الأحد 09 شباط / فبراير 2025, 06:12
آلدار خليل: يداً بيد لأجل ثورتنا




آلدار خليل: يداً بيد لأجل ثورتنا
الأحد 18 كانون الأوّل / ديسمبر 2016, 06:12
كورداونلاين
روج آفاي كردستان منفتحة على كل المبادرات والمساعي الوطنية من أجل العمل بما يخدم مصلحة الثورة وطموح شعبنا المقاوم

للكرد ماض مؤلم مع النظام البعثي العنصري وأساليبه القمعية تجاه الكرد والقضية الكردية في سوريا، وإن لم يكن هذا القمع خاصاً بالكرد وحدهم بل طال جميع السوريين إلا أنه كان مضاعفاً للشعب الكردي واتخذ أشكالاً متعددة والذي كان النظام المستبد يهدف من خلاله لطمس الهوية الكردية وتشويه معالمها الوطنية والتاريخية في محاولة لاعتبار الوجود الكردي حالة طارئة بالرغم من الدور الوطني والتاريخي للكرد قبل وبعد نشوء الدولة السورية، وما الموقف الوطني الآن إلا امتداد للحالة الوطنية الكردية في الماضي السوري، فقد عانى الشعب الكردي من سياسات التعريب التي اتبعها النظام، وكذلك الإحصاء الاستثنائي الجائر الذي تم بموجبه تجريد ما يقارب 250 ألف مواطن من الجنسية السورية وما يترتب عليه من حقوق، وأيضاً مشروع الحزام العربي وغيره الكثير من الإجراءات المجحفة بحق الشعب الكردي لأجل إحداث تغيير ديمغرافي للمناطق الكردية، واستمر هذا الظلم والمعاناة على مدار نصف قرن من الزمن والكرد يعانون حالة التمزق والقهر على أرضهم التاريخية في ظل القمع والحرمان من كل الحقوق كشعب.

اليوم وبعد التحولات التي حدثت في ظل الثورة الشعبية السورية بكل أطيافها حيث بدأت الأمور تأخذ منحى آخر بخاصةً بعد فشل تلك القوى المتآمرة على طموحات الشعب الكردي وبقية مكونات الشعب السوري. ولذلك لم تكن الثورة التي بدأت في روج آفاي كردستان في ظل الأزمة التي تعصف بسوريا مصدر راحة للعديد من الأطراف والقوى التي أدركت بأن ثورة روج آفا ومن خلال المنجزات التي تم تحقيقها ضمن إدارة الإدارة الذاتية بأنها النموذج الأمثل لتحقيق التغيير الذي انفجرت الثورة لأجله، والذي يلبي طموحات عموم الشعب السوري في الحرية والكرامة أي أنه النموذج الذي يخدم أهداف الثورة بعد سنوات طويلة من الظلم والتهميش، وهنا تكمن حقيقة الثورة التي أرعبتهم، فالثورة التي اعتمدت على ذاتها في كل شيء أصبحت مصدر إلهام لعموم الشعب السوري الذي انتفض لسحق تلك السياسات القمعية الظالمة التي ارتكبت بحقه.

وفي ظل هذه الثورة ظهر محوران على ساحة الثورة في روج آفا، المحور الأول اعتمد على الذات والإمكانات الثورية والتنظيم الشعبي، أما المحور الثاني فقد ذهب وراء الائتلاف والقوى المشكلة من أنقاض البعث في الخارج كطرف من المعارضة للنظام، وظهر جلياً أنَّ الإرادة واستقلالية القرار والاعتماد على الذات في مسيرة ثورة روج آفاي كردستان أثبتت صحتها كواقع ملموس من خلال ما تم تحقيقه من مكاسب وانتصارات، وبالمقابل كان للمجلس الوطني الكردي المنضوي تحت راية الائتلاف خسارات متتالية، ومنها الشارع الكردي وبالتالي القاعدة الجماهيرية التي يدعي تمثيلها، ومرد هذا الفشل كان لدوره كمنفذ لإملاءات الائتلاف والذي بدوره عبارة عن أداة بيد قوى إقليمية ومن بينها تركيا، وبالتالي كان لمعاداة المجلس الوطني الكردي للطموح الثوري ولشعب روج آفا وفلسفته في التنظيم المجتمعي انعكاسات انتهت بفقدانه لدوره التاريخي الهام في هذه المرحلة، ويمكننا إدراج هذا العداء ضمن الأخطاء المصنفة تحت بند التخلف عن الواجب الوطني والقومي.

في الثورة القائمة على تحقيق التحول الجاد لابد من الإيمان بضرورة الموقف الوطني الموحد وهنا وبالرغم من الأخطاء التي ارتكبها المجلس الوطني الكردي في الالتفاف حول ثورة روج آفاي كردستان نجد أنَّ العودة إلى المسار الصحيح والالتقاء والاتفاق حول نقاط مشتركة من شأنها تقوية الموقف الكردي العام وبالتالي فإننا نجد وتحديداً في هذه الظروف الصعبة الراهنة التي نمر بها جميعاً أن العمل المشترك والعودة إلى المسار الوطني الموحد واجب علينا الالتزام به، ونرى أنه من أولويات المرحلة التي سوف تتحول بفعل العداء الشديد من القوى المعادية إلى مرحلة مصيرية تتعلق بالوجود الكردي كأمة يجب العمل بيد واحدة من أجل الحفاظ على هويتنا النضالية.

نؤكد الآن كما أكدنا سابقا أنَّ روج آفاي كردستان منفتحة على كل المبادرات والمساعي الوطنية من أجل العمل بما يخدم مصلحة الثورة وطموح شعبنا المقاوم والذي بات اليوم مصدر إلهام لعموم الشعوب الحرة في تحقيق رؤيتها في التطلع نحو العيش المشترك والحرية.

فالموقف الثوري في روج آفا وبالرغم من الصعوبات التي واجهته على مدار سنوات مضت إلا أن شعبنا كان يقظاً لتلك المخططات التي تم حياكتها من أجل كسر إرادته وسرقة ثورته، ظل ثابتاً ويزداد صلابة يوماً بعد يوم في وجه المؤامرات التي تهدف للنيل منه، ومن بينها تلك المحاولات المستميتة لتعميق الهوة في الموقف الكردي وتشتيته خدمة لمصالحها، لذا؛ أكرر وبالرغم من هشاشة موقف المجلس الوطني الكردي أمام ما يجري في روج آفا، إلا أننا نرى أن العمل والبحث عن كل ما يجمعنا على الساحة الكردية واجب نلتزم به ونعمل لأجله وبالتالي لا نرى أنفسنا بعيدين عن أية محاولة جادة وحقيقية في تحقيق الدور الكردي المقاوم على المستوى العام في روج آفا، فالحاجة الوطنية يجب أن تكون هي الأسمى عند البحث عن الحلول التي من شأنها تحقيق وحدة الهدف واتفاق الرؤى، فمن قدم آلاف الشهداء من أجل الحرية والكرامة لن يتوانى عن أي أمر فيه فائدة وتحقيق للمصلحة الوطنية لشبعنا الحر.

"روناهي"

304.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات