ربما سنشهد في الأيام القليلة القادمة تغيير في رقعة التحالفات الدولية في سورية وخاصة في الشمال السوري وربما سنرى تركيا تعلن خروجها من الناتو وإعلان الطلاق مع أمريكا
في خطوة متوقعة وافق الرئيس الأمريكي باراك
أوباما على قانون تسليح ما سماه " الفصائل المسلحة للمعارضة السورية "
بمضادات دفاع جوي " صواريخ ستينجر " وأوكل لوزارة الدفاع الأمريكية
تحديد من هي الفصائل التي سوف تستلم هذه الصواريخ ، وبالتوازي مع الإعلان عن هذا
القرار قال العقيد طلال سلو الناطق الرسمي لقوات سورية الديمقراطية على صفحته
الشخصية أن الولايات المتحدة الامريكية ستسلم " قسد " صواريخ .
أذن صواريخ دفاع جوي في الشمال السوري ، لكن
ضد أي طائرات ستكون هذه الصواريخ ، وبيد من ستكون ، ومن أي طريق ستدخل ، فأن قلنا
أن السلاح سوف ينقل جواً إلى قاعدة إنجرليك التركية ومنها عبر الحدود إلى ريف أدلب
عبر معبر اطمة كما حدث سابقا ً ، فهذا يعني أن المضادات ستستخدم ضد الطائرات
الروسية والسورية ، وعسكريا ً الطائرات الروسية لا تؤثر عليها هذه الصواريخ ، وكيف
ستبرر تركيا هذه الخطوة للحليف الروسي الجديد بالنسبة لها ، خاصة بعد توقيع
الاتفاق المبدئي الروسي التركي الايراني بخصوص سورية والذي تم التوافق عليه في
موسكو .
أما أذا وصلت الصواريخ إلى قسد كما قال
العقيد طلال سلو ، فأن وجهتها ستكون ضد الطائرات التركية التي تشن غارات متوازية
ضد داعش في الباب وريفها وضد قسد في ريف منبج وريف عفرين ، فكيف ستبرر الولايات
المتحدة الامريكية هذه الخطوة لحليفها التركي والعضو في حلف الناتو ، هذا أن لم
تصل الصواريخ إلى حزب العمال الكردستاني في الداخل التركي وجبال قنديل حيث تجري
معارك عنيفة بين العمال الكردستاني والجيش التركي .
وبالعودة إلى المستجدات على الأرض في الشمال
السوري ، نجد أن قسد المدعومة أمريكيا ً قد وصلت إلى مشارف الطبقة بعد سيطرتها على
مساحات كبيرة في ريف الرقة الغربي وقرية جعبر التاريخية وتحاصر القلعة المشرفة على
بحيرة الأسد وأصبح طريق سد الفرات تحت نيرانها وربما سيكون تحت السيطرة خلال ساعات
لا أكثر وبذلك ستعزل الرقة نهائيا ً عن محيطها ، ويكون الطوق قد اكتمل عليها ،
وسيكون لهذه التقدم نتائج إستراتيجية مهمة .
وفي الساحة نفسها نجد أن الخلاف قد شب بقوة
بين ما يسمى " درع الفرات " المدعوم تركيا ً وبين تنظيم داعش ، خاصة بعد
شهر العسل في الشمال السوري وخاصة جرابلس وريفها وريف الباب ، وشاهدنا ارتداد داعش
في الباب والخسائر التي تلقاها الجيش التركي وحرق عناصره وتدمير دباباته ، مما
أجبر التركي على الزج بقوات خاصة جديدة مدعومة بعدد كبير من الدبابات وما أعلن عنه
أنها بأتجاه الباب لكن هل ستغير تركيا خطتها المعلنة بعد فشلها باقتحام الباب
وتتجه إلى منبج لإخراج الأكراد منها وهي الوجهة الحقيقية الضمنية لتركيا وهمها
الأول والأخير ، وهل للاتفاق التركي الروسي الايراني علاقة بهذا التغيير ان حصل في
الأيام القادمة ، وهل كان قرار أوباما نابعاً عن اعتقاد أن اردوغان سيضرب بالتنسيق الأمريكي التركي عرض الحائط
ويهاجم الأكراد في منبج وعلى ذلك تقرر دعمهم بأسلحة جديدة وصواريخ لمواجهة الجيش
التركي .
ربما سنشهد في الأيام القليلة القادمة تغيير في
رقعة التحالفات الدولية في سورية وخاصة في الشمال السوري وربما سنرى تركيا تعلن
خروجها من الناتو وإعلان الطلاق مع أمريكا كحليف عسكري واستراتيجي يترتب عليها رد
فعل من الاتحاد الأوربي ضد تركيا تنتج عنه قرارات مصيرية بالنسبة للعلاقة التركية
الأوربية خاصة أن الكرد لهم ثقل في أوربا وبرلماناتها ، وهل سيعمق هذا الطلاق
الزواج الروسي التركي .
من شمال شرق سورية – محمد مير سعادة