تشكلت القوة الكردية، و التحقت بها قوة من العنزة التابعين للأمير مجحم، و سرية آشورية، و استطاعت القوات المشتركة قهر القوات التركية و العشائر العربية الموالية لها و للانكليز
ساهم
الكرد بفعالية في طرد فلول القوات التركية و قهر عملائها في منطقة الرقة، و ها هو اليوم
الذي ينتقم فيه الأتراك و عملاؤهم من أبناء الكرد الذين ضموا الرقة إلى ما تُسمى اليوم
بالدولة السورية.
فيتم
هدر الدم الكردي على أرض رقّة التي تشربت بدماء الكرد في سبيل ضمها إلى سورية. إذ كان
دور القوات العسكرية الكردية حاسماً في ضم الرقة إلى دولة حلب، التي أصبحت فيما بعد
جزءاً من سورية. فلو لم تكن القوات الكردية المللية لكانت الرقة مدينة تركية، و لكانت
دير الزور و الميادين و البوكمال مدناً عراقية.
فبينما
كانت المعارك ضارية في عام 1920 في مناطق كيليكية و عنتاب، بين العصابات المدعومة من
قبل مصطفى كمال من جهة، و القوات الفرنسية التي خلفت القوات الانكليزية من جهة أخرى،
إذ تعاون بعض رؤساء العشائر العربية مثل الأمير حاجم من العنزة و رمضان شلاش مع السلطات
التركية المتقهقرة، و تعاونت عشائر أخرى مثل العكيدات مع السلطات الانكليزية في العراق،
فلجأت السلطات الفرنسية، بقصد ضم حوض الفرات إلى دولة حلب، إلى توقيع اتفاقية مع آل
إبراهيم باشا، زعماء عشيرة المللين الكردية في الأول من شهر كانون الثاني عام 1921،
و بموجب هذه الاتفاقية تعهدت العشيرة الكردية بتشكيل قوة عسكرية مقرها الرقة لحفظ الأمن
في الجزيرة، بينما تعهدت فرنسا بتقديم بعض الأسلحة لهذه القوة.
نترجم
لكم أدناه مضمون برقية الجنرال غارنية دوبليسيس إلى وزارة الحرب الفرنسية، بخصوص الاتفاقية
التي تم توقيعها في الأول من شهر كانون الثاني عام 1921، بين الفرنسيين و المللين ،
بقصد ضم الرقة إلى دولة حلب.
****
في الخامس
من شهر كانون الثاني عام 1921
من غارنية
دوبليسيس
إلى
وزارة الحرب – هيئة الأركان العامة للجيش
المكتب
الثاني – الفرع الشرقي – باريس
لي الشرف
أن أفيد كم، بأنه ضمن إطار التعليمات المعطاة من قبل القائد العام، المفوض السامي،
قد وقع مؤخراً الجنرال دو لا موت اتفاقية مع أبناء إبراهيم باشا، من عشيرة المللية،
و نصوص هذه الاتفاقية هي التالي:
تشكل
عشيرة المللين اعتباراً من الأول من كانون الثاني من عام 1921، قوة عسكرية من الجندارمة
مؤلفة من أربع مئة خيّال و من خمس مئة من المشاة. سيكون مقر هذه القوة الرقة، و ستكون
تحت تصرف حكومة حلب لضمان الأمن و القيام بمهام الشرطة في الجزيرة، و من المحتمل أن
تشارك هذه القوة في العمليات العسكرية التي سنتمكن من القيام بها على الضفة الشرقية
من نهر الفرات.
تصرف
النفقات من الاعتمادات السياسية. و لن يتم الدفع إلا بعد التأكد من التشكيل الفعلي
للقوة.
الحصة
العائدة للجيش (من النفقات)هي على شكل منح خمس مئة بندقية ذات الإطلاق السريع، و أربعة
رشاشات، مع الذخائر المناسبة.
تؤخذ
هذه المواد من ما تم جمعه من غنائم الحرب، و من ما تم جمعه من عمليات نزع سلاح السكان.
يحتفظ
الجنرال دو لا موت حالياً بهذه القوت في منطقة الرقة لمهمة مقاومة أنشطة حاجم بك، و
للمساهمة في توطيد الأمن في حوض الفرات.
*****
و بالفعل
تشكلت القوة الكردية، و التحقت بها قوة من العنزة التابعين للأمير مجحم، و سرية آشورية،
و استطاعت القوات المشتركة قهر القوات التركية و العشائر العربية الموالية لها و للانكليز،
و بذلك تم ضم حوض الفرات حتى البوكمال إلى دولة حلب التي اتحدت فيما بعد إلى اتحاد
الدول السورية، ثم أصبحت ضمن حدود الدولة السورية التي تشكلت من دولتي حلب و دمشق.
و فيما بعد انضمت إلى سورية دولتي العلويين و الدروز.
*مادة
منشورة بتاريخ 30/03/2010