 |
السبت 15 شباط / فبراير 2025, 05:55
|
|
اّزاد جاويش :إلى أين يأخُذنا السيدان أردوغان وأوجلان
الجمعة 19 نيسان / أبريل 2013, 05:55 كورداونلاين

تخّوف تركيا من مطالبة الكورد بالفيدرالية أوالإدارة الذاتية وانشاء المؤسسات وانضمام جميع الأحزاب الكوردية تحت سقف الهيئة الكوردية العليا وهي تمتلك قوتها العسكرية
إلى أين يأخُذنا السيدان أردوغان وأوجلان ؟نلاحظ يوماً بعد يوم على أرض الواقع أنه ليس من السهل أن يتم تجاوز العقبات التي وقفت وستقف أمام خارطة الطريق المطروحة من قبل القائد الكوردي عبدالله أوجلان من أجل الحل السلمي للقضية الكوردية في شمال كوردستان وانهاء العنف والكفاح المسلح الذي بدء عام 1984 وأسفر حتى يومنا هذا عن مقتل واستشهاد ما لا يقل عن 45 ألف شخص من الطرفين, كما يتضح أمام أعيون الجميع بأن الطرفين الكوردي والتركي سيلاقي الصعوبات والعقبات المتوقعة والغير منتظرة وخاصة بالنسبة للطرف الكوردي بسبب إنعدام الثقة بالحكومة التركية وخوفهم من تكرار سيناريو ما حصل عام 1999 عندما القي القبض على القائد عبدالله أوجلان في كينيا عن طريق مؤامرة دولية وبمساعدة مخابرات الدول العظمى وحينها أعلن حزب العمال الكوردستاني وقف إطلاق النار من جانب واحد, وعند انسحاب المقاتلين الكورد تم ملاحقتهم من طرف الجيش التركي وحينها تلقى الحزب ضربات موجعة حيث استشهد المئات من المقاتلين وألقي القبض على مئات آخرين منهم, لكن من الواضح أيضاً أن الطرفين جادين هذة المرة لحل القضية الكوردية والاعتراف بحقوق الشعب الكوردي وإنهاء العنف في البلاد ومن المتوقع أن يلاقي حزب العدالة والتنمية صعوبات لإقناع الشعب التركي لحل هذة الأزمة رغم وجود إشارات أن غالبية الشعب التركي مع الحل السلمي وكما يتطرق الإعلام التركي يومياً ليلاً ونهاراً المنحازة الى ايجابية حل القضية الكوردية الى مسألة وموضوع حل الأزمة والديمقراطية في البلاد ومن المنتظر أن يزداد نسبة الأتراك الذين يؤيدون حل القضية الكوردية يوماً بعد يوم. حل القضية الكوردية في شمال كوردستان والإعتراف بالشعب الكوردي وإنهاء العنف والكفاح المسلح بين الحكومة التركية وحزب العمال الكوردستاني لا يصب في مصلحة الكثير من الدول الإقليمية وخاصة المجاورة لتركيا مثل ايران وسوريا, ولا حتى في مصلحة بعض الأحزاب الداخل, لذلك تقوم تلك الدول الخارجية بعرقلة الخطة المطروحة لاحلال السلام وحل القضية الكوردية بالطرق السلمية وإنهاء الصراع والجلوس على الطاولة, لذلك خطة السلام المطروحة من القائد الكوردي عبدالله أوجلان حتماً لاقت وستلاقي العقبات والمصاعب وأولها عندما تلقينا ببالغ من الأسف نبأ إغتيال الناشطات الكورديات الثلاث (سكينة جانسيز، فيدان دوغان، وليلى سويلميز) يوم 10.01.2013، إثر عملية إرهابية في منتصف مدينة باريس العاصمة الفرنسية وجميع المؤشرات وأصابع الإتهام تتجه نحو جهات تركية مجهولة لمن لا يريد الخير للشعبين التركي والكوردي المرتبطة بخلايا سرية متطرفة من داخل الحكومة التركية, وآخر العقبات وليست الأخيرة سمعت اليوم أيضاً نبأ استقالت جولسران أونانج, من منصبها كنائبة لرئيس حزب الشعب الجمهوري, أكبر أحزاب المعارضة التركية إثر تزايد الانتقادات الموجهة ضدها بسبب تصريحاتها المؤيدة لجهود السلام التي تبذلها الحكومة التركية للوصول إلى حل سياسي وسلمي للنزاع الكردي المستمر منذ ثلاثة عقود.كما علمنا من مصادر تركية أن الأتراك القوميين المتشددين قامو بتهديد حزب العدالة والتنمية التي يترأسها أردوغان بالإغتيالات في داخل تركيا لعرقلة خطة السلام المطروحة من الطرفيين, وحتى أحزاب تركية آخرى تعتبر نفسها يسارية ومنها يمينية ومتطرفة كحزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية هم أيضاً يحاولون عرقلة عملية السلام من أجل المصالح الحزبية والوصول إلى السلطة والحكم لأنهم يعلمون جيداً إن استمرت عملية السلام حتى أوائل عام 2014 حيث الإنتخابات التركية حينها سيفوز أردوغان في الإنتخابات القادمة بمساندة الأحزب الكوردية الذين يمتلكون المقاعد في البرلمان التركي وتعدادها لا يستهان به, وازدياد جمهور ومؤيدي أردوغان يوماً بعد يوم لإهتمامه بحل جميع الأزمات من أجل الحفاظ على النمو وقوة تركيا سياسياً وعسكرياً واقتصادياً في الشرق الأوسط, لذلك تلك الأحزاب المعارضة التركية اليسارية واليمينية ومنها المتشددة رفضا المشاركة في اللجنة المتابعة لاحلال السلام, بحجة عدم اطلاعهما على تفاصيل الاتفاق المُبرم بين أوجلان والحكومة التركية, ولاعتقادهما بوجود اتفاق سري لتحويل تركيا الى دولة فيدرالية ومن ثم تقسيم تركيا الى دويلات ولاحقاً إطلاق سراح القائد أوجلان.طبعاً هنا لا أدافع عن أردوغان وحزبه وجرائمه لأننا نعلم جيداً الجرائم والإغتيالات التي حصلت بحق الشعب الكوردي في عهده وما زال على رأس السلطة ونشاهد بين الحين والآخر تقوم الطيران الحربي التركي بقصف مواقع حزب العمال الكوردستاني في جبال قنديل ويسفر عن قصفه لتلك المواقع الأضرار المادية واستهداف المدنيين العزل, ونعلم جميعاً أن الآلاف من الصحُفيين والسياسيين المتعاطفين مع القضية الكوردية ما زالو محتجزين في السجون التركية, لكن السياسة في وقتنا الحالي يتطلب من الحكومة التركية حل الأزمة الكوردية ليس لعشقه لنا ولقضيتنا بل عليه حل هذة الأزمة عاجلاً أم آجلاً تحت ضغوط أوربية وعالمية ويجب على الحكومة التركية حل جميع الأزمات التي تقف أمام تطور مستقبل تركيا وهي تنمو اقتصادياً وباتت الدولة الأكبر قوة في الشرق الأوسط وعلى تركيا حل الأزمة والمشكلة الكوردية والقبرصية واحلال الديمقراطية في البلاد وحقوق الإنسان وحرية التعبير والرأي والديانات والقوميات المختلفة في أنحاء البلاد من أجل مصالحها وخاصة في مسألة انضمامها إلى الإتحاد الأوربي في المستقبل.نعلم أن حزب العمال الكوردستاني أعلن عدة مرات مبادرة وقف اطلاق النار من جانب واحد دون آذان صاغية من الطرف التركي وعلى العكس كثّف الجيش التركي هجماته بشكل وحشي على معاقل مقاتلي الكوردستاني بالأسلحة الثقيلة والطيران الحربي مستخدمة أسلحة محرمة دولياً مثل القنابل العنقودية وحتى أنه استعمل الغازات السامة وظن أن الحزب في حالة وموقف الضعف لذلك ازدادت هجماته الوحشية وأعتقد أنه يستطيع القضاء على الثورة الكوردية لكن دون جدوى فشلت هجمات الجيش التركي كسابقاتها, ومن خلال التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط وانتصار الثورات والشعوب العربية على حكامها بما يسمى بالربيع العربي علماُ لم نلتمس هذا الشيء من الربيع وكان يجب تسميته بالشتاء العربي, وكما من خلال التفاف الشعب الكوردي حول حزب العمال الكوردستاني وازدياد شعبيته وازدياد قوة الأحزاب الكوردية في البرلمان التركي واصرار ومطالبة الشعب الكوردي بحقوقه المشروعة, وأيضاً من خلال التطورات عبر الثورة السورية التي حصلت في المناطق الكوردية وتخّوف تركيا من مطالبة الكورد بالفيدرالية أوالإدارة الذاتية وانشاء المؤسسات وانضمام جميع الأحزاب الكوردية تحت سقف الهيئة الكوردية العليا وهي تمتلك قوتها العسكرية من وحدات حماية الشعب التي تعتبرها تركيا وتوصفهم بعناصر حزب العمال الكوردستاني حسب اعتقادهم, لذلك جميع هذة الأسباب التي ذكرتها أعلاه تُجبر تركيا أن تبحث عن حلول لكي تخرج من هذة الأزمة وتعلم جيداً أن لا أحد يستطيع اخراج تركيا من هذة الورطة غير شخص واحد ألا وهو القائد عبدالله أوجلان ومن هذا المنطلق نتمنى أن لا يقدم أوجلان تنازلات جذرية من أجل انهاء العنف والصراع بين الطرفين والاعتراف بالشعب الكوردي وكما نعلم الأقوى يفرض شروطه على المقابل الضعيف, ولن يحصل أي اتفاق بين قوتين دون التنازلات من الطرفين لكن ضمن شروط الحفاظ على الطرف الكوردي وعدم تكرار مأساة عام 1999.
|
1315.
مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا
|
|
|
|