الجمعة 18 تشرين الأوّل / أكتوبر 2024, 05:52
حقوق الإنسان الکردي في ظل العولمة محاضرة للصيدلي شيروان عمر




حقوق الإنسان الکردي في ظل العولمة محاضرة للصيدلي شيروان عمر
الأحد 14 كانون الأوّل / ديسمبر 2008, 05:52
كورداونلاين
لابد من العمل الجاد على إيجاد مناخ الحرية و الديمقراطية ليتمتع بها الشعب الکردي اسوة ببقية شعوب العالم المتحضر

حقوق الإنسان الکردي في ظل العولمة محاضرة للصيدلي شيروان عمر

Kksn - Oslo 


النص الکامل للمحاضرة التي القاها الصيدلي شيروان عمر رئيس جمعية اکراد سورية في النرويج في موتمر العولمة العالمي في العاصمة النرويجية اوسلوا بتاريخ  6.11.2008 وتحت عنوان (حقوق الانسان الکردي في ظل العولمة)، الذي نظمته المنتدی النرويجي الاشتراکي وبالتعاون مع وزارة الخارجية النرويجية وتحت رعاية وزير الخارجية النرويجي يوناس غار ستوره، ومشارکة اساتذة وخبراء سياسيين واقتصادييين وحقوقيين  من 42 دولة، لمناقشة دور العولمة في العلاقات الدولية، وتأثيرها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي والبيئي علی المجتمعات وخاصة الاقليات.

حيث تطرق فيها الی مفهوم العولمة ونشأتها واشکالها المتعددة، ، وإلى أوضاع حقوق الإنسان بشکل عام والکردي بشکل خاص تحت حکم الأنظمة الشمولية  في ظل سيادة ظاهرة العولمة.

واوضح ان ظاهرة العولمة اصبحت حقيقة ملموسة تعيشها الشعوب في جميع أنحاء العالم، يعيشها البعض طرفاً فاعلاً ومؤثراً، فيما يعيشها البعض الآخر على هامشها بشكل سلبي وغير إيجابي، ويكتفي بدوره كمتلقي ومتفرج.

کما اشار الصيدلي شيروان عمر خلال محاضرته الی ان معظم دول منطقة الشرق الأوسط  ومنها سورية، إيران، ترکية، العراق  ما تزال تقلل من شأن التطورات العالمية المتسارعة ومواکبة قطار العولمة، وتتجاهل هذه الأنظمة الآنفة الذكر عن عمد القضايا الإنسانية الناجمة عن عدم حل مشكلة الأقليات في هذه الدول ومنها الشعب الکردي والذي يبلغ تعداده اکثر من 40 مليون نسمة، بل وتنكر وجود هذه الأقليات أصلا بزعم أن هذه الأقليات من نسيج واحد ولحمة واحدة مع الأغلبية في الوطن، مع تاکيدها علی أن الدستور ينص ويقرر مساواة جميع المواطنين أمام القانون، بصرف النظر عن اللون أو الدين أو الجنس، کما اکد علی حقيقة هو أن هناك فارق كبير بين النص والواقع في ظل هذه الأنظمة الشمولية الاستبدادية الشوفينية التي تحکم الشعب الكردي في أجزاء كردستان  ، فقد يتضمن دستور تلك الدول وهو أسمى القوانين وأعلاها شأنا ، نصوصا عن المساواة والحرية واحترام حقوق كل الأفراد، ثم يكشف لنا الواقع والتطبيق عن انتهاك هذه النصوص الدستورية.

کما قدم الصيدلي شيروان عمر مجموعة من المقترحات بخصوص صيانة حقوق الانسان الکردي، ومنها ازالة العقبات التي تعترض سبل حقوق الإنسان الکردي والتي تتمثل بانعدام الديمقراطية والحرية والتدابير القسرية المنتهجة من قبل الأنظمة الاستبدادية و الشوفينية بحق الشعب الكردي وضرورة العمل الجاد على إيجاد مناخ الحرية و الديمقراطية  ليتمتع بها الشعب الکردي اسوة ببقية شعوب العالم المتحضر.

وفي الختام اوضح ان المطلوب هو توجيه المزيد من الضغوط على تلك الأنظمة الاستبدادية و القمعية لترفع قبضتها عن شعوبها ودفعها للالتزام بتطبيق  المواثيق والعهود الدولية التي وقعت عليها و تضمين تلك البنود  في قوانينها المحلية.

وعقب المحاضرة کانت هناك مداخلات قيمة من الحضور الذي اضفی اليها روح الاثراء والمناقشة منوهين علی اهمية وضرورة دفاع الحکومات الديمقراطية عن مکتسبات حقوق الانسان والتزامتها تجاه حقوق الاقليات.

بامکانکم مشاهدة التقرير المفصل عن الموتمر في کردستان تڤ علی الرابط التالي:


http://www.youtube.com/watch?v=5uTZ1IKtvq0

وفيما يلي نص الکامل للمحاضرة مترجم للعربية:

صباح الخير

نشکر لکم وحضورکم ونشکر المنتدی النرويجي الاشتراکي ووزارة الخارجية النرويجية لاتاحتهم الفرصة لنا لهذا اللقاء.


يشير تاريخ تطور المجتمعات البشرية بأن الإنسان بدأ بالتحول من الصيد والرعي إلى الاستقرار أثناء الثورة
الزراعية،التي جاءت نتيجتها بناء الحضارات والمجتمعات والعلاقات المختلفة ،وتلتها الثورة الصناعية في القرن السابع عشر الميلادي التي صحبتها تحولات سياسية واقتصادية وحضارية غيرت العالم كله ، ونتيجة لتلك التحولات بدأت موجة ثالثة من التطور تتشكل بظهور ما يسمى ( بالعولمة) المعتمدة على تقنيات المعلومات والاتصالات.

إننا نعيش في عصر العولمة بتجلياتها السياسية والاقتصادية والثقافية والاتصالاتية· ومن مبادئها و شعاراتها المرفوعة الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والتعددية·

فقد أصبحت ظاهرة العولمة حقيقة ملموسة تعيشها الشعوب في جميع أنحاء العالم، يعيشها البعض طرفاً فاعلاً ومؤثراً، فيما يعيشها البعض الآخر على هامشها بشكل سلبي وغير إيجابي، ويكتفي بدوره كمتلقي ومتفرج.

لقد تطرقت في محاضرتي هذه  إلى مفهوم العولمة وأشكالها المتعددة، وإلى أوضاع حقوق الإنسان بشکل عام والکردي بشکل خاص تحت حکم الأنظمة الشمولية  في ظل سيادة ظاهرة العولمة.

 مفهوم العولمة

تعرف العولمة بأنها مجموعة الظواهر والمتغيرات والتطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والإعلامية والتكنولوجية التي تمتد تفاعلاتها وأبعادها وتأثيراتها لتشمل مختلف دول العالم بدرجات متفاوتة وبأشكال مختلفة.

وبمفهومها الأوسع هي "ظاهرة أو حركة معقدة ذات أبعاد اجتماعية واقتصادية وسياسية وحضارية وثقافية وتكنولوجية، أنتجتها وساهمت في سرعة بروزها التغيرات العالمية"،4 التي حدثت في العصر الحالي, وكان لها تأثير عظيم على حياة الأفراد والمجتمعات والدول.

نشأة العولمة

تعددت الآراء حول نشأتها فهناك من يعتقد بأنها فكرة قديمة جدا حيث ظهرت في أشكال متعددة منذ بدايات التاريخ الإنساني أو الحضارة الإنسانية، فاليونانيون حين نشروا أفكارهم ، أفكار سقراط و أفلاطون و أرسطو فإن هذه الأفكار انتشرت لدى عدد من الشعوب ، و هذا مظهر من العولمة..

و هناك من يري بأن العولمة فكرة حديثة النشأة ترجع إلى القرن الخامس عشر و تطورت تدريجيا عبر مراحل عدة حتى اتخذت الشكل الحالي.

ومنهم من يؤرخ ميلاد العولمة مع سقوط جدار برلين 1989م ومع ولادتها هذه بدأت الإنسانية مرحلة تاريخية فريدة يهيمن فيها الاقتصاد الليبرالي الحر في ظل نهاية مرحلة المواجهات الباردة بين قطبي الوجود السياسي في العالم ( أمريكا والاتحاد السوفيتي سابقا ) .
لقد تشكلت العولمة وتبلورت في رحم تحولات تاريخية ثلاثية الأبعاد ، يتمثل بعدها الأول في التطور المذهل لتكنولوجيا المعلومات وثورتها ، حيث ترتبط أشد الارتباط " بالثورة العلمية والمعلوماتية الجديدة والتي تكتسح العالم منذ بداية التسعينات وهذا الثورة هي إحدى أهم معالم اللحظة الحضارية الراهنة . وهي القوة الأساسية ، وليست بالضرورة الوحيدة المسؤولة عن بروز العولمة  .

