سجن سوسة بكوردستان من مركز اعتقال إلى أحدث سجون العراق
الخميس 21 أيّار / مايو 2009, 14:44
كورداونلاين
سجناء عرب في كوردستان مدير سجن سوسة: لدينا 48 سعوديا و 31 سوريا و 30 مصريا و 13 سودانيا و 11 يمنيا و 9 تونسيين
سجناء عرب في كوردستان: نادمون على التسلل ونتمنى تسليمنا لبلداننا
مدير سجن سوسة: لدينا 48 سعوديا و31 سوريا و30 مصريا و13 سودانيا و11 يمنيا و9 تونسيين
السليمانية: معد فياض
أصبح سجن سوسه الفيدرالي القريب من السليمانية في كوردستان، الذي زارته «الشرق الأوسط» قبل أيام، أحدث سجن في العراق بعدما كان مركزا لاعتقال وإعدام الأكراد في عهد الرئيس السابق صدام حسين ويضم الآن 1087 سجينا. وقال العقيد مؤمن خضر، مدير سجن سوسة ان بين النزلاء هناك 48 سعوديا بعد ان تم تسفير عدد منهم الى بغداد بعد قضاء المدة التي قضت بها المحاكم العراقية. واضاف ان «نقلهم الى بغداد يجب ان يمهد لإعادتهم الى بلدهم لكننا لا نعرف إن كان تم اعادتهم ام لا». واضاف ان «هناك ايضا 30 مصريا و13 سودانيا و 11 يمنيا وخمسة ليبيين وستة جزائريين و31 سوريا و9 تونسيين و9 اردنيين وثلاثة مغاربة وكويتيين وفرنسي من اصل تونسي ويقضي غالبية هؤلاء احكاما تتراوح ما بين الست سنوات والـ 15 سنة بتهم تتعلق بتجاوز الحدود».
وخلال جولة «الشرق الأوسط» بين ارجاء السجن التقت عددا من السجناء السعوديين، وهم احمد علي محمد، زيد راكان، سعد سعيد القرني، وعبد المجيد حازم الذين يمضون فترات ما بين ستة سنوات واكثر، حيث وجهوا طلبا الى حكومتهم لتحقيق نيتهم بنقلهم الى السعودية وقضاء القترة المتبقية من عقوباتهم هناك او وضعهم تحت تصرف القضاء السعودي.
وعبر محمد، 28 عاما، عن ندمه لدخول العراق عن طريق سورية بصورة غير شرعية، مشيرا الى ان امتدادهم العشائري في قبائل شمر في شمال وغرب الموصل. واضاف محمد انه «يتلقى معاملة حسنة جدا في سجن سوسة حيث يحصل على ما يريد عن طريق الصليب الاحمر وهو يواصل قراءته للكتب المنهجية في مجال الاقتصاد لأجل اكمال دراسته الجامعية عندما يعود الى حياته الطبيعية».
وقال العقيد مؤمن خضر، مدير سجن سوسة، ان «سجن سوسة هو أول سجن فيدرالي عراقي، أي انه تابع لوزارة العدل العراقية، لكنه يقع في إقليم كوردستان، وقد تسلمنا هذا السجن قبل أكثر من عامين ونصف العام من القوات الأميركية، وبعد ان كان يوصف باعتباره معتقلا للإرهابيين فإنه يعد اليوم واحدا من أفضل السجون العراقية حسب شهادات وزارة العدل ومنظمة الصليب الأحمر التي تزور السجن باستمرار وتراقب أوضاع السجناء لفترات تصل إلى 30 يوما في كل زيارة».
وأضاف خضر ان «هذا السجن كان في الأساس قلعة بنيت في الثمانينات لاعتقال الأكراد وإعدامهم، وخلال حملات الأنفال السيئة الصيت كان نظام صدام حسين يجمع العائلات الكوردية من القرى في هذه القلعة، ويرسلها إلى نقرة السلمان في بادية غرب العراق ليدفنهم أحياء، كما دلت الى ذلك المقابر الجماعية التي اكتشفت منذ سقوط النظام في 2003 وحتى قبل أيام قليلة».
يضم سجن سوسة الفيدرالي 1087 نزيلا يقضون عقوبات تتراوح ما بين العامين والمؤبد، وفي تهم تتعلق بتجاوز الحدود والإرهاب والسرقة والقتل والسلب وتزوير الأموال، وقد تم إطلاق سراح 250 سجينا أخيرا حسب قرارات العفو التي أصدرتها الحكومة العراقية.
ومن بين السجناء هناك 48 سعوديا بعد ان تم تسفير عدد منهم إلى بغداد بعد قضاء المدة التي قضت بها المحاكم العراقية، وحسب مدير السجن، فان «نقلهم الى بغداد يجب أن يمهد لإعادتهم الى بلدهم، لكننا لا نعرف هل تمت إعادتهم ام لا، وبين فترة وأخرى تطلب منا وزارة العدل قوائم بأعداد وأسماء السجناء السعوديين وبقية السجناء العرب، ولا ادري إن كان ذلك بهدف إعادتهم الى بلدانهم او لأغراض إحصائية بحتة». مشيرا إلى أن أي «مسؤول عربي سواء كان دبلوماسيا أو غيره لم يصل إلى السجن للاطلاع على أحوال مواطنيه».
وأضاف العقيد خضر ان «هناك أيضا 30 مصريا و13 سودانيا و 11 يمنيا وخمسة ليبيين وستة جزائريين و31 سوريا و9 تونسيين 9 أردنيين وثلاثة مغاربة وكويتيين وفرنسي من أصل تونسي ويقضي غالبية هؤلاء أحكاما تتراوح ما بين الست سنوات والـ 15 سنة بتهم تتعلق بتجاوز الحدود».
ونفى مدير سجن سوسة الفيدرالي ان يكون بين النزلاء العرب محكومون بالإعدام، حيث ان أعلى مدة لمحكومين في السجن هي مدى الحياة، باستثناء بعض السجناء العراقيين الذين ينتظرون استئناف أحكامهم «ذلك ان حكم الإعدام لا ينفذ إلا في سجن واحد في بغداد».
وأوضح العقيد خضر أن «هذا السجن يوفر فرصة لأن يمارس السجناء هواياتهم في استوديوهات الرسم والنحت والموسيقى والغناء والخط والمسرح، ومطالعة الكتب في المكتبة، وفرق رياضية لكرة السلة والكرة الطائرة وكرة القدم وناد صحي للعلاج الطبيعي، ولممارسة رياضة رفع الأثقال. كما أنشأنا ورشا متطورة للميكانيك والكهرباء والنجارة والخياطة، والحرف اليدوية وواحداً من أضخم مواقع غسل الملابس».
وفي جولتها في سجن سوسة التي تمت بعد الحصول على موافقات رسمية من قبل وزارة العدل العراقية، اطلعت «الشرق الأوسط» على الخدمات التي تقدم للنزلاء، ومنها مستشفى متطور مرفق بصالة للعمليات الصغرى، وعيادتان لطب الأسنان حيث يداوم في مستشفى السجن ستة أطباء يوميا، ومطعما قيد التأثيث. ويقول مدير السجن «لا نرغب بأن يتناول السجين طعامه في زنزانته، ونريد أن نتيح له اكبر فرصة لقضاء وقته خارج الزنزانة بعد ان يمارس نشاطاته، ليكون في زنزانته الساعة السابعة مساء».
ويوضح العقيد خضر الذي أمضى فترات تدريبية في أوروبا والولايات المتحدة حسب شهادات وضعت في مكتبه «إن نظام السجن أوروبي من حيث توفير مستلزمات العناية بالسجين، وقد حولنا القاعات التي تضم أكثر من 40 سجينا الى نظام الزنازين التي تضم أربعة سجناء، وملحق بكل زنزانة حمام حديث، وأجهزة تكييف مركزية وتلفزيونات تعرض برامج من المحطات الفضائية العربية والعراقية، حيث يتوقف عرض التلفزيونات عند منتصف الليل تماما، ومن حق السجين الحصول على راديو ترانزستور شرط أن يضع سماعة أذن خاصة به كي لا يزعج الآخرين، وهناك لقاء للسجناء بعائلاتهم بواقع يومين في الأسبوع، كما هيأت إدارة السجن فرصة للسجناء للحديث هاتفيا مع ذويهم خلال الأعياد وبعد موافقة وزارة العدل».
ولتمييز سجن سوسة الفيدرالي تم افتتاح أكاديمية فيه لتدريس حراس السجون الذين يتعينون حديثا في هذا السجن او في السجون الأخرى، ويجري تقديم محاضرات في 43 درسا منهجيا تتناول حقوق الإنسان وأساليب معاملة السجناء وعلم النفس وأساليب التفتيش ومواجهة الأزمات، والإسعافات الأولية. وقد بلغ عدد الدورات التي تخرجت من أكاديمية سجن سوسة 11 دورة، وبدأ آخرها قبل أيام ويشارك فيها 303 طلاب، كما سيتم افتتاح مدرسة نظامية لتعليم السجناء، حسبما يوضح العقيد خضر.
وخلال جولة «الشرق الأوسط» بين أرجاء السجن التقت عددا من السجناء السعوديين، وهم احمد علي محمد، زيد راكان، سعد سعيد القرني، وعبد المجيد حازم الذين يمضون فترات ما بين ستة سنوات وأكثر، حيث وجهوا طلبا إلى حكومتهم لتحقيق نيتهم بنقلهم إلى السعودية وقضاء الفترة المتبقية من عقوباتهم هناك أو وضعهم تحت تصرف القضاء السعودي.
وعبر محمد، 28 عاما، عن ندمه لدخول العراق عن طريق سورية بصورة غير شرعية. مشيرا الى أن امتدادهم العشائري في قبائل شمر في شمال وغرب الموصل. وأضاف محمد انه «يتلقى معاملة حسنة جدا في سجن سوسة حيث يحصل على ما يريد عن طريق الصليب الأحمر، وهو يواصل قراءته للكتب المنهجية في مجال الاقتصاد لأجل إكمال دراسته الجامعية عندما يعود الى حياته الطبيعية».
ومن بين السجناء العراقيين عمال يقضون أيامهم في ورش الميكانيك والخياطة الكهرباء وغيرها من الورش والاستديوهات التي وفرتها إدارة السجن، وغالبيتهم يقضون أحكاما بالسجن ما بين ست سنوات(أحكام متوسطة) و 10 الى 20 سنة (احكام ثقيلة) بتهم تتعلق بجرائم قتل وسلب وسرقة وتزوير أموال.
ومن عادة السجناء أن لا يعترفوا بجرائمهم والاكتفاء بالقول بأنهم أبرياء ومظلومون، لكن هناك من اعترف بتزوير ملايين الدنانير ومئات الآلاف من الدولارات الأميركية، او ارتكاب جرائم قتل غير متعمدة، والأخذ بالثأر أو القتل الخطأ، وكان من بين هؤلاء سجين يقضي عقوبة 20 سنة نيابة عن ابنه الذي اخذ بثأر مقتل شقيقه، قال «أنا اعترفت بأني القاتل وليس ابني لأتيح له فرصة بناء مستقبله وأمضي فترة عقوبته نيابة عنه».