الأحد 08 أيلول / سبتمبر 2024, 02:18
أوجلان: رئيس الجمهورية صادق ويريد حل هذه القضية




أوجلان: رئيس الجمهورية صادق ويريد حل هذه القضية
الأحد 21 حزيران / يونيو 2009, 02:18
كورداونلاين
في اليوم الذي تحدث فيه رئيس هيئة الأركان في الرابع عشر من نيسان ، جرت عمليات الاعتقال ضد حزب المجتمع الديموقراطي DTP ، ولهذا الأمر معناه ، فهي عملية جرت من أجل نسف كلام هيئة الأركان

يمكن أن يتحقق السلام إذا تم تناول القضية بشكل صحيح، وأتى الحل

وضعي جيد ، كما السابق ، أحياناً يتصلب جسمي ، ويرتخي كثيراً أحياناً أخرى ، يبد أن سببه الدواء الذي أستخدمه .

هل اجتماع مؤتمر المجتمع الديموقراطي مستمر ، أم كان ليومين فقط ؟ للمؤتمر وظيفته ، وعليه أن يعمل باستمرار ، ويجب أن يبقى الاجتماع مستمراً ، كما يجب تنظيم الجماهير ، ولا يهم إن حدثت الاعتقالات ، فليأخذ عشرة أشخاص مكان من يعتقل ، كيف مضى مؤتمر المجتمع الديموقراطي ؟ .

نحن أمام مسار دمقرطة الجمهورية لأول مرة ، حيث يجب دمقرطة تركيا ، وتتوفر الأرضية التاريخية لذلك فيجب الاستفادة منها . النقاش حول كيفية دمقرطة تركيا وكيفية تنظيم الأكراد لأنفسهم للتعبير عن إرادتهم ، أمر مهم على صعيد التوصل إلى نتيجة في هذا الموضوع . أنا هنا قلت دائماً بضرورة دمقرطة تركيا ، وفي الحقيقة فقد تم تجميد الجمهورية منذ 1925 ، ونحن نقول : لنقم بإحياء هذه الجمهورية المجمَّدة على أسس ديموقراطية من جديد ، ويجب اتخاذ دستور 1921 أساساً .

عندما أسس مصطفى كمال الجمهورية كان دور ومساهمة الأكراد فيها مهماً بقدر دور ومساهمة الأتراك على الأقل ، فالأكراد عنصر أصيل مؤسس للجمهورية . وكان مصطفى كمال مدركاً لهذا الأمر ولهذا حظي بدعم الأكراد ، وكان يتحدث عن منح الأكراد أوسع أشكال الحكم الذاتي ، ولم يكن مصطفى كمال والكماليون عقبة أمام ذلك كما يُظن ، ولكنهم قاموا بمحاصرة مصطفى كمال بكوادر الإتحاديين ، بينما مصطفى كمال يدرك جيداً بأنه لايمكن الإنتصار في حرب التحرير من دون الأكراد ، ولهذا السبب ذهب ليصافح "دياب آغا" ، فقد حصل على دعم ستين شخصية مهمة من الأكراد من أمثاله . إن ذهاب مصطفى كمال لمصافحة "دياب آغا" أمر مهم جداً وله معانيه . فقد كان مصطفى كمال يعلم بأنه لن ينجح ولن يستطيع تأسيس الجمهورية من دون الحصول على دعم الأكراد . ولهذا حصل على دعم الأكراد . كما كان التيار الإسلامي قوياً في تلك المرحلة ، وبدون الحصول على مساندته لن يتحقق النجاح ، ولهذا حصل مساندة الشرائح الإسلامية ، فقد ساند "سعيد النورسي"(شيخ وعالم كردي توفي عام 1964) الجمهورية بشكل فعّال . ودور "محمد عاكف" معروف ، كذلك حصل على دعم الشيوعيين ، أي أن مصطفى كمال أسس الجمهورية في تلك المرحلة بدعم ثلاث مجموعات سياسية ، وهي : الأكراد ، والإسلاميون من أمثال "محمد عاكف" و "سعيد النورسي" وأمثالهما . والمجموعة الثالثة هي الشيوعيون ، فلولا الأكراد لما تأسست الجمهورية ، ولولا الإسلاميون لما تأسست الجمهورية ، ولولا مساندة "لينين" لما تأسست الجمهورية . ولما تحقق الإنتصار في حرب التحرير . فلولا دعم "لينين" لما تحقق النجاح أصلاً . ولكن انكلترا والدول الكبرى كانت قد اتخذت العديد من التدابير ، من أجل تحويل الجمهورية إلى رأسمالية ؛ وفعلوها ! لقد قاموا بمحاصرة مصطفى كمال ، وتمت تصفية الأكراد ، حتى أن الأكراد لم يفهموا تماماً تلك المرحلة ، كما تمت تصفية الشريحة الإسلامية ، وتم نفي "سعيد النورسي" ، ووضع "محمد عاكف" أيضاً معروف . مثلما تمت تصفية الشيوعيين ، فما حل بـ"مصطفى صبحي"(رئيس الحزب الشيوعي، جرى إغراقه في مركبة في البحر الأسود) ورفاقه أمر معروف . سأجري تقييماً موسعاً فيما يتعلق بـ"مصطفى صبحي" في وقت لاحق .

لقد تم صنع تركياتية مزيَّفة ، هذه التركياتية ليست لها أية علاقة بالتركية سوسيولوجياً ، مثلما لاعلاقة لها بالتركية وبالأمة التركية تاريخياً ، بل أن الكثيرين من هؤلاء ليسوا أتراكاً . يجب ألا يُفهم الأمر خطأً ، أنا لا أقول بعدم وجود التركي ، فالأمة التركية موجودة مثل الأمة الكردية ، بل هناك عدة ثقافات تركية ، ولكن ما أقصده هو هذا المفهوم الخاطئ الإتحادي للتركياتية . فهذه التركياتية باتت مثل الدين ، فهم جعلوها إدراكاً كما الدين ، وقاموا بإلباس المجتمع قميص المجانين ، واستولوا على كل مستويات المجتمع ، والحقيقة كل هذه المشاكل هي مشكلة تركية .

ليس اليهود وحدهم وراء هذه الأمور كلها بل هناك قوى أخرى أيضاً ، أنا لا أكرر النظرية المعروفة التي تقول بأن اليهود سبب كل ما يجري في العالم ، بل أتكلم عن شيء مختلف هنا . اليهود منتظمون بشكل جيد جداً في كل مكان ، فحتى "هتلر" كان لديه مائة وخمسون معاوناً يهودياً ، فهم توجهوا إلى كل مكان . ما أريد قوله هو : هناك جانب "هتلري" لدى اليهود ، فدور "هتلر" في الرأسمالية لا زال ظاهرة مظلمةً لم يتم إلقاء الضوء عليها . ولم يُفهم حتى الآن ماذا يعني "هتلر" تماماً . لم يحرِّف اليهود مصطفى كمال فقط ، بل حرَّفوا حتى "ماركس" و "لينين" ووجَّهوهما .

العمال في يومنا هم أكبر الداعمين للرأسمالية ، وهم أهم وأكبر عنصر يغذي الرأسمالية ، الجانب المأساوي جداً هو أن العمال الذين قيَّمهم الماركسيون بأعداء الرأسمالية هم اليوم الأصدقاء الروحيين للرأسمالية ، فهل هناك عامل لا يسحق ولا يبيع ولا يتخلى عن رفيقه العامل ، في سبيل فرصة عمل أو عمل جيد أو راتب جيد ؟ .

نفس القوى تلعب نفس الألاعيب ضد الأكراد دوماً منذ أيام "الشيخ سعيد" ، حادث "الشيخ سعيد" يبدأ في الخامس عشر من شباط ، والمؤامرة الدولية نحوي تاريخها الخامس عشر من شباط ، وتم إعدام "الشيخ سعيد" في 29 حزيران ، وقرار الإعدام بحقي صدر في 29 حزيران . وهناك معنى من الترتيب بين هذه التواريخ ، فلا يمكن أن تكون هذه أمور بالصدفة ، فترتيبها مع التواريخ يجري بوعي ، والذين يفعلون ذلك كلهم من نفس الذهنية ، هذا المفهوم ليس لدى الجيش فقط ، بل هو لدى المدنيين والبيروقراطيين ، فهم منظَّمون في التجارة وكل الميادين .

أنادي السيد رئيس الوزراء من هنا مرة أخرى : علينا دمقرطة تركيا . فأنا لا أقول بأن رئيس الوزراء يضمر نوايا سيئة ، بل نواياه حسنة ، ولكن مستشاروه يزوِّدونه بالمعلومات الناقصة والخاطئة ، ونحن على إستعداد لتزويده بالمعلومات الصحيحة ، ولهذا أنادي رئيس الوزراء من هنا مباشرة : إذا لم تلقوا الخطوات السليمة ، ولم تلقوا خطوات ديموقراطية ؛ ستخسرون كل ما تملكون .

هناك الذين يريدون حل هذه القضية في تركيا أيضاً ، فرئيس الجمهورية صادق ويريد حل هذه القضية ، ويبدو أن رئيس الوزراء سيتخذ المواقف حسب الأوضاع ، وحسب ما فهمت من الجيش هو أن الجيش أيضاً يريد تحجيم هذه الحرب ، فحديث رئيس هيئة الأركان يدل على هذا ، فثلاثة من رؤساء هيئة الأركان كانوا يريدون فتح الميدان للسياسة وهم "قارادايه" و "كيفيريكوغلو" و "أوزكوك" ، "كيفيريكوغلو" يقول : "نحن قدمنا السلطة لــ"مسعود يلماز"(رئيس وزراء سابق) ولكنه لم يستطع تقيِّيمها ، وكذلك "أوزكوك" يقول : "يجب توسيع المجال السياسي" . وكان يتصرف بجرأة في هذا الأمر ، وكان يكافح بمفرده مقابل 99% ، ورئيس الأركان الراهن أيضاً يتحدث عن لعب الميدان السياسي لدوره ، فهل الحكومة تطالب بالدعم من الجيش ؟ هاهو الدعم ! كل هذا دعم لك ، فإذا لم تلعب الحكومة دورها في الميدان السياسي فستنتهي . حكومة "أجويت"(رئيس وزراء سابق) كانت تريد القيام ببعض الأمور ولكن حزب الحركة القومية MHP عرقلها ، ولم تستطع لعب دورها ، فعودوا إلى أحاديثي في تلك الفترة حيث قلت : "إذا لم تلق الحكومة خطوات سياسية ستندثر وتنتهي" ، حكومة "أجويت" لم تستطع إلقاء خطوات سياسية ، وهكذا اندثرت وانتهت . والآن أقول نفس الشيء ، إذا لم تلقِ الحكومة خطوات ديموقراطية ، ولم تستطع دمقرطة تركيا ، ولم تحل هذه القضايا ، فهي ستندثر وتنتهي خلال فترة قصيرة .

هناك وثيقة مطروحة في الوسط ، وهم يتنازعون فيما بينهم حولها ، وهيئة الأركان محتارة ، فتلك الوثيقة تكبل قدميها ، فإذا لم يتوصلوا إلى مصدر هذه الوثيقة ، لن يتمكنوا من حل هذه القضية أيضاً ، وبدون تحليل هذه الأمور لن يستطيعوا معرفة مصدرها أيضاً ، فهل يستطيع DTP تحليل هذا الأمر ؟ كلا ، وهل يستطيع رئيس الوزراء والحكومة تحليله ؟ كلا ، هذا الوثيقة تلف رؤوسهم ، ولا أستطيع معرفة إلى أين ستصل .

يجب فهم حادث قرية "Zangirte"(المجزرة التي أودت بحياة 44 شخصاً) بشكل جيد جداً ، يجب كتابة رواية عنها مطلقاً ، فحسب ما ورد في وثيقة الاتهام تمر جملتان . فأحد حماة القرى من ضمن الحدث يبحث عن شخصين من التنظيم ، وهو على اتصال بهما ، وقد جرى ضبط كل شيء ، وبعد جريان الحادث سيلقون بمسؤوليته على عاتق التنظيم ، أي جرى ضبط شخصين أيضاً من التنظيم ، وهم مستعدون .

نعم جرى إعداد كل شيء ، سيحملونها على التنظيم ، سيضعونها على عاتق التنظيم ، أقولها لرئيس الوزراء ؛ ياسيد رئيس الوزراء ، إذا كنتم تريدون حل هذه القضية ، عليكم تنوير الحدث من جميع جوانبه ، فمن هما هذان الشخصان من التنظيم ؟ وكنت قد تحدثت من قبل عن الحادث الذي جرى في قرية Pecenek التابعة لـ"ماردين" ، فقد كان يستحيل على مفهوم PKK أن يقوم بذلك الحادث الرهيب ، فلو رأيت في الحلم أن PKK قام به لما صَدقت ، وعندما بحثت فيه وجدت أن شاباً من "موش" يدعى "هوكر" قام به ، فقد قتلوا دون تفريق بين طفل وعجوز ، وقد ذهلت لهذا الأمر .

مثلما لطَّخ "أرغنكون" كل مكان ، ربما امتد بعض الأشخاص إلى داخل PKK أيضاً ، بل ربما بعض القوى الأجنبية أيضاً تتحكم بأشخاص في داخل PKK . ياسيد رئيس الوزراء ؛ أنت تقول PKK وأنا أسأل : أيُّ PKK ؟ إنكم تقولون PKK وتعممونه على هذا النحو ، هذا ليس صحيحاً ، فعن أي PKK تتحدثون ؟ فإذا كانت لهؤلاء علاقات بشخصين من ضمن التنظيم فأنا أيضاً ضدهما . فأنا أيضاً ضد هكذا PKK . ولكن هناك PKK الذي يتخذ من الديموقراطية أساساً ، ويريد الحل الديموقراطي وإنهاء الكفاح المسلح ، فلماذا لا تؤسس الحوار معه ؟ تعال لنكشف معاً عن "أرغنكون" في تركيا ، والذين لا يريدون الحل من ضمن PKK ، فلدي القوة على ذلك حتى ولو محدودة .

في اليوم الذي تحدث فيه رئيس هيئة الأركان في الرابع عشر من نيسان ، جرت عمليات الاعتقال ضد حزب المجتمع الديموقراطي DTP ، ولهذا الأمر معناه ، فهي عملية جرت من أجل نسف كلام هيئة الأركان ، وإبطال تأثيرها . وأنا كنت أعتقد في البداية بأن العملية تجري ضمن علمهم ، فيما بعد فهمت بأن الحدث مختلف ، وأنا لا أستطيع القول بأن هيئة الأركان ورئيس الوزراء مسؤولان عنها . فهذه العملية من عمل الكوادر الإتحاديين الذين لا زالوا أقوياء في تركيا . وقد لا يكون لهيئة الأركان أيضاً علم بهذا الأمر ، فحتى رئيس الوزراء ليس لديه علم بهذه العملية ، ولا أظن أنها عملية جرت بتوقيع من رئيس الوزراء . وقد أنفجر اللغم في اليوم السابق للحديث الثاني لرئيس هيئة الأركان في يوم 29 نيسان ، يجب البحث كثيراً في هذا الحادث أيضاً ، وأنا لا أتهم رفاقنا هناك ، فمن هو الذي أرسل أولئك الجنود إلى هناك ؟ وكيف جرى وضع هذه الكمية الكبيرة من المتفجرات هناك ؟ فقد جرت في ذلك المثلث عمليات وأحداث مشبوهة لم نستطع فهمها في السنوات السابقة ، حيث تحدث تفجيرات غير مفهومة ، كما كانت تحدث تفجيرات تنسف بعض رفاقنا حيث يقيمون .

يقول رئيس الوزراء عن DTP : لن ألتقي بهم حتى يقولوا عن PKK تنظيم إرهابي ! . هذا لا يمكن أن يحدث ، بل على رئيس الوزراء حل القضية ، وأن يتحاور مع الجميع ، وأن لا يتصرف باستبدادية ، وأن يعطي الفرصة للقوى الديموقراطية بالنمو والتعبير عن نفسها ، فأنا تحملت هنا على مدى سبع سنوات ، وأتقدم إليهم باقتراحات من أجل الحل الديموقراطي ، ومؤخراً كنت قد كتبت رسالة من ست عشرة صفحة إلى رئيس الجمهورية عبدالله غول ، حيث تقدمت فيها أيضاً  باقتراحاتي ورؤاي بشأن حل القضية ، أظن أنهم لم يستطيعوا فهمها بما فيه الكفاية ، وأنا سأشكك في حسن نوايا رئيس الوزراء إذا لم يقدِّم المسار في الاتجاه الايجابي ، ولم يوقف العمليات الجارية ، حيث يبدو رئيس هيئة الأركان كَمَن يريد الحد من العمليات العسكرية ، ويُفهم أن هناك أمور تتجاوزه ، فعلى السيد رئيس الوزراء أن يرى هذا الأمر . إنني صابر منذ سبع سنوات ، وسأتابع السياق لشهرين آخرين ، فإذا لم يتم فتح المجال أمامي من أجل الحل ؛ عندها سأقول ليس هناك ما أستطيع القيام به أنا ، وسأنسحب . وإذا لم يتم إلقاء خطوات فإنني سأعلن عن رئيس الوزراء بأنه الرقم واحد في "أرغنكون" ، وليس ثمة ما يقال لـ"بايكال"(رئيس CHP) و "باخجلي"(رئيس MHP) ، ولكن أقول بأن يبتعدا عن الفاشية ، وأن لا يغلقا الطريق أمام السياق .

السيد أردوغان رئيس الوزراء يتقرب بمنطق التجار ، فهم يسعون إلى المال والنقود من خلال عشرة بالمائة من الاستيراد وببعض العطاءات ، فهم يكسبون أموال رهيبة في عشرة بالمائة من الاستيراد ، ولهذا السبب لا يفكرون بالشعب وما شابه ذلك . وهم لا يفكرون بالشعب التركي أيضاً ، بل حكموا على العمال الأتراك بالسوق العالمية الرخيصة ، فهم يركبون ظهر الأتراك والأكراد منذ خمس وثمانين سنة كالحمير ، ويستخدمونهم . إنهم لم يستطيعوا فهم هذا الأمر .

أنا ساندت الديموقراطية المحافظة ، وأوضحت بأن هذا الأمر ممكن ، وهو ممكن ، بل حتى أعمل على فهمهم ، ولكنني أعترض على قيامهم بتأسيس بنية مهيمنة تلقي بتأثيرها على كل المجتمع ، فهناك ديموقراطيون ليبراليون أيضاً في تركيا ، وكانوا موجودين باستمرار ، وفي كل مراحل التاريخ . مثلما هناك ديموقراطيون متطرفون ، وعليهم أن يستوعبوا ويلعبوا دورهم في المجتمع والسياسة بشكل جيد جداً . وكنت قد قلت سابقاً بأن الديموقراطيون المحافظون والليبراليون والمتطرفون يمكنهم أن يلتقوا على قاسم ديموقراطي مشترك . شريحة من الديموقراطيين المحافظين تمثل ثقافة ، ولكن ما تمارسه الآن ليس إسلامياً ، أنا أعلم الإسلام ، فجوهر الإسلام ليس له علاقة بما يفعله الديموقراطيون المحافظون من أفعال . كما أن الديموقراطيون الليبراليون تواجدوا دائماً ولكنهم لا يملكون القوة اللازمة لإجراء التغيير . بينما الذين يمكنهم تحقيق التحول والتغيير أصلاً هم الديموقراطيون المتطرفون ، فعليهم أن يستوعبوا جيداً قوتهم هذه ، ويقوموا بدور الطليعة في التحول والتغيير . يمكن أن يلتم شمل هذه المجموعات الثلاث ضمن إطار مبادئ الديموقراطية ، ويمكنهم وضع دستور ديموقراطي كما في أسبانيا .

مثلما جرى في دياربكر يجب إقامة مؤتمر الجمهورية الديموقراطية في أنقرا أيضاً ، ويجب أن يكون الأكراد والديموقراطيون سنداً فعالاً لذلك ، حيث يمكن تفعيل القوى الديموقراطية في تركيا وتوجيههم إلى هذا المؤتمر . وهذا مرتبط أولاً بمدى نجاح مؤتمر المجتمع الديموقراطي للأكراد ، حيث يجب تسيير المؤتمرَين بشكل متوازي .

يجب تأسيس مجالس المدينة في كل المحافظات والمناطق والنواحي ، والحقيقة هذا موجود في القانون ، لتتألف هذه المجالس من ثلاثمائة عضو في المدن الكبرى ، وفي المدن الأخرى مائتا عضو ، وفي المناطق والنواحي مائة أو خمسين عضواً . ويجب أن تتأسس مجالس المدن هذه فوراً ، فهي مهمة من أجل قضايا المجتمع وحلها ، كما أن البلديات يمكن أن تقوم مع مجالس المدن هذه بتفعيل النشاط الديموقراطي . فعلى بلدياتنا أن تقوم بعملها بسرعة كبيرة وبشكل ديموقراطي على أساس سليم اعتماداً على الشعب . فهم لن ينجحوا في هذا العمل بالاعتماد على الرأسمالية وبالقروض وبالركض وراء القروض . ويمكنهم النجاح فقط بالاعتماد على الشعب وبتفعيل طاقات الشعب ، وسيكون ما أريد قوله مفهوماً بشكل أفضل إذا قرأوا مرافعاتي ، فإن لم يفعلوا فسأنتقدهم ثقيلاً ، وأحتفظ بانتقاداتي هذه .

هل تعرفون كيفية الحياة التي تريدونها ؟ وهل تعرفون ما يجب عليكم القيام به من أجل التخلص من هذه الحياة النتنة القائمة ؟ وهل تعرفون ماذا يعني الإبادة الثقافية في التاريخ ؟ وهل تعرفون أن الإبادة الثقافية أخطر من الإبادة الجسدية ؟ وهل تعرفون كيفية الكفاح ضد الإبادة الثقافية ؟ وهل تعلمون من هو صديقكم ومن هو عدوكم ، وهل تعرفونه ؟ وهل تعرفون كيف يجب أن يكون الدستور والقوانين الديموقراطية اللازمة من أجل مجتمعكم وشعبكم ؟ وهل يمكنكم القيام بنشاط بهذا الصدد ؟ وهل تعلمون بأي الأساليب سيتم إعداد الدستور الديموقراطي ؟ وهل تعلمون بأي الأساليب سيتم كسب حقوقكم الاجتماعية ؟ وهل يمكنكم تنشئة طفل وطني صادق واحد ؟ وهل يمكنكم تنشئة طفلاً واحداً من أطفالكم بلغته الأم ؟ . فإذا لم تكن تعلم كل هذه الأمور ، ولا تستطيع إيجاد الحل ، فأنا أيضاً سأقول هؤلاء لا يعرفون ، وغير قادرون على العمل ، سأشطب عليهم ، ولن آخذهم بعين الاعتبار ، مثلما لم آخذ.

إنهم يعتبرونك غير موجوداً ، وليس لديك لغتك وثقافتك ، ولا أي شيء ، ولكنهم يعرفون كيف ينجبون !! ويتحدثون عن العشق والحب !! ولكنهم عاجزون عن تعليم طفل من أطفاله لغته الأم بشكل سليم ، وعن تنشئة طفل واحد تنشئة جيدة . وليس لديهم عشق وحماس وجهود نحو وطنهم ولغتهم وثقافتهم ، وليس لديهم حب الوطن ، ولهذا ليس هناك نضال كبير . إنني أنتقد اليهود كثيراً ولكن هناك جوانبهم التي أحبها أيضاً ، فعندما تحل بهم كارثة يلقون بأنفسهم في الوحل ، ويُغرقون رأسهم وكل طرف فيهم بالوحل ، حتى يغطي السواد القاتم كل جانب فيهم ، ويملأون الدنيا بعويلهم ، وبذلك يحولون دون نسيانهم للحدث حتى يثأروا لهم . إذا كان هناك عشق وحب فيجب أن يكن نحو الوطن والشعب . فكيف هو المجتمع الذي يريدونه ؟ وكيف هو الفن والثقافة ، وكيف هي الحياة التي يريدونها ؟ يجب أن تكون هناك جهود جبارة في هذا المضمار .

أنا هنا لا أستطيع القيام بالقيادة العملية ، واقول بأنني لست بقائد عملي ، فليتخذوا قرارهم بأنفسهم ، ويمكنني فقط الإدلاء بأفكاري ، وأنا لا أستطيع أن أقول لهم لا تدافعوا عن أنفسكم ، كما لا أستطيع أن أقول لهم تخلوا عن تنظيمكم ، فذلك سيكون أكبر دناءة ، ولكن عليهم أن يتخذوا قرارهم بأنفسهم ، فالأكراد سيدافعون عن أنفسهم بأنفسهم ، ففي كل وقت قلت بضرورة أن يقوم الجميع بحماية نفسه بذاته ، القيام بالدفاع يكون على نوعين ؛ الأول : الدفاع المشروع بهدف حماية الوجود ، والثاني : النضال والدفاع من أجل حرياتهم .

أعتقد أن "أوفوك أوراس" قد أستقال ! ويتحدث عن حركة جديدة ، هذا إيجابي وضروري، أبعث إليه بتحياتي، يمكن الإلتقاء به باسمي .

إنني أساند هؤلاء ، هناك أسماء كثيرة من ضمن حركة العاشر من كانون الأول ، وأسماء أشخاص آخرين مثل "دريا سازاك"(كاتب صحفي) من جريدة "ميلليَّت" ، فليكن هؤلاء أيضاً ، بل لتأخذ شريحة واسعة مكانها ضمنه. فإذا كان حزب شيوعي تركيا TKP مدافعاً عن الديموقراطية ، يمكن للشرائح الديموقراطية من بينه أن تأخذ مكانها أيضاً ، فإذا كانوا مرتبطين بذكرى "مصطفى صبحي" ورفاقه ، فليأخذوا مكانهم بشكل ديموقراطي . وعلى اليسار أن يطَّهِر نفسه من اليسار المنتمي إلى "أرغنكون" ويقوم بتنظيم نفسه ضمن مجتمع تركيا على أساس اليسار الديموقراطي ، فهناك حاجة لهكذا تكوين ، كما تحتاج تركيا إلى تكوين من قبيل "حزب السقف" من أجل دمقرطتها .

بالكونفرانس الذي ينعقد بمبادرة "حزب السقف" يمكن الوصول إلى شرائح أوسع ، ويجب أن تتمكن كل الشرائح من الانضمام ، وأن تتمكن المئات من الأفكار المتنوعة من التعبير عن نفسها ، المجموعات العقائدية المختلفة وصولاً إلى العلويين ، الأقليات ، المجموعات الأثنية ، والبيئيون ، كلها يجب أن تتمكن من أخذ مكانها ، كل الأوساط الديموقراطية في تركيا يجب أن تأخذ مكانها وتقدم مساهماتها .

يجب دعوة "ياشاركمال"(كاتب روائي كردي) و "ودات توركالي"(كاتب روائي تركي) و "ميهري بيللي"(زعيم يساري من الصف الأول) –إنه كبير السن حقاً- إلى المؤتمر ، أبعث إليهم جميعاً بتحياتي الخاصة .

يجب دعوة "ياشار كمال" مرة أخرى ، فليأت إلى المؤتمر ويعبر عن أفكاره ، وليُظهر تضامنه مع الأكراد ، يمكن أن يقال لـ"ياشار كمال" باسمي ؛ ليقم بزيارة إلى "وان" حيث أنها تشهد تطوراً ديموقراطياً عظيماً ، فليقم بزيارة إلى مؤسساتنا ، ولينقل إلى البلدية أفكاره ، وليعبر عن صداقته وتضامنه مع الأكراد ، وليتقدم إلى المؤتمر أيضاً بأفكاره . زوجته من آل "بابانزاده"(من اليهود) ، أبعث إليها بتحياتي . آل "بابانزاده" من الذين أبتدأوا التمرد الأول للأكراد ، فلتقم بتطوير الحوار مع الأكراد وفاءً لذكرى أجدادها .

هل يمكن أن يحدث هذا ؟ الحقوق الفردية هي حقوق المجتمع ، حقوق مجتمعية ، والحقوق المجتمعية هي حقوق فردية ، ولا يمكن التفريق بينها ، فالحقوق الفردية تكسب معانيها بالحقوق المجتمعية ، وهذا يعني ما يلي : الكردي موجود ولكن المجتمع الكردي غير موجود !. لا يمكن أن يحدث شيء من هذا . فلا يمكن التفريق بينهما ، فالفرد يكسب معناه بالمجتمع ، والمجتمع يتكوَّن من الأفراد .

يبدو أن الأمور اختلطت في إيران ، إنهم يشبِّهون "أحمدي نجاد" بهتلر ، صحيح لديه جوانب مشابهة ولكنه ليس بهتلر ، تشبيههم له بهتلر أمر ملفت ، حيث يجب معرفة سبب تشبيههم له بهتلر . يجب على إيران أن تعترف بالحقوق الديموقراطية لشعبنا هناك ، وإذا تطلب الأمر يمكن كتابة رسالة باسمي إلى "أحمدي نجاد" بهذا الشأن ، كما يمكن نقل آرائي هذه إليهم .

هذا صحيح ، الذي يحل القضية الكردية سيكون مؤثراً ليس في تركيا فقط ، بل في الشرق الأوسط وحتى في أوروبا أيضاً . الهيمنات في تركيا بدأت تتزعزع ، ومن الآن فصاعداً يصعب الاستمرار في النمط القديم لمفاهيم الهيمنات السابقة .

من هنا أنادي السيد أردوغان والسيد غول مرة أخرى ، لا داعي لمخاوفهما ، إذا لم يشتبك هذان الشعبان ، الشعب الكردي والشعب التركي ، لن يتمكن أحد من أن يفعل شيئاً بنا ، فإذا قمنا بحل هذه القضية كشعبين فإن المجال يصبح مفتوحاً أمام تركيا ، وستنطلق تركيا وتصبح دولة رائدة في الشرق الأوسط ، بينما أوروبا لا تريد ذلك ، وتمارس التعطيل . فإذا تم حل هذه القضية في تركيا ، تتحول إلى دولة تمكنت من حل قضاياها ويسودها الغنى والرفاه . أليس هذا ما نطلبه جميعاً ؟ إنني هنا أبذل الجهد من أجل ذلك كمطلب من متطلبات الوطنية ، بدون مقابل ، أتعهد بدون مقابل ، وأدلي بالمعلومات بدون مقابل ، فلا داعي لذهابهما إلى أي مكان آخر ، فلو صرفا مليارات الدولارات ، ولو توسلا إلى أميريكا أربعين مرة لن يتمكنا من الحصول على هذه المساندة التي أقدمها .

أنا أتصرف بضميري ، ولو تصرفت بغير ضمير فأنا أيضاً قادر على إلباس قميص المجانين للمجتمع ، وأستطيع إبراز جيشٍ مليوني ، وهم يسمعونني وسيشتبكون . فلنقل حدث اشتباك بين الطرفين ومات مليون شخص ، فمن سيكسب من هذا الأمر ؟ إذا اشتبكت الشعوب ، سيعاني الجميع ، ولن يستفيد أحد من ذلك . أمامنا فترة شهرين آخرين ، إذا تم التقرب السليم وتطور الحل الديموقراطي فسيتحقق السلام ، ولكن إذا كانت هذه لعبة ومحاولة إفشال فإنهم سيخسرون . إن هؤلاء لا يعرفون ممارسة PKK ، إنهم سيُسَوون كل شيء بالأرض . على السيد أردوغان تناول المرحلة بشكل صحيح ، ونحن سنقدم الدعم اللازم ، ولكن يجب عليهم فتح المجال أمامي ، فأنا لا أستطيع ممارسة القيادة السياسية-العملية في هذه الشروط ، وإذا لم تلق خطوة نحو الحل فأنني سأكشف لشعبي بأنني لا أستطيع ممارسة القيادة السياسية-العملية من هنا ، وساقول : لن يتحقق الحل ، ويجب عليكم أن تقرروا بأنفسكم إذا ما كانت حرباً أم سلاماً .

الإدعاء بأن عمليات الرد بالمثل زادت من ثقل الجيش في السياسة ليس صحيحاً ، الأمر ليس كذلك ، إنه يتناول الأمور بشكل بسيط جداً ، أنا عارف بالسياسة ، وعلى "أحمد آلتان"(رئيس تحرير جريدة الطرف) أن لا يتناولها بهذه البساطة ، وأن لا يحاول تعليمي السياسة ، إنهم يريدون تحطيم المقاومة الكردية ، فإذا تحطمت المقاومة الكردية ، فإن أوروبا وتركيا والولايات المتحدة وإسرائيل تتربص في مواقعها كالذئاب الجائعة ، فسينهوننا وسيقضون على الأكراد ، فإن توفرت نوايا السلام فإننا قادرون على الحيلولة دون هذه الأمور ، هذا أمر بسيط . يتم الكشف عن الذين لا يريدون السلام من داخل الدولة ومن داخل PKK ، ويتحقق الوفاق ، هذا أمر بسيط .

إنهم يقطِّعون الصحف على هذا النحو ثم يعطونها ، وأحياناً يقتطعون المجلات أيضاً . كنت قد راجعت القضاء التنفيذي بشأن إعطاء الصحف والمجلات بدون تقطيع ، مع إعطاء الكتب ، وتم رفض طلبي هذا . ويتم التوضيح بأن لدي حق الإعتراض لدى المحكمة الجنائية الثانية في "بورصه" خلال أسبوع ، ذلك القرار صادر بتاريخ 2009.6.1 ، ربما مضت فترة الاعتراض ، على المحامي الموّكل عني متابعة الأمر . يمكن جلب كتاب "الجماعات الخيالية" للكاتب "بنديكت أندرسون" ، كما يمكن جلب كتاب "موانئ المشرق" لأمين معلوف .

رسائل وصلتني ، رسالة جميلة من "جاهيد إيلبوغا" من سجن ترابزون ، وهو ينتمي إلى "ضيادين" التابعة لآغري ، يمكن أن يقال له ، أنك تتقدم بشكل جيد ، ويمكنه أن يتعمق أكثر ، وهناك رسالة من "أبدين إيبه" ، وهو مريض ، وقد نقل مقولة أعجبتني أيضاً ، وهناك رسالة من "إينجي روج" ، وأخرى من "غولناز" أرسلتها من سجن باقركوي ، وتتوق إلى معرفة ما إن كانت رسالتها وصلتني أم لا ، وتصر على الجواب ، يمكن إعلامها باستلامي لرسالتها ، وأبعث إليها بتحياتي . كما أبعث بتحياتي إلى كل الرفاق في السجون .

أبعث بمحبتي وتحياتي إلى جميع أبناء شعبنا .

طابت أيامكم .

                                                             17 حزيـــــــــــران 2009

246.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات