اوحلان: لو كنتم أصحاب ضمير لما زوَّدتم هؤلاء الناس بالسلاح
السبت 09 أيّار / مايو 2009, 02:27
كورداونلاين
إن حادثة ماردين هي نتاج جهاز حماة القرى ، ويجب إعادة النظر في هذا الجهاز فوراً ، فبهذا الجهاز وبسلاح الدولة حوَّلوا هؤلاء القرويين المساكين إلى آلة للعنف وجعلوهم وحوشاً ، لقد خلقوا مائة ألف مجرم يتجولون في الميدان
لو كنتم أصحاب ضمير لما زوَّدتم هؤلاء الناس بالسلاح
أتناول الدواء ، الحكة مستمرة ، وفيما عدا ذلك المشاكل الأخرى مستمرة وتعرفونها ، تم استئصال الكتل من رأسي ، حيث أجريت الجراحة سراً من طرف ثلاث أطباء مختصين أتوا من "بورصا" ، ووضعي الآن جيد كما ترون ، ولا جديد ، لا مشكلة في صمامات القلب مثلما كتبوا ، لنتخطى الموضوع .
استمعت إلى الإضراب عن الطعام في دياربكر لمدة يومين احتجاجاً على الاعتقالات في صفوف حزب المجتمع الديموقراطي DTP وضم عشرة آلاف شخص ، هل جرى ذلك في دياربكر فقط ؟ .
علمت من الإعلام أن رئيس الجمهورية عبدالله غول أعرب عن قبوله باستقبال أحمد تورك ، يوم الخميس .
هل وضع آرام الصحي جاد إلى تلك الدرجة ؟ هل يعيش في دياربكر ؟ هل تم شراء بيت له ؟ أبعث إليه بتمنياتي له بالشفاء ، كانت زوجته "سيلفيا" قد أعدت الطعام لي . أبعث إليهم بخالص تحياتي ، فليقيموا ...وليهنأوا بحياتهم . يمكن تلبية كل ما يحتاجونه ، يمكن أخذ آرام وزوجته إلى أماكن موطنه ليتنزهوا .
لقد نشر "حسن جمال" لقاءه الصحفي في جريدة "ملليَّت" ، مثلما قلت سابقاً هو يعرف هؤلاء وهذه الأمور بعض الشيء ، إنه رجل عاقل .
لقد صرح نائب رئيس الوزراء بأنهم بصدد تأسيس مستشارية لمكافحة الإرهاب . لنتخطى هذه المواضيع فأنا أسمعها . لدي الحق في الحصول على المعلومات خارج الإعلام أيضاً . ماذا يفعل الرفاق ؟ مثلاً ، ماذا يفعل الرفاق في أوروبا ؟ عليكم نقل الأحداث الاجتماعية إليَّ على الأغلب ، كما يمكن عن PKK ، بل ويجب ذلك . هذا ما أنتظره . علمت بما جرى في "مازيداغ" التابعة لماردين . عليَّ أن أعلق على ذلك .
لقد تفاهمت ألمانيا مع تركيا بشأن استخدام دبابات "ليوبارد" في جميع أنحاء تركيا ، أليس كذلك ؟ أنا أعرف ألمانيا ، عليَّ أن أعلق على هذا الوضع أيضاً ، سأدلي بتصريح .
هل القصف الجوي مستمر ؟ هل توضحت أسماء الذين فقدوا حياتهم ؟ هل العمليات العسكرية مستمرة ، هل هي بهدف الإبادة ، أم بهدف المحاصرة ؟ هل هناك تصريحات بهذا الشأن ؟ ها هي العمليات مستمرة في "ديرسيم" . بالعمليات المستمرة من "قارس" ولا أدري إلى أين من منطقة "سرحد" ، ومن "ديرسيم" إلى جبال "أمانوس" ، وفي كل هذه المناطق الشاسعة لايمكن القضاء على PKK ، هذا ما يجب معرفته .
ماذا قال كل من البارزاني والطالباني بشأن تصريحات "مقتدى الصدر" ؟ متى ستجري انتخابات "كركوك" ؟ متى سيعقد الكونفرانس الكردي ؟ فيما يتعلق بالكونفرانس الكردي ، كنت قد تقدمت بشرط المبادئ الخمسة والمقترحات العملية الأربعة ، هل يجري نقاشها ؟ لن أكررها ، فهي معروفة . يجب أن تجري التقييمات ضمن إطار ذلك الشرط والمقترحات التي تقدمت بها في الكونفرانس الكردي . ويمكن أن ينضم إليه كل الشرائح من إيران وسوريا وتركيا والعراق ، ويمكنهم تطوير الحل ، فهناك فائدة كبيرة من أن يكون الانضمام واسعاً .
ماهي أهداف الزيارة التي سيقوم بها "أحمدي نجاد" إلى سوريا في الأيام المقبلة ، هل ورد شيء عنها في وسائل الإعلام ؟ أنا أعرف هدفها . فأنا أعرف إيران ، إنها تستخدم تركيا ، وتقوم بعمليات عسكرية تضم عشرين ألف جندي ضد PKK ، وهي تريد استخدام سوريا ، وأخذ بشار الأسد إلى جانبها ، ولكنني أعتقد أن بشار الأسد لن يسانده كثيراً ، ربما يكون ذلك جزئياً ولكن بشار الأسد والآخرون عقلاء ولا أعتقد أنهم سيتقدمون كثيراً في هذا الأمر . تقوم تركيا بمناورات مشتركة مع سوريا ، وتأتي بـ"الصدر" إلى هنا ، وتلتقي بـ"بوتين" ، وبدعم الاتحاد الأوروبي ، ومساندة "أوباما" ، تحشرني هنا ، لتقول : ها قد قمنا بالعمليات وقضينا عليهم ونجحنا . هل الأمور سهلة إلى هذه الدرجة ؟ . النجاح مستحيل بهذه السياسات ، ولن يستطيعوا حل القضية الكردية بهذا الشكل ، كم عدد الأشخاص المعتقلين في عملية DTP ؟ مَن مِن ضمنهم ؟ ضمنهم "أبرو"(محامية موكلة عن القائد) أيضاً ، كم محامي بينهم ؟ وماذا تفعل النساء ؟ هل هناك نساء بين المعتقلين ومن هنَّ ؟ هل يرون أنهم مسؤولون عن منظومات المجتمع الكردستاني KCK ؟ أم عن أنشطة المجلس ؟ .
ذلك يعني أن الاتهامات غير واضحة ، هنا تقع أعباء كبيرة على عاتق المحامين . عليهم القيام بالإعداد الجيد ، وضع "أبرو" يتعلق بي . أعتقد أنهم يتهمونهم بالمسؤولية عن KCK ، ولكن KCK نشاط ديموقراطي ، ولا يتعارض مع الدستور والقوانين ، نظام KCK التابع لي بناء وتنظيم قانوني ديموقراطي ، فهو التنظيم الديموقراطي للأكراد ، وهو يعني ترسيخ الديموقراطية ، فهو ليس منظمة أو نتاج جانبي لأي منظمة ، كم قلت بضرورة التدقيق الجيد في الإطارات القانونية والدستورية . لقد عجز DTP عن إضفاء الشرعية على نظامي KCK . أنا لا أقول لهم بأنهم لا يعملون ، بل نواياهم حسنة ، ويجهدون للقيام بأعمال حسب قدرتهم ، ولكن هذا لا يكفي . السياسة تتطلب النظري ، وبعد تكوين النظري القوي يمكن وضعه قيد الممارسة بإرادة أقوى ، فبدون النظري لا يمكن أن تكون هناك ممارسة ، فإن لم تفلحوا في ذلك فهم سيتلقفونكم في الجو ، وتنقطعون في منتصف الطريق ، وسيحيكون الجوارب على رؤوسكم(يمارسون الألاعيب والمكائد بحقكم) ، وحتى تتمكنوا من تمزيق الجوارب يجب إمتلاك نظرية سياسية قوية . النظرية في السياسة تجلب المعرفة ، والمعرفة تجلب القوة . و DTP لم يفلح في ذلك . والحقيقة لا يمكن أن تكون السياسة بدون نظرية ومعرفة مطلقاً ، وتبقى خالية الوفاض . ولهذا يجب أن يكون هناك تدريب سياسي للجميع من الرأس إلى كافة الأعضاء ، وكنت قد قلت سابقاً بأكاديمية السياسة الديموقراطية ، وكان إقتراحي لهذا السبب . هذا الأمر لم يحقق النجاح في DTP حتى الآن ، هذه مسألة تدريب ، في الحقيقة أنا غاضب على "آيسل" والآخرين ، أقول أنا غاضب لأنهم لم يستطيعوا ترسيخ هذا الأمر ، فحتى أن حزب العدالة والتنمية AKP قام بتطبيق إقتراحي هذا ، بينما DTP لم يفعل . يجب فهم الديموقراطية جيداً ، فهي مسألة وعي وثقافة ، ولهذا أنا مهتم بأكاديميات السياسة الديموقراطية ، فكل من انكلترا والولايات المتحدة نجحتا في ذلك لأنهما طبقتا هذا الأمر بشكل جيد جداً ، فهما متقدمتان ، ونجاحهما يكمن في قدرتهما على تطبيق الديموقراطية .
إن حادثة ماردين هي نتاج جهاز حماة القرى ، ويجب إعادة النظر في هذا الجهاز فوراً ، فبهذا الجهاز وبسلاح الدولة حوَّلوا هؤلاء القرويين المساكين إلى آلة للعنف وجعلوهم وحوشاً ، لقد خلقوا مائة ألف مجرم يتجولون في الميدان ، بينما المسؤول ليس القاتلون ولا المقتولون ، إنني أعلن هنا : المسؤول عن هذا الأمر هو من وضع السلاح بين أيدي هؤلاء ، و هو الحكومة . فأنت إن وضعت السلاح(الصلاحية) في يد جاهل ، فإما أن يقتل الناس وإما أن يخطف النساء ، فأنت إن لم تضع السلاح بين يدي الجاهل لن يعرف قتل الناس ، ناهيك عن الناس ، بل لن يستطيع قتل ذبابة . أنا أعرف أولئك القرويين ، هم عاجزون حتى عن قتل ذبابة بدون دعم من المخفر ، وكما يرد في الإعلام كانوا يفكرون في قتل الأطفال والنساء ليرموا بالجريمة على عاتق PKK ، هكذا يقال ، أليس كذلك ؟ .
كان يمكنهم تسريب شخصين من هؤلاء إلى داخل PKK ، ليدفعوهما إلى إرتكاب هذه المجزرة ! فهل سيكون PKK من ارتكب هذه المجزرة في هذه الحال ! لقد ارتكبوا مجزرة "Pecenek" بحق الأطفال والنساء في ماردين وألقوا التهمة على عاتقنا ! حيث علمت باسم "هوكر" الذي جرى تسريبه إلى PKK فيما بعد ، "جميل أيشيك" هو من قام بها . واليوم ظهرت حقيقة أن "جميل ايشيك" كان من تسريبات "أرغنكون" إلى داخل PKK ، وكذلك كان "كور جمال" و "متين" الذي ينتمي إلى شرناخ ، و "شمدين" في العصابة الرباعية . هؤلاء حاولوا قتلي أيضاً ، ولكنهم حاولوا الاستيلاء على مسؤولياتي قبل القيام بذلك ، ولكنني نفذت بقيد شعرة . حتى أن هؤلاء قاموا بقتل القرويين الذين قدموا لهم الخبز ، وكما يرى في هذا الحادث الأخير أن الذين قاموا بكل ذلك هم ليس نحن ، بل هو "أرغنكون" ، كذلك هناك الأحداث المعلومة مثل مقتل الجنود الثلاثة والثلاثين(الحادث الذي أدى إلى إنهاء وقف إطلاق النار عام 1993) ، ومقتل "بختيار آيدين"(قائد الجيش الثاني ، أغتيل عام 1993) و "رضوان أوزدان"(ضابط استخبارات ، أغتيل من طرف أرغنكون) ، مثلما كنت قد تحدثت سابقاً عما جرى في مثلث موش-ليجة-قولب . لقد ألقوا بمسؤوليتها على عاتقنا أيضاً ، ولكن توضح بعدم وجود علاقة لنا بكل هذا الأعمال . حسبما سمعت من وسائل الإعلام أن "أردوغان" قال بحق هؤلاء : إن من قام بهذا العمل ليس له ضمير ! لو كنتم صاحب ضمير لما زوَّدتم هؤلاء بالسلاح ، "فأين أنت من الضمير؟" . لقد افتروا عليَّ وفي مقدمتهم جريدة "حريَّت" و "أرتوغرول أوزغوك"(رئيس هيئة الأركان سابقاً) عندما أعلنوا عني "قاتل الرُّضَع" ، وها أنتم ترون الأوضاع المعاشة ، فاليوم تظهر واحدة تلو الأخرى ، مرتكبوا كل هذه المجازر بحق النساء والأطفال ينتمون إلى بنية شيَّدتها الدولة . وعلى المحامين الموكلين عني أن يتكلمو عنها باسمي ، ويمكنهم أن يكتبوا رسالة باسمي إلى "أرتوغرول أوزغوك" ، فإن لم يسحب كلامه فإنني سأعلنه من هنا مفترياً . أين المتنورون ، والروائيون من كل ذلك ؟ صحيفة "الطرف" وحدها تناولت هذا الموضوع بعض الشيء .
حادث ماردين هو حادث اغتصاب المرأة بأحد جوانبه ، فقد تحدث الإعلام عن حادث اعتداء على امرأة قبل هذه المجزرة ، عن حادث اغتصاب إحدى الفتيات . إنني أنادي النساء : النساء قادرات على حماية أنفسهن بالوعي الذاتي والإرادة القوية . إنني مهتم بشأن المرأة منذ أن كنت في السابعة من عمري ، حتى بعضهم أسماني بالمتعلق بالمرأة ، كما أهتميت بالمرأة المنضمة إلى صفوفنا ، بل ذكرت لهن بأن هذا النضال صعب ، وقلت : لا تنضممنَ إذا كن غير قادرات . كذلك أبديت الاهتمام بالمنضمات إلى دربي ، ولعبت معهن الكرة و مارست السباحة ، وشرحت لهن دائماً بأن تحطيم ثقافة الرجل المهيمنة منذ خمسة آلاف سنة ليس سهلاً وتتطلب نضالاً من الأعماق . ولولا أنا ، ولولا قوة تأثيري ، ولو لم أقم بتوعية المرأة ، ربما حدثت الاغتصابات هناك أيضاً ، فأنا قمت بحمايتهن والمحافظة عليهن إلى درجة ما ، ولكن يجب عليهن الدفاع عن أنفسهن على الأغلب ، وأن يحمين أنفسهن . بعد أن أتيت إلى هنا تذرع "نظام الدين" و "اوسمان" وأمثالهما بالعشق وما شابهه باختطاف النساء والاعتداء عليهن ، وخلفوا "أولاد حرام" ، والمرأة التي فعلت ذلك هي عاهرة ، أما الرجل فهو ساقط وعديم الشرف . إنه مسكين وأنا أمقته ، وفي الحقيقة أشفق عليه ، فهؤلاء ليس لهم دخل ، والعراقيون لا يستطيعون الاهتمام بهم . الناموس لا يعني الجنس إطلاقاً ، الناموس هو الوعي الذاتي والإرادة القوية . فدافعن عن ذاتكن وروحكن وجسدكن ، فليس هناك كدح في علاقة العشق الرأسمالية ، وليس فيها حب ولا عشق حقيقي ، فالحب والعشق يحتاجان إلى الكدح . فرهاد وشيرين مثال على ذلك ، وهو حدثٌ تاريخي في منطقة قنديل ، وحتى يصل فرهاد إلى شيرين يبذل ألف جهد وجهد من أجل عشقه ، ويعاني ألف معاناة ويخرق الجبال ، حتى أنه احتاج إلى تقويض سلطة وهيمنة شاه إيران ، وعندما لم يفلح في ذلك ، ولم يتمكن من تحطيم سلطة إيران يقوم بإلقاء نفسه من الجبال في الهاوية ، هذا هو العشق الأصيل . وليس هناك أي معنى لعشق وحب لا يتضمن كدحاً وجهداً من أجل شعبه ووطنه . وكنت قد شرحت ثقافة هيمنة الرجل على مدى خمسة آلاف سنة في مرافعاتي بشكل واسع جداً .
إذا لم يتطور الوعي الذاتي ولم تتوفر الإرادة القوية لا يمكنهن الخلاص من اغتصاب ثقافة الرجل المهيمن . وليس هناك فرق بين البيوت الخاصة والبيوت العامة(بيوت الدعارة) كلها بيوت للاغتصاب . إنني أنادي النساء ؛ فليقمن بتطوير وعيهن الذاتي ، وليعملن من أجل حريتهن ، فنحن حققنا النجاح جزئياً في موضوع تحطيم ثقافة الرجل المهيمن . فهاهي تتولى رئاسة البلدية ،وعضوية البرلمان ، وأتمنى أن يحققن النجاح . ولأجل هذا تحدثت عن تفعيل الخدمات البلدية الديموقراطية ، وأعرف أنهم لم يفهموها تماماً حتى الآن ، أتمنى أن يتوَّفقوا .
لقد قال السيد رئيس الجمهورية من قبل : "على الجميع أن يقوم بما يقع على عاتقه حسبما تتطلب مسؤوليته" . هذا الكلام موجهُ إليّ ، إنني مدرك لهذه الرسالة بشكل صحيح وأتصرف بمسؤولية . لقد حاولت العمل دائماً من طرف واحد ، ولكن السياسة لا يمكن أن تكون بطرف واحد ، بل تحتاج إلى طرفين على الأقل ، فالسياسة هي المداولة . ولكنهم تركوني بمفردي دائماً ، فمن قبل جاء من قال إنهم يمثلون "أجويد"(رئيس الوزارة في مرحلة أسر القائد) ، وجاء المدنيون والعسكر ، وعندها كنت قد قبلت بالحل الديموقراطي ، ولكنني حذرتهم بأن الديموقراطية عمل جاد ، وعليهم أن يكونوا جادين ، وقلت لهم آنذاك سيتم تجاوزكم إذا لم تستطيعوا تلبية متطلبات هذا الأمر ، فالديموقراطية لا تقبل الألاعيب ، حتى أنهم تحدثوا لي عن بعض الأمور بشأن بعض المحافظات . قلت لهم : فلنراكم أولاً . إن الديموقراطية عمل لها طرفان وتحتاج إلى الممارسة الجادة . ولن تفلحوا في الإيقاع بي ، فإن لم تقوموا بمتطلبات هذا الأمر أنتم الخاسرون . هذا الوضع انقطع منذ 2002 . وهذه الحكومة لم تفعل شيئاً على الإطلاق ، فبعد 2002 أسير بهذا الأمر بمفردي ، شرائح متنوعة وبشكل غير مباشر ترغب في معرفة بما تتضمنه مقترحاتنا من أجل حل القضية .
لدي مقترحاتي للحل نظراً لمتطلبات مسؤوليتي في هذا الموضوع ، سواء لشريحة الدولة أو لـ PKK أو الأوساط الكردية ، ولازلت أعمل عليها ، ويمكنني الكشف عنها إن جاء ممثل الدولة أي عن الحكومة حتى بداية حزيران . لقد قرأت التصريحات التي انعكست على وسائل الإعلام بهذا الصدد والتي أدلى بها إلى الرأي العام كل من "سليم درويشوغلو"(جنرال متقاعد) و "حسين كيفيريكوغلو"(رئيس هيئة الأركان سابقاً) و "قارادايه"(رئيس هيئة الأركان سابقاً) و "إيلتر توركمن"(وزير سابق) ، إنهم رجال عقلاء ، ويتكلمون بعقلانية ، وفهموا ضرورة عدم تحويل القضية الكردية إلى الخارج ، بل حلها فيما بيننا ، إنني أيضاً أفكر هكذا ، يجب حل القضية الكردية فيما بيننا ، فهذا هو الصحيح .
إذا لم تقم الحكومة بفتح سبيل لهكذا حوار حتى الأول من حزيران ، فإنني سأعلنها من هنا . إنني من هنا أتقدم بتقريري إلى الرأي العام . لأنني كنت في داخله أعرفه وأقوم بهذا التزاماً بمتطلبات مسؤوليتي . لقد منح PKK فرصة حتى الأول من حزيران ! أنا أفهمهم ، ومثلما نُشر في المقابلة الصحفية التي أجراها "حسن جمال" ، حيث يتحدث عن هذه الأمور . وأنا أعرف PKK ، فلديهم قوتهم . وإذا لم يبدأ الحوار حتى الأول من حزيران ، سيتم تفعيل ثلاث خيارات في PKK . أولها : الدفاع السلبي ، وهذا هو الوضع الراهن ، فمثلاً هم يحاولون مطاردتهم في جودي ، والآخرون يحاولون الاختفاء . أما ثانيها : الدفاع الإيجابي ، وذلك يعني حرب الكريلا الفعَّالة ، أي القيام بالعمليات المخططة المرتبة ، فهذا يعني الدفاع الفعَّال لدى PKK ، هناك العبور إلى الهجوم في الدفاع الفعَّال . ثالثها : النفير العام للمقاومة . إذا تصاعدت الاعتقالات و القمع الممارس على DTP وما يماثلها ، إلى أبعاد كبيرة ، عندها يتحقق النفير العام للمقاومة .
إن حزب الشعب الجمهوري CHP وحزب الحركة القومية MHP ممثلان سياسيان لـ"أرغنكون" ، ولم يقم AKP ولا يقوم بأي شيء من أجل الحل ، بل يحاول إنقاذ يومه ، فهو لا شيء في نظري ، ولا يمارس سوى السياسة اليومية ويرسب في صفه ! بينما القضية الكردية ليست قضية يمكن حلها بالسياسة اليومية ، وإذا لم يفتح AKP السبيل أمام الحوار والحل حتى الأول من حزيران ، عندها سأقول : لا تبحثوا عن "أرغنكون" في مكان آخر ، لأن AKP هو "أرغنكون" بذاته . إن AKP يُلهي بموضوع القضية الكردية منذ 2002 ، ولا يفعل شيئاً . ومن هنا أنادي الحكومة مرة أخرى : عليها أن تفتح السبيل أمام الحوار والحل ، فبعد الأول من حزيران لن أكون مسؤولاً حتى عن نقطة دم تراق ، بل سيكون AKP مسؤولاً . في الحادث الذي وقع في ليجة قتل تسعة جنود وواحد آخر في مكان آخر أي مات عشرة جنود . السيطرة على ذلك ليست بالأمر السهل ، "أحمد تورك" لوحده لا يمكن أن يكون مسيطراً ، مثلما لا يمكن أن يكون "مراد قرايلان" لوحده مسيطراً في قنديل ، وأنا هنا بوضعي هذا وفي هذه الحال لا أستطيع القيام بما يجب تماماً ، وليس هناك من يستطيع القيام به تماماً ، فلدى PKK بنى مستقلة ذاتياً ، فإن لم يأتِ الحل الديموقراطي ، تقوم هذه البنى بتطبيق ما تعرفه في موضوع الدفاع عن ذاتها . ويظهر العديد من PKK وعندها لن تستطيعوا القيام بأي شيء .
وردتني رسائل من السجون ، ومن هنا أبعث بتحياتي إليهم جميعاً ، كتب "أبيدين آبي" رسالة من سجن ترابزون ، يقول فيها بأنه لو يخرج من السجن سيتجول بحقيبته التي يضع فيها كتب "الدفاع عن شعب" و "الحداثة الديموقراطية في مواجهة الحداثة الرأسمالية" بين الشعب ، مثلما فعل "سانت بول" –تعلمون أنه من حواريي سيدنا عيسى- . هكذا يجب أن تفهم مرافعاتي ، هو مريض على ما يبدو ، وينحدر من وان على ما أعتقد ، أبعث إليه بتمنياتي له بالشفاء وبتحياتي ، كما وصلتني رسائل من السيدات من سجن سيرت ، الأسماء موجودة ، أبعث إليهن جميعاً بتحياتي ، يمكنهن الاستمرار في تثقيف أنفسهن . كذلك هناك رسالة من "نوزات بهادر" يسأل فيها : لماذا لا نستطيع أن نكون مثل اليهود في مجال المشاريع الاقتصادية ؟ . لا يمكننا أن نكون مثل اليهود لأنهم تحولوا إلى الرأسمالية ، ولكن يجب أن تكون لدينا مشاريعنا الاقتصادية ، وعليه أن يقوم بالتركيز في هذا الموضوع .
أبعث بتحياتي الخاصة إلى "تاتوان" .
تحياتي إلى الجميع ، طابت أيامكم .
6 أيـــــــار 2009