الأحد 08 أيلول / سبتمبر 2024, 03:22
العمارة الطينية في الجزيرة السورية




تكبير الحروف : 12 Punto 14 Punto 16 Punto 18 Punto
العمارة الطينية في الجزيرة السورية
الثلاثاء 30 كانون الأوّل / ديسمبر 2008, 03:22
كورداونلاين
إن اكبر خطوة في ارتقاء الإنسان تكمن في انتقاله من مرحلة البداوة إلى مرحلة الزراعة وتأسيس القرية

فالإنسان اضطر إلى الارتباط برقعة محددة من الأرض، بعد أن طال انتقاله من مكان إلى آخر، معتمداً في معيشته على الصيد والتقاط الغذاء البري، ومسألة سكن الإنسان واستقراره، تعود إلى عوامل اجتماعية مرتبطة بنمط حياته.

تحدث الدكتور ازاد احمد علي عن العمارة الطينية قائلاً: عند إضفاء صفة القرية على هذه التجمعات السكنية، فهي غير مخصصة في الزراعة حصراً، بل كانت تمثل ذروة النشاط الإنساني الواعي على الصعيدين الفردي والجماعي ويعّد كامل تاريخ العمارة منذ نشوئها وحتى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، تاريخاً للعمارة الريفية القروية، وإن ارتقاء العمارة كان في منتصف الألف الثامن قبل الميلاد، حيث بدأت من حفر صغيرة محفورة في الأرض، أو منقورة في الصخر بشكل دائري، ومغطى بطبقة طينية، والسياج الذي يحيط بدائرة المسكن مشيد من الطين فعمارة "تل حلف":«هي إحدى المنعطفات المهمة في تاريخ عمارة منطقة الجزيرة السورية فهي حلقة وصل بين حضارات كثيرة سابقة ولاحقة والتي تركت نموذجاً فريداً من نوعه للعمارة وتتمثل في الدمج بين المنزل الدائري والمستطيل». ويضيف الدكتور إن من مزايا العمارة في هذه المنطقة أنها تتسم بأسقفها الخشبية والقشية السميكة وتغطى بطبقة من اللبن ثم تُدحل حيث إن القش كان يوفر طبقة عازلة للسطح أما النوافذ فالمناخ ساهم في تحديد أبعاده واتجاهه فالبناء كان يبنى من اللبن الطيني أما الأسطح مستوية  والنوافذ كبيرة نسبياً وغرف السكن الرئيسية موجهة نحو الجنوب (القبلة) ولكل منزل له صحن (حوش) لحماية المواشي أما الخلية الأساسية للمنزل الريفي في الجزيرة السورية فهي مؤلفة من غرفتين وصـالون وبعد التحسن المعيشي ظهر مساكن بأربع غرف وصالون وثمة غرفة كبيرة (مضافة) كانت تبنى للمخاتير والأغوات وتكون عادة خارج المنزل وقد تصل أبعادها إلى 6×20 م بارتفاع قد يتجاوز الأربعة أمتار».

فالمادة الأولية للبناء في التاريخ كانت الطين حيث شيدت المساكن في الجزيرة السورية من الطين قبل نحو أكثر من ستة آلاف سنة قبل الميلاد .

واغلب المدن في منطقة الجزيرة السورية كانت بنائها من الطين كمدينة "القامشلي وعامودا والدرباسية وتل تمر" التي تعلموا من الفرنسيين بناء القباب عندما اصطحبوا الفرنسيين المعماريين من مدينة "حلب" .

لقد ظلت القرى في الجزيرة السورية مصدر الأصالة وينبوعاً لاستمرار الحياة الاجتماعية والاقتصادية وحافظت على أقدم التقاليد المعمارية حتى يومنا هذا .

يذكر أن الدكتور "آزاد أحمد علي" حاصل على شهادة الهندسة المدنية سنة/1984/م وكذلك حصل على دبلوم تاريخ العلوم التطبيقية سنة/1987/م وماجستير في تاريخ العلوم التطبيقية ببحث عنوانه «الملامح الهندسية للتراث في الإنشاءات الريفية سنة 1991م».

ومؤخراً دكتوراه في تاريخ العلوم التطبيقية ببحث عنوانه «التطور الفني والتقني للعمارة الطينية في الجزيرة الفراتية /2006/م من جامعة "حلب" وهو ما ميزه إذ تناول فيها البيوت الطينية التي تميز البناء الريفي والقروي في الجزيرة.

                                                                    محمد خلو

211.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات