خالد ديريك :عندما تقصف إسرائيل الأراضي السورية.
الجمعة 10 أيّار / مايو 2013, 19:49
كورداونلاين

لم يكن مفاجئأ عندما تعرض جبل قاسيون وريف دمشق للقصف والعدوان من قبل سلاح الجو الإسرائيلي ,وكما لم يكن مفاجئأ أكثر عندما دمشق لم يرد على ذلك العدوان
كل دولة ذات السيادة والأستقلال ولها الجيش والمخابرات لا تسمح لدولة أو جهة أخرى في الأعتداء على أراضيها وأنتهاك سيادتها لأي سبب كان
فسورية منذ أستيلاء النظام البعث عرش الرئاسة أدعت بأن قرارها مستقل ولا ترضى بالتبعية ولا تقبل بالذل والهوان وإنها رمز المقاومة والصمود والشموخ والكبرياء لا بل قلب عروبة النابض وعنوان الصمود والتصدي
والكثير من الصفات اللتي جعل من نفسه أي النظام في مرتبة وحدود الأولياء والصالحين وزرعت في رؤوس ومخيلة أبناء سورية بأن جيشها لا تقهر وكتبوا وألفوا الكتب والدواوين عن بطولات النظام البعث وقائده المفدى حافظ الأسد وطبعا من بعده ولده اللذي تابع الرسالة بكل الأمانة والصدق
سورية جولانها محتلة منذ عام 1967من قبل إسرائيل ,وإسرائيل اللتي تعيش في وسط أعدائها العرب ,كان جبهة الجولان من أهدأ الجبهات لا بل كان النظام البعث أكثر من حارس أمين على الحدود الشمالية لدولة إسرائيل ولم يطلق رصاصة واحدة بأتجاه هذه الدولة اللذي يسميه بالكيان الصهيوني.اللواء الأسكندرونة وسهول كيليكية لم يطلبه النظام يوما بشكل رسمي من تركيا ولم يتحدث عنه,لا بل كان يجوع شعبه ويمارس بحقه كل أنواع القهر ويسلح جيشه بحجة إن سورية في قلب المؤامرة والجولان مازال محتلا وبهذه الحجج أجل كل قضايا الداخلية
واليوم لم يكن مفاجئأ عندما تعرض جبل قاسيون وريف دمشق للقصف والعدوان من قبل سلاح الجو الإسرائيلي ,وكما لم يكن مفاجئأ أكثر عندما دمشق لم يرد على ذلك العدوان
فهذه ليست المرة الأولى اللتي تخترق إسرائيل أجواء سورية وتنفذ عملياتها وغاراتها ضد المواقع والمراكز والمعامل العسكرية السورية. زيف حكومة البعث عن محور الممانعة وماإلى ذلك من الأقاويل أنكشفت بشكل العلني والجوهري منذ أندلاع الثورة السورية.في كل يوم جديد يثبت ويؤكد لنا النظام بأن كل تلك الأسلحة اللتي أشترتها من الدماء السوريين كان من أجل إراقة ذلك الدم عندما يشعر بخطر سقوط عرشه وليس ليستعملها في أستعادة الجولان واللواء الأسكندرونة
لأن منذ شرارة الأولى للثورة السورية قابلها النظام بالرصاص الحي, وحتى اليوم عمل الكثير من المجازر بحق هذا الشعب الأبي .والطائرات الإسرائيلية تسرح وتمرح تقصف وتغير بدون رقيب وعتيد
وفي النهاية يطمئن اسرائيليون الأسد بأن عدوانهم ليس ضد نظامه وإنما ضد شحنات الأسلحة الإيرانية الموجهة إلى حزب الله اللبناني
أي نظام ممانع هذا ,عدوه يزلزل الأرض تحت أقدامه وعلى مقربة من قصره ويجعل من ليل عاصمة مملكته أو دولته نهارا من شدة وقوة الدمار الهائل وهو لا يحرك ساكنأ,وعندما طالب شعبه بأبسط حقوق الحياة قمعه بكل الوحشية والإجرام
فهنا تكمن القصة بأنه عدو شعبه وصديق أعدائه المفترضين ومصاص دماء وثروات الوطن والأمة تحت اللافتات والحجج الواهية والخادعة.
بقلم خالد ديريك.