ويتجلى بعدها الثاني في رحم التحولات السياسية الكبرى التي تمثلت في سقوط جدار برلين وانهيار الإتحاد السوفيتي .

وأخيرا يتمثل البعد الثالث والأخير لهذه العولمة في دورة التحولات الاقتصادية التي تفوق حدود التصور في ميدان التبادل والتجارة الدولية وتدفق البضائع وتحطم الحواجز الجمركية بين مختلف قارات العالم ودوله .

بالإضافة إلى عدة عوامل أخرى أثرت بظهورها و منها العوامل الحضارية والثقافية، حيث ازدادت الصلات غير الحكومية، وظهرت قوى عالمية تركز على القيم الحضارية كاحترام حقوق الإنسان،و انتشار مفاهيم الحرية  كحرية المعتقد، وحرية التعبير، والحق في الحياة ،و الحفاظ على البيئة وغيرها.

أشكال العولمة

ليس هناك شكل واحدا أو صورة واحدة للعولمة ، بل هناك صور متعددة ومختلفة ، وكل صورة من هذه الصور هي العولمة بحد ذاتها ، ونستطيع القول إن أشكال العولمة التي ظهرت لحد الآن هي :
1- العولمة الاقتصادية : هي عملية سيادة نظام اقتصادي واحد ، ينضوي تحته مختلف بلدان العالم في منظومة متشابكة من العلاقات الاقتصادية ، تقوم على أساس تبادل الخدمات والسلع والمنتجات والأسواق ورؤوس الأموال ، والعولمة الاقتصادية هي أيضا الإقتصادات العالمية المفتوحة بعضها على بعض ، وهي التي تدعو إلى تعميم الاقتصاد والتبادل الحر نموذجا مرجعيا وإلى قيم المنافسة والإنتاجية .

  العولمة السياسة : وتعني بث المفاهيم الإنسانية  ونشرها ؛ مثل الديمقراطية، والتعددية السياسية، وانتشار المنظمات غير الحكومية -الأهلية، وقيام الأمم المتحدة ومؤسساتها المختلفة بحماية حقوق الإنسان وصيانتها، وحماية الأقليات.


3- العولمة الثقافية : هذه الثقافة التي تسمى بثقافة العولمة هي ثقافة ما بعد المكتوب ، إنها ثقافة الصورة ، ثقافة لها من القدرة والتأثير مثل ما في العولمة الاقتصادية التي استطاعت تحطيم الحواجز الجغرافية والجمركية ، كذا الحال فى ثقافة الصورة ، فإنها استطاعت أن تحطم الحواجز اللغوية بين المجتمعات الإنسانية ، وتشكلت إمبراطوريات إعلامية مهمتها تصدير ثقافة الصورة بالنظام السمعي البصري في ظل تراجع معدلات القراءة .

4- العولمة الإتصالاتية : اٍن عالم الإعلام والاتصال في الوقت الحاضر، هو عالم بلا دولة وبلا أمة وبلا وطن ، لأن الحكومات فقدت السيطرة على فضائها الجوي ، وأصبح الفضاء اللامحدود هو المكان الذي تتحرك فيه العولمة الإعلامية أو هو وطن الإعلام ، هذا الوطن الإعلامي يستخدم ما يزيد على خمسمائة قمر صناعي تدور حول الأرض ، ويستقبل بثها أكثر من مليار من أجهزة التلفزيون .

العولمة وحقوق الانسان الکردي

في السنوات الأخيرة وعلى امتداد الساحة السياسية والثقافية العالمية تصاعد الاهتمام بمسألة حقوق الإنسان والديمقراطية ومع تفاقم مشكلة الأقليات وتصاعد حدة التوتر جراء الصراعات والتصادمات بين أقليات وأغلبيات، وانعكاساتها الدولية أدركت الأمم المتحدة مخاطر مشكلة الأقليات في العالم وتداعياتها، فكان الإعلان العالمي الخاص بحقوق الأفراد المنتمين لأقليات قومية أو اثنية أو لغوية أو دينية، والصادر عن لجنة حقوق الإنسان واللجنة الفرعية لمنع التمييز وحماية الأقليات، والمصدق عليه من الجمعية العامة للأمم المتحدة في 18/12/1992، هو ذروة العطاء القانوني الدولي لمسألة الأقليات، فهو الأكثر وضوحا ويعتبر ثورة حقيقية في القانون الدولي، حيث ينص في أحكامه علي حقوق الأقليات في المشاركة السياسية وصنع القرار السياسي ، واحترام مبدأ المواطنة المتساوية لكل أعضاء المجتمع بغض النظر عن اختلاف الدين.

