لقاء مع السكرتير العام لحزب الحق والحرية في تركيا
الثلاثاء 30 كانون الأوّل / ديسمبر 2008, 19:55
كورداونلاين
الكرد في سوريا كانوا العون لاخوانهم الكرد في إيران والعراق أيضا، في الأجزاء الثلاثة.وخاصة في هذه المرحلة.
لقاء مع الأخ بايرام بوزيال
السكرتير العام لحزب الحق والحرية في تركيا(Heq-Par)
Dimoqrqti.com
أثناء تواجد وفد من حزب (الحق والحرية) إلى إقليم كردستان العراق، وزيارتهم إلى مكتب الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا بالسليمانية، وبتاريخ 24/12/2008 أجرى موقع (dimoqrati.com) اللقاء التالي مع الأخ بايرام بوزيال السكرتير العام للحزب الذي ترأس الوفد إلى الإقليم. وفيما يلي نص اللقاء :
* الاخ بايرام بوزيال السكرتير العام لحزب (Heq-Par) في تركيا، نرحب بكم وبوفدكم المرافق ونتمنى لكم إقامة طيبة في إقليم كردستان، ونرجو ان تكونوا قد وفقتم في زيارتكم .
- في البداية، أشكركم جزيل الشكر على حسن استقبالكم وضيافتكم لنا، وعلى مبادرتكم في تقديم المساعدة لوفدنا، في الحقيقة أنا ممتن لكم جدا جدا، واحيي نضال حزبكم، الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، كما أحيي من صميم قلبي سكرتير الحزب، المناضل المعروف والسياسي القدير الأستاذ عبد الحميد درويش، وأتمنى له الصحة والعافية، كما أتمنى لحزبكم النجاح والموفقية.
باسمي وباسم وفد حزب (Heq-Par)، وباسم رفاقنا في الوطن، نشكركم ونشكر حزبكم الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا .
* من المعروف أن حزب (Heq-Par) يعمل في تركيا بشكل قانوني وعلني، ويناضل من أجل الفيدرالية كحل للمسالة الكردية هناك، كيف تعرّف القراء على أسلوب نضالكم، وعلى حزب (Heq-Par) بشكل عام ؟.
- كما هو معروف، فان حزب (Heq-Par)، تأسس في عام (2002) وكان الأستاذ عبد الملك فرات (حفيد الشيخ سعيد بيران) سكرتيرا للحزب، وانعقد مؤتمرنا الثالث في (26/10/2008)، وانتخبتُ في هذا المؤتمر سكرتيرا عاما للحزب، كما انتخب أعضاء المجلس الحالي واللجنة القيادية الحالية في هذا المؤتمر .
ومع أن حزبنا تأسس في (2002)، الا انه يعد وريثا واستمرارا لنضال الخمسين سنة الأخيرة في مسيرة شعبنا( عبيد الله النهري- البدرخانيون- الشيخ محمود البرزنجي....) وعلى مدى قرنين من الزمن ما تزال حركة الحرية مستمرة في نضالها.والحكومة التركية تأسست على سياسة إلغاء وجود الشعب الكردي، لكن شعبنا انتفض وقاوم هذا الظلم، والانتفاضة الأولى كما تعلمون كانت انتفاضة (الشيخ سعيد)والتي أطلقت شرارتها سنة 1925، وبعدها كانت انتفاضة (اغري) بقيادة خويبون عام 1930 ، وكانت انتفاضة (ديرسيم) بعدها، ولكن بعد هذه المدة الطويلة، مرت فترة سادها الجمود، كما توقفت وقمعت الانتفاضات الكردية.
ولكن في الستينات، وخاصة بعد عام 1970 برزت بوادر حركة الحرية وبقوة من جديد، وتوسعت حركة التنظيمات الكردية بين الطلبة وفي الجامعات بقوة، كما شمل المد القومي القرى والقصبات الكردية في كردستان تركيا، وكمثال على ذلك: في السبعينات كانت رئاسة بلدية ديار بكر وبعدها بلدية باطمان واغري في يد أخوتنا، وفي تلك الفترة صدرت صحف باللغة الكردية والتركية مثلا كانت صحيفة (roja welêt ) تصدر باللغتين الكردية والتركية ويوزع منها اكثر من (40-50) ألف نسخة. في الواقع كانت حركتنا ناجحة حينئذ، لأنها كانت تتبع الأسلوب السلمي في النضال، ولهذا كانت الحكومة التركية قلقة واعتبرت هذا المد خطرا عليها، لذلك قام الجيش التركي بانقلاب عسكري واستولى على الحكم في 12/9/1980 ، وقامت بالقضاء على كل النجاحات التي حققتها الحركة الكردية حينها،وقُمع الصوت الكردي وجرت حملات اعتقال ونفي واسعة طالت الآلاف من الكرد، مما أدى إلى هجرة الكثيرين من موطنهم .
