الأحد 08 أيلول / سبتمبر 2024, 02:04
الرئيس طالباني عبر برنامج (بصراحة




الرئيس طالباني عبر برنامج (بصراحة
الإثنين 02 شباط / فبراير 2009, 02:04
كورداونلاين
الناس بدأوا يستاءون ويعتقدون أن هذه الجرائم التي ترتكب باسم الإسلام، والجرائم التي تذكر ضد الإنسانية من قتل عشوائي وأعمى

اجرت فضائية "العربية"، عبر برنامج "بصراحة"، لقاء موسعاً مع فخامة رئيس الجمهورية جلال الرئيس طالباني، يوم الجمعة 30/1/2009 في مقر اقامته بمدينة السليمانية، حول مستجدات الأوضاع السياسية على الساحة العراقية، فيما يأتي نصه:

مقدم البرنامج/ ايلي ناكوزي: أهلاً بكم مشاهدينا في هذه الحلقة الجديدة من برنامج بصراحة، وهذا الأسبوع نستضيف الرئيس العراقي جلال الرئيس طالباني والحديث يتركز حول انتخابات مجالس المحافظات وعن مجمل القضايا التي تهم العراق والمنطقة على وجه الخصوص.

مام جلال، أولاً أشكرك وأرحب بك قبل أن أبدأ بالحوار السياسي أريد أن أطمئن ونطمئن المشاهدين عن صحة مام جلال، هل الإطلالة اليوم تدحض كل الشائعات والأقاويل التي دائماً تقول أن الرئيس الرئيس طالباني ليس بصحة جيدة؟

الرئيس طالباني: أنا أشكرك جداً أخي وصحتي جيدة والحمد لله والشائعات المغرضة لا يمكن إنهاؤها، فحتى لو كنت حاملاً شهادات مستشفيات كبيرة بالعالم بأنني في صحة جيدة فالشائعات تستمر.

العربية: على كل حال نحن نتأمل دائماً ونأمل أن تكون بصحتك ونشاطك الذي نعرفه ما شاء الله عليك، أكثر من 14 ساعة عمل كل يوم.

الرئيس طالباني: أنا أشكرك لكني..

العربية: تفضل..

الرئيس طالباني: أنا مؤمن بالله، الأعمار بيد الله.

العربية: صحيح طبعاً، فخامة الرئيس جرى تقليد كما كل ليلة انتخابات أن تطل وتوجه الرسالة إلى العراقيين، قبل أن أبدأ بموضوع الانتخابات وهي الانتخابات الثانية في العراق والتي نتمنى أن تحدث على خير وأن لا يكون هناك مشاكل أمنية لكن أريد أن أبدأ فخامة الرئيس أولاً برسالة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى العالم الإسلامي والتي وجهها عبر العربية مع الزميل هشام ملحم، كيف قرأت فخامة الرئيس هذه الرسالة؟ وهل ترى هناك فعلاً تغيرا في المفاهيم الأميركية تجاه المنطقة والعالم الإسلامي؟

الرئيس طالباني: أنا أعتقد أن مجرد وصول السيد باراك أوباما إلى البيت الأبيض هو تغيير وتغيير كبير وتأريخي، وأنا أعتقد أن لهجته الجديدة المفعمة بمشاعر الحوار والمودة تبشّر بالخير، وأن السيد أوباما عندما حلف اليمين لم يتردد من ذكر اسمه باراك حسين أوباما وهذه أيضاً في رأيي رسالة إلى العالم الإسلامي، أنه لا ينكر رابطته بالعالم الإسلامي لذلك أنا أعتقد أن رسالته تبشّر بالخير، ولكن هنالك مشاكل عديدة وعويصة لا بد للعالم الإسلامي أيضاً ولقادته من العمل من أجل تسهيل المهمة الشاقة لحل القضايا العالقة في العالم الإسلامي.

العربية: فخامة الرئيس ذكر الرئيس أوباما أنه أيضاً بصدد اتخاذ قرارات صعبة وكبيرة بخصوص العراق، وطبعاً الكل يعتقد أنه سينفذ الوعود التي وعد بها الشعب الأميركي خلال الحملة الانتخابية وهي انسحاب كبير لقوات التحالف أو للقوات الأميركية بالتحديد، هل تخشى من هذا الانسحاب؟ وهل تعتقد أن القرار الصعب هو انسحاب فوري من العراق؟

الرئيس طالباني: أنا لا أخشى من الانسحاب التدريجي الذي وعد به السيد باراك أوباما الشعب الأميركي أثناء الحملة الانتخابية، وأعتقد أن تحقيق الأمن والاستقرار في العراق منوط بوحدة القوى الأساسية بحكومة وحدة وطنية حقيقية، وكذلك بوحدة وتحقيق المصالحة الوطنية في العراق، فإن تم إنجاز هذه المهام أعتقد أن الأمن والاستقرار يسودان العراق وبالقوات العراقية الموجودة الآن قوات الجيش والشرطة بهذه القوات نستطيع أن نفرض القانون والأمن والاستقرار في البلاد.

العربية: هذه المصالحة الوطنية التي تكلم عنها مام جلال كم نحن بعيدون عنها، أنت تشترط أن الانسحاب التدريجي يجب أن يتم بالتوازي مع المصالحة الوطنية الشاملة؟

الرئيس طالباني: ليس بالتحديد بالتوازي، بل إننا نعتقد أن المصالحة الوطنية يجب أن تبدأ الآن مسيرتها بعدما شرعت في العام الماضي، وأن تستكمل، بمعنى أن المصالحة الوطنية بحاجة إلى استكمال الخطوات اللازمة الأخرى لتحقيقها، وأنا أعتقد أن وحدة القوى الفاعلة المعتدلة الديمقراطية والإسلامية كفيلة بتحقيق هذه المصالحة أيضاً.

العربية: بما أنك ذكرت القوى المعتدلة والإسلامية أفتح الباب على موضوع الانتخابات غداً، وسمعنا الكثير عن هذه الانتخابات هناك اتهامات، هناك طبعاً اتهامات بالتزوير، بسوء استعمال السلطة، فخامة الرئيس، أولاً هل تعتقد أن السيد نوري المالكي يسيء استخدام السلطة كما اتهمته بعض القوى الأساسية في الائتلاف العراقي؟

الرئيس طالباني: أنا أعتقد أن الانتخابات في العراق تجري حتى الآن بشكل طبيعي آخذاً بنظر الاعتبار حقيقة العراق الذي لم يشهد انتخابات حرة وديمقراطية منذ أكثر من 50 عاماً، لذلك فنحن نعتقد أن الانتخابات الآن تجري بشكل لا بأس به بشكل جيد، تبادل الاتهامات شيء طبيعي أثناء الحملة الانتخابية، ولكن نحتاج إلى البرهان، إلى إثبات، إلى أدلة على تدخل أجهزة الحكم، وبعض النتائج التي ظهرت حتى الآن لا تؤيد الاتهام، فمثلاً القوات المسلحة، في بعض الأماكن الرقم الأول المتقدم هو للمجلس الأعلى الإسلامي، وليس لحزب الحكومة، فلذلك أنا أعتقد أنه يجب أن ننتظر نتائج الانتخابات التي ستظهر إن شاء الله بعد أيام وأنا أتمنى أن لا تجري تزويرات في أي منطقة من مناطق العراق، لأن هذه الانتخابات انتخابات مهمة، والشعب العراقي يمارس حقه في هذه المرة وهي أيضاً ممارسة تمهيدية للانتخابات البرلمانية القادمة.

العربية: فخامة الرئيس ما الفرق بين الانتخابات التي حصلت عام 2005 كما أعتقد الانتخابات التشريعية الأولى وهذه الانتخابات؟ هل تعتقد أن هناك تحسنا ما في هذه العملية الانتخابية؟ هل استفاد العراقيون من أخطاء ارتكبت في الانتخابات التشريعية الأولى؟

الرئيس طالباني: نعم. أعتقد ذلك و نلاحظ الآن القوائم الانتخابية التي تخوض المعركة تجد نوعية جديدة لم يبقَ التخندق الطائفي هو السائد، فمثلاً في الائتلاف الشيعي نزلت الأحزاب بقوائمها الخاصة وكذلك في الائتلاف السني، وهنالك أيضاً لأول مرة قوائم وطنية تضم أكثر من قومية مثلاً في قائمة التآخي التي فيها التحالف الكوردستاني في الموصل تضم العرب والكورد والشبك واليزيديين والتركمان وكذلك الشيعة والسنة، وهنالك أيضاً نفس الصفات في القائمة الموجودة في منطقة صلاح الدين وديالى، وكذلك إذا ترى القوائم الموجودة في جنوب العراق أيضاً ترى في قائمة المجلس الإسلامي الأعلى كورداً فيليين بجانب العرب، ولذلك نرى أن هذه المرة الأحزاب هي التي تخوض المعارك ببرامجها بشعاراتها بمطالبها وليست الطوائف والقوميات.

العربية: هل هذا يؤكد فخامة الرئيس ما نسمعه أو نقرؤه في الصحف من استطلاعات رأي عن تقدم العلمانيين والمعتدلين على حساب الأحزاب الطائفية أو الأحزاب الدينية؟ هل تشعر بهذا التراجع للأحزاب الدينية؟

الرئيس طالباني: أنا لا أستطيع أن أحكم الآن ولا أعتقد.. أنا أعتقد أن القوى الأساسية الفاعلة ما زالت تتمتع بجماهيرية كبيرة، وأنا ألاحظ تقدماً بالنسبة لبعض الأحزاب العلمانية، وألاحظ أيضاً ظهور قوائم علمانية عديدة في المناطق، مما يبشر بأن هنالك تطورا، ولكن أيضاً ألاحظ في الحملات الانتخابية الكبرى ترى احتفالات جماهيرية كبرى حضوراً جماهيرياً كبيراً مثلاً في الاحتفالات أو الاجتماعات التي يعقدها المجلس الأعلى الإسلامي وبعض القوى الإسلامية الأخرى، لذلك أنا لا أستطيع أن أحكم الآن، ولكن بعد نتائج الانتخابات ستظهر الحقائق وكل الشائعات أو الأقاويل أو التوقعات ستمتحن وستظهر الحقيقة للرأي العام العراقي والعربي.

العربية: من هنا فخامة الرئيس هل تشعر لأننا شهدنا في الانتخابات الأولى التشريعية كان هناك تجاذب حول موقف المرجعية، ونعني هنا السيد السيستاني، هل تشعر في هذه الانتخابات أن الأمر يحدث أيضاً وهناك استغلال لهذا الموقع؟ هل تشعر أن المرجعية تؤيد طرفا على آخر؟ أم هي تؤيد بشكل عام العملية الانتخابية فقط؟

الرئيس طالباني: سماحة السيد العلاّمة آية الله العظمى السيد علي السيستاني حفظه الله هو محايد وهو فوق الميول والاتجاهات الحزبية، هو يدعو إلى إشراك الجماهير في الانتخابات وإلى اختيار من يرون ممثلهم بأحسن شكل، وبالتالي فهو لا ينحاز إلى فئة أو جماعة معينة ضد جماعاتٍ أخرى، وأنا أعتقد أنه لعب دائماً هذا الدور التاريخي المجيد بالنسبة لجميع القضايا العراقية، وهو ما زال يواصل هذا الدور حفظه الله إن شاء الله.

العربية: إذاً لا ميول من المرجعية باتجاه أي من اللوائح المرشحة إلى هذه الانتخابات؟

الرئيس طالباني: أعتقد أن المرجعية هي فوق الميول والاتجاهات.

العربية: فخامة الرئيس ماذا عن الكورد؟ أنا أعرف أنه في كوردستان لستم معنيون كثيراً بهذه الانتخابات، ولكن هناك حديثا كبيرا في الموصل أن هناك تراجعا كبيرا في مواقع الكورد وشعبيتهم، ما هي صحة هذه الأقوال؟ وإذا كانت صحيحة؛ لماذا هذا التراجع؟

الرئيس طالباني: أنا لا أعتقد ذلك، ولا أستطيع أن أحكم حكماً دقيقاً حتى تظهر نتائج الانتخابات، صحيح أن الكورد في الموصل تعرضوا إلى حملات تهجير وتشريد كبيرة، وآلاف العوائل شردت، وهنالك يمكن عشرات الآلاف لم يبقوا في أماكنهم، كما تعرض الإخوة الكورد اليزيديون إلى حملات ظالمة، إلى جرائم كبيرة جرائم القتل الجماعي الوحشي، ولذلك لا بد أن نرى تغييراً ولكن أنا لا أعتقد أن هنالك تغييرا كبيرا أو تراجعا كبيرا لشعبية قوائم الكورد فهم لم يدخلوا وحدهم في هذه القوائم، بل هنالك أيضاً قوى عربية وعراقية وإسلامية وغير إسلامية اشتركت في هذه القوائم.

العربية: من هنا أيضاً فخامة الرئيس، نعرف أنه ليست هناك انتخابات في كركوك بسبب مشكلة كركوك التاريخية، ألا تعتبر هذه شائبة في هذه الانتخابات؟ وإلى متى سنؤجل هذا المشكل؟ ولا نعالجه نهائيا، أي مشكلة كركوك؟

الرئيس طالباني: أنا أعتقد كركوك أيضاً تشهد بعض الانتخابات للمهجرين في المناطق الأخرى إلى كركوك، وهنالك كما سمعت سبعة مراكز انتخابية لهؤلاء المهجرين سيدلون بأصواتهم، أما بالنسبة لأهالي كركوك نفسها فهم الآن غير ملزمين بالاشتراك في الانتخابات وذلك للأسباب التي تعرفها جيداً وهي أن مشكلة كركوك أساساً لم تحل، ومشكلة كركوك دستورياً حلها في المادة 140 من الدستور العراقي الدائم الذي صوّت عليه أكثر من 12 مليون عراقي، ولكن هنالك عقبات في طريق تنفيذ هذه المادة مثل: أولاً التطبيع، كما تعلمون أن الدكتاتور السابق أجرى تغييرات في حدود عديد من المحافظات، محافظات كربلاء والنجف الأشرف وبغداد وديالى وكركوك وصلاح الدين وأربيل ونينوى والأنبار أيضاً، هذه التغييرات التي أجراها الدكتاتور يجب أن تنتهي كي تعود الأمور إلى طبيعتها، كي تعود مثلاً محافظة كركوك إلى ما كانت عليه قبل إجراء هذه التغييرات هذه عقبة، وهذه عقبة لم يتم القضاء عليها حتى الآن.

العقبة الثانية: الاستفتاء، إجراء استفتاء في كركوك يتطلب أن يجري الإحصاء في العراق بحيث نعرف عدد المواطنين الذين لهم حق التصويت في اختيار هذه.. هذه أيضاً عقبات جديدة، ولكن هنالك أيضاً مسألة مهمة وهي أن أهالي كركوك هم الذين يجب أن يختاروا وأن يتوصلوا فيما بينهم إلى حل، أنا أعتقد أن هنالك إمكانية لتطبيع الأوضاع في كركوك، قبل فترة كنت في كركوك والتقيت بممثلي جميع الطوائف وجميع مكونات أهالي كركوك، ووجدت لديهم جميعاً الرغبة في التصالح، الرغبة في المصالحة الوطنية، الرغبة في تطبيع الأوضاع والعلاقات فيما بينهم، والرغبة في حل موضوع كركوك باتفاقٍ، بالتوافق بين هذه القوى، وأنا أعتقد أن قضية كركوك كما وصفتها قضية تاريخية وقضية معقدة تحتاج إلى الصبر وإلى التحقيق الدقيق وإلى العمل الجدي من أجل المصالحة بين مكونات أهالي كركوك، ومن أجل إيجاد حل يرضي الجميع أو الأكثرية على الأقل.

العربية: فخامة الرئيس، العلاقة متوترة بين الكورد والرئيس المالكي، وسمعنا الرئيس المالكي بإشارة إلى الكورد أنهم أصحاب مشاريع دويلة ودويلات وإلى آخره، سمعنا الرئيس مسعود بارزاني يتكلم عن أجواء صدامية وبعثية جديدة وكل هذا الكلام حول الحكومة المركزية، من هنا ليس فقط من موقعك كرئيس للجمهورية ولكن أيضاً ككوردي كيف تقرأ هذه الخلافات؟ ولماذا بالتحديد اليوم هذا الخلاف الكوردي مع رئيس الحكومة؟

الرئيس طالباني: أنا أشكرك على عبارتك الأخيرة، الخلاف الكوردي هو مع رئيس الحكومة وليس هنالك خلاف عربي كوردي، الحزبان الكورديان الرئيسيان متحالفان مع المجلس الأعلى الإسلامي ومع الحزب الإسلامي ومع القائمة العراقية التي يقودها الأستاذ إياد علاّوي ومتفقان معهم على جملة القضايا الأساسية، وكذلك هنالك علاقة جيدة مع حزب الدعوة تنظيم العراق ومع حزب الدعوة الذي يقوده السيد المالكي فالخلافات برزت كما تعلمون حول قضايا معينة وأنا آسف لانتقال هذه الخلافات إلى الإعلام فكنت أتمنى كرئيس جمهورية يلعب دور الوفاق، أن تبقى هذه الخلافات محصورة داخل أروقة هذه الأحزاب والاجتماعات الودية، الآن الاختلافات ليست كبيرة وشديدة كما يقال في بعض الأوساط، الاختلافات موجودة حول القضايا التي شُكلت من أجلها خمس لجان، هذه اللجان هي لجنة الإصلاح السياسي والبرلمان العراقي أقر ورقة للإصلاح السياسي بمعنى أن هنالك حاجة لإجراء إصلاح سياسي في العراق، والبرلمان أقرّ ورقة الإصلاح السياسي التي بعدما وقّع عليها مجلس الرئاسة أصبحت قانونا، هذه الورقة أصبحت قانونا ملزم التنفيذ على الحكومة وعلى الأحزاب وعلى البرلمان، وكذلك هنالك موضوع الأمن، موضوع القوات المسلحة، موضوع النفط، موضوع المناطق المتنازع عليها، هذه كلها شكلت لها لجان لمعالجة القضايا العالقة فيها، بمعنى أن الجميع يعترفون بأن هنالك مشاكل عالقة في هذه المجالات التي ذكرتها، وأنّ هذه المشاكل تحتاج إلى حلول مشتركة وفقاً للدستور العراقي ووفق النهج الديمقراطي الصاعد في العراق الآن، أنا أعتقد أن نجاح اللجان الخمس التي شكلت من الأحزاب الخمسة لحل هذه المسائل والمشاكل الموجودة أمامها سيؤدي إلى حل جميع الخلافات وبالتالي إلى تعزيز الوحدة الوطنية العراقية، ولا أرى ككوردي أي مشكلة عويصة غير قابلة للحل، وذلك لأنني أعتقد أن الأخوة العربية الكوردية راسخة الجذور في التاريخ، وأن الكفاح العربي الكوردي المشترك هو السبيل الأوحد لتحقيق أهداف الكورد والعرب وغيرهم من المواطنين العراقيين، وأن العراق الديمقراطي البرلماني الاتحادي الموحد والمستقل هو بيت الجميع وضمن هذا البيت يجب أن نحل جميع المشاكل العالقة في العراق، والعراق كما قلت مراراً هو رقم غير قابل للتقسيم، لذلك يجب أن نسعى جميعاً لحل المشاكل كي لا تتعقد وكي لا تخلق بعض المواقف الصعبة أمام الشعب العراقي.

العربية: يعني أنا أفهم ما تعنيه فخامة الرئيس، ولكن عند كل انتخابات نأتي إلى هذا الموضوع ويتهم الكورد بأنهم أصحاب المشاريع التقسيمية وأصحاب مشاريع الدويلات، هل برأيك هذه الاتهامات هي اتهامات انتخابية تأتي في مواسم الانتخابات فقط؟ أم هي فعلاً ما يشعره المواطن أو المسؤول العراقي تجاهكم أنتم الكورد؟

الرئيس طالباني: أنا أعتقد أن هذا رأي بعض العراقيين ليس كل العراقيين، فكما قلت لك لنا علاقات جيدة مع قوى أساسية كالمجلس الأعلى الإسلامي كالحزب الإسلامي العراقي كالدكتور إياد علاوي رئيس الوفاق الوطني العراقي وقائمته، وهذه القوى الأساسية لا تتهم الكورد بهذه التهم الباطلة، ولكن هنالك نقطة أنه في بعض الأحيان بعض الأشخاص يوجهون هذه التهم إلى الكورد بينما الكورد هم الذين صوّتوا بأكثرية كبيرة للدستور العراقي ونسبة التصويت في كوردستان العراق للدستور العراقي الذي تنصّ مادته الأولى على أن العراق دولة ديمقراطية برلمانية موحدة اتحادية مستقلة، نسبة التصويت في كوردستان كانت أعلى من جميع المناطق الأخرى في العراق، وهذا يدل على أن الكورد مصممون على البقاء ضمن العراق الديمقراطي البرلماني الاتحادي الموحد، وإن ما يقال عن دويلات واتهامات هذه قديمة في الحقيقة وليست جديدة، كلما قام الكورد بعمل من أجل تحقيق مطالبهم اتهموا، وأنت تعرف الشاعر العراقي الكبير الأستاذ الجواهري الذي وصف هذه الأحوال من قديم الزمان فقال:

ذُعر الجنوب فقيل كيد خوارجٍ          وشكى الشمال فقيل صنع جوار

هذه مسألة قديمة تعود إلى الأربعينيات والثلاثينيات.

العربية: فخامة الرئيس أشعر من كلامك أنك لست راضياً أبداً عن الرئيس نوري المالكي وإنك لا تريد أن تقولها بصراحة، ولكن هناك شعور لدينا أنك..

الرئيس طالباني: لا، أنا أريد أن أتكلم بصراحة، الأخ نوري المالكي هو صديق قديم، هو أحد الذين ناضلنا معاً من أجل هذا اليوم المشهود، جلال طالباني ونوري المالكي علاقاتهما الشخصية جيدة ومستمرة، ولكن طبعاً هنالك اجتهادات مختلفة في قضايا معينة هذه الاجتهادات قد تكون أحياناً بين جلال طالباني ونوري المالكي، قد تكون أحياناً بين نوري المالكي ومسعود بارزاني ولكن هذه ليست قطيعة وليست اجتهادات متعادية متناقضة بحيث لا يمكن حلها، بل أنا أعتقد أنه يمكن الحل وكما أودّ أن أقول لك أنه في آخر لقاء لنا اتفقنا أن يتم تعزيز وتوسيع العلاقات بين أعضاء مجلس الرئاسة ورئيس الوزراء ضمن المجلس التنفيذي، وعلى وثيقة الإصلاح السياسي التي يجب أن تكون برنامجا للجميع، فإذاً هنالك مجال واسع للاتفاق والتفاهم، كما أن للبشر طبعاً اجتهاداتهم المختلفة وأحياناً اجتهادي مع الأخ المالكي يختلف واجتهاده مع الأخ مسعود يختلف، ولكن هذه كلها تدور ضمن الدائرة الوطنية العراقية التي يجب أن نسعى لحل القضايا بالتفاهم وبالطريقة الديمقراطية والدستورية.

العربية: فخامة الرئيس أريد أيضاً أن أستوضح منك حول موضوع أثار الجدل إعلامياً هذا الأسبوع ألا وهو وقبل أن أدخل إلى اتهامات دول الجوار في التدخل في هذه الانتخابات مما سمعنا أن ما قاله الدكتور موفق الربيعي حول إغلاق معسكر أشرف وأن هناك منظومة أمنية جديدة مع إيران، هل يعني هذا قرار للسلطة وللدولة العراقية أم كما سمعنا أيضاً عبر وسائل الإعلام من بعض المرشحين ومن بعض النواب أن هذا كلام انتخابي، وأن الدكتور موفق الربيعي غير مخوّل أن يتكلم عن هذا الموضوع وأن يعلن إقفال معسكر أشرف؟

الرئيس طالباني: نعم. الأخ الدكتور موفق الربيعي غير مخوّل بإعلان هذا الموقف، لأنه ليس الناطق باسم الحكومة العراقية، لدينا الدكتور علي الدباغ هو الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية، العراق طبعاً دستوره يرفض وجود قوات أجنبية مسلحة على أرضه، الدستور العراقي يرفض وجود أي منظمة مسلحة غير عراقية على أرض العراق سواءً كانت كوردية أو فارسية أو تركية، لذلك نحن في الحقيقة نعتقد من قديم الزمان بأنه يجب إيجاد حلّ لمعسكر أشرف حل يقوم على أساس إنهاء هذا المعسكر وإيجاد أماكن آمنة للموجودين داخل هذا المعسكر، فليس لدى الحكومة العراقية القدرة الأمنية ولا القدرة الدولية القانونية على تسليمهم إلى إيران، وإيران عرضت علينا مقترحات أنها مستعدة مثلاً أن تعطي جواز سفر لكل واحدٍ منهم يريد أن يسافر إلى أوروبا، وأنا شخصياً الآن أجد جواً جديداً في أوروبا تجاه منظمة المجاهدين، فإن شاء الله الدول الأوروبية تتوصل إلى حل بحيث أن تقبل هؤلاء الموجودين في العراق، لأن بقاء هؤلاء في العراق لم يعد مقبولاً شعبياً وحكومياً، أنا أودّ أن أقول لك أن هذه الجماعة مع الأسف قيادتها ارتكبت أخطاء كبيرة تعاونت مع النظام الدكتاتوري ودخلت في معارك مع الكورد ومع الشيعة في الوسط والجنوب، وأصبحت طرفا في النزاع العراقي الدامي، لذلك فالغالبية الساحقة من الشعب العراقي تريد أن يخرجوا من العراق لا أن يبقوا، ولكن ليس بطريق القهر والغلق وما يقال أيضاً بتسليمهم إلى إيران هذه الطريقة مرفوضة من جانبنا.

العربية: إذاً فخامة الرئيس أنت مع إقفال هذا المعسكر ولكن طبعاً ضمن المعايير القانونية والدولية والإنسانية لهؤلاء؟

الرئيس طالباني: نعم. بالتأكيد، نحن نريد إغلاق هذا المعسكر، ونريد أن يرحل هؤلاء البشر الموجودين في هذا المعسكر، ولكن وفق المعايير الدولية، وفق القوانين الدولية ووفق التزامات العراق الدولية أيضاً كما تعرفون.

العربية: طيب ما هي هذه المنظومة الأمنية الجديدة التي تكلّم عنها الدكتور موفق؟ هل اطلعت عليها فخامة الرئيس؟ وهل يمكن أن نعرف ما هي؟

الرئيس طالباني: لم أطلع عليها، وهذه فكرة طرحها الأخ الدكتور موفق الربيعي وليست فكرة مدروسة من قبل الحكومة العراقية، ولا من قبل البرلمان العراقي، أنا أرى أحياناً بعض الإخوة المسؤولين يدلون بتصريحات خارج اختصاصهم، ودون مشاورة الحكومة المركزية أو الرئاسة أو البرلمان، فالعراق لم يبحث مثل هذا الموضوع فيما هنالك طبعاً أحياناً البحث بيننا، ندعو دول الجوار، ولكن ليس فقط الدول الأربع التي أشار إليها الأخ الموفق بل ندعو جميع دول الجوار العراقي إلى الاجتماع لبحث الموضوع الأمني وكذلك إسهام العراق الفعال أكثر في منظومة الأمن العربي، وفي تحسين علاقاته مع تركيا وإيران وسوريا والدول العربية الشقيقة، الأردن والسعودية والكويت، لكن ليس هنالك قرار من الحكومة العراقية أو من البرلمان العراقي أو من الرئاسة العراقية بأن نقوم بمثل هذه المنظومة الأمنية التي دعا إليها الأخ الدكتور موفق.

العربية: فخامة الرئيس، كثير من المرشحين تكلموا عن تأثير واضح وعن تدخل واضح لإيران في هذه الانتخابات، هل تقر فخامة الرئيس بهذا التأثير؟ أو بهذا التدخل المباشر؟

الرئيس طالباني: إذا كان المقصود بالتدخل أن إيران تتعاطف مع بعض المرشحين وقد تساعد بعض المرشحين مالياً فلا أستبعد ذلك، ولكن إذا كان المقصود بالتدخل هو التدخل الفعلي واليومي والإداري فأستبعد ذلك.

العربية: لا تمانع أن يكون هناك مثلاً تمويل لبعض الجهات من قبل إيران؟

الرئيس طالباني: والله أكون صريحا كالعادة معك، أنا لا أستبعد أن تكون هنالك جهات لها علاقة مع إيران أو مع الدول العربية تتسلم المساعدات، فالأموال تأتي إلى العراق من جميع الجهات المحيطة بالعراق، هذه..

العربية: هذا واقع..

الرئيس طالباني: هذا واقع، لكن أنا لا أستطيع أن أحدد بالضبط إيران تساعد من، ومثلاً سوريا تساعد من، وتركيا تساعد من، فهذه مسائل سرية تقريباً ستنكشف فيما بعد وليس الآن.

العربية: أليست لديك مخابرات فخامة الرئيس يوصلون لك التقارير؟

الرئيس طالباني: نعم. توجد مخابرات وتوجد تقارير وتوجد أقاويل، ولكن الدولة أو السياسي الرصين لا يستطيع أن يبني سياسته على ضوء الشائعات والإخبارات والاقتراحات التي تأتي من هذه الدولة.

العربية: إذاً الرئيس الرئيس طالباني يعرف من يقبض وممن يقبض، لكنه لا يريد القول على برنامج "بصراحة" من يقبض وكم من العراقيين؟

الرئيس طالباني: والله لا أعرف هذا الرقم، صدقني لا أعرف هذا الرقم.

العربية: مام جلال أريد أن أتكلم وليس فقط عن الانتخابات، يعني أستفيد من حضورك ووجودك معنا يقال اليوم أن هناك صفحة جديدة بين إيران وأميركا وأن هناك حواراً جديداً، ويقال أن الأميركيين يحاورون ويريدون أن يحاوروا إيران انطلاقاً من إمساكهم للورقة العراقية، انطلاقاً من إمساكهم أيضاً لورقة فلسطينية لذراع موجودة في لبنان من خلال حزب الله، كم تريد أن تعتبر أن العراق هو ورقة ويمسك بها الإيراني للتفاوض مع طهران؟

الرئيس طالباني: أنا أعتقد أن حواراً أميركياً إيرانياً جدياً هو في مصلحة الجميع، في مصلحة العراق وإيران وأميركا، وكنت من الذين عملوا من أجل تحقيق هذا الحوار، وتوسطت بين طهران وواشنطن عدة مرات، وكنا على وشك أن نحقق لقاءً على مستوىً هام في إحدى المرات لولا كشف هذا اللقاء من قبل الأميركان، وأنا أعتقد أن الطرفين الأميركان والإيرانيين سيستعملون جميع الأوراق الموجودة على المائدة في موضوع العلاقات الأميركية الإيرانية، ولكن أنا شخصياً لا أخشى لأن الورقة العراقية هي الآن بيد العراق، العراق هو الذي يمسك الورقة العراقية الآن، وخاصةً بعد توقيع اتفاقية "سوفا"، فأنا لا أخشى من أي حوارات أو مفاوضات أميركية إيرانية، ولا أعتقد أنها تكون على حساب العراق.

العربية: وأيضاً ضمن نفس الإطار عينت الحكومة العراقية أول سفير لها في سوريا، طبعاً منذ 30 سنة يمكن، هل هذا يعني أن العراق راضٍ عن سوريا بأنها كانت متهمة دائماً أنها وراء تسريب مقاتلين أجانب إلى العراق، هل انتهى هذا الموضوع؟ وهل تعيين هذا السفير ينهي هذا الملف؟ أم ما زالت هناك بعض الاتهامات لسوريا بهذا الصدد؟

الرئيس طالباني: كما تعلم أنني أفتخر بأن لي علاقة خاصة مع سوريا منذ أيام الرئيس الخالد حافظ الأسد، وأنني استعملت هذه العلاقة منذ أن توليت رئاسة الجمهورية من أجل تحسين العلاقات العراقية السورية والإيرانية العراقية، أنا شخصياً أعتقد أن علاقات طبيعية دبلوماسية تجارية نفطية صناعية بين العراق وسوريا هي في مصلحة البلدين، وعندما زرت سوريا عملت ومعي وفد كبير يمثل كل الأطياف العراقية وكل الأحزاب والقوى العراقية من أجل تحسين العلاقات العراقية السورية، ومنذ ذلك اليوم بدأت العلاقات السورية العراقية تتحسن، وبدأت الشكاوى عن التدخل تقتصر على مسائل جانبية وليست هامة كالسابق، الآن أنا أرى جواً جديداً في العلاقات بين سوريا والعراق، وفي لقائي الأخير مع الأخ الدكتور بشار الأسد في الكويت اتفقنا على تعزيز هذه العلاقات وعلى تطويرها وعلى توسيعها، ونحن في العراق أيضاً عينا سفيرنا في دمشق لتعزيز هذه العلاقة، ونحن نبحث الآن موضوع تجديد أنبوب النفط المار بسوريا إلى البحر الأبيض المتوسط، والشعبة المارة أيضاً بلبنان ونسعى إلى تحسين علاقاتٍ أخرى مع سوريا، فأعتقد أن سوريا تدرك أهمية العلاقات مع العراق وأن سوريا تدرك أن علاقات طبيعية مع العراق هي في مصلحتها، وأنا أعتقد أننا استطعنا في اللقاء الأخير مع الأخ الدكتور بشار الأسد أن نشرح له حقيقة الاتفاقية العراقية الأميركية والوضع الجديد في العراق والمهام الملقاة على الحكومة العراقية في العهد الجديد بعد الاتفاقية، وأنا أعتقد أننا توصلنا إلى نتائج مشتركة ومثمرة آمل أن تكون زيارة سفيرنا إلى دمشق بداية لعهد جديد في العلاقات بين العراق وسوريا.

العربية: فخامة الرئيس كنت موجوداً في الكويت ويعني طبعاً استمعت إلى النقاش الذي حصل، واستمعت إلى كلمة جلالة الملك عبد الله الذي قال أن مبادرة السلام هي على الطاولة الآن ولكنها لن تبقى إلى الأبد، هل تؤيد هذه النظرة إلى المبادرة العربية أم تؤيد أن ما قاله الرئيس الأسد أن هذه المبادرة العربية قد ماتت؟

الرئيس طالباني: أنا لا أعتقد أن المبادرة قد ماتت، أنا أؤيد ما تفضل به خادم الحرمين الشريفين وأعتقد أن هذه المبادرة موجودة وهي على الطاولة، ولكن كما هو تفضل وقال لا يمكن أن تبقى هذه المبادرة إلى الأبد بدون تجاوب من الجانب الإسرائيلي، لذلك أنا أعتقد أن هذه المبادرة مبادرة ضرورية وخاصةً أن الأخ أبو مازن شرح بصورة واضحة الاحتمالات الثلاثة، هي أولاً: لا حرب ولا سلم وهو احتمال مرفوض، الاحتمال الثاني: هو الحرب وهو أيضاً احتمال غير مقبول، والاستعدادات غير كافية لها، ثالثاً: احتمال المبادرة العربية، المبادرة العربية أعتقد هي مبادرة عادلة وموزونة ومتوازنة وعلى العقلاء والمدركين لمصلحة بلدهم في تل أبيب أن يوافقوا على هذه المبادرة وأن يتخذوا موقفاً جديداً ومؤيداً لهذه المبادرة.

العربية: فخامة الرئيس سؤالي ما قبل الأخير وأعود إلى نقطة البداية إلى الانتخابات، وأنا سمعت عن أن هناك الكثير من الأفرقاء الذين غابوا عن السياسة في الانتخابات الأولى عادوا إلى رشدهم كما قال بعض السياسيين العراقيين، وسيشتركون ويشاركون اليوم في هذه الانتخابات، نرى اليوم أن الأمان أفضل بكثير، الوضع الأمني مستتب، ونرى العراقيين يخرجون مساءً والأمور تتحسن بشكل واضح، إلى من يدين العراقيون بهذا الأمان اليوم؟

الرئيس طالباني: الحقيقة أنه لا بد من تقدير وتثمين دور التحالف الدولي الذي لعب دورا كبيرا في إسقاط الدكتاتورية وكذلك في استتباب الأمن والنظام في العراق، ثانياً: يجب أن نؤيد ونقدّر ونبارك جهود الجماهير العراقية سواءً كانت الجماهير العربية والكوردية والتركمانية الشيعية أو السنية كلها أدركت أن من مصلحتها أن تتصالح وأن تتعاون وأن تتعاضد فيما بينها ضد الإرهاب باعتباره آفة خطيرة معادية للجميع، وكذلك للقوات المسلحة العراقية دور في هذه الحالة الجديدة، القوات العراقية من جيش وشرطة قدّمت تضحيات كبيرة من أجل فرض الأمن والاستقرار وحكم القانون في البلاد، ثم إن القوى السياسية الفاعلة دعت دائماً إلى المصالحة وإلى إنهاء القتال الداخلي، ثم هنالك حقيقة أخرى وهي أن الذرائع التي كانت بعض القوى التي تدعي أنها معارضة وطنية عراقية أن هذه.. الذرائع سقطت من أيديها لأن هذه القوى تطالب بجدولة انسحاب القوات الأميركية، الآن أصبحت جدولة واضحة، وأن الأميركان أكثر استعجالاً من العراقيين في الانسحاب من العراق، ثم لم يعد هنالك أي مبرر لحرب عصابات ضد القوات التي تريد أن تغادر العراق بمحض إرادة حكومتها.

