السبت 21 كانون الأوّل / ديسمبر 2024, 14:43
برلمان اقليم كوردستان هل يَنصف شعبنا الكلــداني ؟




برلمان اقليم كوردستان هل يَنصف شعبنا الكلــداني ؟
الأحد 15 شباط / فبراير 2009, 14:43
كورداونلاين
لا يخف على كل ذي نظر الموقف الأنساني المشرف لاقليم كردستان ، رئاسةً وحكومةً وبرلماناً وشعباً ، مما تعرض له شعبنا الكلــــداني

برلمان اقليم كوردستان هل يَنصف شعبنا الكلــداني ؟

لا يخف على كل ذي نظر الموقف الأنساني المشرف لاقليم كردستان ، رئاسةً وحكومةً وبرلماناً وشعباً ، مما تعرض له شعبنا الكلــــداني ، من عمليات الترهيب والأغتيال والتهجير ، ليس شعبنا الكلداني فحسب ، إنما كل مكونات الشعب العراقي .

 كان أقليم كردستان الأرض الطيبة التي احتضنت جميع أطياف الشعب العراقي دون تفرقة او تمييز . ربما كانت التكهنات تدور حول وجود إحساس بالأنتقام لدى طبقات الشعب الكردي كحاصل منطقي لما طال هذا الشعب  لعقود مضت حيث كانت كردستان ، بقراها واريافها ومرابضها ومزارعها ، ساحة مستباحة لعمليات عسكرية دائمة ، لكن باستمرار كانت القيادة الكردية وعلى رأسها القائد الكردي المعاصر ملا مصطفى البارزاني يؤكد ، إن خلافنا ليس مع العرب ، إنما هو مع الحكومات .

 وهكذا اثبت الشعب الكردي انه شعب محب للحرية والبناء والتعايش السلمي مع جميع الأطياف العراقية في الوطن العراقي .

شعبنا الكلــــداني قطن هذه الديار منذ سحيق الأزمنة ، وتعايش مع كل مكونات هذا الشعب عبر الحقب التاريخية وكان يشكل البعد الأنساني المسالم لتقارب وتعايش كل فسيفساء نسيج المجتمع العراقي الجميل .

بعد تفكيك الدولة العثمانية ، صوّت شعبنا الكلداني لانشاء دولة عراقية ملكية دستورية ، وكان للكلــدان نصيب كبير في البرلمان العراقي في العهد الملكي  ، إضافة الى مجلس الاعيان المتكون من 20 عيناً كان واحدهم بشكل مستمر ممثل من شعبنا الكلداني ، وكان في اغلب الأوقات غبطة البطريرك المسؤول الأعلى للكلــــدان في العراق والعالم .

 إن هذه الحقوق قد تبخرت بعد الحكم الجمهوري ، إذ لم يعد وجود لمجلس الأعيان او لبرلمان حقيقي ، فكان حقنا نحن الشعب الكلــــداني قد تبخر مع حقوق الشعب العراقي عموماً بما فيهم الشعب الكردي الشقيق .

بعد سقوط النظام في نيسان 2003 تأملنا ان تعود حقوقنا وتمثيلنا الحقيقي حسب الثقل الديموغرافي الذي نمثله نحن الكلدانيـون ، لكن الحاكم الأمريكي بريمر همش حقوق شعبنا الكلداني  ومنحها لحزب آشوري متشدد ، وهو يعترف بمذكراته بفعله المنافي هذا . ومن يومها بدأ الأخوة الآشوريون ، يعملون جاهدين لمسك زمام الامور في مصير شعبنا المسيحي من الكلدان والسريان والآشوريين بأيديهم .

نحن لسنا ضد ان يحكمنا الآشوريون ، لكن ان يكون في حكمهم نوع من العدالة والأنصاف والندية والتكافؤ ، فنحن الكلدانيون وقفنا الى جانبهم منذ هجرتهم الى العراق في مطاوي الحرب العالمية الأولى ، حيث اتخذت القبائل المهاجرة الأسم الآشوري لعرض قضيتهم في المحافل الدولية ، كشعب طاله التهجير والقتل والتنكيل  ، ومنحوا الاسم الآشوري لتمييزهم عن المسيحيين من الكلدانيين والسريان الذين لم يكن لهم اي إشكالات . نحن مع منح إخواننا الآشوريين كل الحقوق ، لكن لسنا مع تهميش شعبنا الكلداني تحت ذريعة  إننا شعب مسيحي واحد .

نحن نعلم ان رئاسة وحكومة وبرلمان كردستان لا يفرقون بين المكونات العراقية عموماً ، وبين المسيحيين انفسهم ولهم مواقف انسانية كريمة مشهودة حول ذلك ، لكن لا بد ان يكون هنالك نوع من التحديد ، فمثلاً فضائية عشتار التي ينبغي ان تكون ناطقة لكل المسيحيين دون تفرقة او تمييز ، نراها قد اصبحت آشورية حصراً ، وإن المساحات الأخرى غير الآشورية فهي كردية وعربية وتركمانية وأرمنية باستثناء الكلدانية ، فالأخوة الأشوريون قد نسوا أنفسهم أنهم كانوا يوماً  مضطهدين ومهمشين ، وهم اليوم يقومون بتهميش الكلــدان في كل المناسبات .

كانت التفاتة ذكية ومسؤولة من برلمان أقليم كردستان حينما التفت الى الحلقات الضعيفة في المجتمع فكان زيادة حصة المرأة في التمثيل في البرلمان من 25 بالمئة الى 30 بالمئة ، وكان تخصيص مقعد للشعب الأرمني ، وخمس مقاعد لشعبنا  المسيحي من الكلــــدان والسريان والاشوريين . نحن لسنا ضد التوحيد لمكونات شعبنا ، لكن هذا التوحيد ينبغي ان يكون على اسس من المشاركة المتكافئة . ولا نريد ان نخرج من المولد بلا حمص دائماً . نحن الشعب الكلـــداني الأصيل في بلاد ما بين النهرين لا نريد ان تهمش قوميتنا الكلدانية ، فنحن السكان الأصليين في هذه البلاد ولم نهاجر اليها . إن الشراكة ينبغي ان تبنى على أسس واضحة مبنية على الشفافية والمصداقية والتكافؤ لجميع الأطراف فلحد الآن لم نلاحظ هذا الشئ ، إن فضائية آشور وفضائية عشتار والأموال المخصصة لشعبنا جميعها بيد إخواننا الآشوريين ونحن تابعبن لهم لا أكثر .

 إنني أهيب برئاسة الأقليم والحكومة والبرلمان الكوردستاني ، ان ينصفوا شعبنا الكلــــداني بما يستحقه ، اولاً  بإعادة تسميته القومية الكلدانية الى مسودة الدستور الكوردستاني وفي كل المواقع التي يفترض كتابة اسم القومية ، فقوميتنا الكلدانية قومية عراقية اصيلة وعريقة كما القومية العربية والكردية ، وشعبنا الكلــــداني يجب ان ينصف في اقليم كرستان ، إن كان وفاءً لمواقفه المخلصة في دعمه للثورة الكردية بالرجال والمال ، او بالشراكة والعلاقات التاريخية التي تربط بين الشعبين الكوردي والكلــداني عبر التاريخ الطويل .

 بقلم : حبيب تومي / اوسلو في 13 / 02 / 2009  

habeebtomi@yahoo.no

كورداونلاين

        

248.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات