الإقليم يعاني من حالة جمود سياسية واقتصادية بسبب تدهور العلاقة بين الأحزاب السياسية في الإقليم
كان الخطاب الأخير لرئيس
إقليم كردستان مسعود البارزاني يوم الأحد الماضي مختلفا عن جميع الخطابات والبيانات
التي صدرت عن رئاسة إقليم كردستان في الفترة السابقة، وأعاد الأمل للشارع والأوساط
السياسية، حيث ركز على ثلاث نقاط رئيسية قد تكون طريقا لحل المشاكل والأزمات الموجودة
في الإقليم، وهي إعادة تفعيل البرلمان بعد اختيار مجموعة رئاسية جديدة لرئاسة البرلمان،
إضافة إلى اتفاق الأحزاب على تشكيل حكومة جديدة، وتعيين شخص لرئاسة الإقليم حتى وقت
الانتخابات ليقوم بأعمال رئاسة الإقليم.
وتباينت آراء الشارع الكردي
والمثقفين حول التصريحات الجديدة لرئيس الإقليم، فقال الباحث القانوني محمد صباح لـ
«القدس العربي» إن الخطاب يأتي في مرحلة حساسة لأن الخلافات بين الأطراف وصلت إلى القمة،
ولكن الخطاب أعاد الأمل بحصول التغيير الحقيقي، وخاصة أن البارزاني تحدث في البيان
الجديد عن إمكانية اختيار الأحزاب السياسية لشخص يكون رئيسا للإقليم حتى موعد الانتخابات،
والأمر الآخر أنه يتحدث بصراحة عن إمكانية تغيير الرئاسات الثلاثة في الإقليم وهذا
أمر إيجابي لا نراه في الخطابات السابقة لرئيس الإقليم.
وأضاف أن الوضع في الإقليم
لا يتحمل الخطابات الشديدة وقد تؤدي إلى تفاقم المشاكل والفوضى وفقدان النموذج الكردي
للحكم في المنطقة، وبالتالي يجب التركيز على النقاط الإيجابية في هذه الخطابات ومحاولة
جمع الكلمة، واتفاق الأحزاب على شخصية معينة ليكون رئيسا للإقليم في الفترة الانتقالية
حتى موعد الانتخابات في 2017.
بينما قال الصحافي إسماعيل
قادر لـ «القدس العربي» إن خطابات البارزاني متشابهة وإنه يسعى لإضاعة الوقت وليست
لديه نية حقيقية للتخلي عن الكرسي، وهو يريد أن يبرهن لأنصاره في الداخل وأصدقائه في
الخارج أنه على استعداد للتخلي عن كرسي الرئاسة. ولكن هذا الأمر صعب جدا لأن حزب البارزاني
وعائلته سيطروا على مرافق السلطة في إقليم كردستان، وبالتالي حتى لو وصل شخص محايد
إلى هذا المنصب فلن يستطيع أن يغير شيئا أو أن يواجه منظومة الفساد الموجودة في الحكومة.
يذكر أن الإقليم يعاني من
حالة جمود سياسية واقتصادية بسبب تدهور العلاقة بين الأحزاب السياسية في الإقليم وعدم
اتفاقها على آلية لحل مسألة الرئاسة، حيث انتهىت الولاية القانونية لرئيس الإقليم في
31 آب/أغسطس 2015 وبعدها لم يتم الاتفاق على تمديدها أو اختيار بديل للمنصب حتى موعد
الانتخابات.
يذكر أنه بعد تصريحات رئيس
إقليم كردستان مسعود البارزاني في منطقة بعشيقة الأسبوع الماضي التي عبر فيها عن غضبه
من المظاهرات التي تجري في بعض مدن الإقليم للمطالبة بالرواتب وتحسين المعيشة. وصرح
بأن المواطنين الذين يخرجون بناء على تعليمات حزبية لن يحصلوا على شيء ولن يتغير الوضع
السياسي. وهذا الخطاب تسبب في إصابة المجتمع بحالة من اليأس من تحسن الأوضاع السياسية
والاجتماعية والاقتصادية، وعدم تعلق الآمال على المظاهرات التي استمرت لأيام في كثير
من المدن.
شاهو القره داغي
«القدس العربي»