في تلك الفترة كانت الظروف تميل الى الكفاح المسلح، واستفاد حزب العمال الكردستاني من تلك الظروف وخاض الكفاح المسلح، وازدادت قاعدته الشعبية يوما بعد يوم وبسرعة. ولكن في اعتقادي وبعد عام 2002 تغيرت الظروف في شمال كردستان، وأصبحت ملائمة للنضال السياسي أكثر، لان العالم تغير بعد زوال الحرب الباردة، كما أن لمشروع انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربي تأثير كبير في هذه التغيرات، وأصبحت مسائل السياسات الشوفينية والعنصرية مثار جدل بين الأوساط الحاكمة في الدولة التركية.
كما تعلمون، في السنوات الأخيرة يعترف حتى الجنرالات الأتراك المتقاعدين بان تلك السياسة القديمة القائمة على إلغاء الكرد قد ولت، ولم تعطي أية نتيجة. وقد مضى أكثر من سبعين عاما على سياسة الحرب والإلغاء والنفي بكل أشكالها ضد الكرد( الحرب ، الصهر العنصري ،الإنكار ، التهجير ) .. مورست ولكن القضية الكردية بقيت واستمرت .
إذا يجب العمل بوسائل جديدة، وبطرق سياسية لحل القضية الكردية في شمالي كردستان، وباعتقادي أن هناك توجها جديدا لدى الكرد أيضا، لان pkk لم يعد قادرا على القيام بأعباء المرحلة في شمال كردستان، ولا يستطيع احتواء المتغيرات الجديدة، ويعطينا الحل. الشعب يريد حركة حرة قائمة على التعددية ، وباعتقادي أن (Heq-Par ) تستطيع ان تتجاوب مع هذه المتغيرات الجديدة، لان (Heq-Par ) حركة سياسية مطالبة بالحرية ،وهي حركة تعددية ، والمطلب الوطني في أولويات نضالها وتتجاوب مع المستجدات والقيم الجديدة وتعلم توجه المتغيرات الدولية في المنطقة وفي أوربا وفي تركيا ، لذلك نقول إننا قادرون على احتواء الظروف الجديدة، ونعطي الأجوبة الكفيلة لحل القضية الكردية في شمالي كردستان، حزب العمال الكردستاني أنهى دوره، وزمن الكفاح المسلح قد مضى، والأحزاب التي تقوم على التفرد والشخصنة الفردية لم تعد قادرة على القيام بأعباء المرحلة، و أصبحت عائقا، ومن الضروري قيام حركة جديدة كي تعطي الحلول والإجابات لحركتنا الكردية. وباعتقادنا أن (Heq-Par ) هي القادرة في الوقت الحالي على تقديم هذه الحلول، ولكننا في الوقت الحالي لسنا مستعدين لاحتواء ذلك ، او بالأحرى مازلنا لم نخلق القاعدة لذلك، ولكننا مؤمنون بأننا سنكون قادرين على احتواء القضية الكردية في المستقبل ونعطي الأجوبة والحل للشعب الكردي في شمال كردستان.
في هذا الإطار، وفي السنة الجديدة 2009 ستقام الانتخابات في تركيا في شهر آذارالمقبل، وهذه فرصة جيدة لنا كي نعرّف الشعب الكردي على سياسة حزبنا وبهذه الطريقة نستطيع أن نعلن أهداف حزبنا للملأ ونكون قادرين على القيام بدور ايجابي في تعريف قضيتنا الكردية للرأي العام التركي والعالمي أيضا، لذلك سوف نشارك في الانتخابات القادمة في كل الولايات والقصبات الكردية وكذلك في المتروبولات والمدن التركية ذات التواجد الكردي الكثيف،هذه بالنسبة لنا بداية وباعتقادنا إننا بعد الانتخابات سوف نوسع من علاقاتنا مع الأحزاب الأخرى ومع أوربا والدول الكبرى .. إننا نثمن تجربة جنوب كردستان وننظر إليها بأنها مكسب تاريخي للشعب الكردي ونعتبرهم سندا لنا، ويجب أن نحافظ على هذا المكسب.
قمنا بزيارة كردستان الجنوبية للتواصل مع الأحزاب الكردستانية في هذا الجزء لنتعارف ونطور علاقاتنا ووبحث القضايا المشتركة ولزيادة التقارب فيما بيننا.
*كيف هي علاقتكم مع الحركة الكردية في سوريا؟.
- أحب ان أتوقف على علاقتنا مع الكرد السوريين وخاصة علاقتنا مع الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا.
الكرد الذين يعيشون في سوريا لهم دور اخوي على الأجزاء الثلاثة الأخرى من كردستان، وهم كانوا العون للسياسيين والكوادر الكرد في الأيام العصيبة، عندما قام الانقلاب العسكري في تركيا واجبر الكرد على الرحيل من ديارهم، نزحوا إلى سوريا وعاشوا لشهور وسنوات في بيوت أخوتهم الكرد هناك كما لو أنهم في بيوتهم ، وانا متأكد بأن لذلك وان كان تعدادهم وجغرافيتهم أصغر، الا ان دورهم كان كبيرا. لذا هم مساهمون في المكتسبات المتحققة الكرد في سوريا كانوا العون لاخوانهم الكرد في إيران والعراق أيضا، في الأجزاء الثلاثة.وخاصة في هذه المرحلة.
