محكمة مصرية تحكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات على مواطن مصري لإدانته بجريمة التحرش الجنسي. الحكم يلقى ترحيباً من قبل منظمات نسائية تطالب بسن قوانين لوضع حد لهذا النوع من الجرائم.

أدانت محكمة جنايات القاهرة مصريا يبلغ من العمر 27 عاما بتهمة التحرش وحكمت عليه بالسجن ثلاث سنوات مع الأشغال الشاقة. وقالت المحكمة إن الضحية نهى رشدي صالح التي تعمل مخرجة أفلام وثائقية تستحق تعويضا بقيمة 5001 جنيها مصريا  من شريف رجب جبريل الذي يعمل سائق شاحنة.المحكمة اعتمدت على  تقرير تحريات كتبه ضابط شرطة تضمن شهادة أصحاب متاجر في الشارع الذي وقع فيه الحادث .ويعتبر هذا الحكم أول حكم من نوعه يدين مثل هذا  النوع من الجرائم في مصر.وقد رحبت السيدة إنجي غزلان عضو المركز المصري لحقوق المرأة بهذا الحكم  متعبرة أن القاضي أراد أن يجعل من الجاني عبرة لمن يقوم بجرائم مشابهة.

مطلوب سن قوانين تجرم التحرشات الجنسية

 القوانين المصرية لا توفر الحماية الكافية لظاهرة التحرشات الجنسية هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، حيث نشر المركز المصري لحقوق المرأة مؤخرا تقريرا يشير إلى أن 83 بالمائة  من  المصريات و 98 بالمائة  من الأجنبيات يتعرضن للتحرش الجنسي. إلا أن القليل منهن يقررن الإبلاغ بتعرضهن للتحرش. وعزا التقرير ذلك إلى انعدام الثقة  في الشرطة وإلى خلل في  النظام القضائي أو إلى تخوف هؤلاء النساء من الإضرار بسمعتهن. وفيما يتعلق بالخلل في النظام القضائي ذكرت السيدة ناهد شحاته من المركز المصري لحقوق المرأة في مقابلة مع موقعنا أنه لا يوجد حتى الآن نص في القانون المصري يحمي المرأة من التحرش . ناهيك على أنه لا يوجد ما يشير إلى تعريف دقيق للتحرش في القوانين المصرية . على ضوء ذلك يطالب المركز و المنظمات النسائية الأخرى بسن قوانين تجرم هذه الظاهرة .

التحرشات الجنسية ظاهرة متفشية في أرجاء العالم

على الرغم من  أن استطلاعات للرأي جرت مؤخرا من قبل  المركز المصري لحقوق المرأة خلصت إلى أن أغلب الرجال  يحملون النساء مسؤولية تعرضهن للتحرش إلا ان هذه الظاهرة لا تعد حكرا على مصر أو العالم العربي بل هي منتشرة في شتى أنحاء العالم. الأطباء النفسيون من جامعة فرايبورج الألمانية نشروا نتائج دراسة أثارت فزع الرأي العام الألماني. الدراسة الألمانية  خلصت إلى أن نصف النساء التي  تم استجوابهن من بين  ثلاثمائة امرأة تعرضن إلى شكل من أشكال التحرش الجنسي إما باللمس أو التعرض لألفاظ تخدش الحياء. أما كل رابع امرأة فتعرضت إلى حادثة اغتصاب.

بطاقة وردية للحماية

 في إطار الحملات التي تقام في ألمانيا تحت شعار "لا للعنف ولا  للتمييز الجنسي" خرجت مصممتان ألمانيتان للدعاية في مدينة كولونيا بفكرة البطاقة الوردية. وهي بطاقة تحتوي على  مادة  كميائية تشكل مصدر إزعاج كبير للرجال لمجرد ملامستها، لكن دون أن تصيبهم بأضرار بالغة. ولعل الملفت في هذه البطاقة ،التي في طور التجربة، العبارة التالية التي كتبت عليها باللغات الألمانية والإنجليزية والإيطالية: "لقد تحرشت جنسيا بامرأة. هذه البطاقة مصنوعة من مادة كميائية. خلال الساعات القادمة ستشعر بخلل في أعضائك التناسلية. وهذه هي اللحظة التي يجب أن تفكر فيما قمت به وأن تتوقف عن هذا السلوك في المستقبل!"

D:W