الأحد 08 أيلول / سبتمبر 2024, 03:07
تركيا ..التطور الذي يجب تحاشيه




تركيا ..التطور الذي يجب تحاشيه
الإربعاء 08 تشرين الأوّل / أكتوبر 2008, 03:07
كورداونلاين
سترتكب تركيا خطأً قاتلاً إن هي شملت برد فعلها العسكري ضد حزب العمال التركي الكردستاني منطقة كردستان العراق

التي بلا أدنى شك ان لهذا الحزب تواجد فيها لكن هذا الوجود ينحصر في عقدة الحدود الإيرانية ؟ العراقية ؟ التركية وهي منطقة جبلية وعرة المسالك لا سيطرة عليها سيطرة كاملة لأي من الدول المحاددة والمجاورة .

ربما ان مجموعات حزب العمال المسلحة المنتشرة خاصة في مناطق جبل قنديل تقيم علاقات مع أكراد العراق وإيران وايضاً مع بعض التنظيمات الصغيرة في كردستان الإيرانية وكردستان العراقية فهذا شيء طبيعي وبخاصة وأن هذا الحزب رغم أنه يحمل إسماً تركياً إلا أنه يطرح نفسه كحزب قومي كردي يمثل الأكراد كلهم ومن بينهم أكراد سوريا وأكراد بعض الجمهوريات الجنوبية التي كانت جزءاً من الإتحاد السوفياتي السابق .

ولذلك فإن هذا الحزب قد إصطدم ، بسبب هذا الإدعاء وبسبب سعيه الدائم لزج إقليم كردستان العراق في المواجهة بينه وبين تركيا ، مع مسعود البارزاني الذي وإن هو يتبنى ضرورة حصول الأكراد الأتراك على حقوقهم المدنية إلا أنه يرفض اللجوء للمواجهة العسكرية سواءً من قبل أنقرة أو من قبل هذا الحزب الذي أسسه عبدالله أوجلان في ثمانينات القرن الماضي بدعم الإستخبارات السوفياتية ( كي.جي.بي ) ليكون شوكة في الخاصرة التركية .

لم يطرح مسعود البارزاني إطلاقاً مسألة الإرتقاء بالحكم المحلي في كردستان العراق الى مستوى الدولة المستقلة وإن هو يؤمن بضرورة قيام الدولة الكردية القومية على المدى الأبعد ولذلك فإنه رفض وبقي يرفض أي تواجد عسكري لهذا الحزب في مناطق سيطرة حزبه الحزب الديموقراطي وحليفه حزب الإتحاد الوطني بزعامة الرئيس العراقي جلال الطالباني .

لقد حاول حزب العمال التركي الكردستاني ، الذي يدعي أنه حزب الأمة الكردية كلها ، سابقاً ولاحقاً وحتى هذه اللحظة ، جرَّ أكراد العراق الذين يقيمون الآن شبه دولة في إطار الدولة العراقية الكونفدرالية الى المواجهة مع تركيا وهذا بقي مسعود البارزاني يتحاشاه ويتجنبه والأسباب هنا كثيرة ومتعددة وأهمها قناعته بأنه من المبكر جداً الحديث عن إقامة دولة الأمة الكردية الواحدة مع أنه من حيث المبدأ يتمسك بحق الشعب الكردي في كل مناطق تواجده في إقامة مثل هذه الدولة.

إنه لا أكثر سعادة بالنسبة لحزب العمال التركي الكردستاني بأن تستهدف تركيا إقليم كردستان العراق بعملية عسكرية واسعة النطاق فهذا ما بقي يعمل من أجله وينتظره منذ سنوات طويلة فهو يريد ان تتورط أنقرة في مواجهة ساخنة مع أكراد العراق ومع أكراد إيران لإستنزافها ولخلق مشاكل لها مع الدول المجاورة .

ولذلك فإنه على تركيا ان تكون يقظة وأنه على عبدالله غول ورجب طيب أردوغان ان يتحليا بالصبر والحكمة وأن يسعيا لكسب مسعود البارزاني وجلال الطالباني وإيران وأكرادها أيضاً الى جانبهما .. إنه عليهما ان يدركا خطورة العواقب المترتبة على دخول أكراد العراق وأكراد إيران المعركة الى جانب حزب العمال التركي الكردستاني فمثل هذا التطور سيعني بالنتيجة تحويل المشكلة التركية الداخلية الى أزمة إقليمية وهذا لن يكون في صالح الأتراك كدولة موحدة لا على المدى القريب ولا على المدى الأبعد!! .


جريدة الرأي الأردنية
161.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات