جميل بايق: الأشخاص الذين يدعون الكردايتي، يعتدون على ثورة غرب كردستان
الثلاثاء 04 حزيران / يونيو 2013, 18:30
كورداونلاين

مركز الاخبار - أكد عضو المجلس القيادي في منظومة المجتمع الكردستاني جميل بايق، أن الشعب الكردي، وفيما يتعلق بموضوع غرب كردستان يواجه امتحاناً وطنياً كبيراً "غرب كردستان هي فلسطين الكرد، فكما أن جميع العرب والعالم الإسلامي والقوى التقدمية والديمقراطية في العالم ساندت القضية الفلسطينية، فعلى جميع الكرد وكافة القوى التقدمية والديمقراطية مساندة شعب غرب كردستان". وقال بأن "الأشخاص الذين يدعون الكردايتي، يعتدون على ثورة غرب كردستان".
وفي معرض تقييمه للهجمات المتصاعدة التي يتعرض لها غرب كردستان أشار بايق إلى أن العصابات المسلحة التي شنت الحرب على مناطق عفرين استمدت عزيمتها من قرار إغلاق المعبر الحدودي بين جنوب وغرب كردستان. كما انتقد بايق الشعب الكردي على لا مبالاته وصمته حيال ما يحدث في غرب كردستان، مشيراً إلى أن الشعب الكردي في جميع أجزاء كردستان يخوض الآن امتحاناً وطنياً مهماً. وفيما يلي المتن الكامل لمقال عضو المجلس القيادي في منظومة المجتمع الكردستاني جميل بايق الذي نشر في جريدة "أزاديا ولات". "الشعب الكردي في غرب كردستان يخوض ثورة وطنية ديمقراطية ذات أبعاد اجتماعية عميقة، فأمثلة الثورات التي استطاعت أن تضم جميع شرائح المجتمع قليلة جداً في التاريخ. لذلك فقد أصبحت هذه الثورة مثار اهتمام شعوب المنطقة والعالم. إلا أن أعداء المنطقة وأعداء حرية وديمقراطية سوريا لا يريدون لهذه الثورة أن تنجح ويحاولون بشتى الوسائل القضاء عليها. الاعتداءات الأخيرة من قبل العصابات المسلحة على مناطق عفرين كانت بمثابة الحملة الصليبية، حيث تحاول القوى الرجعية في سوريا وخارجها القضاء على ثورة غرب كردستان. ومع شديد الأسف فإن المجاميع الكردية المدجنة تبدو راضية عن هذه الاعتداءات، ويجري الحديث عن أن بعضها يساند هذه الاعتداءات، الحقيقة أنه ليس الكرد في غرب كردستان فقط بل جميع الشعب الكردي يواجه امتحاناً وطنياً ديمقراطيا مهماً. من المصائب الكبرى إن بعض الأشخاص الذين يدعون الكردايتي، يعتدون على ثورة غرب كردستان، إن مثل هذا الموقف إن عبر عن شيء فهو لا يعبر سوى عن خيانة قذرة. إن ما يقارب النصف مليون كردي يعيشون في حلب معظمهم من أهالي عفرين، ولكن بعد الاشتباكات بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة عاد معظم هؤلاء الناس إلى قراهم ومدنهم بحيث أن عدد سكان عفرين الآن قد تجاوز المليون نسمة، مما أحدث أزمة ومشاكل معيشية فيما يتعلق بتوفير المواد الغذائية بالإضافة إلى مشاكل الكهرباء والماء والاحتياجات المعيشية الضرورية الأخرى. في مثل هذه الظروف العصيبة قامت حكومة جنوب كردستان بإغلاق المعبر الحدودي مع غرب كردستان، وشرعت الحكومة بتوجيه التهديد والوعيد لشعب غرب كردستان، إن موقف الحكومة هذا لم يكن يستند إلى مصلحة شعب غرب كردستان بل إلى رغبة وإرادة بعض المجاميع الكردية المدجنة. ففي الوقت الذي يعاني في شعب عفرين مما يعانيه تم إغلاق الحدود في خطوة لا مسؤولة من جانب حكومة الإقليم، والعصابات المسلحة التي استمدت القوة والعزم من هذا القرار تشن الآن هجومها على مناطق عفرين. يبدو أنهم يراهنون على أن الشعب لن يستطيع تحمل هذه المصاعب وسيستلم، ولكن ليس من السهولة بمكان كسر إرادة هذا الشعب، فشعب عفرين سوف يقاوم، لأنهم ببساطة يدركون جيداً مغبة الاستسلام وعدم المقاومة. مما لا شك فيه أن القوى المتصارعة راضية عن هذه الاعتداءات لأنها المستفيدة منها وهي التي تحرض عليها، فالدولة التركية والدولة السورية تحرض وتؤجج هذه الصراعات. فتركيا تريد إضعاف الكرد والنظام السوري يريد إضعاف المعارضة، أما الولايات المتحدة الأميركية والغرب فهي تحاول إطالة أمد الحرب الدائرة في سوريا مما سيؤدي في النهاية إلى إنهاك النظام والمعارضة معاً. لذلك يمكن القول أن الحرب الأكثر قذارة في هذا القرن تدور رحاها الآن في سوريا، حيث أن مصالح جميع الأطراف متداخلة. في خضم مثل هذه الحرب القذرة يحاول الكرد البقاء كقوة ثالثة خارج دائرة هذه الحرب، ليس مع ولا ضد أي طرف، يحاولون تأسيس كيانهم الإداري الحر. والحرب الدائرة الآن في سوريا أثبتت صوابية هذه السياسة بشكل لا لبس فيه، إلا أن أعداء الكرد وبعض القوى تحاول جر الكرد إلى هذه الحرب ولا ينفكون يدبرون المؤامرات ويشنون الهجمات تلو الأخرى في محاولة جر الكرد إلى دائرة الحرب. إلا أن الشعب الكردي مصر على حماية موقفه وخطه الثالث، فالشعب والقوى الديمقراطية قد أعلنت أنها قوة ثالثة لا تقف إلى جانب أي طرف، وأنه سوف يعمل على بناء حياته الحرة والديمقراطية، هذا الموقف من الأهمية بمكان ليس للشعب الكردي فقط بل لجميع شعوب الشرق الأوسط. وعليه فإن المقاومة التي ظهرت هي مقاومة الشعوب وهي مقاومة جديرة بالاحترام والتقدير. إن القوى الرجعية في المنطقة والقوى الرجعية في العالم في صراع دائم وكل واحدة منها تعتبر الأخرى خطرا يهدد بقائها، وكل واحدة منها تحاول استمالة الشعوب إلى معسكرها في مواجهة هذا الخطر، فالقوى الرجعية في المنطقة تقول لشعوبها. "إذا لم تكن إلى جانبي وتساندني فأنت خائن". أما الرجعية العالمية فتقول "إذا كنتم راغبين بالتخلص من الأنظمة الدكتاتورية فيجب أن تكونوا إلى جانبي". كلا الرجعيتين لا تفرضان على الشعوب سوى مصالحها الخاصة، وتحاول محاصرة ولجم إرادة الشعوب في إطار هذين الخيارين. إن الشعب في غرب كردستان قد أثبت أنه ليس مضطراً للاختيار بين أحد هذه الخيارين، وأثبت بخياره الثالث أن الشعوب قادرة على نيل حقوقها السياسية والثقافية والاقتصادية. إن هذا الموقف بحد ذاته محل تقدير واحترام. لهذه الأسباب فإن على الإنسانية التقدمية في المنطقة والعالم مساندة مقاومة الشعب في غربي كردستان واعتبارها مقاومة لأجل الإنسانية التقدمية في المنطقة والعالم. كما أن على الشعب الكردي في جميع أجزاء كردستان دعم ومساندة مقاومة غرب كردستان. ولكن ومع الأسف فإن موقف الكرد في جميع الأجزاء لا يزال ضعيفاً تجاه غرب كردستان. حيث يتم إغلاق المعبر الحدودي مع غرب كردستان ولا أحد يبدي أي ردة فعل، المئات من الأطفال والنساء والشيوخ يختطفون ويؤخذون كرهائن لدى العصابات المسلحة لكن أحداً لا يبدي أية ردة فعل تجاه ذلك. هذا تجاهل وعدم مبالاة غير مقبولة أبداً، إن غرب كردستان هي فلسطين الكرد، فكما أن جميع العرب والعالم الإسلامي والقوى التقدمية والديمقراطية في العالم ساندت القضية الفلسطينية، فعلى جميع الكرد وكافة القوى التقدمية والديمقراطية مساندة شعب غرب كردستان. إن انتصار مقاومة ونضال غرب كردستان هو انتصار لمقاومة ونضال جميع الشعوب. جريدة آزاديا ولات