اوجلان:أنا لست خائفاً كما لا أمارس التكتيك
الإثنين 22 كانون الأوّل / ديسمبر 2008, 19:57
كورداونلاين
سأستمر في القيام بما يقع على عاتقي من مسؤوليات رغم كل شيء ، فقد يوقعون بالجميع وحتى تركيا في شرك ألاعيبهم ، ولكنهم لن يستطيعوا الإيقاع بي
ما يجري هو "سايكس-بيكو" ثانية
هو المكان الذي خرجت منه لآخر مرة ، قبل الخروج من الوطن أقمت لشهرين أو ثلاثة أشهر في "قيزيل تبه" ، في قرية في الطرف العلوي منها كان فيها حقول القمح ، كنت مع "فرهاد كورتاي" . قبل الخروج من الوطن كنت في "قيزيل تبه" لشهرين أو ثلاثة ، وكانت مرحلة مهمة وخطيرة جداً , وكنا قلقين جداً ، ثم توجهنا من هناك إلى "piling" ومن هناك إلى "ويرانشهير" ومنها إلى "جيلانبنار" ومنها غادرت إلى خارج الوطن .
في موضوع تسجيل اللقاءات هم متفاهمون مع أوروبا ، وقد حللت هذه الممارسة سياسياً ، بينما المحامون الموكلون عني يمكنهم القيام بما يتطلب قانونياً . هناك قضايا قانونية متراكمة كالجبل ، حيث تظهر هنا خمسين قضية جديدة كل يوم ، لا أعلم ولكن ربما يتم نقاش السياسات التي تمارس هنا في أوروبا بعمق ثم تُتخذ القرارات هناك . حيث تظهر سياسات جديدة كل يوم ، مثل الدمى الروسية "matroska" كلما فتحتها ظهرت أخرى جديدة من جوفها , على المحامين رؤية هذه الأمور ونشرها بشكل جيد .
أستخدم الدواء منذ أربعة أشهر ، ولدي بعض الارتياح ، البارحة جاء بروفيسور من الطبابة الشرعية وأخذوا ستة عينات من الدم بهدف إجراء التحاليل ، يمكن متابعة الأمر .
عليكم تزويد الصحفي الايطالي "Marco Ansaldo" بالمعلومات عن ظروف هذا المكان بشكل جيد , هناك جزء متعلق بالديموقراطيين الطليان في مرافعتي ربما قرأتموه , حيث أقيّمهم وألومهم ، يمكن تزويده بذلك الجزء ، ويمكنكم تزويده بمرافعتي , حيث يمكنه نشر ملخص لمرافعتي في صحيفته والصحف الأخرى ليطرحها للنقاش , وأبعث إليه بتحياتي . إنني أكتب مرافعتي الرابعة وتتألف من سبعة مواضيع في سبعة فصول ، كتبت مها خمسة وبقي موضوعان ، والآخر (المجلد الخامس) لا أرى مانعاً من أن يطول ، فالمجلد الخامس يتعلق بكردستان وسأكتبه فيما بعد ، وصلتكم مرافعتي الثالثة ، هي التي تتألف من أربعمائة صفحة أليس كذلك ؟ لقد كانت تلك مهمة جداً بالنسبة لي ، ما هي الانتقادات المهمة بشأن مرافعاتي التي كتبتها ؟ .
يُفهم أنني أوجدت مصطلحات جديدة ، هذا واضح أليس كذلك ؟ أي أنه لم تتوضح بعض المصطلحات بشكل كاف ولهذا هي غير مفهومة . سأوضح هذه المصطلحات كافياً في مرافعاتي الرابعة والخامسة ، يمكن طباعة مرافعتي هذه من طرف شخص خبير من الناحية الأدبية أو بالأحرى من جانب لجنة متخصصة وعارفة بهذا الأمر ، أي عالمين بالمصطلحات . مرافعاتي هذه مهمة جداً ، فأنا قمت بما استطعت عليه ، فهي مرافعة وشرحت فيها كثيراً من المواضيع ، أما الباقي فيقع على عاتق الأكراد ، ويمكن إرسال المجلدات الثلاث الأولى من مرافعاتي إلى كل من (Negri) و (Hart)، وأبعث بتحياتي الخاصة إليهما وأنا بانتظار نقدهما ، كما يمكن إرسالها إلى الأشخاص الذين ذكرتهم من قبل وإلى المتنورين الأتراك وإلى الصحفيين وبعض علماء علم الاجتماع الألمان ، ويمكن الحصول على آرائهم ، ولكن عليكم أن تقولوا لهم : إن مرافعاتي هذه – هي المرافعات الحقيقية – هي أفضل ما يمكن كتابتها بهذه الإمكانيات المتوفرة ، ولهذا السبب يمكنهم اعتبار مرافعاتي هذه مجرد مدخل ، وإذا توفرت الفرصة في المستقبل فإنني أمتلك القدرة على شرح الأسس الفلسفية والعلمية لها أفضل من هذا بكثير . تقدمي باقتراح لنظام ونموذج لمواجهة أزمة الحضارة القائمة أمر يبعث فيّ النشوة بشكل مذهل . إنني أقرأ لـ "هيغل" ، لدي جوانب مشابهة له ولكنني لم أستنسخ "هيغل" مثلما فعل "ماركس" ، فهو استنسخ "هيغل" وقلَّده . لقد جعل "هيغل" من السلطة محوراً ، بينما أنا أجعل من المجتمع الديموقراطي والحضارة الديموقراطية محوراً . أنا أقوم بتحليل الشبكة المحيطة بي وأفضحها في مرافعاتي ، والأصح إنني أحلل من خلال شخصي الهيمنة والنظام المتحكم بالشعب الكردي وحتى الشرق الأوسط ، وبشكل خاص أشرح بشكل جيد جداً بنية انكلترا المهيمنة على الشرق الأوسط في القرنين الأخيرين ، وأكشف عنها .
الفلسفة مهمة جداً بالنسبة لي ، والآن أقرأ لـ "هيغل" ، وآراؤه مهمة من أجل أوروبا ، وأنا لا أقول إنني أفكر مثله ، ولكن أفكاره مهمة ، فهو يدقق في السلطة .
إنني أشرح السلطة ، ولن أعلن عن نفسي مناهضاً للماركسية ، ولكن "ماركس" والماركسيون خدموا الرأسمالية كثيراً ودلّوها على الطريق ، فالرأسماليون والليبراليون هم أكثر من قرأ ماركس وهم أكثر من استفادوا منه ، واليوم روسيا والصين سببان لبقاء الرأسمالية على قدميها , ولولاهما لما بقي كل من أميريكا وفرنسا وألمانيا وانكلترا في الوضع التي هي عليها الآن . روسيا والصين تجعلان النظام الرأسمالي قائماً سارياً .
حسب المخطط الذي ينعكس على وسائل الإعلام ستُجرى لقاءات مع PKK ، سيضعون هذا المخطط أمامهم ، ليقولوا لهم : "اقبلوا بهذا" ، وسيرغمونهم على القبول به . أي أنني لا أعرف تماماً ، فربما يأتي الحل . لقد قلت : يجب أن يتطور الحل حتى الربيع , فربما تناولوا كلامي هذا واستفادوا منه ، ولا أعلم إذا ما كان البناء الذي يجري تشييده هنا بداية لهذا الأمر .
في الحقيقة الأمر يثير الشكوك , فأنا غير مقتنع تماماً , يجب التقرب بحذر ، والحل الذي لا يشملنا ولا يأخذنا في الاعتبار لن تتوفر له فرصة النجاح ، أنا لا أستطيع توجيه نداء من هنا ، وPKK والآخرون لن يتجرأوا على مثل هذا الأمر , ولا هم مقدِمون عليه , وأنا لا أريد سد الطريق أمام مثل هذا الأمر , فربما تجري بعض الأمور ولكن لا أستطيع معرفة ما إذا كانت مثل هذه الأمور الخفية تبعث على الخوف ، ويجب التقرب بحذر . ربما تفاهموا سراً , وربما يتضمن ذلك التفاهم السري لقاءات معي , ليكون هذا حلاً سرياً للقضية . كلا ، لايمكن حل هذه القضية بتفاهم سري , أنا أطالب بنقاش هذه القضية بشكل مكشوف , وحلها بشكل مكشوف للشعب .
يجب حل هذه القضية بشكل مكشوف للشعب , أنا أسمي هذا الأمر المعقود من طرف الرباعية بـ "سايكس-بيكو" ثانية , فقد عقدت "سايكس-بيكو" سراً ,وتم الكشف عنها بعد سنة أي في عام 1917 من طرف "لينين" , فلو لم يتم الكشف عن هذه المعاهدة من طرف "لينين" لما استطاعت تركيا إنقاذ هذا القدر مما أنقذته , ولخسرت أكثر بكثير , فإلى أي حال وصل إليه الشرق الأوسط بتلك المعاهدة ؟ . فإن وُجدت "سايكس-بيكو" ثانية فإن الشرق الأوسط والأكراد سينشغلون بها لأكثر من خمسين أو مائة سنة أخرى . أنا أسمي كل شيء يعقد في الخفاء بـ"سايكس-بيكو" , ونحن نقول : لنحل هذه القضية فيما بيننا , فهذه القضية في الأصل تهم شعب تركيا والمنتمين إلى تركيا . فأنا وإحتراماً لشعب تركيا أطالب بالحل والتكلم والنقاش حول هذه القضية بشكل مكشوف . ولهذا السبب اقترحت "لجنة الحقيقة والتوافق" . فاللقاءات السرية المغلقة لن تفيد شيئاً في حل هذه القضية ، وأنا لا أقول بأن لا يلتقي أحد بأحد سراً ولكن يجب عمل كل شيء أمام الرأي العام , والكشف عما يجري للشعب . هناك من يريد تقييد الأكراد لقرن آخر , هناك من يريد تكوين تنظير سياسي جديد عليهم . يجب فهم هذا الأمر . لهذا السبب أنا أعطيت مثال مصطفى كمال , فهو كان مدركاً للتنظير السياسي والهيمنة الانكليزية على الشرق الأوسط .
سمعت من الراديو موجراً لخبرين ، كان يتكلم عن محكمة "سيليفري"(منطقة تابعة لاستانبول) و "أرغنكون" , فمحكمة "سيليفري" بالنسبة لي هي جزء صغير من "لجنة البحث عن الحقائق" . لم تصلني لائحة إتهام "أرغنكون" ، لايسلمونني الوثائق والأوراق , بينما الصحف تصلني متأخرة جداً فأنا أقرأ صحفاً مضى عليها شهر ونصف أو شهران ، ويتم تقطيع ما يعطوني منها ، كما التشويش في الراديو مستمر ، ولكن رغم هذه الإمكانيات المعدومة هنا أحاول الحل . "أرغنكون" قتل عشرة آلاف كردي ولا يتم الكشف عن واحد من هؤلاء في المحكمة ولكن يُفهم أنه جرى قتل عشرة آلاف كردي ، هذه وحشية كبيرة . يبدو أنه ستتوسع قضية "أرغنكون" بعض الشيء ، في الأصل "أرغنكون" تنظيم هم صنعوه بأنفسهم ، ليس هذا فقط , فهو تنظيم كبير يشبه الأخطبوط ويمتد إلى كل مكان ، وكان طرف منه يمتد نحو "بيوكآنيت" (رئيس هيئة الأركان السابق) ولكنهم تدخلوا وتوافقوا وقطعوا الطريق أمام ذلك التمدد ، ويبدو أن التحقيق آخذ بالتوسع مرة أخرى ، تجري أمور غريبة ولكن قد يتفاهمون مرة أخرى ، بل سيتفاهمون مثلما حدث في عام 1927 تماماً , وسيسفر هذا الوفاق عن تنظير سياسي جديد .
ما يجري قي "أرغنكون" يُصدِقني القول ، جرائم إغتيال رجلي الأعمال اليهوديين "مالكي" و"أوزاير غاريه" تؤكد ما قلته , حيث يطلب "ولي كوجوك" المال من "أوزاير غاريه" وهو يجيبه : إلى هنا وكفى !! لن أعطيك بعد الآن . ويُفهم من هنا أنه تورط في أمور كثيرة في السابق وزودهم بالمال مرات عديدة , إلى حد يقول فيه : كفى . ولا يزودهم بالمال ، ولهذا يقتلون "أوزاير غاريه" وأمثاله ، ولهذا يتدخل كل من "الموساد" و CIA ويتم الكشف عنهم من خلال "تونجاي غوناي" . في الحقيقة إنحلال "أرغنكون" يبدأ هكذا بالمصادفة . في عام 1927 مصطفى كمال يقتل يهوديين , ولهذا يتحاملون عليه إلى أن اضطر مصطفى كمال إلى التوافق معهم , وتم تكوين التنظير السياسي بحق مصطفى كمال في ذلك السياق ، فقاموا بإضفاء النبوة والألوهية على مصطفى كمال . قام "جان دوندار" بانتاج فيلم سينمائي يتعلق بمصطفى كمال ، حيث يقول : إنه يظهر مصطفى كمال بجوانب مختلفة . لقد تم طرح هذه الأمور بعد تقييماتنا لمصطفى كمال ، ولكن هناك جوانب أعمق لديه مما يتم إظهاره هناك ، يتم إلقاء الضوء على موت رجلي أعمال يهوديين ولكنهم لا يفعلون شيئاً فيما يتعلق بالأكراد . يمر في إفادة "تونجاي غوناي" أنه تم إلقاء عشرة آلاف إنسان – كردي – في الآبار , إنهم لا يلقون الضوء على هذا الأمر ، فلم يرتكب هؤلاء الناس أي ذنب ولم يكونوا من الكريلا ولم يقتلوا في اشتباك , لقد أخذوا أناس مدنيون عاديون وقتلوهم ثم ألقوا بهم في الآبار ، إنهم لا يكشفون عن هذا الأمر . ما يجري في قضية "أرغنكون" يعود سلباً على الأكراد , لأنهم يرون في الأكراد لطخة على جبينهم . لقد قمت بكل ما استطعت عليه هنا ، كما كشفت عن أمور كثيرة في مرافعاتي , مرافعتي هي كرامتي ، وقد حميت كرامتي . وكرامتي هي قوتي على المقاومة , وما تبقى هو على عاتق الأكراد . هناك تقليد ملفت لدى الإسرائيليين ، إذا كانوا عاجزين عن القيام بأي شيء في الأوضاع الملعونة يقومون برمي أنفسهم في الوحل ، ويتلطخون به إلى أن يسوَد كل طرف فيهم ، وعلى الأكراد أن يحموا كرامتهم وشرفهم ويقوموا بما يستطيعون عليه .
كان هناك قول لـ"مظلوم دوغان" : ليعلم شعبنا بما نعيشه هنا ، انقلوه إلى شعبنا . ونحن بذلنا جهوداً كبيرة لإسماع صوت مظلوم دوغان إلى شعبنا والعالم , والحقيقة إن ما قمنا به حتى اليوم كان من متطلبات ذلك , عليكم أن تكونوا جادين جداً ، انتم وأنتم أيها المحامون الموكلون عني , عليكم أن تنشروا ما يتعلق بي هنا في الخارج بشكل جيد ، والحقيقة ليس أن تنقلوا ما يتعلق بي , بل تنقلوا قصة حياتكم التي تجري هنا , وما تشاهدونه وما ترونه هنا بشكل كافي . حيث يمكن إيصال آرائي من هنا بشكل أمين وكافي إلى الخارج , وإيصال المعلومة الصحيحة الصادقة من الخارج إليّ أو إلى هنا .
بعضهم يقول عني "أتاتورك الثاني" وأنني لا أرغب في أن أكون مثل "أتاتورك" ، سبب أقوالهم هذه هو خطر أن يفقدوا كراسيهم ، الدولة التركية تعرف تمام المعرفة بأنني لست كمالياً ، ويقولون هذا الكلام من أجل تكوين تنظير سياسي بحقي ، وهؤلاء يقومون بإلقاء كل الذنوب على عاتق مصطفى كمال ، ويرون أن مصطفى كمال مذنب في كل ما جرى للأكراد , ويلقون بأعباء كل السلبيات على عاتق مصطفى كمال , بينما الذين فعلوا ذلك هم بعض المشايخ وبعض الطرائق ، والحقيقة أن هناك أحداث كثيرة قام بها آخرون ، ولكن يلقى بمسؤوليتها على عاتق مصطفى كمال . بعد حادث "سيد رضا" يقوم مصطفى كمال بجولة في المنطقة (الكردية) ، وقد تجمعت هيئة من الأكراد بهدف الإلتقاء بمصطفى ومطالبته بعدم إعدام "سيد رضا" ليتم التوافق مثلما جرى في "كوجكيري" ، في هذه الأثناء وقبيل وصول مصطفى كمال إلى "ألعزيز" يتم تنفيذ حكم الإعدام عاجلاً ، وينقلون معلومات خاطئة إلى مصطفى كمال ، حتى لم يكن له علم بالإعدام حقاً . والآن ما هي علاقة مصطفى كمال بهذا الأمر ؟ وما هي القوة التي نفذت حكم الإعدام بـ"سيد رضا" دون علمه ؟ . هذا ما يجب الكشف عنه ، وأنا أريد هذا . القوة التي قامت بذلك حينذاك هي نفسها التي تقوم الآن بممارساتها , وحادث "سيد رضا" ظهر نتيجة لمؤامرة ، فمن هي الجهة التي فعلت ذلك ؟ إنني أسأل عن هذه الأمور .
يقولون عني بأنني كمالي ، كلا أنا ليست لدي رغبة أو نية أو طموح في أن أكون مثل مصطفى كمال . كما ليس لدي هذا المفهوم . عندما أتحدث . يقول الأتراك : آبو يخرب وحدتنا القومية ، وبعض الأكراد يقولون : لقد بات آبو كمالياً ويبيع الأكراد . وكلاهما يقولان قولاً مختلفاً ، هذا أمر رهيب جداً . الانكليز يدعمون الأتراك كي يعتدوا ، ويقولون للأكراد : عليكم أن تحاربوا وتقاوموا . إن هذا وضع رهيب . لقد فهم مصطفى كمال ألاعيب الانكليز ولكن لم تتوفر له إمكانيات كثيرة . بينما لدي الإمكانيات وأريد أن أعطل مخططات الانكليز هذه .
في الأسبوع الماضي حدث تفجير في "كركوك" ويدّعون أن تنظيماً باسم "وحدة الثأر التركية" نفذت ذلك التفجير , أية وحدة ثأر !! إنه "أرغنكون" . والقاعدة أيضاً متورطة ، إن جميع هؤلاء مرتبطون ببعضهم البعض , ويرتكبون هذه الأعمال بالنيابة . أطراف "أرغنكون" تصل إلى الأعلى ، فهم كالأخطبوط حاصروا كل مكان ،، طرف وصل إلى روسيا وطرف آخر وصل إلى الهند ولا أعلم الطرف الآخر إلى أين ... ، "أرغنكون" و"القاعدة" ولا أعلم ماذا ... كلها نفس الشيء ، والتفجير الذي حدث في مومباي والتي تحدث في باكستان كلها أجزاء من نفس العمل .
لقد شرحت السياسات والبنية الانكليزية المهيمنة على الشرق الأوسط في مرافعاتي بشكل قوي جداً ، ويمكنني توضيحها بشكل مقتضب مرة أخرى ، يجب فهم ما يلي جيداً ؛ بعد إنهيار روسيا السوفيتية جعل النظام الرأسمالي من بلدان وثقافة الشرق الأوسط هدفاً له ، بل هدفاً لحربهم ، ولن يتخلوا عن دول وثقافات الشرق الأوسط حتى يفرضوا عليها الانحلال ، نحن ننتقد الامبراطورية العثمانية كثيراً ، ولكن العثمانيون كانوا يوحدون هؤلاء بعض الشيء ، ولكننا رأينا أن النظام الرأسمالي مد يده إلى العثمانيين في القرنين الأخيرين ، وقيّدوهم وإلى أية حال أوصلوهم ، لقد حطموهم . وفي مخططاتهم للشرق الأوسط AKP حسب قناعتي لا يتجاوز أن يكون هيكلاً ومنفذاً لتلك المخططات ، ويطبقون ما يريدونه من خلال هذا الهيكل .
اليوم أنا أقوم بالكشف عن معاهداتهم السرية ، ولهذا يتحاملون عليّ . وما يجري يرتد على الأكراد ، فقد اُرتكبت إبادة بحق الأكراد الايزيديين في "شنكال" في 15 آب ، وهذا جزء من نفس اللعبة , وكنت قد حذرت عدة مرات منها قبل حدوثها ، ووجهت نداء لوضعهم تحت الحماية ، كما طالبت كل الأكراد مرات عديدة بتأسيس نظام دفاعهم الذاتي واتخاذ تدابيرهم على هذا الصعيد , وأنا أقول بوجوب قيام أبناء "دياربكر" بتأسيس نظام دفاعهم الذاتي ، فليؤسسوا "مؤتمر المجتمع الديموقراطي" لهم ، وليجتمعوا كل يوم وليتحادثواوليتناقشوا ، وبذلك يؤسسون دفاعهم الذاتي .
أريد التطرق إلى موضوع جريدة "حرّيت" باختصار . تكتب جريدة "حريّت" على صفحتها الأولى شعار "تركيا للأتراك" ، إنهم يكتبون هذا عن وعي , فقد تأسست جريدة "حريّت" قبل قيام دولة إسرائيل بسنة واحدة من أجل تهيئة الرأي العام في تركيا ، وفي عام 1947 تتم تهيئة العلاقات الإسرائيلية مع البارزاني أيضاً ، ومن خلال هذين الفرعين تمت تهيئة الرأي العام وصولاً إلى يومنا ، يجب فهم هذا الأمر على هذا النحو , واليهود هم الذين أسسوا جريدة "حريّت" والذين يفعلون هذا من خلال الجريدة ليسوا أتراكاً , ولا أصدق أنهم أتراك . جريدة "حريّت" وصفتنا بالـ"مجرم" ، ومارست الدعاية ضدنا بهذا الشكل ، ومع الأسف عرّفونا هكذا لدى الرأي العام .
ليس هناك من حارب الدولة التركية بقدر ما حاربت , وأنا أعرف الأتراك جيداً وأعلم بهم , ليس هناك عداء بين الأكراد والأتراك فمن الطبيعي أن لا يكون هناك عداء بين الشعوب , كما لا توجد أرضية لهذا الأمر , ومن الطبيعي أن يكون الحل مع الأتراك ، أنا لا أقول هذا لترك الأتراك خارجاً ، وهذا هو الأمر الإنساني والديموقراطي .
فيما يتعلق بنا هناك استراتيجيتان ، استراتيجية الخلاص القومي حتى عام 1999 وبعدها استراتيجية التحرر الديموقراطي حتى الوقت الراهن ، هذا ما يجب تفهمه ، فنحن الآن نعمل من أجل استراتيجية التحرر الديموقراطي ، وهذه حركة تنويرية ، ويجب التوعية بكل هذه الأمور ، كما يجب على الجميع أن يكونوا حذرين في هذا الموضوع .
لقد تصرفت بمنتهى النضوج وصبرت على مدى عشر سنوات , وأنا أقول : تعالوا لنحل هذه القضية فيما بيننا , وهذا ما أوضحه مسؤولو الدولة بالذات في عام 2001 و2002 ، حيث قالوا : لنحل القضية فيما بيننا ، وأنا أخذت كلامهم هذا مأخذ الجد , حيث كانوا يرددون هذا على مدى 2001 و 2002 ، كما كانوا يترددون على هذا المكان , لماذا الذين قالوا هذا الكلام غير متواجدين في الميدان ؟ أريد معرفة وفهم أسباب ذلك ، أين هم ؟ لماذا لا يقومون بمتطلبات كلامهم هذا ؟ إن هؤلاء يتقربون من الموضوع بمنتهى البساطة ، طراز تقربهم هو : لنلهيهم ولنتصرف تكتيكياً معهم وبذلك نلهيهم حتى نقوم بتصفيتهم فيما بعد . إنه تقرب في منتهى الخطورة ، هذا ما يجب فهمه ، فالقضية لا يمكن حلها بهذا الشكل ، والقضية لا زالت مطروحة في الميدان كما هي ، ولا أعلم بمدى ما سيكون عليه صبري ، كما لا أعلم بمدى ما يمكنني التصدي للأحداث ، فربما أموت وربما ينقطع نفسي ، وربما يقتلونني هنا ، كل هذا ليس مهماً بالنسبة لي ، ولكن إذا لم يقوموا بحل هذه القضية فالجميع سيقبع تحت عبئها ويخسر ، ولكن الأتراك سيخسرون أكثر .
