الهجوم الذي أُطلق عليه اسم "غضب الفرات" يتركز على مناطق إلى الشمال من الرقة وجنوبي بلدة عين عيسى على مسافة 50 كيلومترا.
(رويترز)
- قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصدر كردي يوم الاثنين إن جماعات سورية مسلحة مدعومة
من الولايات المتحدة انتزعت السيطرة على عدد من القرى في الأيام الأولى من هجوم لاستعادة
مدينة الرقة من تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال المصدر إن القوات البرية تحصل على دعم من ضربات
جوية يشنها تحالف تقوده الولايات المتحدة. لكنه أضاف أن معركة إخراج مقاتلي التنظيم
من الرقة معقله الرئيسي في سوريا "لن تكون سهلة".
وتهدف العملية التي تنفذها قوات سوريا الديمقراطية
التي تشمل وحدات حماية الشعب الكردية وبدأت يوم السبت إلى تطويق الرقة وانتزاع السيطرة
عليها في نهاية الأمر مما يزيد من الضغوط على تنظيم الدولة الإسلامية الذي يواجه هجوما
كبيرا على الموصل معقله في العراق.
ويبدو حتى الآن أن الهجوم الذي أُطلق عليه اسم
"غضب الفرات" يتركز على مناطق إلى الشمال من الرقة وجنوبي بلدة عين عيسى
على مسافة 50 كيلومترا.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات سوريا
الديمقراطية سيطرت حتى الآن على عدد من مواقع تنظيم الدولة الإسلامية لكن لم تحرز
"تقدما حقيقيا".
وقال المصدر الكردي إنه تمت السيطرة على بعض القرى.
وأضاف أن تنظيم الدولة الإسلامية فجر خمس سيارات ملغومة في إطار تصديه للهجوم.
وتابع المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته يقول
"من الصعب تحديد إطار زمني للعملية في الوقت الراهن. المعركة لن تكون سهلة."
وأضاف أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يوفر
دعما جويا "ممتازا".
كانت قوات سوريا الديمقراطية الشريك الرئيسي على
الأرض للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية وانتزعت السيطرة
على مساحات كبيرة من الأراضي في شمال سوريا بدعم جوي من التحالف.
وقال التحالف يوم الاثنين إن قوات سوريا الديمقراطية
المدعومة بغطاء جوي ودعم يتعلق بالاستشارات من التحالف بدأت عملية لعزل الرقة.
وقال اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند "عزل الرقة
عندما يكتمل سيحرر قطعة أرض ذات قيمة استراتيجية حول الرقة وسيمكن من تحرير المدينة."
وأضاف أن العملية ستقطع الطرق كذلك على مقاتلي تنظيم
الدولة الإسلامية إلى الموصل في الوقت الذي تحاول فيه القوات العراقية استعادة المدينة.
كان التخطيط لهجوم الرقة معقدا بسبب عوامل منها مخاوف
تركيا المجاورة التي لا تريد أن ترى أي توسع إضافي للنفوذ الكردي في شمال سوريا.
وإضافة إلى ذلك فإن الرقة تقطنها أغلبية عربية وقال
مسؤولون بارزون من أكراد سوريا في وقت سابق إنه يتعين على جماعات سورية عربية تحريرها
من تنظيم الدولة الإسلامية وليس وحدات حماية الشعب الكردية.
وقالت جيهان شيخ أحمد المتحدثة باسم قوات سوريا الديمقراطية
إنه فور تحرير الرقة من تنظيم الدولة الإسلامية سيديرها مجلس مدني وعسكري من سكانها.
وكان هذا هو نموذج الحكم بعد التحرير الذي طبق في
مدينة منبج قرب الحدود التركية بعد أن أخرجت قوات سوريا الديمقراطية مقاتلي التنظيم
منها في أغسطس آب.
وقال تاونسند إن التحالف سيتشاور مع حلفائه أثناء
العملية بشأن خطط السيطرة على الرقة وكيفية حكمها بعد ذلك.
وقال مسؤول أمريكي لرويترز في واشنطن إنه "ليست
هناك قوات متاحة قادرة على استعادة الرقة في المستقبل القريب" وحذر مسؤولون أمريكيون
من أن عملية حصار المدينة وعزلها قد تستغرق شهرين أو أكثر.