كان من المقرر أن نستلم أسلحتنا، ونجهز أنفسنا للقتال هنا كخلايا نائمة. كانت مهمتنا أن نزعزع الوضع ونخلق الفوضى في المنطقة الممتدة من
خلايا نائمة واجتياح لما يسمى الجيش الحر بدعم من دبابات
وطائرات تركية، تلك كانت تفاصيل عملية تركية في مناطق روج آفا وشمال سوريا، اعترف بها
أحد قادة الخلايا النائمة في مقاطعة الجزيرة، مبرهناً صحة الادعاء التركي في اجتياح
مناطق روج آفا وشمال سوريا.
وكثيراً ما اطلق المسؤولون الأتراك في الفترة الأخيرة، تصريحات
من قبيل أن المكون العربي مستاء من وحدات حماية الشعب، ويبدو ان التصريحات التركية
لم تكن مبنية على فراغ، بل تزامن ذلك مع تحضير مجموعات مرتزقة في مناطق روج آفا، تتبع
أساساً لمجموعات اخرى موجودة في رها “أورفا” في باكور كردستان. ويدير هذه المجموعات
الجيش التركي.
واستطاعت وحدات مكافحة الإرهاب التابعة لوحدات حماية الشعب
إلقاء القبض على قادة أحد الخلايا النائمة التي كانت تحضرهم تركيا من أجل تنفيذ هجوم
واسع على مناطق روج آفا وشمال سوريا، خلال فترة سابقة من الشهر المنصرم.
حصلت وكالتنا على تصريح من أجل إعداد لقاء مع المدعو حسين
محمد الويس قائد أحد الخلايا النائمة التي كانت تحضرهم تركيا للخطة تلك، إضافةً إلى
لقاء مع آخر كان بصدد تشكيل خلية ويدعى كمال الحسين.
حسين محمد الويس من مواليد قرية الصيبغ 1980 قائد لخلية نائمة
تم الإعداد لها في منطقة تل براك شمال مدينة حسكه.
يترأس محمد الويس مجموعة تتألف من 42 شخصاً أغلبهم كانوا
يعملون في السابق مع مرتزقة داعش. وبعد طرد داعش من المنطقة، ترك هؤلاء منطقة تل براك
متوجهين إلى جنوب حسكة، ليعودوا مرة أخرى إلى منطقة تل براك بموجب تعهد.
يقول محمد الويس أنه عمل لدى مرتزقة داعش في فترة سيطرتهم
على المناطق الممتدة بين حسكه وقامشلو في مجال الخدمات والكهرباء.
ويؤكد بأنه هرب ومجموعة من أبناء منطقته مع مرتزقة داعش إلى
المناطق الواقعة جنوب حسكه أثناء حملة وحدات حماية الشعب لتحرير بلدتي تل حميس وتل
براك.
بعد فترة 3 أشهر يعود محمد الويس ومعه أبناء منطقته الذين
انضموا إلى مجموعته فيما بعد، بعد تقديمهم لتعهد بعد تكرار التعامل مع مرتزقة داعش.
ينال الويس ومن معه الصفح، ويعودون إلى منازلهم في تل براك
مسالمين، وهناك بعد فترة شهر تقريباً. يتواصل الويس مع شخص يلقب بـ “زكي” الذي هو سوري
من تل براك ويقطن في منطقة أورفا بتركيا. (رها في شمال كردستان).
يسرد الويس تفاصيل حديثه مع زكي في إحدى المحادثات الهاتفية
” طلب مني زكي تشكيل مجموعة من عشائر معينة، وقال أنه سيرسل لنا الأسلحة من تركيا عن
طريق منطقة تل أبيض/كري سبي، كما أخبرني أنه سيدفع لكل مقاتل مبلغ 50 ألف ليرة سورية”.
يضيف قائلاً “كل تعليماتنا كانت تأتي من زكي الذي كان في
تركيا، وهو كان يرسم أهدافنا، ويطلعنا على الخطط”.
أما حول تفاصيل عمليته في المنطقة والمخططات التي كان العمل
عليها جارياً قال محمد الويس “كان من المقرر أن نستلم أسلحتنا، ونجهز أنفسنا للقتال
هنا كخلايا نائمة. كانت مهمتنا أن نزعزع الوضع ونخلق الفوضى في المنطقة الممتدة من
تل براك إلى حسكه. لنشتت انتباه وحدات حماية الشعب عن العملية الأساسية. فالعملية الأساسية
كانت دخول مجموعات عن طريق رأس العين/سري كانيه، وتل أبيض/كري سبي بدعم تركي بالدبابات
والطيران الحربي، والسيطرة عليهما وعلى المنطقة الممتدة بينهما”.
لكن لم يتسن لمحمد الويس تحريك مجموعته لتنفيذ هذه الخطة
بسبب إلقاء القبض عليه من قبل وحدات مكافحة الإرهاب التابعة لوحدات حماية الشعب في
مقاطعة الجزيرة.
الشخص الآخر الذي استطعنا إجراء لقاء معه، كان اسمه كمال الحسين وهو من مواليد
قرية ابوحجيرة التحتاني بريف مدينة تربه سبيه عام 1975.
انتسب كمال الحسين إلى مجموعة تدعى “أحرار الطي” والتي تشكلت
بعد فترة من انطلاق الثورة في سوريا، كان شقيقه الذي يدعى عامر الحسين قد ترأسها.
فشلت مجموعة “أحرار الطي” في الحصول على تمويل فبدأت بتشليح
“نهب وسرقة” المارة، وبعد وصول داعش إلى المنطقة عملت هذه المجموعة مع داعش واستلمت
قرية تل ذياب حيث كانت المجموعة تتألف من عشرين شخصاً، على حد قول كمال الحسين.
يقول كمال أنه “بعد سيطرة وحدات حماية الشعب على تل ذياب،
انسحب أخي ومجموعته إلى تل حميس معقل داعش، ومن ثم ترك أخي المجموعة وذهب إلى تركيا
لمدة 25 يوماً. ثم عاد وأخذ زوجته وأولاده وذهب إلى تركيا”.
ويشير كمال إلى أن شقيقه عامر أخبره امتلاكه مكتباً عقارياً
في أورفا وأنه كان يسرد له عن معسكرات التدريب “للجيش الحر” هناك.
يكشف كمال مضمون إحدى محادثاته مع شقيقه حول معسكرات التدريب
“أخبرني أخي أن الأتراك يعملون على تدريب عناصر مسلحين ويحضرونهم لإرسالهم إلى مناطق
عدّة من سوريا مثل إدلب والباب والرقة ورأس العين/سري كانيه”.
كمال هو الآخر اعترف أنه كان بصدد مساعدة مجموعة في المنطقة
الممتدة بين تل حميس والقحطانية/تربه سبيه، وكان في انتظار شقيقه الذي وعده أنه سيرسل
له 10 عناصر مدربين من الجيش الحر ليعملوا تحت قيادته.
لكن كمال لم يصل إلى مسعاه وألقي القبض عليه من قبل وحدات
مكافحة الإرهاب في مقاطعة الجزيرة.