الذكرى الخامسة لمجزرة الثاني عشر من آذار الرهيبة
الإربعاء 11 آذار / مارس 2009, 23:21
كورداونلاين

مرّ حتى الآن خمس سنوات على هذه المجزرة الرهيبة ، ولم يتم فتح ملفها كما ينبغي ، ولم يتم تقديم الجناة إلى المحاكمة ، آمرين ومنفذين ومخططين، بل تم تكريم الكثير من رموز المخطط
تحل الذكرى الخامسة الأليمة لمجزرة الثاني عشر من آذار الرهيبة، التي انطلقت شرارتهاالأولى من الملعب البلدي في مدينة - قامشلي- اثر مباراة بين فريقي الفتوة القادم من دير الزور والجهاد المحلي، ضمن مخطط نسج خيوط المؤامرة بإحكام من قبل بعضهم ، وكان نتيجتها أن أطلق الرصاص الحي على المواطنين العزل ، بأمر من السلطات المحلية التي لا يمكن لها أخذ قرار من هذا النوع دون موافقة السلطات الأعلى ، بعد أن تم تلفيق التقارير الكاذبة عن كرد سوريا بشكل تهويلي ، في ظل إصرار القيادات العليا في سوريا على مواصلة سياسة الضغوط على الكرد، دون فتح الملف الكردي في سوريا ومعالجته بالحكمة المطلوبة ما دمنا جميعاً ركاب سفينة واحدة ، كما كان يقول العضو المؤسس لمنظمتنا الشيخ معشوق الخزنوي ، وكان أن راح عشرات الضحايا ، اثر تداعيات الثاني عشر من آذار في قامشلي والمناطق الكردية ، ومدن تواجد الكرد في سوريا، واعتقال المئات من الشباب الكردي على الهوية ، لم يكن لكثيرين منهم أية علاقة بما تم.
وإذا كان قد مرّ حتى الآن خمس سنوات على هذه المجزرة الرهيبة ، ولم يتم فتح ملفها كما ينبغي ، ولم يتم تقديم الجناة إلى المحاكمة ، آمرين ومنفذين ومخططين، بل تم تكريم الكثير من رموز المخطط ، من خلال ترقيتهم ومنحهم المزيد من المكاسب في تحدّ مكشوف لإرادة المواطن الكردي ، بل على حساب المعادلة الوطنية ، فإن الأوضاع ازدادت بؤساً يوما بعد يوم ، منذ ذلك الحين وإلى الآن ، حيث تم اغتيال الشيخ معشوق الخزنوي ، ولم يتم كشف أبعاد خطوط الجريمة ، بل وألقي الرصاص الحي على المحتجين على الجريمة في وضح النهار في يوم 5-6-2005 ، وتم تأليب بعض ضعاف النفوس على الكرد ، وتم سلب محالهم ، كما تم أثناءمجزرة آذار في عدد من المدن الكردية ، وزج بالعشرات من الكرد في السجون ، بل وأطلق الرصاص الحي في يوم 2-11-2007 وتم قتل شاب وجرح آخرين ، وكذلك أطلق النار دون أي سبب ، إلا بدافع الترويع والانتقام ،على مجموعة من الشباب الكردي المحتفلين بعيدهم القومي نوروز في عشيته مساء 20-3-2008 مما أدى إلى مقتل ثلاثة شباب وجرح آخرين ، دون أن يتم الرد على الدعوى الرسمية المقدمة من قبل ذوي الضحايا والجرحى حتى هذه اللحظة، في تحد للقانون و لمفهوم المواطنة وحقوق الإنسان على حد سواء.
وما يزيد الطين بلة هو استمرار السلطات المحلية في المناطق الكردية في اتباع سياسات الإفقار ، من خلال منع فتح المعامل والمصانع، بل وغلق أبواب التوظيف في وجوه الكرد وأصحاب الكفايات ، واستقدام الموظفين من محافظات أخرى إلى كافة الحقول وبخاصة : النفط و التربية ، على حساب انتشار البطالة ، مما أدى إلى تفاقم البطالة والهجرة بكافة أنواعها ، نتيجة هذا التجويع الممنهج، ناهيك عن اشتداد وتيرة الاعتقالات وتصعيد الحملة ضد الكرد ، حيث تم اعتقال قيادات كردية من أمثال السادة : مشعل التمو- مصطفى جمعة ، ووصول الأمر بالسلطات إلى درجة إلى منع احتفالات عيد المرأة واعتقال ثلاثة قياديين كرد في يومي 9-10-3-2009 اثر ذلك ، بل ومنع ذوي ومحبي الفنان الكردي محمد شيخو من زيارة ضريحه في الذكرى العشرين لرحيله .
منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف ، التي تأسست كأولى منظمة حقوقية كردية في سوريا، بعد أيام من المجزرة النكراء في مدينة قامشلي ، وقام العديد من مؤسسيها بممارسة دورهم الحقوقي والإعلامي بأمانة وإخلاص ، فهي تضع آكاليل الورد على أضرحة هؤلاء الضحايا ، وتدعو على عادتها- كما فعلت لأول مرة- إلى اشعال الشموع ،بشكل حضاري لائق بمكانة إنساننا ، وضبط النفس أثناء إحياء ذكرى هذه المناسبات ،كما تدعو إلى ذلك فصائل الحركة الكردية في سوريا ، كماتطالب وبإلحاح أن تعيد السلطات النظر في الملف الكردي، والكف عن ممارسة الضغوط وسياسات التمييز بحق الكرد ، والاعتراف الدستوري بالكرد كمكون رئيس في سوريا ، بما في ذلك الاعتراف بالثقافة واللغة الكرديتين بشكل رسمي ،وإطلاق سراح المعتقلين على خلفية الرأي بمن فيهم المعتقلون الكرد ، والإسراع في وضع حلول اقتصادية غير وهمية في المناطق الكردية ، لوضع حد للفاقة والفقر ، ومحاسبة كافة الجناة الذين ألحقوا الأذى بالكرد ، أياً كانت مواقعهم .
10-3-2009
منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف
مكتب الخليج العربي
وليد عبد القادر