وفي هذا المجال لايسعني الا ان أبين الدور الذي قام به الأستاذ حميد درويش وحزبه الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي،دور كبير ولا يمكن اختصاره بكلمات ، لان الأستاذ عبد الحميد ليس رئيسا لحزب فقط، بل هو سياسي كردي وقائد كردي،ولا انظر إليه باعتباره سكرتيرا للحزب الديمقراطي التقدمي فقط ، لأنه قد تتواجد أحزاب كثيرة وأمناء عامين لهذه الأحزاب، الا ان بعض الأشخاص لهم دور متميز، لهم دور تاريخي، ولهم دور قومي وتأثيرهم كبير، والأستاذ حميد هو من هذا النوع من الأشخاص.
أنا مضطلع على دور الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا في سنوات الثمانينات عندما استولى الجيش التركي على الحكم، واضطر رفاقنا وأصدقائنا للنفي والهجرة هربا من الاعتقال والتعذيب. كان المكان الأول الذي توجهوا إليه ووجدوا فيه الملجأ، كانت سوريا، وتلقوا المساندة والمساعدة من الكرد في سوريا، لقد دعموا أكراد شمال كردستان كما ساندوا الكرد في الأجزاء الأخرى من كردستان.
هذا العمل يستحق فائق التقدير، ولا تكفي الكلمات لوصف مثل هذا العمل، لهذا انأ أجد نفسي شاكرا للكرد في سوريا وخاصة للحزب الدمقراطي التقدمي الكردي في سوريا والأخ حميد درويش، لدورهم الايجابي الذي قاموا به تجاه الكرد في شمال كردستان وجنوبها وشرقها.
واليوم أيضا كما اعلم فان الأستاذ حميد درويش يقوم بدور هام ليس فقط في شمال سوريا و في المناطق الكردية فحسب ، بل انه يقوم بدور هام في عموم سوريا، وكمثال على ذلك فله دور رئيسي في (إعلان دمشق) لكي تتقدم المعارضة الديمقراطية ولتحقق أهدافها ، وأنا أجزم بأنه مثلما يلقى التقدير والاحترام من جانب الكرد فهو كذلك يحظى بنفس التقدير والاحترام في الوسط العربي ، وبين القوميات الأخرى أيضا، ولهذا منحوه هذا الدور بان انتخبوه نائبا لرئيس إعلان دمشق، وعلى حد علمي فان الأستاذ حميد درويش قام بدور ايجابي في التحالفات والتواصل بين أطراف الحركة الكردية في سوريا، واعتقد بأنه مستمر في عمله هذا.
كما قلت فان الأستاذ حميد ليس سكرتيرا للحزب الديمقراطي التقدمي فقط ، لا بل هو شخصية لها خصوصيتها، ولهذا له مكانته الكبيرة في جنوب كردستان، وله علاقات مع كل الأطراف هناك ويقوم بدور ايجابي بينها. اعتقد بان الشعب الكردي سيعرف قدر هذا الشخص ، وهو اليوم يعرف ذلك ، وفي المستقبل سيعرف أكثر، بان كل نضال وكفاح لا يذهب سدى ، ولهذا اكرر تمنياتي بالنجاح للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ولقيادته وكوادره ومؤيديه، وبشكل خاص الأستاذ عبد الحميد درويش .
* كلمة أخيرة تود أن تقولها عن زيارة وفدكم إلى كردستان المحررة؟.
- نحن سعداء كثيرا لقدومنا إلى هنا، أولا: لأننا تبادلنا وجهات النظر بيننا وبين الأحزاب الكردية من جنوب كردستان ومن الشرق ومن الأحزاب الكردية في سوريا ومن قياداتهم وسمعنا آرائهم ، وهذا أمر جيد لنا.
ثانيا: تحدثنا عن رأينا وشرحنا سياستنا لكافة الأحزاب الكردية المتواجدة هنا من الجنوب والشرق ومن الأحزاب الكردية في سورية، واعتقد بأننا وضحنا لهم رأينا، واستفدنا منهم أيضا، وأتمنى أن تدوم هذه العلاقات والحوارات ، وسوف نطور هذه العلاقات قدر المستطاع وأن نعمق النقاط المشتركة بيننا،وخاصة المسائل القومية والديمقراطية ، وأن نخطو خطوات متقدمة في هذه العلاقات ، كما أننا مسرورين لوجود هذا التقارب بين الأحزاب الكردية من الأجزاء الأربعة.
أنا ككردي ورئيس لحزب (Heq-Par ) أيضا ابتهج كثيرا ويشد من عزيمتي أكثر أن أجد الكرد قد تجاوزوا العديد من النقاط العالقة .. وأن أجد أن التنظيمات الكردية تتمسك بالفكر القومي وتطبق الديمقراطية في أفكارها ومبادئها أكثر فأكثر ، وهذا مبعث سرور وسعادة لنا. مرة أخرى أشكركم جزيل الشكر لإتاحة هذه الفرصة لنا ولحسن الاستقبال والضيافة، وأتمنى أن ألقاكم مستقبلا .
أجرى الحوار موقع : dimoqrati.com