأوراق الرسمية محمود البدوي احمد حسن عمر وحصل على عدة جوائز تقديرية ومنها جائزة الدولة في الفن عام 1971والادب في عام 1986 ومنح اسمه بعد وفاته وسام الدولة للعلوم من الطبقة الأولى وكتب الأديب محمود البدوي ما يزيد عن 389 قصة وكتاب واحد في أدب الرحلات وكان كثير الإسفار وأطلق عليه النقاد والباحثين ومنهم الأديب العالمي "نجيب محفوظ تشيكوف القصة المصرية.
كلمة الكاتب : هذا العمل الذي سيقسم إلى أجزاء عديدة يعتبر الأول من نوعه حيث القيام بزيارة ميدانية والتوثيق بالصور في كافة المناطق التي يتواجد فيها الكورد وجمع أكثر قدر من المعلومات عن الكورد في مصر, هناك المئات من القرى الكوردية وعائلات عديدة معروفة وبعضها منسية وهنا يكمن جوهر البحث في تسليط الضوء على معالم تاريخ ومناطق وجود الكورد في مصر. سيتم نشر كافة الأجزاء في معظم الموقع الكوردية
أعداد الباحث طه خلو – باحث كردي سوري مقيم في مصر حاليا