مجلس عزاء للمرحوم نذيز مصطفى في دبي
الجمعة 26 كانون الأوّل / ديسمبر 2008, 09:22
كورداونلاين

ألقيت في الختام كلمة أل الفقيد ألقاها نجل الراحل الكبير السيد سربست محمد نذير مصطفى
مجلس عزاء في دبي
أقيم في الشارقة يوم الخميس الواقع في 25/12/2008 مجلس عزاء و بدعوة من أل الفقيد الكبير محمد نذير مصطفى في قاعة الاتحاد النسائي من الساعة السابعة و حتى العاشرة مساءا حضره لفيف من أبناء الجالية الكردية في الدولة و شخصيات عربية متعددة و قد افتتح مجلس العزاء بدقيقة صمت و من ثم ألقيت كلمة سكرتير اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا – البارتي – قرأها بالنيابة الأستاذ الشاعر إبراهيم اليوسف و من ثم تليت برقية السيد الرئيس مسعود البرزاني الموجهة إلى اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا – البارتي – و كلمات لبعض رجال الدين و كلمة منظمة حقوق الإنسان في سوريا – ماف – ألقاها المهندس قاسم دياب و من ثم ألقى الأستاذ وليد حاج عبد القادر بصفته معتقل سياسي سابق كلمة هذا مضمونها :
أل الفقيد ... الحضور الكرام ...
في هذه اللحظات المؤلمة و نحن مجتمعون هنا ليعزي كل منا الأخر في هذا المصاب الجلل .. تعجز في الحقيقة الجمل و العبارات أن تفي الراحل الكبير حقه إن كانسان مثقف واع .. مهني بارع .. أب حنون .. سياسي و مناضل محترف .. صلب من الطراز الأول قضى جل عمره في خدمة قضايا شعبه المضطهد ..
أيها السادة :
من ديريك تلك البلدة الصغيرة القابعة في أقصى الأقاصي من سوريا .. هذه البلدة المنسية استحالة .. الغائبة الحاضرة أبدا ولد المناضل الكبير .. و اذكر و قد كنت طفلا تلك البقعة القريبة من // بخجي بلدية // و ذينك الدارين الكبيرين / دار عمر و مصطفى شمس الدين / .. و مع الجرعات الأولى للروح الوطنية التي كنا نتلقاها من ذوينا على هدير الطائرات العراقية القاذفة آنذاك و هي تخطئ في سمتاتها فتخترق أجواء بلدتنا و أصوات المدافع و الدبابات التي كانت تأتينا مساءات ديريك الهادئة آنذاك علمنا بأن هذه العائلة هم سليل قادة ثورة صاصون الكردية في كردستان تركية .. و كذلك ابنهم الشاب الذي يدرس الحقوق و على أبواب أن يصبح محاميا .. صدقوني آنذاك كنت أتطلع إلى هامته .. و أنا الطفل كمن يقف في أسفل الوادي يتأمل قمة الجبل ... أجل أبا بسام .. ما خاب الظن فكنت الجبل و أضحيت القمة ... و أصبحت المثل لنا و نحن لم نصبو بعد و كبرت و كبر حلمنا فيك فغدوت القدوة في مجال النضال و بحكم العلاقات الأسرية أيضا / كان عمه المرحوم عمر شمس الدين من معتقلي الستينات برفقة والدي و صورتهما ما زالت تزين غرفة الوالد للآن / ... كنا على تماس مع أخبارك أثناء اعتقالك في السبعينات و يشهد لك معتقلوك قبل رفاقك و أصدقاءك مدى صمودك و تحديك و من ثم إصرارك على مواقفك و جميعنا نعلم بأنك رفضت و بتحد و إصرار على عدم توقيع أي تنازل أو تعهد و لعلها الأولى في حياتك كنت الأخر و لكن في إطلاق سراحك ...
كبرت أكثر – نظري – عندما خضت أنا تجربتي المتواضعة في التحقيقات الأمنية و من ثم فترة الاعتقال و عرفت بالتجربة كم كنت مناضلا قويا و لم أستغرب حين قررنا نحن المعتقلين الثمانية في الزنزانة الواحدة و الحصار يطوقنا أن يكون // محمد نذير مصطفى – دهام ميرو – المرحوم محمد فخري – المرحوم كنعان عكيد – و خالد مشايخ / مثالنا .. نعم لقد اتفقنا نحن الثمانية أن نبلغكم قرارنا هذا في أول زيارة .. و هذا ما حصل ...
أيها الفقيد الكبير : أنحني بهامتي إجلالا لتاريخك المليء بالنضالات و التضحيات و أنا على ثقة تامة بأن شعبنا الكردي سيتذكر مسيرتك النضالية و ستتناقلها الأجيال لبعضها البعض .. حقا لقد مضت السنين طويلا أبا بسام .. كنا نلمحك عن بعد و نؤشر بأصابعنا صوبك ذاك هو المحامي نذير و لم تسعدنا اللحظات للقياك و الجلوس معك إلا هنا في دبي و كأنك كنت قررت الوداع ..
الفقيد الغالي .. المناضل الكبير : ..
غادرتنا و في قلبك حسرة على شعبك الكردي إن من ناحية تشتت حركته السياسية أو من كثرة المشاريع العنصرية المتراكمة عليه .. و هنا نعاهدك كما عاهدتك الألوف المؤلفة التي خرجت وراء جثمانك الطاهر إلى مثواك الأخير .. أجل نعاهدك عهد المناضلين أيها الراحل الكبير أن نبقى أوفياء لمثلك و مبادئك و ستزفها الأجيال إلى قبرك قريبا إن ما صبوت إليه قد تحقق بصمود رفاقك و إخوتك و تلامذتك و كل الغيورين من أبناء شعبك
و في الختام :
يقولون بأنها شمعة و قد أطفئت و أقولها بأعلى صوتي ... إنها شعلة و قد اتقدت .. لك الرحمة في مثواك الأخير .. و لنا جميعا الصبر و السلوان
و السلام عليكم
هذا و قد ازدانت القاعة بصور الراحل الكبير و اللافتات المعبرة عن الخسارة الكبيرة بفقدان هذه الشخصية البارزة باسم أل الفقيد و أبناء الجالية الكردية في الدولة
كما ألقيت في الختام كلمة أل الفقيد ألقاها نجل الراحل الكبير السيد سربست محمد نذير مصطفى