تأكد ذلك في المؤتمر العالمي الثاني لحقوق الإنسان الذي انعقد في فيينا فيما بين 14 - 26 يونيو عام 1993 والذي حضرته 171 دولة، حيث نص هذا البيان على ضرورة التزام الدول الكامل والفعال بحقوق الإنسان والحريات السياسية .


إن بيان فيينا مع بقية الإعلانات العالمية الخاصة بقضية حقوق الإنسان، هو خطوة متقدمة على طريق حل مشكلة الأقليات، هذه المشكلة التي باتت تهدد الأمن والسلام في أكثر من منطقة في العالم و على الأخص منطقة الشرق الأوسط التي باتت مهددة بالتقسيم، حيث تتواجد جميع أنواع الأقليات الدينية و العرقية كالأقباط في مصر والجنوبيون في السودان والأشوريين والأرمن والأكراد والبربر وغيرهم في كل من العراق وتركيا وإيران وسوريا ولبنان والمغرب الكبير.
ومن المصادفات العجيبة، انه قد تزامن صدور هذا البيان مع بدايات ظهور العولمة .

وللأسف الشديد مازالت معظم دول منطقة الشرق الأوسط  ومنها سورية، إيران، ترکية، العراق تقلل من شأن التطورات العالمية المتسارعة ومواکبة قطار العولمة، وتتجاهل هذه الأنظمة الآنفة الذكر عن عمد القضايا الإنسانية الناجمة عن عدم حل مشكلة الأقليات في هذه الدول ومنها الشعب الکردي والذي يبلغ تعداده اکثر من 40 مليون نسمة، بل وتنكر وجود هذه الأقليات أصلا بزعم أن هذه الأقليات من نسيج واحد ولحمة واحدة مع الأغلبية في الوطن، مع تاکيدها علی أن الدستور ينص ويقرر مساواة جميع المواطنين أمام القانون، بصرف النظر عن اللون أو الدين أو الجنس .

لکن الحقيقة هو أن هناك فارق كبير بين النص والواقع في ظل هذه الأنظمة الشمولية الاستبدادية الشوفينية التي تحکم الشعب الكردي في أجزاء كردستان  ، فقد يتضمن دستور تلك الدول وهو أسمى القوانين وأعلاها شأنا ، نصوصا عن المساواة والحرية واحترام حقوق كل الأفراد، ثم يكشف لنا الواقع والتطبيق عن انتهاك هذه النصوص الدستورية وبالتالي يتأكد الانفصال بين الواقع ونصوص القانون.

أوضاع حقوق الإنسان الکردي  تحت حکم الأنظمة الشمولية  في ظل سيادة ظاهرة العولمة

إننا نعيش في عصر العولمة بتجلياتها السياسية والاقتصادية والثقافية والاتصالية· وتنص بعض شعارات العولمة على إشاعة الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والتعددية· وبغض النظر حول ما إذا كان احترام حقوق الإنسان قيمة مستقلة بذاتها أم هي من صميم مفردات الديمقراطية، فلاشك أنها أصبحت شعاراً عالمياً، يتمسك المجتمع الدولي بتطبيقه في كل بلاد العالم· بل إن المجتمع المدني العالمي والذي هو من إفراز العولمة وثورة الاتصالات الكبرى، يجعل احترام حقوق الإنسان في مقدمة القيم التي يدافع عنها· وحقوق الإنسان تثير في التطبيق مشكلات شتى وخصوصاً في الدول التي تقتسم كردستان عموما، وذلك لأن الوضع السلطوي الشوفيني السائد أدى في التطبيق عبر الخمسين عاماً الأخيرة إلى اعتداءات جسيمة في هذا المجال، وخصوصاً في طرق إدارة النظم السياسية السلطوية في الدول المعنية (ترکية ،إيران،العراق، سورية) لصراعها مع خصومها السياسيين· والتاريخ السياسي المعاصر لهذه الدول زاخر بوقائع تعذيب الخصوم السياسيين ونفيهم وسجنهم غير المشروع، بل إنه في بعض هذه البلاد ومنها العراق ( تحت سلطة حزب البعث البائد ) حيث تعرض الشعب الکردي إلى إجراءات قمعية بالغة العنف وتعرضه لإبادة جماعية (حلبجة، انفال).  والشعب الکردي في سوريا لا يزال محروم من ابسط حقوقه الإنسانية ( المواطنة , الحرية , التعلم بلغته الام, حرية الرأي ,  إبعاده من المشاركة في الحياة السياسية و بناء وطنه )، بالإضافة إلى ممارسة سياسات استثنائية تهدف إلى  تغير الهوية الديموغرافية لمناطق تواجده وغيرها من الإجراءات التعسفية بحقه ناهيك عن فرض الأحكام العرفية ونظام الطوارئ من قبل بعض الأنظمة على الشعب الکردي تحت ذرائع و حجج واهية, تلك الأوضاع الشاذة أدت إلى تشريد وهجرة الملايين من أبناء الشعب الکردي إلى الدول المتفتحة بشان قضايا حقوق الإنسان وحقوقه المشروعة في لائحة حقوق الإنسان.

هذا السجل المخزي هو الذي دفع ‌هذه الأنظمة السياسية السلطوية إلى مقاومة العولمة والموجة العالمية العارمة التي تطالب بتطبيق حقوق الإنسان· غير أن هذه النظم السياسية السلطوية لم تجرؤ على أن تعترض جهاراً على تطبيق مواثيق حقوق الإنسان والتي وقعت على أغلبها، لذلك ومن قبيل المراوغة رفعت حجة الخصوصية الثقافية لها في مواجهة عالمية حقوق الإنسان، ومحتوى هذه الحجة أنه مع التسليم بعالمية حقوق الإنسان إلا أنه في التطبيق لابد من مراعاة الخصوصيات الثقافية والإسلامية لهذه الدول، مما يمنع من تطبيق بعض قواعد حقوق الإنسان· غير أن إطلاق هذا الشعار في هذا الإطار بالذات إنما الغرض منه في الواقع التهرب من تطبيق قواعد حقوق الإنسان العالمية· و ( على سبيل المثال ) هناك اتفاق على أن أي متهم ينبغي أن يحاكم أمام المحاكم بشكل طبيعي ، ولابد له أن يتمتع بضمانات قانونية تكفل له محاكمة عادلة، ومن بينها ضرورة استعانته بمحامٍ، وعدم تعرضه للتعذيب، والالتزام الدقيق بقواعد الإجراءات الجنائية المتفق عليها في كل بلاد العالم المتحضر· لذا فان في هذه المجالات وغيرها ليس هناك مجال للتعلل بحجة الخصوصية الثقافية لعدم تطبيق قواعد حقوق الإنسان العالمية· وإذا أضفنا إلى ذلك حقوق الإنسان السياسية، وحق المواطنين في الانتخاب الحر المباشر لمن يمثلونهم في المجالس المحلية والنيابية، لأدركنا أن تطبيق هذه الحقوق بشكل صحيح إنما يمثل ضربة حقيقية لصميم بنية النظام السلطوي الذي يقوم على القهر السياسي للجماهير، والذي حين يريد أن ( يتجمل )  ويلبس أردية الديمقراطية، فإنه يلجأ إلى الاستفتاءات والانتخابات المزورة هروباً من قاعدة تداول السلطة· غير أن حقوق الإنسان لا تتعلق فقط بالحقوق القانونية أو السياسية ولكنها - أكثر من ذلك- تتعلق بالحقوق الاقتصادية· وفي هذا المجال فإن الدولة السلطوية التي تسيطر على عملية صنع القرار فيها العشوائية التي أدت إلى إهدار المال العام، بالإضافة إلى الفساد المنظم الذي تمارسه النخب السياسية الحاكمة، كل ذلك أدى إلى حرمان الجماهير العريضة من حقها في العمل المأجور المنتظم، وفي التمتع بالتأمينات الاجتماعية والصحية، والتي هي حق من حقوق الإنسان في أي مجتمع معاصر· غير أن احترام حقوق الإنسان ليس سوى جانب من جوانب شعارات العولمة السياسية، أما الجانب الثاني المهم فهو ضرورة احترام التعددية· والتعددية ليست تعددية سياسية فقط، ولكنها قد تكون تعددية دينية وعرقية ولغوية· وهذا الموضوع بالذات لم ينلْ حقه من الاهتمام في الفكر السياسي الحديث والمعاصر للأنظمة الاستبدادية التي تحكم الشعب الكردي  ، كما أنه في الممارسة ارتكبت تلك الأنظمة الاستبدادية مخالفات شتى في مجال حقوق الإنسان، وصلت في بعض الحالات المتطرفة إلى ارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد الشعب الکردي، كحرق وتدمير الآلاف من القرى الکردية في كردستان ترکيا بحچة ملاحقة الإرهابيين·

نعم لقد حدثت صور صارخة من الانتهاكات في كثير من أجزاء كردستان  واتخذت بعض هذه الانتهاكات ضد حقوق الإنسان والشعوب طابعا جسيما ومنهجيا من ذلك جرائم ارتكبت ضد الإنسانية مثل الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والإعدام بعيدا عن القضاء والتعذيب والاختفاء القسري وإهدار شروط وقواعد المحاكمة العادلة‏.‏ الأمر الذي اتضح معه بجلاء هشاشة نظام الحماية الدولية لحقوق الإنسان وإفلات الجناة من العقاب في ظل نظام العولمة‏.‏
كما ان هناك عقبات تعترض سبل حقوق الإنسان الکردي يجب إزالتها تشمل انعدام الديمقراطية والحرية والتدابير القسرية المنتهجة من قبل الأنظمة الاستبدادية و الشوفينية بحق الشعب الكردي  .

إن النضال من أجل حقوق الإنسان هو نضال طويل الأمد وقد استغرق هذا النضال قرونا طويلة في أكثر المجتمعات تقدما ولكن هذا لا يعني أن يظل العالم منتظرا قرونا أخري حتى تتقرر أوضاع حقوق الإنسان في العالم‏.‏

لابد من العمل الجاد على إيجاد مناخ الحرية و الديمقراطية  ليتمتع بها الشعب الکردي اسوة ببقية شعوب العالم المتحضر ، و حينها سيتم أعادة تدوين التاريخ من جديد بالنسبة لهذا الشعب المظلوم .

خاتمة

إن السرعة اللامتناهية لظاهرة العولمة، لم تترك لأحد الفرصة أن يقف ويفكر طويلاً، لأنها ستتجاوزه، وبالتالي فإنه يتوجب علی الأنظمة الاستبدادية المضطهدة للشعب الكردي الانكباب على دراسة الظاهرة، والخروج بأفضل الطرق والسبل للتعامل معها، منطلقين من الظروف الذاتية والخصوصية للأقليات، وذلك من أجل خلق رؤية قادرة على الوقوف أمام العولمة، وتضع نصب أعينها المصالح الوطنية، التي لا يمكن أن تكون ضد ظاهرة عالمية.

وإذا كانت رياح العولمة في إيران، ترکيا ، سورية، العراق، مازال فاشلا في تحقيق الحدود الدنيا من حقوق وحريات مواطنيه، فان ذلك يعتبر أكبر انتكاسة للمدنية الإنسانية في عصر العولمة، كما يعتبر إخفاقا  للحكومات  الديمقراطية في الدفاع عن مكتسبات حقوق الإنسان.

لذا فان المطلوب توجيه المزيد من الضغوط على تلك الأنظمة الاستبدادية و القمعية لترفع قبضتها عن شعوبها ودفعها للالتزام بتطبيق  المواثيق والعهود الدولية التي وقعت عليها و تضمين تلك البنود  في قوانينها المحلية.


·         Gabri, Mohammed Abed (1998). "Globalisering og kulturell identitet ti teser" den arabiske fremtiden, s 228 (februar 1998).

·         Locusts, Mohammed Khalaf (2005). "Forholdet mellom problemet og Almthaqvp kulturell invasjon" den kurdistan fremtiden, nr. 175 (september 1993).

·         Jeribia, Mohamed Abdullah (2000). "De kurdiske medier og kulturell globalisering," Media Studies, s 100, (september 2000). 

·         Mohsen, Mostafa (2005). Utdanning og skifter æra av globalisering. Casablanca: kurdishCultural Center. >

·         Mhani, Awni (2004). "Globalisering i samtidens arabiske diskurs," Perspektiv, p 3 (våren 1999). >

·         Født far, Mr. (2001). Globalisering trender, i 1, Casablanca: Arabiske Cultural Center. >

Huntington, Samuel (1999). Clash av sivilisasjoner. Oversettelse: Talat Shayeb, i 2, Abu Dis       

مکتب الاعلام

جمعية اکراد سورية في النرويج

13.12.2008

المراجع
مقدمة
278.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات