سريه كانيه - شهد اليومين الماضيين اشتباكات متقطعة بالأسلحة الخفيفة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الـ ي ب ك ومقاتلي ما تسمى دولة العراق والشام الاسلامية من جهة وجبهة النصرة من جهة أخرى المعروفين بولائهما لتنظيم القاعدة الاسلامي المصنف ارهابيا في العالم

و جاءت هذه الاشتباكات المفاجئة بعدما كان قد قامت عناصر من جبهة النصرة باختطاف مقاتلين من وحدات حماية الشعب أثناء شرائهم لبعض الحاجيات و ذلك بالقرب من دوار البريد في مدينة سري كانيه ما استدعى تدخل أحد دوريات حماية الشعب التي تواجدت هناك في تلك الأثناء و تحريرهم من تلك العناصر الاسلامية المتطرفة التي شتمتهم و استفزتهم , لتبدأ أن تلك العناصر الارهابية بإطلاق نار كثيف على العناصر التي تحررت لترد وحدات حماية الشعب بالمثل , ثم ما لبث أن تصاعد إطلاق النار ليمتد إلى عدة نقاط من المدينة و قد قامت و احتراماً للشهرالفضيل قيادة وحدات حماية الشعب الكوردية بالعديد من المحاولات لوقف هذه الاشتباكانت و حل الأمور بالطرق السلمية حيث كانت قد أصدرت قيادة الـ ي ب ك في وقت سابق بياناً يؤكد تجنبه و الابتعاد عن أي عمل عسكري في شهر رمضان المبارك إلا أن و رغم إدعاء تلك الكتائب بالفكر الاسلامي باءت كل المحاولات بالفشل و أبت تلك العناصر أن تعلن الحرب على الشعب الكوردي و وحدات حماية الشعب الكوردي التابعة للهيئة الكوردية العليا لتعلن الأخيرة مجبرة حق الدفاع عن شعبها و في وسط المعارك الضارية بين الطرفين خرج معظم أبناء المدينة مؤازرة وحدات الحماية الكوردية لا بل طالبين الانخراط معها و سرعان ما شتد و امتد القتال أحياء أخرى لتُجبر تلك العناصر في ساعات الضباح الأولى من نفس اليوم 15.07.2013 و تحت ضربات وحدات الحماية الكوردية المدعومة من أهالي المدينة و من مختلف الانتماءات إلى الانسحاب لا بل و الهروب إلى بعض القرى المجاورة و إلى داخل كوردستان الشمالية " تركية " تاركين مراكزهم و أماكنهم بمافيها من عتاد و قتلى إلى القرى المحيطة بمدينة سري كانيه و لتعلن مدينة سري كانيه مهرجان تحرير مدينة من المجاميع السلفية الارهابية التي أذاقت المر للشعب . ثمانية عشرة ساعة كانت كافية لتحرير مدينة سريه كانيه تخللتها اشتباكات متقطعة و كان ثمن تلك الحرية شهيدين من وحدات حماية الشعب الكوردية مقابل مقتل حوالي خمسة عشر مسلحا من تلك المجموعات ، و يذكر ان أعداداً كبيرة من تلك العناصر التابعة لدولة العراق الاسلامية قامت بتسليم نفسها منهم كان قد سلم نفسه ، هذا ومازالت تتمركز بعض الجيوب منهم في قرية تل حلف وما يعرف بقصر أصفر نجار اللتان تبعدان حوالي 3 كم عن المدينة بينما ماتزال مطاردتهم من قبل مقاتلي وحدات حماية الشعب مستمرة مع طوق مفروض من جهتي طريق تل حلف سريه كانيه وطريق ترابي اخر بالقرب من اصفر نجار. و رداً على تلك الانتكاسة التي المت بهم قامت بعض المجموعات التابعة لدولة العراق الاسلامية بقطع التيار الكهربائي عن المدينة من محطة المبروكة إضافة إلى استهداف العديد من المدنيين الكرد القادمين من مناطق الداخل باتجاه اراضي غرب كردستان و قد قامت بخطف 16 طالباً جامعياً أثناء عودتهم إلى بيوتهم من مدينة الحسكة. وفي ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها معظم مناطق غرب كردستان وخاصة مدينة سريه كانيه نتيجة للحصار التي تفرضه عدة جهات سواء من الجيش الحر او النظام البعثي او الجماعات الاسلامية المتطرفة التابعة للقاعدة ،قام المجلس الشعبي على ضوء الامكانيات المتاحة بتوزيع مادتي الطحين والمازوت لأفران المدينة و تشغيل محركات توليد الكهرباء لتشغيل محطات ضخ المياه في المدينة في ظل الانقطاع الدائم لتيار الكهرباء والماء عن المدينة، وقد شهدت المدينة يوم أمس عودة الحياة الطبيعية بشكل تدريجي بعدما تم تحريرها من تلك المجموعات المسلحة ، و قد أبدت مختلف شرائح المدينة السياسية و القومية وطوائفها الدينية ارتياحها لعملية التحرير المدينة بعدما عانوا الكثير على أيدي تلك المجاميع المرتزقة حسب أقوالهم ، والجدير بالذكر ان المجلس الشعبي والهلال الأحمر الكردي كانا قد تولَا مهمة دفن جثث عناصر تلك المجموعات وكان اهالي البعض منهم قد قدموا واستلموا جثث أبنائهم حيث يذكر ان هناك ثلاثة منهم من مدينة الحسكة.