حسن شندي
 
تناقلت وسائل اعلام متعددة خبر تعيين فتاة ذات اصول كردية تدعى هيرو مصطفى مستشارة لجون بايدن مستشار الرئيس الامريكي لشؤون الشرق الاوسط ، ولقد حاز هذا الخبر على اهتمامي ورسم ابتسامة ثقة على وجهي و اتمنى ان ترتسم هذه الابتسامة على وجوه ابناء شعبنا الكردي في كافة أجزاء كردستان ، فمن خلال تعيين السيدة هيرو مصطفى ، يتوضح لنا ان هناك مجموعة ضغط تناضل في الولايات المتحدة الامريكية بكل قواها مؤمنة بقضايا شعبها ، لوبي يعمل بجد وتعب في اروقة الكونغرس الامريكي والحكومة الامريكية ومكاتب استصدار القرارات  في اقوى دول العالم ، وان هؤلاء السادة ولهم التحية والاحترام لهم دوافعهم الوطنية ورؤيتهم السليمة التي تؤكد على ان السبيل الوحيد لانتزاع الحقوق المشروعة للشعب الكردي هو التأثير على الدول العظمى وبالاخص الولايات المتحدة الامريكية ، وصنع لوبي قوي داخل جسد هذه الدولة العظمى التي تحتكر في اغلب الاحيان مفاتيح الحل والربط في ماكينة التغيير التي تتنقل عبر عالمنا الحديث بارادة مسؤولي وقياديي الولايات المتحدة الامريكية ، فيما نشير الى ان ماكينة التغيير هذه تستهدف حاليا منطقة الشرق الاوسط بشكل خاص ، التي لا تهدا ولن تهدأ طالما ان هناك ايديولوجيا فكرية طوباوية تسيرها ،وحكام لايعلمون شيئا عن الحكمة والشعب والحكومة بل يصورونها عشيرة خلقها الله لتخدمهم ووليمة عليهم التهامها ومن ثم جمع مخلفاتها وتشتيتها عبر تخوم العالم الاول ،  وانا شخصيا كنت قد اشرت فيما سبق الى ضرورة التفات القادة الكرد الى صنع لوبي قوي في امريكا كما سبقتنا شعوب واعية قادرة متمكنة كالشعب اليهودي ، مع تأكيدي على ان شعبنا الكردي في جنوب كردستان له الحظ الاكبر في صنع هذا اللوبي في ظل ما يتمتع به من حقوق وحريات وامكانيات بعد سقوط  صدام حسين ،
ان الشعب الكردي في تعداده  فاق الاربعين مليون نسمة ، و اكثر من عشرة بالمائة من هذا التعداد مشتتون في دول لها تأثير قوي على اصدار القرارات المصيرية في العالم كروسيا وامريكا وانكلترا وغيرها من الدول الاخرى ، وشعبنا الكردي يملك احزابا قوية تُحركها ايديولوجيا مرتبطة بالوجدان الكردي منذ قرون وتعطشٌ قوي للحرية والاستقلال ، فالملايين الصامتة تقود التنظيمات والاحزاب والحركات الكردية الى التفكير بكردستان الكبرى او الامة الكردية بطريقة غير مباشرة وبدون ذكر هذه الجملة  وان اي استفتاء ترصده اية دائرة مهتمة بقضايا امتنا ، ستجد ان الاغلبية من شعبنا الكردي تحلم  وتناضل لاجل وطن حر مستقل ، فالشعب الكردي المشتت في بلاد الله يُدرك مامعنى ان يكون المرء حرا على ارضه الحرة، وماذا يعني ان يكون للانسان وطنا ذو سيادة ، وهذا الامر لم يتحقق لاسباب عديدة اهمها باننا لم نستطع ومنذ القدم صنع لوبي داخل الدول العظمى التي كانت تتخذ قرارات  الحرب والسلم و التقسيم ، والتاريخ اثبت ضعفنا في هذا الشان الا انه بتعيين كردية مستشارة لمستشار الرئيس الامريكي ، الرئيس الامريكي الذي يعتبره البعض رئيسا للعالم كما تراه امريكا، نجد ان الشعب الكردي اصبح يدرك ويتقن اللعبة السياسية وممارسة السياسة الهادفة الحقيقية ، وهذا الخبر هو بداية تأكيد على التفكير السليم لسياسيي وقادة الشعب الكردي ، وخطوة اولية فعالة لهذا اللوبي على امل ان تكون الخطوات الاخرى اكثر فعالية ، فتفعيل لوبي قوي داخل الولايات المتحدة الامريكية هو ضرورة تاريخية لا بد من انجازها في ظل الظروف الراهنة حيث التغييرات والمد والجزر السياسي يضرب اجزاء كردستان كافة ، والارادة الكردية الحرة مع العمل الشاق والتضحية على ارض الميدان لا تكفي ، اذ علينا ان نخلق اكبر قدر من التأييد من الجهات الخارجية كي نتلمس حصاد جهودنا التي بذلناها وما ذلنا  نبذلها في سبيل ان نُبعد القوى التي تحاول تفتيتنا وامحاء وجودنا ،
ان تناقل الصحافة ومؤسسات الاعلام التركية بشكل واسع خبر تنصيب السيدة هيرو مصطفى لشؤون الشرق الاوسط هو دليل قوي على تاثير العمل الكردستاني المشترك على كافة الاصعدة ، فاللوبي الكردي يجب ان يكون موحدا لاجل امة كردية دون تغليب مصلحة جزء على آخر ، فان كانت الحاجة والظروف السياسية تجبر البعض من الاحزاب الكردية في تركيا او العراق تشديد لهجتها ومضايقة احزاب كردية اخرى في جزء آخر ، فان الحاجة والظروف السياسية ايضا تجبر اللوبي الكردي على التوحد في امريكا لخلق ارادة واحدة وورقة ضغط غير مباشرة تأتي من طرف لا يمكن لاحد ان يتنبأ تحركاته او يوقفها ، لذا على السياسيين الاكراد في تركيا والعراق وسوريا وايران ان يتوحدوا ويتساندوا لتفعيل اللوبي الكردستاني في امريكا ، اللوبي الذي بمجرد تأثيره في اصدار قرار لمصلحة جزء كردستاني هو بذلك يصدر قرارا لمصلحة الاجزاء الاخرى بطريقة غير مباشرة ، فلا يمكن ان تفصل جزء كردستاني عن آخر ولا يمكن تفتيت الشعب الكردي وتشتيته او تسميته بعدة مسميات كما يحاول ان يفعل البعض فالشعب الكردي له ارادة واحدة وحقوق مشروعة يعترف بها اكثرية دول العالم ، واكثر من ذلك هو على ارضه التاريخية منذ الاف السنين وفاق تعداده الاربعين مليونا وهو اكبر قومية لم تنل حق تقرير مصيرها ولا بد لشعوب العالم ان تتأثر بوجوده وتُعيد له كافة حقوقه المسلوبة