السبت 01 حزيران / يونيو 2024, 21:02
د.م.درويش:هيمنة اللون السياسي الواحد هو سخرية من الثورة السورية




د.م.درويش:هيمنة اللون السياسي الواحد هو سخرية من الثورة السورية
الثلاثاء 09 نيسان / أبريل 2013, 21:02
كورداونلاين
بات كل لون من هذه المعارضات السورية يرسم ويخطط كيف سيتمكن من الهيمنة على الثورة السورية وكيف سيتوصل لفرض نفسه على بقية الأطراف


إن دمعة طفل مشرد وجائع في سوريا اليوم، هذه الدمعة أغلى وأرفع من كل قامات السياسيين والمعارضين، وتفوق بقيمتها كل هيئاتهم وأموالهم، وترقى إلى مجاراة الإنسانية جمعاء.

منذ بدء الثورة السورية وحتى اليوم، لم يفهم المعارضون السوريون بعد، بأن الذين نهضوا في سوريا لم ينهضوا لأجل حزب أو طائفة أو لون سياسي ما، إنّما نهضوا من أجل كرامتهم وحريتهم وحقوقهم المسلوبة منذ عدة عقود من الزمن، ومع استمرار الثورة وتتابع التضحيات العظيمة أصبحت المعارضة خلف الثوار وبعيدين عنهم، ولكن الأسوأ من هذا وذاك هو تلاعب الأطراف المعارضة بمصير الثورة ومحاولتهم عزل الثوار الحقيقيين عن دورهم الرائد في الثورة واستمرارها، حيث تخبطت المعارضة السورية وبكل ألوانها وتناحرت فيما بينها كي تهمش دور الثوار الفعليين وإبعادهم عن لعب دورهم في قيادة إدارة الحراك في الميدان، وبكلمات أخرى أصبحت المعارضات السورية عنصراً كابحاً لتقدم الثورة ولاسيما بتشتتهم وترددهم وبالتالي بتناقضهم باختيار الطريق المناسبة للتمسك بالحل الفعال والكافي لقهر النظام السوري الخارج عن كل القوانين الدولية والإنسانية.

 

فبدلاً أن تتفاهم المعارضات السورية وأن تتقارب وتتشارك في رسم إستراتيجية الحراك وتقدمه وبدلاً من توصلهم لوضع خارطة طريق متكاملة لسوريا الغد، بدلاً من هذا وذاك، بات كل لون من هذه المعارضات السورية يرسم ويخطط كيف سيتمكن من الهيمنة على الثورة السورية وكيف سيتوصل لفرض نفسه على بقية الأطراف وعلى مجمل النسيج السوري بعربه وكورده وغيرهم، وبمسلميه ومسيحييه وغيرهم، أي وبكلمات أخرى بدأ كل لون يؤسّس لدكتاتورية جديدة لتحل محل دكتاتورية النظام الراهن، وكأن هذا اللون السياسي أو ذاك سيظهر وكأنه يسخر من الثورة؟

 

لتعلم كل قوى المعارضة السورية وبكل ألوانها، بأن الشعب السوري قدّم ومازال يُقدّم تضحيات عظيمة ومميزة وسيشهد عليها التاريخ، هذا الشعب أصبحت الثورة في دمه وباتت ثقافته تتمثل بالروح الثورية الدائمة والكامنة، هذه الثقافة لن يتردد الشعب السوري عن إظهارها وتطبيقها كلما اصطدمت بمن يعبث بها أو بمن ينوي أن يلجمها أو يُقيّدها، أي الشعب جاهز لأن يثور مرة تلو الأخرى حتى تتحقق مطالبه النبيلة في الحرية والكرامة وتحقيق مصيره بيده.

 

أتمنى أن تعمل المعارضات بشكل آخر يضمن التعبير الفعلي والحقيقي لمطالب الشعب السوري الثائر، وأن يبتعدوا عن الفكر الشوفيني وعن مبدأ الهيمنة والأنانية واستئثار القرار أو السلاح، لأن كل هذه الممارسات ستؤدي بهم إلى التهلكة أمام صمود وثقافة الشعب السوري الثائر، فلتكن المعارضات ممثلاً واقعياً لمطالب الشعب وأن لا يجعلوا من أنفسهم سخرية للثورة ولثوارها الأصليين من أبناء الشعب السوري العظيم.

 

باحث وكاتب كوردي، 08/04/2013

1190.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات