أوجلان:على الشعب الكردي الا يسلم إرادته السياسية لأحد
السبت 22 تشرين الثّاني / نوفمبر 2008, 20:54
كورداونلاين
جاءت تصريحات اوجلان هذه خلال لقاء محاميه به يوم الأربعاء الماضي اثناء زيارتهم لسجن جزيرة ايمرالي
لقاء القائد الاربعاء 19/11/2008
على الشعب الكردي الا يسلم إرادته السياسية لأحد
اعاد قائد الشعب الكردي عبدالله اوجلان استمرار سلطات سجن جزيرة ايمرالي في فرض حالة من العزلة عليه ولجوء هذه السلطات الى تفتيش حجرته، الى الفشل السياسي الذي تعاني منه الدولة التركية ازاء الكرد وحركتهم التحررية.
وجاءت تصريحات اوجلان هذه خلال لقاء محاميه به يوم الأربعاء الماضي اثناء زيارتهم لسجن جزيرة ايمرالي المعزول في عرض بحر مرمرة حيث يٌحتجز موكلهم هناك منذ عشرة اعوام.
ونقل اوجلان لمحاميه بان جهاز المذياع الذي يتابع من خلاله اخبار العالم الخارجي مازال معطلاً ومصادراً، وان السلطات تعمد كذلك الى ازالة المواضيع والفقرات المهمة من الصحف اليومية لكي لايطلع عليها.
كما واشار اوجلان الى ان عناصر السجن داهموا حجرته وعمدوا الى تفتيشها تفتيشاً دقيقاً مبدياً استغرابه من هذا الإجراء والغاية منه.
وقال اوجلان بان حالة العزلة المفروضة عليه واجراءات التضييق عليه تحدث بمتابعة واشراف مباشر من رئيس الوزراء ولاعلاقة لإدارة السجن بها سوى من جهة التنفيذ.
والفت اوجلان الى حديث "تونجل كلنج" رئيس مجلس الأمن القومي التركي والذي قال فيه عن سياسة العزلة والتضييق "باننا نقتل اوجلان كل يوم". وقال اوجلان ان هذه السياسة مخطط لها من فوق، وانه وللتصدي لها لن يختار الطريقة التقليدية في النضال والمقاومة والتي تتمثل باعلان الإضراب عن الطعام حتى الموت، بل سيتحرك بروح المسؤولية متحلياً بالإرادة الصلبة التي لاتلين.
وتابع اوجلان قائلاً: ان العزلة والتضييق المفروضان عليّ هي نتيجة الفشل الكبير الذي انتهت اليه سياسة الدولة التركية تجاه الكرد وحركة التحرر الكردستانية. لقد ادت السياسة التي انتهجتها الى انكشاف امر عصابة الحرب الخفية " اركنه كون". فولي كوجوك كان يقول دائماً سوف نعمد الى تصفية اوجلان ونسيطر على حزب العمال الكردستاني. ولكن هذا لم يحصل وفشل كوجوك وغيرهم في مساعيهم تلك. وعندما عرفوا بانهم لن يتمكنوا من القضاء علي او مصادرة قراري عمدوا على شن حملة التصفية ضد عصابة الحرب الخفية" اركنه كون".
كما تحدث اوجلان عن النظام الموجود في سجن جزيرة ايمرالي وقال ان هذا النظام من ابتداع الأنكليز. واستطرد في هذا الشأن قائلاً: عندما احضروني الى هناك قال الإنكليز بان الأتراك وضعوا اوجلان في مرجل يغلي. طبعاً المرجل هو الحجرة الإنفرادية بجزيرة ايمرالي. كان الهدف هو التضييق عليّ هنا بغية دفع الشعبين الكردي والتركي الى التصادم وخوض حرب طاحنة. لكني وقفت بوجه هذه السياسة. ارادوا بعد ذلك احداث انقلاب عسكري في البلاد ولكنهم لم ينجحوا في مساعيهم تلك.
واضاف اوجلان انه شرح نظرته الى الحل السياسي الديمقراطي للقضية الكردية في مذكرة الدفاع التي تقدم بها بٌعيد اختطافه وتسليمه للدولة التركية، لكن الأطراف المعنية لم تفهم هذه الدعوة.
واتهم اوجلان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بانه يتحرك وفق مشيئة الإنكليز. وقال مستحضراً التاريخ بان كل من بريطانيا والمانيا كانتا ترغبان اقتسام السلطنة العثماينة عن طريق حياكة المؤامرات، لكن مصطفى كمال تنبه الى هذه السياسية وعمل الى افشالها.
واضاف اوجلان بان مصطفى كمال كان يريد تحقيق الجمهورية الديمقراطية ولكن قوته لم تكن قادرة على الصعيدين النظري والعملي من ان تتخطى القوموية الموجودة الان في تركيا.
كما وتعرض اوجلان الى الآراء التي يتقولها البعض عنه، موضحاً بان نضاله هو من اجل الديمقراطية والعيش المشترك القائم على احترام حقوق وهوية الشعب الكردي.
هذا وردّ قائد الشعب الكردي عبدالله اوجلان على بعض الآراء التي تتعرض الى افكاره وتصريحاته الأخيرة وبشكل خاص فيما يتعلق بموضوع الجمهورية الديمقراطية التي يدعو اليها.
وقال اوجلان ان الجمهورية كلمة تأتي من الجمهور اي الشعب. وتساءل اذا كانت الجمهورية عائدة للشعب وتوزع فيها السلطات بشكل جيد وديمقراطي ويكون فيها الشعبين الكرد والتركي متساويان فلماذا اطالب بالإنفصال اذن؟.
واضاف اوجلان اني هنا اخاطب عالم الإجتماع التركي اسماعيل بيشكجي واقول له بان كل دعوة الى الإنفصال لاتعني ثورة. وليس صحيحاً بانه اذما تم تأسيس الدولة القومية فإن كل المشاكل ستجد طريقها الى الحل تلقائياً. ثم ألا يعرف بيشكجي رأيي في الدولة التركية ياترى وماالذي قلته فيها؟.
وشبه اوجلان اسماعيل بيشجكي بزيا كوغلاب احد المنظرين للفكر التركي القومي من ذوي الأصل الكردي. وقال ان بيشكجي يحاول ان يتقمص دور كوغلاب كردياً. ان يتحول وهو التركي الى منظر للفكر القومي الكردي. واضاف اوجلان بان بيشكجي واقع تحت تأثيركل من فلسفة عالم الإحتماع " دوركهايم" والماركسية وشخص" زيا كوغلاب" المتطرف.
وتساءل اوجلان مخاطباً بيشكجي: هل سيتحرر الشعب الكردي اذما قامت دولة كردية في جنوبي كردستان الآن ياترى؟. الدولة الكردية تعني الشعور القوموي الكردي في اجلى مظاهره. هذه الدولة ستكون تحت امرة الولايات المتحدة الأميركية وستتحرك وفق مشيئتها وارادتها. ثم، اين هم اولئك الذين كان بيشكجي يحترمهم ويثق بهم؟ اين ابراهيم كوجلو وكوتان؟ اين احمد عباس اوكجو اوغلو الذي كان في يوم ما محاميّ؟. اولئك لايقدمون ولايؤخرون. لايستطيعون تنظيم تظاهرة واحدة فقط. الذي يحارب انظمة سوريا، ايران، العراق وتركيا هم فقط نحن.
واضاف اوجلان بان بعض القوى ارادت التمويه على القضية الارمنية وقالت للشعب الأرمني المنكوب هناك دولة للأرمن الآن اذهبوا الى هناك. القضية الأرمنية لم تٌحل بهذا الشكل. والان ثمة من يقول للكرد هناك في جنوبي كردستان دولة اذهبوا اليها؟. هل يمكن لدولة صغيرة ان تجمع كل الكرد وتدعّي بتمثيلها لهم؟.
واستطرد اوجلان في هذا المضمار متسائلاًً: من يمثل الشعب الكردي؟ هل يمثله الطالباني أو البارزاني؟ لا..لااحد يستطيع ان يدعّي بانه يمثل الشعب الكردي. انا ايضا لااستطيع القول باني امثل الشعب الكردي. الحق اقول لكم بان الشعب الكردي هو الذي يمثل نفسه ويختار ارادته السياسية الحرة. على الشعب الكردي الا يتحول الى عبادة اي شخص. انا لااريد من الكرد ان يتجهوا ذلك الإتجاه. انا اعتبر نفسي فيلسوفاً وعالماً في المقاوم الأول ولا اريد لأحد ان يٌشكل هالة حولي.
وتابع اوجلان: انا لم اقل لأحد تظاهروا من اجلي. ولكن اليوم ولو تمعنتم جيداً فستجدون كل هذه الجموع تخرج في سوريا وايران وتركيا والعراق وتنادي باسمي. هؤلاء وضعوني في قلوبهم وعقولهم.
وأوصى اوجلان ابناء الشعب الكردي بالا يتحولوا الى مطية لأحد وان يظلوا متمسكين بقرارهم الحر المستقل، مؤكداً بانه يريد ان يوجه الكرد الى الديمقراطية ويعلمهم الحس الديمقراطي الحقيقي وكيفية التمسك بالخيار الحر المستقل.
وتوجه اوجلان بكلامه الى اسماعيل بيشكجي مرة اخرى وقال : على بيشكجي ان يثق تماماً باني لم ولن استسلم هنا رغم هول الظروف المعاشة وقسوتها. انظروا قبل يومين جاءوا وقطعوا شجرتين كانتا تظهران من نافذتي وكنت انظر اليهما دائماً. ارادوا حرماني من منظر الخضرة والحياة وصوت العصافير. هؤلاء لايتحملون رؤية اي جسم ينبض بالحياة. جاؤوا كذلك الى حجرتي وبعثروا كل اوراقي ورسائلي ومزقوها ارباً ارباً. عانيت كثيراً وكابدت كثيراً حتى اعدت ترتيب الحجرة من جديد. انا أتساءل هنا: لو كنت قد استسلمت لهم هل كانوا فعلوا بيّ كل هذه الأفاعيل؟. انا مستعد لأن اتجرع السم كل يوم وكل لحظة والا اتحول الى دمية في ايدي الأميركان والإنكليز. ولأني لم ارضى بان اتحول الى دمية في ايدي هؤلاء اتوا بي الى هنا..
كما واتهم اوجلان السياسي الكردي ملك فرات ببيع ميراث جده الشيخ سعيد بيران وقال بانه كان برلمانياً لمدة اربعين عاماً ولم يسدي اية خدمة للشعب الكردي.
واكد اوجلان رفضه للخنوع والذل وسياسة العزل معلناً تمسكه بنهج المقاومة والنضال حتى تحقيق اهداف الشعب الكردي في الحياة الحرة والعيش الكريم...
كما وحيا اوجلان الإعتصام الذي ستنظمه المراة الكردية في مدينة باتمان الكردستانية تحت شعار" المرأة ليست شرفاً لأحد، شرفها هو حريتها"، موضحاً بان المرأة لو ارادت النضال والإصرار فيه فانها قادرة على تغيير العالم برمته.
ونقل اوجلان لمحاميه بانه يولي اهمية كبيرة لنضال المرأة ويعتبر هذا النضال ذو معنى كبير وجديراً بالإحترام طالما تعمل المرأة بحرية واستقلالية وتتخذ قراراتها بنفسها.
ووصف اوجلان المرأة بنبع الحياة وقال لولم تكن المراة لما كان هناك شيء اسمه الحياة اصلاً.
وتابع اوجلان قائلاً: ان النظام الرأسمالي يستند الى مصادرة حقوق المرأة وعدم مساواتها بالرجل. ان المرأة كانت هي المشرفة على النظام الإقتصادي في العصر القديم. كانت تدير امور البيت وتشرف على الإقتصاد والإدارة. الآن صار النظام الرأسمالي يعتمد بشكل كبير على سيطرة الذكور واقصاء الإناث. لقد اخترعوا الآلات وراحوا يصنعون كل شيء. صاروا يصنعون ويعدون الأطعمة التي كانت من اختصاص المرأة. النظام الجديد همّش من دور المرأة كثيراً، وكل ذلك جاء لصالح الرجل. تربية الأطفال واعداد الطعام صارا الآن من اختصاص الرجال حيث تساهم الآلة بشكل كبير في انجاز العمل. النظام الرأسمالي عمد الى السيطرة على كل وسائل الإنتاج مقصياً المرأة في البداية. حرية المراة هي حرية الحياة بذاتها. البعض يطالب المراة باحترام الرجل. وانا بدوري اطالب الرجل باحترام المرأة.
وطالب اوجلان المراة الكردية بالتخلي عن سيكولوجية الإنكسار والهزيمة ومضاعفة العمل والنضال من اجل تحقيق حريتها واحداث ثورة حقيقية في الفكر والعمل وطريقة الحياة.
كما واوضح اوجلان بان المرأة لو ارادت واصرت على النضال والثورة فانها قادرة على قيادة العالم واحداث التغيير الجذري فيه.
وفي نهاية حديثه حيا قائد الشعب الكردي عبدالله اوجلان المرأة الكردية وحراكها المنظم والإعتصام الكبير الذي تنوي القيام به في مدينة باتمان الكردستانية.