السويد تخير 4500 لاجئ نصفهم كورد بين العودة إلى كوردستان أو بغداد
السبت 14 شباط / فبراير 2009, 18:17
كورداونلاين
منذ منتصف العام الماضي والحكومة السويدية تدرس بجد ملف اللاجئين العراقيين الذين لم يفلحوا في نيل حق اللجوء لدى السويد، وذلك بهدف إعادتهم الى العراق. وقد عادت هذه القضية من جديد الى الصدارة بعد تأكيد ستوكهولم قبل ايام اعتزامها اعادة اللاجئين العراقيين الى بلادهم بعد ان فشلوا في اقناع السلطات السويدية بمنحهم حق اللجوء السياسي او الانساني
وتؤكد ممثلية حكومة اقليم كوردستان لدى اوروبا بأن 4500 لاجئ عراقي يقيمون في السويد حاليا، بينهم 2000 شخص من مواطني اقليم كوردستان الذين قصدوا السويد خلال السنوات القليلة الماضية، وان السلطات السويدية التي شددت مؤخرا من اجراءاتها للحد من تدفق اللاجئين الاجانب نحو اراضيها، خيرتهم بين العودة اما الى اقليم كوردستان او الى بغداد. واغلبية هؤلاء اللاجئين العراقيين هم من الذين قصدوا السويد بعد عام 2005، وقد منحتهم السلطات السويدية حق الاقامة على اراضيها لأسباب انسانية، لكنها رفضت تمديد فترة اقامتهم بعد زوال اعذارهم من وجهة نظر ستوكهولم.
وفي اطار تعامل السلطات السويدية مع هذا الملف قررت منح كل لاجئ عراقي يعاد الى بلاده مبلغا قدره 3000 دولار لتمكينه من البدء بحياته من جديد، لكن المبلغ المذكور لا يساوي ربع ما صرفه كل واحد منهم في مشواره للوصول الى السويد او احدى الدول الاوروبية التي كانت بالنسبة لهؤلاء جنة الاحلام التي يبدو انها لن تتحقق.
وفي الشأن ذاته اكد مصدر مسؤول في حكومة الاقليم ان موقف الحكومة واضح بهذا الصدد ويتمثل في رفض اعادة اللاجئين الى اقليم كوردستان رغما عن إرادتهم، لجملة من الاسباب اهمها ان معظم هؤلاء اللاجئين باعوا كل ما يملكون بغية الوصول الى اوروبا، فإذا تمت اعادتهم الآن عنوة دون تأمين مستوى معيشي لائق لهم او دون حصولهم على مبالغ تمكنهم البدء بحياة عملية جديدة فإنهم سيصابون بالإحباط، وقد تتولد عن ذلك مشاكل اجتماعية عويصة.
واوضح المصدر الرفيع الذي طلب عدم ذكر اسمه او صفته أن السلطات السويدية لم تبحث هذه القضية مع الجهات المعنية في الإقليم، وليس هناك اي اتفاق ثنائي بشأنها، وقال «نحن نرفض اعادتهم عنوة ونرحب بعودتهم بشكل طوعي، فهم مواطنون اعزاء وكوردستان موطنهم وتفتح لهم احضانها دوما، ولكننا لا نريد لهم اوضاعا معيشية غير لائقة» مشيرا الى ان اقليم كوردستان يحتضن الآن عشرات الآلاف من النازحين عن مختلف مدن ومحافظات العراق، ولن يعجز عن احتضان ابنائه الذين اضطروا الى الهجرة نحو اوروبا في مرحلة معينة ولأسباب اغلبها تتعلق بالأوضاع المعيشية وطموحات الشباب في تحسين مستويات حياتهم المعيشية.
ومن الناحية التطبيقية فإن عملية اعادة ذلك العدد الهائل من اللاجئين الى العراق وكوردستان ليست بالعملية الهينة، بل تحتاج الى مبالغ طائلة خصوصا وان الطائرات المدنية التابعة لشركات النقل ليست مستعدة لقبول اكثر من اثنين فقط من اللاجئين، الامر الذي يدعو السلطات السويدية الى استخدام طائرات خاصة لنقل واعادة اللاجئين، ناهيك عن طلب ممثلية الامم المتحدة في العراق «اليونامي» للسلطات السويدية بإعادة النظر في قرارها، او التريث في التنفيذ ريثما تتحسن الاوضاع في العراق.
الشرق الأوسط