لقد وجهت من هنا النداء مراراً ، وقلت : تعالوا لنحل هذه القضية فيما بيننا ، لماذا لا يجيبون ؟ لماذا لا يبذلون الجهود من أجل حل هذه القضية ؟ هذا يعني أنهم يستحون من مجيئهم ، لأن وجوههم سوداء .
أوروبا ذات وجهين وأنا لا أثق بهم ولا أصدقهم ، إنهم ملتهون بأوروبا فقط ، فإذا كان "مارتي أهتيساري" (رئيس وزراء فنلندا السابق) ديموقراطياً إلى تلك الدرجة فهل نطق بجملتين عن الأكراد ؟ لماذا لا ينطق بجملتين عن الأكراد ؟ وإذا كان "مارتي أهتيساري" صادقاً إلى تلك الدرجة ، هل حاول القيام بعمل ما من أجل الأكراد ؟ لماذا لا يفعل شيئاً من أجل الأكراد ؟ فليُنقل هذا الكلام إلى "مارتي أهتيساري" : هل قلت شيئاً في مواجهة تلك الأفعال السلبية التي قام بها رجلك "Olli Rehn" ؟ إذا كنت ملتزما بالسلام إلى تلك الدرجة – وأنا أهنئك بمناسبة حصولك على جائزة السلام – وقد بذلت كل تلك الجهود من أجل "كوسوفو" ، هل فعلت شيئاً من أجل الأكراد ولو لمرة واحدة ؟ فما دمت تطالب بالسلام وأنت إنسان ديموقراطي إلى هذه الدرجة فإن حل القضية الكردية واضح ، ليتم تأسيس "لجنة الحقائق" ويمكنك أن تأخذ مكانك فيها إذا أردت ، وتبذل الجهود من أجل حل هذه القضية . يمكنكم إرسال هذا الكلام في رسالة إلى "أهتيساري" باسمي .
هؤلاء يتقربون من القضية بمنتهى البساطة ، وليس لديهم أدنى إحترام لهذا الشعب ، يقولون : الأكراد والأتراك إخوة !! . أنت تنفي وجود لغة شعب ، وتمنع ثقافته وبعدها تقول : الأكراد والأتراك إخوة !! فمن تحاول خداعه ؟ مثل هذه الأخوة غير ممكنة ، فإذا كنت تريد تأمين الأخوة فإن السبيل إلى ذلك والحل واضح . إن هذا الشعب صامد وقائم منذ خمسة عشر ألف سنة ، واستطاع حماية نفسه ، فكيف ستقوم بصهر هذا الشعب الذي صمد لخمسة عشر ألف سنة ؟ وكيف ستمنع لغته ؟ إن شعباً له ثقافته الممتدة على مدى خمسة عشر ألف سنة لا يمكن إبادته ، كما أن حلاً شكلياً بإعطاء حق أو حقين من حقوقه لن يجدي .
سمعت من الراديو ، اردوغان يوجه النداء من حين لآخر قائلاً : هل هذه هي الحرية التي تطلبونها ؟ . وأنا أقول : هل لما تقوله علاقة بالحرية بمثقال ذرة ؟ ماذا فعلت أنت من أجل الحرية ؟ هل استطعت القيام بعملين من أجل الحرية ؟ هل أنت واثق من قيامك بعمل ما ، أو من رغبتك في الحرية ؟ .
المتنورون ابتدأوا بحملة من أجل الاعتذار من الأرمن ، ويقول رئيس الوزراء عن هذا الموضوع : ماذا فعلنا نحن حتى نعتذر ؟ وكنت قد أشرت عدة مرات فيما مضى إلى أنهم سيُدفعون إلى قبول بعض الأمور تدريجياً ، وعلى تركيا أن تحل قضاياها بنفسها .
يمكن ضم مقتطفات من مرافعتي إلى ما قلته اليوم وتقييماتي لتصبح 25-30 صفحة تقريباً لتنشروها على شكل رسالة رأس السنة .
موضوع المرأة مهم ، وقد شرحته موسعاً جداً في مرافعاتي ، وكنت قد عبرت مرات عديدة بوجوب عدم انتظار الكثير من الرجل الكردي ، ويجب على المرأة أن تكوِّن مؤسساتها بنفسها ، وكنت قد طالبت بتأسيس أكاديمية للمرأة . أي أن هذا العدد من النساء ينتحرن ، فعليهن إقامة القيامة في مثل هذه المواضيع ، فإن تأسست الأكاديمية تصبح قضية المرأة أكثر طرحاً ، وأبعث بتحياتي الخاصة إلى كل النساء . كما أبعث بتحياتي إلى مجلس المرأة في مدينة استانبول ، فليعملن وليستمرن في نشاطهن .
إيران تقصف أيضاً ، أليس كذلك ؟ هناك عوائل تسكن في "قنديل" على حدود إيران ، نعم مفهوم القرى الحدودية . هل هناك قتلى ؟ .
لقد دققت في الاحتكارات في مرافعتي ، وحللت سلطاتها وقوتها .
سأستمر في القيام بما يقع على عاتقي من مسؤوليات رغم كل شيء ، فقد يوقعون بالجميع وحتى تركيا في شرك ألاعيبهم ، ولكنهم لن يستطيعوا الإيقاع بي ، فأنا لن أنزلق إلى لعبتهم كأي قليل شرف أو عديم كرامة ، فلدي قوتي وسأستمر في استخدام قوتي هذه من أجل الوعي الديموقراطي ، ولن يتمكن أحد من إبعادي عن هذا الأمر .
أنا لن أدع أحداً يستخدمني ، يقولون عني إنه خائف ، أو إنه يمارس التكتيك ، كلا أنا لست خائفاً كما لا أمارس التكتيك ، بل أقوم بإحياء استراتيجية التحرر الديموقراطي ، يجب الفهم على هذا النحو .
من هنا أوجه النداء إلى رئيس الوزارة ووزير العدل ، يمكننا حل هذه القضية فيما بيننا بالسبل الديموقراطية . فإن أُلقيت خطوة فإنني على استعداد لتقديم كل أشكال الدعم والمساندة التي تقع عى عاتقي . كما أوجه ندائي إلى المتنورين فيمكن أن يأخذ "خالوق" ورفاقه أماكنهم في أنشطة الانتخابات . ماذا يفعلون ؟ أنقلوا إليه تحياتي . على المتنورين أن يقوموا بمسؤولياتهم التاريخية ، فأنا هنا بذلت الجهد الذي أقدر عليه .
هذا موضوع مهم ، وأعيد ما قلته سابقاً ، المتنورون والديموقراطيون معاً في تركيا يمكنهم أن يأخذوا زمام المبادرة في أيديهم من أجل حل القضايا ، أنا لا أصر على أن يكون ذلك مع الحزب الكردي ، يجب أن يلتم شمل شرائح واسعة ، كل الشرائح التي تطالب بحل قضايا تركيا ديموقراطياً بما فيهم الصناعيون يمكنهم أن يأخذوا أماكنهم .
أرسلوا لي كتاب "هيغل" ، وكتاب "اليكساندر كاجييف" المتعلق بـ"هيغل" ، كما يمكن إرسال أعداد "Cogito" المتعلقة بـ "ويتكينشتاين" و "ديكارت" ، كما يمكن إرسال بعض أعداد "Dogu-Bati" .
تحياتي للجميع . طابت أيامكم .