الإثنين 30 كانون الأوّل / ديسمبر 2024, 18:41
صابون غار حلب في أسواق آسيا وأوروبا والأمريكيتين والخليج




تكبير الحروف : 12 Punto 14 Punto 16 Punto 18 Punto
صابون غار حلب في أسواق آسيا وأوروبا والأمريكيتين والخليج
الخميس 28 أيّار / مايو 2009, 18:41
كورداونلاين
عدد الحرفيين المرخصين لهذه الصناعة في مدينة حلب يبلغ 170 حرفياً وعدد الحرفيين المسجلين فى الجمعية 80 حرفياً أما عدد المصابن المرخصة وغير المرخصة فقد بلغ نحو 185 مصبنة

سانا

تعد صناعة صابون الغار إحدى الحرف التقليدية التى ارتبطت واشتهرت بها مدينة حلب منذ أكثر من 800 عام فارتبط اسمها بهذه الصناعة العريقة محلياً ودولياً.

وبين محمد العطار صاحب منشأة لتصنيع صابون الغار وعضو مجلس جمعية صناعة الصابون بحلب أن الحصول على المواد الأولية اللازمة لهذه الصناعة يبدأ في شهر تشرين الثاني بفصل الخريف أي أن صناعة الصابون ترتبط بموسم قطاف الزيتون الذي تجمع ثماره في المعاصر الخاصة ويمر بعدة مراحل لاستخراج مادة زيت الزيتون البكر للاستهلاك البشري لتبقى مادة العرجوم والتفل الذي ينقل إلى معامل عصر البيرين.

ولفت إلى أن زيت المطراف هو المادة الأساسية التي تعتمد عليها صناعة الصابون حيث يتم تحضير كمية من المياه الممزوجة بمادة ماءات الصوديوم أو كما تسمى صودا كوسيتك المعدلة وفقاً للنسب المقررة وتوضع ضمن قدر كبير خاص من الحديد ويغلي المزيج حتى ذوبان المادة القلوية كاملة ايضاف اليها المواد الدسمة أي زيت المطراف تدريجياً مع التحريك الجيد المستمر والغليان لمدة 10 ساعات تقريبا مع إضاقة الماء والملح لترسيب الشوائب كاملة حيث يتم سحب الشوائب والقلويات من أسفل الحوض ويضاف مرة ثانية وثالثة مع الغليان والتحريك حت تتم عملية التصبن جيداً ليترك بعدها عدة ساعات قبل إضافة المواد والزيوت العطرية أي زيت الغار الطبيعي مع التحريك الجيد لمزجها السابق الذي يترك مجدداً عشر ساعات بهدف عزل الشوائب والسوائل والمياه الزائدة من أسفل الحوض لتبقى المواد المتصبنة التي توضع في مباسط خاصة حتى تجمد وتقطع وتختم باسم المصنع وماركته المسجلة في الجمعية الحرفية لتنقل بعدها إلى عنابر خاصة ضمن عمارات فنية تقليدية تسمى البوابير تتميز بالتهوية المستمرة لنشرها لمدة 4 شهور على الأقل وصولاً لدرجة اليباس وجفاف المياه بشكل كامل ويعرف ذلك من تغير لون الصابون من الأخضر الفاتح للزينة إلى اللون الأخضر الطبيعي ليعبأ فى عبوات خاصة بكل منشأة ومن ثم طرحه في الأسواق الداخلية أو تصديره خارج القطر.

وينفرد صابون الغار بمزايا علاجية لعدة أمراض جلدية كالاكزيما والصدفية كما يغذى البشرة ويعقمها ويكسبها نضارة ما يؤخر ظهور التجاعيد وتقوية جذور الشعر وتخفيف تساقطه فضلا عن تخليص الجسم من البكتريا المسببة للروائح ويمنحه عطراً طبيعياً كما يوضع في خزائن الملابس والسجاد ليعطيها رائحة ذكية ويحفظها.

وأوضح محمد حردان رئيس الجمعية الحرفية لصناعة الصابون بحلب أن هذه الصناعة امتلكت سمعة جيدة ما جعل صابون غار حلب منتجاً مطلوباً في دول شرق آسيا وأوروبا وخاصة فرنسا وإيطاليا وكوريا واليابان إضافة لدول الأمريكيتين ودول الخليج العربى والعراق حيث يعرف فى الدول المذكورة باسم صابون غار حلب ما شجع الشركات المنتجة على تطوير إنتاجها وتحسينه بإضافة زيوت طبيعية ومحسنات نباتية كزيت النعناع والكينا واللوز وزيت حبة البركة ومستخلصات البابونج وشمع العسل الطبيعي والبيلون الحلبي وهو نوع من التراب يعمل على امتصاص المواد الدهنية من جلدة الرأس ويعطيها نعومة ويتواجد فى منطقة بريف حلب تدعى بيانون.

وبين أن عدد الحرفيين المرخصين لهذه الصناعة في مدينة حلب يبلغ 170 حرفياً وعدد الحرفيين المسجلين فى الجمعية 80 حرفياً أما عدد المصابن المرخصة وغير المرخصة فقد بلغ نحو 185 مصبنة حاجتها السنوية من زيت المطراف حوالي 80 ألف طن من الكمية المنتجة محلياً منه لاتعادل 30 بالمائة من الحاجة الفعلية ما يؤكد ضرورة تفعيل القرار الصادر من وزارة الاقتصاد الخاص بالسماح باستيراد هذه المادة لأن عدم كفاية الإنتاج المحلي منه يدفع البعض لسحب جزء من زيت المطراف وخلطه مع زيت الزيتون البكر بعيداً عن الرقابة ودون فلترة الزيت حيث تنتج مادة تحتوي بداخلها مواد برافين وشموعاً وأحماضاً دسمة أسيدها عشرة ضارة بالصحة وغير صالحة للاستهلاك البشري.

وأضاف بأن زيادة الترخيص الممنوحة لمعامل البيرين أدى لخلق جو من التنافس غير جيد وارتفاع الأسعار كما ن السماح باستيراد ماكينات الديكنز بحجة توسيع هذه المعامل ساهم في اسخراج أسيد زيت عاشر ضار بالصحة لذلك من الضروري اتخاذ بعض الإجراءات الكفيلة بحماية هذه الصناعة التقليدية والعاملين فيها.

يوضع اسم صابون غار حلب مع شعار يمثل قلعة حلب لتمييز هذا المنتج عن المنتجات المماثلة فى باقى المدن السورية وبعض البلدان والتي بحمل نفس الاسم صابون غار حلب وذلك استناداً للقانون الخاص بحماية المنتج في البلدان الجغرافية إضافة لاشتراك مندوب من الجمعية الحرفية لصناعة الصابون في عملية التصدير الخاصة بهذا المنتج للتأكد من جودة الإنتاج ومطابقته وخوفاً من امتناع بعض الدول عن استيرادها نتيجة عدم التزام بعض المصنعين بمواصفات الجودة.

وتشير مصادر في مديرية صناعة حلب إلى وجود 177 منشأة حرفية تعمل في مجال صناعة صابون الغار والبلدى قيمة الاتها 23 مليون ليرة سورية ورأس مالها 65 مليوناً و15000 ألف ليرة سوريه وتؤمن 622 فرصة عمل كما تبلغ طاقتها الإنتاجية اليومية بمعدل 8 ساعات عمل يومياً حوالي 61 طناً و912 كيلو غراماً من صابون الغار.

إن ما يميز صناعة الغار كونها صناعة يدوية تراثية تعود لقرون وتفردها بمنتج سوري أصيل مازال يعتمد على الصناع المهرة والمكونات الجيدة لذلك من الأهمية خلق وايجاد الظروف المواتية لدعم هذه الصناعة وزيادة حصتها في دعم الاقتصاد الوطني.

511.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات