خلال أقل من 24 ساعة تراجع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تصريح قال فيها أن دخول قوات بلاده الأراضي السورية لـ «اسقاط نظام الأسد»، وعاد اردوغان اليوم ليقول
خلال أقل من 24 ساعة تراجع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تصريح قال فيها أن
دخول قوات بلاده الأراضي السورية لـ «اسقاط نظام الأسد»، وعاد اردوغان اليوم ليقول
إن العملية العسكرية التركية في سوريا ليست موجهة ضد أحد باستثناء الإرهابيين.
وأوضح أردوغان في اجتماع عقده مع مخاتير قرى تركية في القصر
الرئاسي بأنقرة، الخميس 1 ديسمبر/كانون الأول: "الهدف من عملية "درع الفرات"
ليس دولة أو شخصية معينة، بل التنظيمات الإرهابية فقط. ولا يجوز أن تكون لدى أحد شكوك
بشأن هذا الموضوع الذي أكدنا عليه تارة بعد أخرى، ولا يجوز أن يعلق أحد على الموضوع
بأسلوب مختلف أو أن يحاول تشويهه".
وأضاف الرئيس التركي أن بلاده لم تسمح بتعزيز تنظيم
"داعش" الإرهابي، ووحدات حماية الشعب لمواقعها قرب الحدود التركية.
واستنكرت وزارة الخارجية السورية التصريحات أمس، وأكدت أنها
ستردّ بقوة ضد أي تدخل في شؤونها الداخلية، موضحة أن التصريحات «تضمنت حقيقة أهداف
العدوان التركي على سوريا، وكشفت بوضوح الأطماع والأوهام التي تغذي فكر هذا الطاغية»
وكانت روسيا قد عبرت عن دهشتها من تصريحات أردوغان حول دخول
الجيش التركي إلى الأراضي السورية من أجل إنهاء حكم "الطاغية بشار الأسد"،
ودعت موسكو أنقرة إلى توضيح موقفها.
وفي هذا السياق أكد الكرملين أن الرئيسين الروسي والتركي
تطرقا خلال مكالمتهما الهاتفية يوم أمس الأربعاء، إلى تصريحات الأخير (أردوغان) حول
أسباب التدخل العسكري التركي في سوريا
وقال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي في تصريح صحفي، الخميس:
"جرت الأربعاء مكالمة هاتفية بين رئيسنا والرئيس أردوغان، وتم التطرق إلى هذا
الموضوع. وقدم أردوغان توضيحات بهذا الشأن"
في السياق، نقلت وكالة «تاس» الروسية عن نائب وزير الخارجية
الروسي ميخائيل بوغدانوف، قوله إن التصريحات التركية ستحضر على طاولة البحث بين الوزيرين
لافروف ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو، خلال لقائهما في أنطاليا. وأضاف بوغدانوف
أن الاجتماع سيكون فرصة جيدة لتوضيح النيات الحقيقية للجانب التركي. وكانت المتحدثة
باسم الخارجية ماريا زاخاروفا، قد أعلنت أن موسكو تتعامل مع التصريحات الرسمية الصادرة
عن أردوغان، فيما نُقل التصريح الذي يتضمن عن الرئيس بشار الأسد «على نحو غير رسمي».
وعلى صعيد متصل، هاجمت طهران التصريحات التركية، ونقلت وكالة
«تسنيم» الإيرانية عن المساعد السياسي للقائد العام لقوات الحرس الثوري، العميد رسول
سنائي، قوله إن أردوغان لا يملك القدرة الكافية لإطاحة الرئيس السوري بشار الأسد.
وأوضح سنائي أن تركيا «لو كانت تملك قدرة كهذه لكانت قد نجحت في الماضي في تشكيل منطقة
عازلة»، موضحاً أن تصريح أردوغان إن كان صحيحاً «لا يعدّ أمراً جديداً، وربّما عُدّ
نوعاً من المواساة للإرهابيين الذين يمرّون في حلب بظروف الحصار الصعبة والاحتجاجات
الشعبية». وأشار إلى أن سوريا تمر اليوم «بمرحلة مصيرية يشهد فيها الإرهابيون ظروفاً
صعبة»، مضيفاً أن التطورات التي حصلت خلال الأشهر الماضية «جعلت هزيمة الإرهاب أمراً
حتمياً».
وكالات