الإثنين 19 أيّار / مايو 2025, 17:53
مروان سليمان :رحلة إلى القبور في أوج الثورة




مروان سليمان :رحلة إلى القبور في أوج الثورة
الثلاثاء 02 نيسان / أبريل 2013, 17:53
كورداونلاين
فهنا احتفال بفتح مكتب للحزب و هناك رحلة للآثار و هناك ندوة عن الحق العام و أخرى عن حقوق الإنسان و المرأة و الرجل و الأقليات و كلها تجري في مكاتب صنعت خصيصاً لإثبات تواجدها

رحلة إلى القبور في أوج الثورة

دعوا القبور لأهلها فإن راحتهم تكمن في وحدتكم، و دعوا آثاركم مختفية فإنها تخجل من رؤية تشرذمكم.

في الحروب لا تنفع الأخلاق الحميدة و لا النوايا الحسنة و لا المزاودة في الإنسانية و لا الرحمة الرحيمة و لا الشفقة الحميمة و خاصة في منطقة واقعها حروب و قتل و دماء و قطع رؤوس و انتقام و لطم لا ينفع معه سياسة زيارة القبور

 و تمجيد الشهداء ما لم تكن لديك قوة تحميك منها.

أصبح الهم الشاغل للكرد في هذه الأيام المسابقة فيما بينهم في برامج ترفيهية لا صلة و لا علاقة لها بالثورة و ما يجري من تطورات على الأرض و من تكتلات و تسليح أبداً كما أصبح الكرد يضعون الشهداء في خدمة هذه المسابقات التي لا لون

و لا رائحة لها على أساس تقدير الشهادة و الشهداء و لكنه في الحقيقية لخدمة مصالحهم الشخصية و المصالح الحزبوية الضيقة.

بين الفينة و الأخرى هناك مسابقة للسير مشياً على الأقدام من كردستان الغربية إلى الجنوبية لزيارة ضريح البارزاني الخالد رمز الأمة الكردية و صانع أمجادها و الذي يعتبر الأب الروحي للكرد، و لكن في الزيارة هذه الأيام لها نكهة خاصة بالراحة و الإستجمام و التسلق على أكتاف الغير لأنها ليست في الوقت المناسب فالمسيرة في الإتجاه الخاطئ و في الوقت الغلط، و لكن تبقى المنافسة شديدة بين هذا الفريق و ذاك ليثبت كل فريق على حساب الآخر ولائه المزيف أو الشكلي أو جرياً وراء الشهرة .

عدا عن ذلك ففي كل أسبوع تنتظر الجماهير الغفيرة إفتتاح مهرجانات و ندوات لا فائدة منها سوى إلهاء الجماهير في مضيعة الوقت و إرضاء النفوس بأنها قامت بعمل ما و كل الهدف هو إيصال الصوت الشخصي و إبرازها و إثبات للوجود، فهنا احتفال بفتح مكتب للحزب و هناك رحلة للآثار و هناك ندوة عن الحق العام و أخرى عن حقوق الإنسان و المرأة

 و الرجل و الأقليات و كلها تجري في مكاتب صنعت خصيصاً لإثبات تواجدها و إبرازها على أنها تقوم بدور فعال على الساحة في شكل مكتب و مدير و عدد من الشخصيات التي تأتي جيئة و ذهاباً لملئ الفراغ من ناحية و بسبب البطالة المتواجدة و بكثرة في هذه الأيام.

أما عن ظاهرة المهرجانات التي تقام على القبور و البكاء على الأطلال فحدث و لا حرج، فبين الفينة و الأخرى تقوم الجماهير في الصباح الباكر من بكرة أبيها لتزور قبر الشهيد........... و تضع أكاليل الزهور على ضريحه المقدس و تقام الإحتفالية بعدها بيوم وفاته و بعد مرور أسبوع على وفاته و بعد شهر من وفاته و في أربعينيته و سنويته و إلقاء الخطابات الرنانة التي لا تطعم جائعاً و لا تلقي الأمان على خائف في ظل أوضاع معيشية صعبة و خانقة.

كل هذ الوقت يذهب سدىً و هدراً و هباءً منثوراً لا فائدة منه على الإطلاق مع الإحترام الشديد لجميع الشهدا و تضحياتهم

و هذا ليس تقليلاً من شأنهم و مكانتهم الرفيعة حيث العلى وفي القلب و ليس بالشعارات المزيفة و الخطابات و المتاجرة بدمائهم و النفاق و البكاء الكاذب على أضرحتهم ، لأنه في هذه الأيام يتطلب منا العمل الكثير من أجل الدفاع عن الشعب

و العمل الكثير من أجل الدفاع عن الأرض و العمل الكثير من أجل أن لا يسقط شهداء آخرين حتى لا تتكرر المأساة على القبور ثانية لأن الحفاظ على الحياة هو غاية المراد و سوف نكون سعداء و محظوظين إذا إستطعنا الدفاع عن حياة أهلنا

 و شعبنا و عندئذ نكون الرابحين على جميع الأصعدة الحياتية و الأرضية و الشعبية.

يجب أن ننظر إلى ما حولنا و ننظر إلى القوة الهائلة التي تدمر الأخضر و اليابس و كيف يتم قتل الآخرين بدم بارد و يتم نهب أموالهم فهم يقتلون البشر و الحجر كل هذا يجري من حولنا و نحن في ثبات عميق ليس لنا حيلة و لا قوة لكي ندافع بها عن أنفسنا و أموالنا و أرضنا و الأسوأ من ذلك إننا لم نعطي التفكير الكافي حتى في بناء هذه القوة ، فلماذا كل هذا التهافت و العويل الذي لا فائدة منه سوى ضياع الوقت و ضياع الطاقات الجماهيرية و الشبابية دون أن نلفت لها العناية و الإهتمام اللازم في تسخير هذه الطاقات في خدمة شعبنا و في الدفاع عنه و حمايته .

لا بد من مراجعة شاملة لمواقفنا و أعمالنا و لما قمنا به حتى الآن و لما يجب أن نفعله في قادم الأيام لأن الآتي سوف يكون أصعب بكثير من الذي مضى هذا إذا كنا نريد أن نصل إلى أهدافنا في بناء جيل يستطيع الدفاع عن الإنسان و الشعب الكردي و أرضه و يستطيع أن يقف في وجه أطماع الآخرين اليوم و غداً و يمنعهم من التنكيل و التشريد بأهله و شعبه كما يحدث لدى الآخرين و في المناطق الأخرى التي يجب أن تكون لنا فيها عبرة.

إن العزيمة يجب أن لا تلين إذا ما تعلق الأمر بتحقيق الحلم أو الأهداف و من هنا يجب علينا المثابرة و التصميم في بناء القوة الكردية بالإرادة القوية و الصلبة من منطلق الكوردايتي و الحفاظ على منطقتنا و استقرارها و أمنها. 

 مروان سليمان

02.04.2013

1359.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات