الادارة الذاتية: وثيقة موسكو الصادرة مؤخرا من حيث المبدأ خطوة إيجابية مهيئة لحوار سياسي
نجد في وثيقة موسكو الصادرة مؤخرا من حيث المبدأ خطوة إيجابية مهيئة لحوار سياسي جدي فيما إذا توفرت ارادة الحل عند الاطراف والقوى الديمقراطية المختلفة الممثلة للمجتمع السوري
بيان الى الراي العام
تشهد
منطقة الشرق الاوسط وبخاصة سوريا تغييرات مصيرية
تهدد الشعوب، مالم تتجه الامور نحو حل سياسي واقعي على أساس احترام إرادة الشعوب عبر
حوارات جادة ومسؤولة وفق ضمانات دولية تاخذ بعين الاعتبار حقوق الشعوب المشروعة.
بعد ان تاكد للجميع استحالة استمرار النظم الاستبدادية
بسياساتها الأحادية الانكارية وقناعة منها بضرورات التعايش السلمي والعيش المشترك بين
كل المكونات كضمانة حقيقية لخلق مجتمعات حرة تسودها القيم الديمقراطية والعدالة والسلام.
والمستجدات التى افرزتها الاحداث الاخيرة في سوريا تؤكد بما لا يقبل مجالا للشك صحة
التوجهات الاساسية لادارتنا الذاتية الديمقراطية التي التزمنا بها منذ البداية من خلال
مشروعنا الديمقراطي التعددي التشاركي الحر الذي يستند الى اخوة الشعوب بمشاركة فاعلة من كل المكونات دون تمييز عرقي او
ديني او مذهبي, ولهذا قاومنا الارهاب بكل اشكاله بما فيه ارهاب داعش، باسم الإنسانية
في روج آفا- شمال سوريا, محققين انجازات ومكاسب تخدم سوريا والعالم اجمع، وطرحنا الحلول
السياسية الديمقراطية بوصفها تشكل الرؤى الديمقراطية بمواجهة تطور العنف الاعمى من
اغلب اطراف الصراع الذي تم تحويله الى صراع من اجل السلطة متجاهلين ان الهدف الاساسي
لا بد ان يكون تحرير المجتمع والانسان.
وعليه قدمت ادارتنا مشروعها الديمقراطي لحل الازمة
السورية المتمثل بالفيدرالية الديمقراطية على أساس إرادة الشعوب. بوصفه الحل الأمثل
لهذه الازمة من خلال الحفاظ على وحدة سوريا وتمكين مكوناتها من التمتع بكل حقوقها المشروعة,
ولا زلنا نعمل على تطبيقها من خلال الادارات الذاتية الديمقراطية لتكون نموذجا ناجحا
للمستقبل الديمقراطي الحر لكل سوريا الديمقراطية الفيدرالية.
اننا في المنسقية العامة للادارة الذاتية الديمقراطية
للمقاطعات الثلاث في روج آفا – شمال سوريا, اعلنا دائما ان الحل في سوريا سياسي ولهذا
كان موقفنا – رغم كل ما واجهناه من صعوبات في فهم بعض المواقف الدولية – دائما الى
جانب الحل السياسي والحوار تحت سقف الوطن بين كل المكونات دون اقصاء او انكار.
على هذا الاساس نؤكد اننا نجد في وثيقة موسكو
الصادرة مؤخرا من حيث المبدأ خطوة إيجابية مهيئة لحوار سياسي جدي فيما إذا توفرت ارادة
الحل عند الاطراف والقوى الديمقراطية المختلفة
الممثلة للمجتمع السوري بكل مكوناته دون استبعاد أي طرف مؤمن بالحل خصوصا الفاعلة على
الارض دون اقصاء أو تهميش او انكار, وبعيدا
عن التسلط والانانية, تحت شعار سوريا لكل السوريين، سيما أنها تجد هذه الوثيقة بانها
مكملة للجهود السابقة وغير متعارضة مع القررارات الدولية ذات الشأن، مع الاستفادة من
النواقص المرتكبة في اجتماعات جنيف والتي تم فيها استبعاد لممثلي الشعب الكردي والقوى
المؤثرة في الحل.
اننا اصحاب مشروع ديمقراطي طرحناه سابقا ودافعنا
عنه ولا زلنا واضعين نصب أعيننا حلا كليا للأزمة السورية, وقادرون على الدفاع عن هذا
المشروع وانجاحه لما فيه مصلحة سوريا بكل شعوبها ومكوناتها، وعلى اعتبارنا أصحاب هذا
المشروع فإننا نبدي تقربا مسؤولا حيال هذه الوثيقة وفي الوقت الذي نجد أنفسنا مسؤولين
أمام تطوير الحل، وذلك في الحوار مع الجميع للوصول الى الحل وتطبيقه بارادة وطنية ديمقراطية
حرة, وكذلك التصدي لكل قوى الارهاب بمختلف اشكالها والوانها لبناء سوريا فيدرالية ديمقراطية
علمانية تعددية تشاركية تمنح جميع المكونات عربا وكردا وكلدو اشوريين وسريان وشيشان وتركمان وشركس, ودروز، افرادا وجماعات, كامل
حقوقهم المشروعة التي تنص عليها العهود والمواثيق الدولية.
منسقية الادارات الذاتية الديمقراطية للمقاطعات
الثلاثة لروج افا _ شمال سوريا
2016/12/22