سجن المسلمية .. كارثة على الابواب
الجمعة 07 حزيران / يونيو 2013, 02:40
كورداونلاين
حلب - في اتصال هاتفي لوكالة أنباء هاوار مع أحد المعتقلين في سجن حلب المركزي "سجن المسلمية"، اليوم الجمعة, حيث نقل المعتقل الذي نتحفظ على ذكر اسمه حفاظاً على حياته، الواقع المعاش داخل أسوار السجن المحاصر من قِبل جبهة النصرة وكتائب أخرى تابعة للجيش الحر منذ ما يقارب الشهرين، ووصف الوضع المعاش بشكل يومي داخل السجن بالمأساوي، واكد بأن هناك كارثة وشيكة على الابواب.
واشار المعتقل بأنه يتواجد في السجن أكثر من 4500 سجين بالإضافة الى أعداد غير معروفة من السجناء المتواجدين في الأقبية والزنازين الانفرادية. واضاف "السجناء محاصرون من قوتين الاولى هي قوات الامن السوري وحراس السجن، وكذلك الجيش النظامي المتمركزين داخل اسوار السجن والذين يزيد عددهم عن 1000 جندي، والقوة الثانية هي جبهة النصرة وعناصر الجيش الحر خارج اسوار السجن". وتابع المعتقل بأن "معاناة السجناء تتلخص في القتل الممنهج الذي يتعرضون له على أيدي حراس السجن وكتائب النظام المتمركزة داخل أسوار السجن، وبأنهم قاموا بإعدام أكثر من 50 سجين منذ أسبوعين. وكذلك القذائف العشوائية التي تطلقها مجموعات الجيش الحر باتجاه أسوار السجن والتي تصيب مهاجع السجناء, حيث أودت تلك القذائف حتى الآن بحياة 15 سجين, وعدم إمكانية تسليم جثث القتلى لذويهم بسبب الاشتباكات المستمرة الأمر الذي يدفع السجناء للاحتفاظ بتلك الجثث عدة أيام وحينما تتفسخ يتم دفنها في باحة التهوية الخاصة بالسجن, إضافة إلى عدم وجود أي طبيب في السجن وفقدان كافة أنواع الأدوية والمواد الإسعافية الأمر الذي يشكل خطراً على صحة السجناء المرضى بأمراض مزمنة". وأكد المعتقل على "انعدام المواد الغذائية داخل السجن باستثناء كميات قليلة من الطحين المخزون في المستودعات والتي تكاد تشرف على الانتهاء، حيث يصل كل سجين رغيف صغير في كل يوم أو وفي بعض الاحيان يومين, ولعدم توفر الفرن ومصادر الطاقة يضطر السجناء لإشعال بعض الألبسة والأحذية ومواد أخرى من أجل صناعة الخبز", مؤكداً عدم وجود الكهرباء وأي وسيلة للإنارة أو أي مصدر آخر للطاقة منذ شهرين, وكذلك فقدان مواد الغسيل والتنظيف بشكل كلي. وأشار المعتقل إلى عدم قدرة آمري السجن الإفراج عن السجناء الذين انتهت فترة حكمهم بسبب محاصرة مجموعات الجيش الحر للسجن واستمرار الاشتباكات التي أدت إلى استحالة الخروج أو الدخول من وإلى مبنى السجن. وعبر المعتقل عن مخاوف السجناء من قطع المياه عن السجن، "حينها ستحصل كارثة أخرى أكبر وأشد بسبب العطش" على حد وصفه. هذا وناشد سجناء سجن حلب المركزي "سجن المسلمية" كافة المنظمات الإنسانية والحقوقية للتدخل العاجل وإيصال المواد الغذائية والأدوية بالسرعة الممكنة وإيجاد ممرات لإيصال تلك الحاجيات إلى داخل السجن, وكذلك طالبوا الجهات المعنية بالتدخل الفوري لوقف الاشتباكات الدائرة في محيط السجن وإنقاذ حياتهم منعاً لحصول كارثة وشيكة في حال استمرار هذا الوضع. (د – ب/ح)