بدأ قادة سوريا وفرنسا وقطر وتركيا قبل ظهر الخميس في قصر الشعب في دمشق قمة رباعية تتمحور حول المفاوضات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل الجارية حاليا عبر تركيا.

ونقلت الفضائية السورية مباشرة وصول كلا من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي ترئس بلاده حاليا الاتحاد الاوروبي وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي ترئس بلاده مجلس التعاون الخليجي ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى القصر الرئاسي.

وعشية القمة الرباعية اعلن مصدر في الرئاسة الفرنسية ان الاسد ابلغ ساركوزي ان جولة خامسة من المحادثات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل كانت مقررة في السابع من ايلول/سبتمبر في اسطنبول قد الغيت بسبب الوضع الداخلي في اسرائيل.

من جهة اخرى اعلن الاسد الاسد الخميس ان لا عودة للاستقرار في لبنان بدون القضاء على "مشكلة التطرف في شمال لبنان" الذي تدعمه "دول" لم يسمها.

كما عقد الرئيسان (السوري و الفرنسي) مؤتمراً يوم الأربعاء جاء فيه حديث الرئيس السوري أولاً

وقال الأسد إن المفاوضات غير المباشرة مازالت في مرحلة التأسيس للمفاوضات المباشرة، وأن مرحلة المفاوضات المباشرة تحتاج لرعاية الولايات المتحدة مع الأطراف الأخرى الراعية لعملية السلام، عندها سيكون رعاة السلام هم الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا وأي دولة مهتمة بهذا الشأن
كما أشار الأسد إلى أن محادثاته مع الرئيس الفرنسي تطرقت أيضاً إلى الملف النووي الإيراني، وقال إن موقف سورية من هذا الملف واضح ومعلن وقديم، يتلخص بـ"ضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل"، وأشار إلى أن بلاده تقدّمت بمسودة قرار إلى مجلس الأمن عام 2003 حول هذا الموضوع تتعلق بآلية لإخلاء الشرق الأوسط من هذه الأسلحة ومنع انتشارها وقال أنه تم عرقلة هذا المشروع، وقال إنه لم يسمع من الجانب الإيراني أي موقف يختلف عن الموقف السوري هذا. ورأى أن هناك أزمة "عدم ثقة" بين إيران وبين الأطراف المهنية بملفها النووي، وشدد على ضرورة معالجة هذا الملف بالحوار والطرق السلمية مشيراً إلى أن أي حل غير سلمي سيكون له نتائج كارثية

من جهته قال الرئيس ساركوزي إن فرنسا تبني مع سورية علاقة جديدة مبنية على "الثقة والتفاهم وعدم المساومة،" وأشار إلى حرص بلاده على استقلال لبنان، وأثنى على اجتماع القمة الذي تم في وقت مبكر من الشهر الماضي بين الرئيس الأسد والرئيس اللبناني ميشيل سليمان، وأعرب عن أمله بأن تتطور العلاقة بين البلدين الجارين
كما أعرب ساركوزي الذي يزور سورية لأول مرة منذ استلامه منصبه كرئيس لفرنسا عن أمله أن تتقدم المفاوضات غير المباشرة السورية الإسرائيلية إلى مفاوضات مباشرة، وأن يتحقق السلام بين البلدين. وأعرب عن استعداد فرنسا لتكون عراباً من عرابي هذا السلام
وأشار ساركوزي إلى أنه تحدث مع الرئيس الأسد حول حقوق الإنسان في سورية، وقال إن قناعة فرنسا راسخة بأن "احترام حرية الرأي مكسب"، وأشار إلى أنه تحدث حول مبادئ وأشخاص خلال زيارة الأسد لباريس، مشيراً إلى أن السلطات السورية أطلقت سراح اثنين من المذكورين في القائمة، وأنه تابع نقاشه مع الرئيس السوري حول الموضوع، وأعرب عن أمله أن يرى خطوات عملية في هذا الشأن
وحول العلاقات السورية الفرنسية وما تم بحثه اليوم، أشار ساركوزي إلى انخفاض حصة الشركات الفرنسية في سورية خلال الفترة السابقة، وقال تحدثنا عن تمديد عقد شكرة توتال النفطية للسنوات العشر القادمة، وعن أشغال هامة في مطار دمشق الدولي وفي المرافئ السورية، كما تحدث عن صفقة بيع طائرات إيرباص لسورية والتي تواجه منعاً ومقاطعة أمريكية
وأشار ساركوزي إلى أن سورية يمكن أن تلعب دوراً في الملف النووي الإيراني، وأن احترام العلاقات والتحالفات التقليدية السورية سوف يسهم في عملية السلام في المنطقة، وشدد على ضرورة عدم حصول طهران على سلاح نووي، واعتبر حصول ذلك خطر على المنطقة والعالم، مع عدم إنكاره لحق إيران في الحصول على الطاقة النووية للأغراض السلمية

مصدر هذا الخبر الوكالة الفرنسية و وكالة أكي الايطالية

موقع كوردأونلاين