 |
|
السبت 21 كانون الأوّل / ديسمبر 2024, 17:41
|
|
|
رودي عثمان : عابد خليل. شهيد الكلمة والقلم والموقف الحر
الأحد 21 نيسان / أبريل 2013, 17:41 كورداونلاين
حاول من خلال مجلس حركة المجتمع الديمقراطي أن ينهي الأزمة والخطر الذي داهم مدينته بأقل الخسائر وإخراج تلك القوات الغريبة عن المدينة. وكان من بين الداعين إلى عودة المواطنين للمدينة بعد نداء الهيئة الكردية العليا بتنظيم "تظاهرة العودة
قالها قبل أن تبدأ ذئاب الغدر بالانقضاض على أهله " سريه كانيا من؛ مدينتي عزيزتي جميلتي اليوم دخل ترابكِ الطاهر لصوصا وجنودا غرباء.. سنحرركِ, سنعيدكِ إلى سابق عهدكِ جميلةً بعزيمة شباننا وأهلنا.. لا تحزني". عابد خليل من أبناء عاصمة الميتانيين ومهد الحضارة "واشو كاني" ولد في قرية عاجلة التابعة لمنطقة سريه كانيه في العام 1973 ضمن عائلة كبيرة عانت وكدحت لتعيش بكرامة. تكفل والده ووالدته بعناء تنشئتهم, ضمن هذه الأجواء عاش طفولة معذبة كما حال أطفال شعبٍ باحثٍ عن حريته؛ كالشعب الكردي. درس عابد خليل المرحلة الابتدائية في مدرسة قريته ولشدة ذكائه واجتهاده رفّع من الصف الأول إلى الثاني, وانتقال مع عائلته إلى مدينة سريه كانيه ليكمل المرحلة الابتدائية في مدرسة الشهيد محمود شيخ محمود. ودرس بعدها الإعدادية والثانوية في مدرسة ابن خلدون ونال الشهادة الثانوية في العام 1991 . وبسبب الظروف الصعبة لعائلته لم يكمل حلمه في الالتحاق بالجامعة وإكمال دراسته, لذا فضل أن يعمل ويساعد والده لإعالة أسرتهم, عمل في عدة مجالات كان آخرها التجارة, وفي العام 2002 قرر إكمال حلمه في الالتحاق بعالم الصحافة ونيل شهادة جامعية. درس في قسم الإعلام بجامعة دمشق وتخرج منها في العام 2006 . لكنه واجه مشكلة هي حال أجيالٍ بأكملها ألا وهي فقدان فرص العمل والمحسوبية. عاد إلى العمل في مجال التجارة والتدريس وعينه على العمل الصحفي فلم يتوانى يوما عن كتابة المقالات والأخبار للمواقع الالكترونية التي هيأت له فرص لتطوير ذاته إعلاميا.تعرف عابد خليل منذ أواخر الثمانينات من القرن المنصرم على حركة التحرر الكردستانية وتمسك بأفكارها وعمل ضمن مؤسساتها المجتمعية, قرأ وتشرب أفكار حركة الحرية وقائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان ورأى في أفكاره حلولا جذرية للقضية الكردية ومشاكل المنطقة بأسرها من خلال مشروع الكونفدرالية الديمقراطية. في الثالث من شهر آذار من العام 2012 انتخب كأول رئيس للمجلس الشعبي في مدينة سريه كانيه, ومنذ ذلك الحين قام بواجبه في التعريف الصحيح لمشروع الإدارة الذاتية وأهدافها وبشكل خاص بين المكونات الاجتماعية للمدنية حيث كانت له صلات ومحبة لدى العرب, الشيشان, الأرمن والمسيحيين, وقد كان قريبا من أهالي مدينته ففي كل تظاهرة كان لـ عابد خليل كلمة يلقيها في الجماهير يحثهم على الثورة وبناء نظامه الخاص الذي يضمن وجودهم. وقفته المشرفة في سريه كانيهالإنسان موقف وخير من مثل الموقف الوطني كان عابد خليل, فبعد دخول المجموعات المسلحة مدينة سريه كانيه احس بألمٍ وخطرٍ على أهل مدينته وحاول من خلال مجلس حركة المجتمع الديمقراطي أن ينهي الأزمة والخطر الذي داهم مدينته بأقل الخسائر وإخراج تلك القوات الغريبة عن المدينة. وكان من بين الداعين إلى عودة المواطنين للمدينة بعد نداء الهيئة الكردية العليا بتنظيم "تظاهرة العودة", وطلب من أسرته أن تكون أول المتظاهرين كي لا يقال بأنه يفرق بين عائلته وابن مدينته.صبيحة يوم التاسع عشر من شهر تشرين الثاني حمل أنباءً مقلقة تمثلت في هجوم المجموعات المسلحة على حاجزا لوحدات حماية الشعب, ومن باب حرصه على سلامة المواطنين الذين كانوا في طريقهم إلى المدينة من مختلف مناطق غرب كردستان توجه إلى حاجز الصناعة الموجود على طريق الدرباسية ليجد حلا ومخرجا لما فعلته تلك المجموعات. لكن رصاص الغدر سبقت مسعاه ولم تدعه يكمل رسالته في تآخي الشعوب والأقوام والعيش المشترك. سقط على تراب المدينة التي أحبها؛ المدينة التي وهبت رستم جودي, مزكين, علي, عاكف وآخرين. في الذكرى الخامسة عشر بعد المئة ليوم الصحافة الكردي تفتقد الصحافة الكردية الشهيد عابد خليل الذي مثل القيم المجتمعية وقمة الأخلاق الصحفية حيث وظف كل طاقاته وإمكاناته في خدمة شعبه وأرضه ولم يميز أو يفرق يوما بين مكونات المجتمع السوري, وأصبح بميراثه النضالي وجرأته مثالا لكل صحفيٍ يبحث عن الحقيقة دون تزيفٍ أو تحريف؛ تلك هي المهنة التي أحبها.عابد خليل كما كان يعرف نفس لمحدثيه "الصحفي ورئيس المجلس الشعبي عابد خليل".
|
|
1506.
مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا
|
|
|
|