العربية: هل انتهت القاعدة في العراق فخامة الرئيس؟

الرئيس طالباني: ضعفت القاعدة كثيراً، والمهم أن الجو الشعبي المعادي للإرهاب أصبح جواً عارماً وواسعاً، وأن الناس بدأوا يستاءون ويعتقدون أن هذه الجرائم التي ترتكب باسم الإسلام، والجرائم التي تذكر ضد الإنسانية من قتل عشوائي وأعمى، وكذلك من جرائم تضر بالاقتصاد الوطني أن هذه كلها معادية للشعب العراقي، لذلك فالناس لم يعودوا يسابقون أو يؤيدون هذه العمليات أو يسهلون مهمات المنظمات الإرهابية، بل بالعكس أصبح الناس الآن يتعاونون مع القوات الحكومية لمعاداة ومحاربة الإرهابيين وما الصحوات مثلاً إلا مثل على ذلك وما تعاون القوى السياسية ضد الإرهاب إلا مثل آخر على هذه المقولة.

العربية: فخامة الرئيس أختم بالسليمانية وسؤالي عن السليمانية وقد طرحت هذا السؤال نفسه على الصديق الدكتور برهم صالح منذ حوالي شهر، سمعت أنك اخترت وبسبب لا نعرفه أنه في غيابك يكون الدكتور برهم صالح والأخ والصديق أيضاً كوسرت يتحملان كل المسؤوليات عنك ويتخذون القرارات، هل هذا انسحاب أو إعلان انسحاب من قضايا السليمانية؟ هل هذا لحسم الخلافات داخل الحزب وما يقال عن صراعات وخلافات؟

الرئيس طالباني: لا. ليس كل ذلك إنما هو لتسهيل مهمة المكتب السياسي والقياديين الموجودين على الأرض في البلاد في كوردستان، ولكي لا يتعطلوا في اتخاذ القرارات اللازمة بحجة غياب الرئيس أو الأمين العام للاتحاد الوطني الكوردستاني، والهدف هو تعزيز القيادة الجماعية في الحزب وكذلك تسهيل أمور الإنجازات والإصلاحات المطلوبة الآن في الحكومة وفي الحزب وفي المنظمات الديمقراطية وفي المجتمع.

العربية: كلمتك الأخيرة فخامة الرئيس للعراقيين عشية هذه الانتخابات؟ وهل تعتقد أن هذه الانتخابات ستفرز واقعا سياسيا جديدا يمهد للانتخابات النيابية وبالتالي لحكومة جديدة وشخصية جديدة تترأس الحكومة؟

الرئيس طالباني: أتمنى أن تؤدي هذه الانتخابات إلى اختيار ممثلين حقيقيين للشعب العراقي وأتمنى أن تكون هذه الانتخابات تجربة ديمقراطية ناجحة جديدة في العراق، وأرجو من أخواتي وإخواني العراقيين أن يساهموا بفعالية في الانتخابات وفي اختيار من يرونه كفوءاً وقادراً على تنفيذ مصالحهم، وأنا أعتقد أن هذه الانتخابات ستعطي نتائج ومعطيات جديدة، وعلى ضوء هذه المعطيات يمكن التفكير بأن البرلمان القادم أيضاً سيكون نوعاً ما مختلفاً عن البرلمان الحالي، أما هذه الانتخابات المحلية هل ستؤدي إلى تغييرات في الحكومة أم لا فهذا شيء لا يمكن التكهن به الآن، لأن الانتخابات هي انتخابات محافظات وانتخابات فرعية وليست انتخابات برلمانية وطنية عامة، لذلك أعتقد أن هذه الانتخابات مهمة جداً لبيان أولاً نسبة تمتع القوى بثقة الشعب، وكذلك لبيان حقيقة أن العراقيين راغبون في التطور والتغيير والإصلاح، لذلك أنا أملي كبير بأن هذه الانتخابات ستكون فاتحة المرحلة الجديدة التي بدأت بعد اتفاقية "سوفا" مع الولايات المتحدة الأميركية.

العربية: فخامة الرئيس أنا أيضاً أود أن أشكرك، وأقدر لك هذه الإطلالة، في المرة القادمة بالسليمانية نكون ضيوفك كما جرت العادة تعذر علينا الوصول هذا الأسبوع.

الرئيس طالباني: إن شاء الله.

العربية: نتمنى للعراقيين ولجميع اللوائح التوفيق وللعراقيين تحديداً حسن الخيار في الانتخابات التي أيضاً نتمنى أن تكون نموذجا في منطقتنا العربية.

الرئيس طالباني: أنا أشكرك جداً على تهيئة الفرصة لي لإبداء ملاحظاتي، وكذلك أتمنى أن تزورنا في بغداد أيضاً، والآن بغداد والحمد لله آمنة وبإمكانك أن تتجول أو بإمكاننا أن نتجول معاً، وأنا أعطيك وعدا إذا جئت إلى بغداد نذهب معاً إلى شارع أبو نواس حيث سنأكل المسكوف العراقي المعروف هناك على الشارع العام.

العربية: إن شاء الله بالصحة فخامة الرئيس، شكراً لك.

الرئيس طالباني: أهلاً وسهلاً ومرحباً بك.

160.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات